جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@19:14:53 GMT

الزي العُماني إلى أين؟

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

الزي العُماني إلى أين؟

 

جابر حسين العُماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

وُجِّهَت لي دعوةٌ لتقديم ورقة علمية في أحد المؤتمرات الخليجية، وطُلب مني تقديم الورقة بالزي العُماني، ومن باب الفضول سألت المعنيين هناك: لماذا التركيز على الزي العُماني؟ فجاء الرد: لأن الزي العُماني أصبح  محط أنظار العالم، والعالم يحترمه ويقدره ويجله كثيرًا، وهذا ما نراه فعلاً ونلمسه اليوم من بلدان العالم تجاه سلطنة عُمان وزيها العُماني الأصيل، الذي تعود على لبسه أهل عُمان وحافظوا عليه.

لقد أكد القانون العُماني على لبس الزي العُماني للموظفين وطلاب المدارس الحكومية، وذلك حفاظًا على الموروث الشعبي العُماني، وعُرف الإنسان العُماني منذ القدم بمحافظته على تراثه وأصالته العُمانية، ولا زال أبناء وبنات عُمان منذ نعومة أظافرهم يهتمون بارتداء الزي العُماني العريق، والذي لا يفارقهم في حضرهم أو سفرهم.

إنَّ أهم ما يلمسه زوار سلطنة عُمان في الداخل العُماني، هو تجسيد وحب وعشق واعتزاز أهل عُمان بتراثهم الوطني الأصيل المتمثل في الأزياء العُمانية المختلفة والمحتشمة، والتي عُرفت بأناقتها وجمالها وبساطة أشكالها وألوانها وشهرتها العالمية، وأصبح الزي العُماني التقليدي له طابعه المميز من بين الأزياء العربية والإسلامية، حيث عُرف بالحشمة والأصالة والعراقة. ولكن في الآونة الأخيرة هناك من سعى لإدخال بعض التحديثات على الزي العُماني التقليدي، بحيث أفقده شيئا من أصالته وعراقته التي تربى عليها أبناء الوطن منذ القدم.

وكم هو مؤسف جدًا عندما ترى اليوم في الأسواق والأماكن العامة بعض الموديلات النسائية التي انسلخت عن هويتها، فصارت بعض النساء يرتدينها، مثل ارتداء العباءة الضيقة أو القصيرة أو الملونة، تقليدًا لصيحات الموضة الغربية والعالمية، التي لا علاقة لها بعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا الإسلامية والوطنية.

وقد سبق أن منعت مؤسسات الدولة المعنية إدخال التغييرات على الدشداشة الرجالية العُمانية، حفاظًا على الهوية العُمانية، لذا أصبح اليوم من الواجب أيضا تفعيل نفس القانون على بعض التغيرات التي طالت الزي النسائي العُماني، وأفقدته هويته التي عرف بها، بنفس الهدف وهو الحفاظ على الهوية العُمانية الأصيلة للمرأة العُمانية، ولكي لا تصبح المرأة أداة من أدوات الإغراء للمجتمع، ميزها الله تعالى بالحصن المنيع، وهو اللباس المحتشم الذي يستر جسدها ومفاتنها لتكون مفخرة من مفاخر الدنيا بحجابها وعفافها.

اليوم لا بُد أن يعي الجميع أن لباس المرأة المُسلمة ما هو إلا جزء لا يتجزأ من الحجاب الذي أراده الله تعالى للمرأة، وهو يمثل عنوانًا واضحًا وصريحًا للأحكام الاجتماعية التي خصصها الله تعالى للمرأة في النظام الإسلامي الحنيف، فقد حث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على أهمية الحجاب، ولبس اللباس المحتشم، وأنذر بالعذاب العظيم  للاتي لا يعتنين باللباس المحتشم، فقد جاء عن أمير المؤمنين ومولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب أنه قال: (دَخَلْتُ أَنَا وَفَاطِمَةُ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَوَجَدْتُهُ يَبْكِي بُكَاءً شَدِيدًا، فَقُلْتُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اَللَّهِ مَا اَلَّذِي أَبْكَاكَ؟ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ؛ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى اَلسَّمَاءِ رَأَيْتُ نِسَاءً مِنْ أُمَّتِي فِي عَذَابٍ شَدِيدٍ، فَأَنْكَرْتُ شَأْنَهُنَّ، فَبَكَيْتُ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ شِدَّةِ عَذَابِهِنَّ)، ثم أخذ في تعداد أسبابهن، ومن بينهن قال: (رَأَيْتُ اِمْرَأَةً مُعَلَّقَةً بِشَعْرِهَا يَغْلِي دِمَاغُ رَأْسِهَا)، فلما سألته ابنته فاطمة الزهراء عن سبب ذلك قال: (يَا بِنْتِي؛ أَمَّا اَلْمُعَلَّقَةُ بِشَعْرِهَا فَإِنَّهَا كَانَتْ لاَ تُغَطِّي شَعْرَهَا مِنَ اَلرِّجَالِ).

