هجمات روسية بالمسيرات على كييف وأوديسا ومساع أممية لتمديد اتفاق الحبوب بين روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 11th, July 2023 GMT
أعلنت أوكرانيا اليوم الثلاثاء إسقاط 26 مسيرة هجومية روسية ليلا، منها طائرات استهدفت العاصمة كييف، وذلك بالتزامن مع انعقاد قمة لدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليتوانيا من المتوقع أن يهيمن عليها رد الحلف على التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وطلب كييف الانضمام للحلف.
يأتي ذلك في حين قالت الأمم المتحدة إنها تواصل جهودها من أجل تمديد اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود التي وقعت العام الماضي بين روسيا وأوكرانيا، بوساطة تركية أممية، وتنتهي في 17 يوليو/ تموز الجاري.
كما أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية ارتفاع عدد قتلى الهجوم الروسي على نقطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في جنوب شرق البلاد أمس إلى 7، في حين قتل شخصان في قصف آخر في شرقي أوكرانيا.
وقالت الإدارة العسكرية في كييف -على منصة تليغرام- إن مسيرات هاجمت كييف للمرة الثانية هذا الشهر.
مسيرات إيرانية
واستُخدمت في الهجوم -وفق المصدر ذاته- طائرات مسيرة إيرانية الصنع متفجرة انطلقت من الجنوب، على الأرجح من منطقة كراسنودار الروسية.
وأضافت الإدارة العسكرية في كييف "دمرت قواتنا ووسائل دفاعنا الجوي كل الأهداف الجوية التي رصدت وهي تتحرك في اتجاه كييف".
وعثر على حطام طائرة مسيرة في مكان لم يحدد في كييف، وفق ما ذكرت وزارة الداخلية الأوكرانية.
وقالت الوزارة إن "نوافذ وملحقات خارجية ببعض المنازل تضررت"، مؤكدة عدم ورود معلومات فورية عن خسائر بشرية.
كما استُهدفت مدينة أوديسا الساحلية الغربية في غارة ليلية بطائرة مسيرة، بحسب سيرغي براتشوك من الإدارة المحلية، الذي أشار إلى أن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم، دون تقديم تفاصيل إضافية.
ووردت تقارير عن إطلاق إنذارات تحذر من غارات في مناطق ميكولايف وخيرسون وكيروفوغراد وبولتافا وسومي وخاركيف.
حملة إجلاءمن ناحية أخرى، قال مراسل الجزيرة في مدينة نيكوبول المقابلة لموقع محطة إنيرغودار النووية في مقاطعة زاباروجيا جنوب شرقي البلاد إن السلطات الأوكرانية نظمت حملات إجلاء للراغبين بالخروج من المدينة.
وجاءت الحملة بعد تزايد الحديث عن احتمال وقوع كارثة في المحطة.
وكانت السلطات الأوكرانية قد أعلنت المناطق القريبة من المحطة محظورة، جراء استهداف القوات الروسية المتمركزة في المحطة لكل من يقترب منها.
هجوم روسي
على صعيد آخر، أعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية ارتفاع عدد قتلى الهجوم الروسي على نقطة لتوزيع المساعدات الإنسانية في جنوب شرق البلاد إلى 7.
وقال يوري مالاشكو، حاكم منطقة زاباروجيا، إن قنبلة موجهة استُخدمت في هجوم أول أمس الأحد على مبنى مدرسة كان يستخدم لتوزيع المساعدات في بلدة أوريخيف الصغيرة.
وذكرت أجهزة الطوارئ أنه تم انتشال 3 جثث من تحت الأنقاض ليرتفع عدد القتلى إلى 7، وأن عمليات البحث والإنقاذ اكتملت.
وكان مالاشكو قد ذكر أن 11 شخصا أصيبوا في الهجوم ويتلقون العلاج في المستشفى.
وأفاد مكتب المدعي العام في وقت سابق اليوم بأن التحقيق جار في الحادث باعتباره جريمة حرب.
من جهتها، نقلت وكالة نوفوستي الروسية عن مصدر عسكري أن المدفعية الروسية دمرت قوة أوكرانية حاولت التوغل في أحد محاور دونيتسك.
وقال موقع ريبار العسكري الروسي إن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على آخر طريق إمداد عسكري للجيش الأوكراني في مدينة أفدييفكا، مشيرا إلى أن القوات الروسية واصلت ضرباتها المكثفة على مواقع القوات الأوكرانية في المدينة المتاخمة لدونيتسك.
وفي باخموت قال الموقع إن الجيش الأوكراني واصل محاولاته الهجومية على مواقع الجيش الروسي في بلدة كليشيفكا جنوب غرب باخموت، دون تحقيق أي تقدم.
تصدير الحبوب
وبخصوص اتفاق تصدير الحبوب، تواصل الأمم المتحدة جهودها من أجل تمديد العمل به، خاصة أنه سينتهي في 17 يوليو/ تموز الجاري.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك -خلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين- إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتابع "عن كثب" الملف.
وأضاف "نبذل قصارى جهدنا لتنفيذ الاتفاقية بشكل كامل وتمديدها"، مؤكدا أهمية الاتفاقية من أجل التصدي للجوع العالمي.
