مفتي الجمهورية من أوزبكستان: فلسطين هي قضية المسلمين الأولى
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم إننا نجتمع اليومَ في بقعة مباركةٍ من بقاع الأرض، هذه البقعة الشاهدة بتاريخها العريق، ورجالها العظماء، وعلمائها الأكابر، ومساجدها العامرة، ومدارسها الزاهرة، على مرحلة عظيمة من تاريخ الحضارة الإنسانيَّة والإسلامية، حيث اجتمع فيها مكونات النموذج الحضاري الأمثل: عبادةُ الله، وعمارةُ الأرض، وتزكية النفس، تلك الثلاثية التي تمثل ماهية حضارةٍ من أعظم الحضارات وأجلها، حضارة مُصان فيها الدين والنفس والعقل والعرض والمال وهي المقاصد التي جاءت الأديان جميعا بحفظها ورعايتها.
وأضاف خلال إلقائه الكلمة الرئيسية في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي للإدارة الدينية لمسلمي أوزبكستان، المنعقد تحت عنوان: «مكانة بخارى الخالدة في الحضارة الإسلامية»، أن مدينة بُخارَى لم تكن فقط شاهدة على ما للحضارة الإسلامية من مآثر وجولات في الفكر الإنساني، بل كانت مع هذا الشهود الحضاري مشاركة وبقوة في صناعة هذه الحضارة، وعاملًا في الحفاظ عليها والدفاع عنها، إننا اليوم في مدينة بخارى، ذلك الاسم الذي ما من مسلم له أدنى قدر من الثقافة والتعليم الإسلامي، إلا وذِكر مدينة بخارى يتنبه له وجدانه وقلبه، ويُوقظ ذهنه وعقله، ويشدُّ انتباهه وفكره، ولا عجب فـ «بُخارى» اسمٌ خالدٌ محفور بحروف من نورٍ في تاريخ الأمة الإسلامية وثقافتها.
وأكد فضيلة المفتي أن مدينة بُخارى، زاحمت حواضر الخلافة ومدنها، وساهمت بشكل فعال في أبرز ما تفردت به الحضارة الإسلاميَّة ألا وهو الاهتمام بالتوثيق وعلوم التوثيق، وعلى رأس هذه العلوم بالطَّبع علم الحديث، فقد كان لمدينة بخارى السبقُ الذي لا يضاهى، والشَّرفُ الذي لا يبارى، أن كان منها أعظم علماء الحديث وأجلهم وأميرهم على الإطلاق الإمام محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبه الجُعفي البخاري، وهو العَلَم الأبرز لهذه المدينة بكتابه العظيم «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه» والمعروف اختصارًا بـ «صحيح البخاري»، مشيرًا إلى أن الإمام البخاري بذل في هذا المؤلف العظيم جهده وعمره، حتى بلغ في ثبوته وتوثيقه أن كان أصحَّ كتابٍ بعد كتاب الله سبحانه وتعالى، واشتهر في حياة مؤلِّفه حتى قال الفِرَبرِيُّ راويه أنه قد سمعَ صحيحَ البخاري تسعون ألف نفسٍ، والفِرَبرِيُّ بخاريٌّ أيضًا.
كما أوضح أن المسلمون اهتموا بالصَّحيح لا من جانب رجاله فقط، بل اهتموا بلغته فصُحِّح على مستوى الحركةِ، وتفرَّغ لتلك المهمة إمام اللغة العربية جمال الدين ابن مالك الطائي الجياني صاحب الألفية والتسهيل رحمه الله، واهتمُّوا به كذلك في تراجم أبوابه وفقه مؤلفه الإمام البخاري، واهتموا بغير ذلك مما يدور حول صحيح البخاري من قريب أو بعيد، والرسائل العلميَّة في الجامعات والمؤلفات حول الصحيح التي تبلغ المئات شاهدة على ذلك الاهتمام، فصحيح البخاري عمدة المسلمين بعد القرآن، والمعين الذي لا ينضب على مر الدهور فلم تقتصر قراءته على العلماء وطلاب العلم، بل اجتمع العوام له، فقرءوه تعلُّمًا، وقرءوه تبركًا، بل وصل الحال بتعظيمه في القلوب أن أقسموا به كما الحال في ديارنا المصريَّة.