وهنا رسالة واضحة على أهمية الحفاظ على الزي الاجتماعي الذي يجب أن يكون في محل الحشمة والعفة والسداد للمرأة، والذي لا يتحقق إلا بالحفاظ على لباس الاحتشام الذي اعتادت عليه المرأة العُمانية والعربية، والتي أوصى به ديننا الحنيف وورثناه جيل بعد جيل من آبائنا وأمهاتنا، وهو اللباس الذي يحفظ لنا ديننا وهويتنا الوطنية، وعاداتنا وتقاليدنا العربية والإسلامية.

قال تعالى في محكم كتابه وفصيح بيانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [الأحزاب: 59].

أخيرًا.. قد يكون إدخال الحداثة إلى الأزياء الاجتماعية أمر مطلوب يحتاج إليه المجتمع العربي بشكل عام والعُماني بشكل خاص، وذلك من باب تطوير الحضارة العُمانية والعربية بشكلها العام، من خلال تحديث الزي التراثي ودمجه بالتصاميم الجديدة والمعاصرة، ولكن يجب أن لا يكون ذلك الدمج والتطوير المعاصر يمثل انحرافًا وابتعادًا واضحًا وصريحًا عمَّا ورثه الانسان العُماني من عادات وتقاليد وقيم عُمانية وعربية سمحة وأصيلة نشأ عليها المجتمع العُماني الأصيل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

العداء العُماني حمد الحارثي يحقق إنجازا جديدا في سباق للجري الجبلي بالهند

مسقط- الرؤية

حقق عداء المسافات الطويلة العُماني حمد الحارثي إنجازاً جديداً يضاف إلى سجله الحافل في سباقات الجري الجبلي، وذلك بإكماله تحدي "خاردونج لا" Khardung La Challenge  في جمهورية الهند، وهو سباق الجري الجبلي المعروف بأنه الأعلى ارتفاعا على مستوى العالم، حيث أنهى الحارثي هذا السباق في المركز السابع في فئة الرجال المخضرمين في توقيت قياسي قدره 11:17:19 ساعة.

وتحدي خاردونج هو سباق لمسافة 72 كيلومتراً ويعرف بظروفه القاسية وارتفاعه الشاهق، حيث يجري المشاركون أكثر من 60 كيلومتراً على ارتفاعات تتجاوز 4000 متر.

ويعد الحارثي البالغ من العمر 65 عاماً أول عربي يشارك في هذا السباق، الذي يأخذ العدائين في مسارات صعبة ليصل لأقصى ارتفاع له 5400 متر من على سطح البحر، كما يحف هذا السباق الكثير من العوامل الجوية الشاقة مثل انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون 10 درجات مئوية تحت الصفر في فترة الليل.

واستعدادا للحدث ركز العداء حمد الحارثي على التدريب المسبق في الأشهر التي سبقت مشاركته وذلك للتأقلم مع ارتفاعات مشابهة والتعرف على مسارات السباق.

وفي تعليقه على تجربته، قال: "هذا السباق صعب للغاية بسبب ارتفاعاته الشاهقة والبرد، لكنني كنت أتدرب منذ شهر مايو المنصرم، بما في ذلك معسكرات تدريبية في الجبل الأخضر وفي موقع هذا السباق كذلك. سعيد جدا وفخور بإكمال هذا السباق خاصة وأني العُماني والعربي الوحيد الذي شارك فيه." وأكد العداء المخضرم على أهمية التحضير المسبق والاستعداد الكامل قبل السباق، خاصة نظراً للمتطلبات البدنية للسباق والتغلب على نقص الأكسجين في الارتفاعات الشاهقة ودرجات الحرارة تحت الصفر خلال الليل كلها زادت من صعوبة التحدي".

مقالات مشابهة

  • شاهد: لاعب نادي الهلال ”روبن نيفيز” يحتفل بزفافه مع عروسه بـ”الزي السعودي”
  • المركزي العُماني يخفض سعر الفائدة على عمليات إعادة الشراء للمصارف المحلية
  • لودي يرتدي الزي السعودي .. فيديو
  • ارجاء جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة بعد ظهر اليوم (صورة)
  • بيان عملي للتمرين العُماني البحريني المشترك "النمر العربي 6"
  • العداء العُماني حمد الحارثي يحقق إنجازا جديدا في سباق للجري الجبلي بالهند
  • اعلام لبناني: الأجهزة التي فجرت اليوم بلبنان من نوع ووكي توكي أيكوم
  • وزير الخارجية المصري: حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي توصلنا إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو
  • عُمانية تتوّج بالمركز الثاني عالميا في مسابقة للتصوير الضوئي للجامعات
  • بطربوش وعكاز.. تركي في أوروبا يحيي ثقافة الزي العثماني