ولفت دوجاريك إلى أن الأمم المتحدة تواصل اتصالاتها مع روسيا وأوكرانيا وتركيا بشأن هذه القضية، مشددا على الأهمية الكبيرة للتطورات المتعلقة بالاتفاقية.
يشار إلى كلا من تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وقعت في يوليو/ تموز 2022 بإسطنبول اتفاقية استئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتا بعد اندلاع الحرب الروسية، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية. وسمحت الاتفاقية التي تم تمديد العمل بها عدة مرات، آخرها في 18 مايو/أيار الماضي لمدة 60 يوما، بتصدير الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا إلى باقي دول العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية تكشف خيارات موسكو للرد على ضربات الصواريخ الأمريكية أتاكمز
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن الإجراءات التي قد تتخذها روسيا ردًّا على سماح رئيس الولايات المتحدة جو بايدن باستخدام القوات المسلحة الأوكرانية للصواريخ التكتيكية الباليستية من طراز "أتاكمز" لشن ضربات ضد أهداف داخل منطقة كورسك الروسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المحتمل أن تخطو فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا حذو الولايات المتحدة. ومن المرجح السماح باستخدام الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ الموجهة من إنتاج غربي ضد مناطق روسية أخرى.
ويرتبط قرار الولايات المتحدة بتدهور وضع القوات المسلحة الأوكرانية في معظم مواقع الاشتباك على خط الجبهة، وفشل كييف في تغيير الوضع لصالحها باستخدام القوات والوسائل المتاحة لديها.
من جانبها، استعدت موسكو منذ وقت طويل لهذه الخطوة من واشنطن وحلفائها واتخذت كافة التدابير اللازمة لتعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية وتوزيع الطائرات العملياتية والتكتيكية والطائرات العسكرية، بالإضافة إلى تجهيز احتياطات من العتاد وإيجاد مواقع حماية لمراكز القيادة.
في الوقت نفسه؛ تنقل المشاركة المباشرة للدول الغربية في النزاع الأوكراني الصراع إلى مستوى آخر.
من جانبه، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أن السماح للقوات المسلحة الأوكرانية باستهداف الأراضي الروسية هو جزء من "خطة النصر" لأوكرانيا، مشيرًا أن إحدى النقاط في هذه المبادرة هي "القدرة على توجيه ضربات لمسافات طويلة".
ومع ذلك، يتعين على الرئيس الأوكراني، الذي سعى للحصول على إذن لضرب أهداف داخل عمق روسيا، الاستعداد للرد الروسي.
كيف يمكن لروسيا أن ترد؟
وترى في هذا الصدد، تتمثل الخطوات الأكثر ملاءمة من جانب موسكو في كونه بمجرد إطلاق القوات المسلحة الأوكرانية أولى صواريخها الباليستية والتكتيكية والهجومية على الأهداف داخل الأراضي الروسية، يحق للقوات المسلحة الروسية شن ضربات صاروخية وجوية على جملة من الأهداف في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن القوات الروسية تستطيع توجيه ضربات مكثفة باستخدام الأسلحة عالية الدقة لتدمير حي كامل من المباني الحكومية في كييف، بما في ذلك مكتب رئيس أوكرانيا، ومبنى البرلمان الأوكراني، ومجمع مباني وزارة الدفاع الأوكرانية.
علاوة على ذلك، تستطيع روسيا تدمير سلسلة السدود والخزانات على نهر دنيبر. وفي حال كانت الرؤوس الحربية التقليدية للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التي تطلق من البحر أو الجو غير كافية لتحقيق هذه الأهداف، ينبغي استخدام الأسلحة النووية من أجل تدمير السدود.
وتابعت الصحيفة موضحة أنه يمكن لروسيا أيضًا تدمير جميع الجسور البرية والسكك الحديدية عبر نهر دنيبر، بما في ذلك تسعة معابر جسرية في كييف. بالإضافة إلى توجيه ضربات بالصواريخ من قواعد جوية وبحرية ضد المنشآت التي تنتج صواريخ "ستورم شادو" في المملكة المتحدة وفرنسا في حالة موافقة البلدين على استخدام صواريخهم.
وأكدت الصحيفة أن قرار الرئيس الأمريكي مساعدة القوات المسلحة الأوكرانية بالصواريخ الأمريكية، يستوجب اتخاذ رد سريع على هذه الخطوة يتمثل في القضاء على الوحدات والتشكيلات العسكرية الأوكرانية التي تنفذ العمليات العسكرية في أجزاء من منطقة كورسك في أقصر وقت ممكن.
ونظرًا لانتشار أفضل الوحدات العسكرية الأوكرانية هناك وتعزيز مواقعها بشكل جيد من الناحية الهندسية، فإن استخدام الذخائر الخاصة مثل القنابل النيوترونية والقنابل النووية التقليدية على شكل انفجارات نووية على ارتفاعات عالية لمنع التلوث الإشعاعي للأراضي طريقة مناسبة لضرب هذه المواقع بشكل فعال، ويمكن إنجاز هذه المهمة خلال 24 ساعة، حتى لا يتمكن الغرب من تقديم أي مساعدة إلى تلك المنطقة، وإزالة ملف "كورسك" من جدول الأعمال نهائيا.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن الخطوات المطروحة ردود منطقية على تحركات الغرب وطلبات أوكرانيا لتزويدها بـ"معدات تخول لها استهداف أهداف بعيدة".