المفتي: علم الحديث في مدينةِ بُخارى ليس قاصرا على الإمام البخاريِّوأوضح أن علم الحديث في مدينةِ بُخارى ليس قاصرًا على الإمام البخاريِّ؛ بل إنَّ عدد البخاريين الذين شاركوا في عملية التوثيق للسنة النبوية كثير وواضح بجلاء لمن يقرأ كتب الطبقات والتاريخ الإسلامي.
كما لفت النظر إلى أن عملية التوثيق ليست هي دائرة اهتمام هذه المدينة العامرة، بل ضرب البخاريُّون بسهم في ما يأتي بعد مرحلة التوثيق للنصِّ وهو الفهم، المتمثل في الأصلين: علمي أصول الدين وأصول الفقه وكذلك علم الفقه، فالمدرسة البخارية مدرسة أصيلة من مدارس الماتريدية أحد جناحي مذهب أهل السنة والجماعة، وعلماء مدينة بخارى في الفقه والأصول علامات مضيئة في تاريخ هذه العلوم، فأبو زيد الدبوسي الحنفي بخاري، وأبو طاهر البزدوي الحنفي بخاري بل إن أبا عبد الله الحليمي من أصحاب الوجوه في مذهب السادة الشافعية بخاري أيضًا وغيرهم كثير.
الدكتور شوقي علام: عطاء مدينة بخارى غير متوقف عند العلوم النقلية مثل الفقه والحديثفي الإطار ذاته أشار فضيلة المفتي إلى أنَّ عطاء مدينة بخارى غير متوقف عند العلوم النقلية مثل الفقه والحديث، وأن بذلها وعظمتها منحصرة في بناء الحضارة الإسلامية، لكنَّ التاريخ الإنساني يسجل لهذه المدينة أن ساهمت في تشكيل الحضارة الإنسانية وتطورها، وحفلت بأعظم العقول على مر التاريخ الإنساني، فالشَّيخ الرَّئيس أبو علي ابنُ سينا ذلك العَلَم البارزُ في تاريخ الفلسفة النظرية والعملية، صاحب الشفاء والإشارات والتنبيهات، وصاحب القانون في الطبِّ، بخاريٌّ، فهو- والعبارة للذَّهبيِّ في سير أعلام النبلاء: أبو علي، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، البلخيُّ ثم البخاريُّ، صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق.
وأضاف فضيلته أن نتاج هذه المدينة لهو أمر مبهر للعقول، ولشرف عظيم يجعل من هذه المدينة -مدينةَ بُخارَى- عاليةَ القدر، محفوظةَ المكانة في وجدان كل مسلم، بل في وجدان كل إنسان، بعطائها الزاهر للتاريخ والحضارة.
وتابع: «لئن كنا نستذكر اليوم بقعة قد شرَّفها الله تعالى بالعِلم، فإننا لا ننسى بقعةً شرفها الله تعالى بذكرها في كتابه، وجعلها مسرى نبيه ومنطلق معراجه، فلسطين الغالية التي هي قضية المسلمين الأولى منذ الاحتلال الغاشم عام 1948، والذي تمادى في ظلمه وبغيه وإفساده في الأرض، فلم يرقبوا في الضعفاء والأطفال والنساء والشيوخ إلًّا ولا ذمة، ورموا بالقانون الدولي عرض الحائط».
وفي ختام كلمته توجه فضيلة المفتي باسمه وباسم الشعب المصري إلى أهلنا في فلسطين بكل كلمات التقدير والثناء على إبائهم وصمودهم ووقوفهم أمام مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية العادلة، كما توجه إلى أهالي الشهداء بالتعازي وأن يلهمهم الله الصبر والسلوان، كذلك توجه إلى الشعوب العربية والإسلامية أن يقفوا وراء حكوماتهم لمواجهة ما يُخطط من قوى الشر لزعزعة الأمن والأمان والاستقرار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الإفتاء المؤتمر الدولي للإدارة الدينية لمسلمي أوزبكستان هذه المدینة مدینة ب
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: هناك دول وجماعات تستثمر مليارات الدولارات في نشر الشائعات
كتبت- داليا الظنيني:
أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، على الدور المحوري الذي تلعبه دار الإفتاء في مواجهة التحديات المعاصرة، لاسيما في ظل الانتشار الواسع للشائعات والأكاذيب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
وأوضح المفتي في حوار خاص مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، أن دار الإفتاء لا تقتصر مهمتها على إصدار الفتاوى الشرعية، بل تتعداها لتشمل توعية الرأي العام وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وشدد مفتي الجمهورية على أن العالم العربي والإسلامي يواجه تحديات كبيرة تتمثل في انتشار الشائعات والأفكار المتطرفة التي تستهدف هدم القيم والمبادئ الإنسانية.
وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم فوائدها الجمة، قد أصبحت أداة بيد أصحاب النفوس المريضة لنشر الكراهية والفتنة.
وقال فضيلة المفتي إن هناك دولاً وجماعات تستثمر مليارات الدولارات في نشر الشائعات والأكاذيب بهدف زعزعة استقرار الدول وتقويض وحدتها الوطنية.
وأضاف أن هذه الجماعات تستهدف الشباب والشابات بشكل خاص، وذلك من خلال استغلال سذاجتهم وقلة خبرتهم.
ودعا الدكتور نظير عياد إلى ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة هذه التحديات، مؤكداً على أهمية دور المؤسسات الدينية والإعلامية في نشر الوعي وتثقيف المجتمع، كما دعا إلى ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات.
اقرأ أيضًا:
إجراءات جديدة من الحكومة بشأن تراخيص المحال العامة
نشر الشائعات نظير عياد مفتي الجمهورية
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة حدث في 8 ساعات| تفاصيل أكبر حركة تنقلات في تاريخ المحليات.. والحكومة أخبار المفتي: الخشية من الله والإلمام بأدوات العلم من أهم ما يجب توافره أخبار المفتي يحذز من "السنجل مازر": الانفتاح على الغرب لا يعني التخلي عن أخبار المفتي يبحث مع سفيرة البحرين تعزيز التعاون المشترك أخبار أخبار مصر هل المعاصي تؤثر على البركة في الرزق؟.. داعية إسلامي يجيب منذ 22 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر بالرقم القومي.. تعرف على نتيجة قرعة الحج السياحي 2025 منذ 23 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر وزارة السياحة تبدأ إعلان أسماء الفائزين في قرعة الحج السياحي 2025 منذ 36 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر الإسكان تكشف تفاصيل مد فترة التقديم على وحدات الإسكان الاجتماعي منذ 36 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر حدث في 8ساعات| إجراءات جديدة بشأن تراخيص المحال.. والأرصاد تحذر من منذ 54 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر برودة شديدة وصقيع.. بيان عاجل من الأرصاد بشأن تمركز منخفض سطحي متعمق منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارمفتي الجمهورية: هناك دول وجماعات تستثمر مليارات الدولارات في نشر الشائعات
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك بالفيديو.. الفنان صبحي خليل يستغيث بسبب مالك عقار: إحنا في الشارع ومفيش مياه وكهرباء أحوال الطقس.. الأرصاد تحذر من موجات انخفاض حرارة بدءا من الغد بعد كسره الـ51 جنيها لأول مرة.. توقعات الدولار في النصف الأول من 2025 للإعلان كامل للإعلان كامل 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 59% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك