3 ليال تاريخية، وهي الأيام الماضية من الهدنة في غزة، عكست المكاسب الغير مسبوقة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وكتائبها المسلحة من جنود القسام، حيث كانت الرايات والهتافات والأحاديث تعكس شعبية طاغية وغير مسبوقة للحركة داخل النسيج الفلسطيني، وهو ما اعترفت به الصحف الإسرائيلية نفسها، حين قالت، إن حماس استولت على الضفة الغربية الآن بدون طلقة واحدة، على عكس غزة التي سيطرت عليها بمعركة حربية مع فتح.

 

وزاد من تاريخية الأيام الثلاث، هو الصورة الذهنية لدى الشارع العربي في المقام الأول، ثم الشارع الغربي والإسرائيلي ذاته، في رقى التعامل مع الأسرى، حيث عكست الشهادات التي أدلى بها المفرج عنهم من كلا الطرفين عن قسوة وعنف تعامل إسرائيل من النساء والأطفال المفرج عنهم داخل سجونها، في مقابل إشادة حاولت إسرائيل إخفائها من قبل المفرج عنهم ممن كانوا محتجزين داخل قطاع غزة من الإسرائيليين، وكما رصدت القنوات الفضائية شهادات المفرج عنهم من أسرى فلسطين، نرصد هنا ما جاء بالصحف الإسرائيلية. 

 

هكذا عاملونا في حماس 

 

نشرت صحيفة وللا العبرية، تسريبات من شهادة كارين موندر وابنها أوهاد البالغ من العمر 9 سنوات وجدتها روثي، المفرج عنهم ضمن صفقة الأسرى بين حماس وتل أبيب، والتي عكست صوورة مثالية لحسن تعامل حماس معهم، وذلك خلال الـ49 يومًا مدة حجزهم، وهي الشهادة التي سربها إيال مور، ابن عم كيرين، في ظل حالة الحظر التي تفرضها إسرائيل على الظهور الإعلامي للمفرج عنهم من أسرى إسرائيل لدى حماس، وقال: "إنهم في حالة أفضل بكثير مما توقعنا، جسديًا وذهنيًا، إنهم عادوا أقوياء جدًا، لقد أذهلونا بحالتهم التي أتوا بها، وثباتهم العقلي".

وعن كيفية معرفتهم بموعد الخروج يروي ابن العم ما قالته كارين: "قبل يوم أو يومين فقط من بدء الحديث معهم عن مفهوم "الهدنة"، وعلموا بالتحرير نفسه صباح الجمعة، والعامل الأكثر أهمية الذي سمح لهم بالحفاظ على كفاءتهم هو حقيقة أنهم كانوا معًا طوال الوقت، ثلاثتهم، ولقد تم نقلهم عدة أماكن وتغير التكوين من حولهم، لكنهم كانوا معًا طوال الوقت". 

 

 

لم يتعرضوا لنا وهكذا كنا نأكل 

 

 

وعن كيفية تمضيتهم للوقت أثناء احتجازهم من قبل حماس، قالت إنهم كانوا يمضون وقتهم بحرية ودون ضغوط، وإنهم جربوا جميع أنواع الألعاب وجميع أنواع الأنشطة لتمضية الوقت، وحتى الصعوبات التي تحدثوا عنها قالوا إنها صعوبات موضوعية في ظل ظروف غزة، ومنها على سبيل المثال، أنهم بحاجة إلى إذن ومرافق للذهاب إلى الحمام، ولم يكن يأتي دائمًا عندما يريدون".

وذكرت أنها سجلت كل يوم يمر حتى لا يفقدوا الوقت ويتم تحديثهم في التاريخ، وفيما يخص الأكل فقد كانوا يأكلون من الطعام الذي يأكل منه حراسهم، وكانت هناك أوقات كان فيها نقص، وذلك بسبب القصف الإسرائيلي، حيث قيل لهم ذات مرة أن مخبزاً قد قصف ولم يكن يعمل، لذلك لم يكن هناك طحين، ورغم قولهم أنهم لم يحصلوا على الكثير من الطعام، لكنهم أكدوا أنهم لم يشعروا أنهم يتعرضون للإيذاء باستخدام الطعام، وأنهم أكلوا مما توفر في ظل ظروف غزة.

وحين سؤالهم عن طبيعة المكان الذي كانوا فيه سمح لهم بسماع القصف الإسرائيلي، قالوا نعم، سمعنا وعلمنا بما حدث، وهو يعكس عدم تعمد حماس منع الأخبار عنهم، وهذا عكس ما جاء بشهادات نساء وأطفال حماس المفرج عنهم، والذين قالوا إن إسرائيل تعمدت عزلهم عن الأخبار نهائيا. 

 

قالوا حماس محطمة ولكن الحقيقية كارثة  

 

وتقول صحيفة وللا في أحد تقاريرها عن صفقة الأسرى، إنه بعد شهرين تقريباً قيل لنا فيهما أن حماس محطمة ومجروحة وتستجدي وقف إطلاق النار، ولكن ما شهدناه في الأيام الثلاثة الماضية كان عكس ذلك وكارثة، فقد تلقينا استعراضاً للقوة من المنظمة التي استطاعت أن تستولى على الضفة الغربية دون إطلاق رصاصة واحدة، بل وأصبح لها شعبية غير مسبوقة في كيان الشعب الفلسطيني بما في ذلك من هم في القدس وداخل أراضي 48. 

وتتحدث الصحيفة العبرية في أحد مقالاتها، أنه كان من المفترض أن تكون عطلة نهاية أسبوع مثيرة، مع الصور المتحركة للمختطفين الإسرائيليين العائدين إلى ديارهم، مع الشعور بأنه حتى قبل استئناف القتال، يمكن لإسرائيل أن تسجل إنجازا كبيرا في تحرير الأطفال والنساء من الأسر، فقط بفضل القتال المستمر داخل غزة وإسرائيل، وذلك مع وجود أضرار كبيرة لحماس، ولكن بدلاً من ذلك، تلقينا تجربة مذهلة، وربما كانت الأصعب منذ ذلك السبت في أوائل أكتوبر، فمنذ أكثر من سبعة أسابيع، قيل لنا إلى أي مدى يتعامل الجيش الإسرائيلي مع حماس، وإلى أي مدى يفقد السيطرة في شمال قطاع غزة، وإلى أي مدى يستجدي وقف إطلاق النار الذي سيحاول توسيعه بكل قوته. - وها هو لا يضعف، ولا ينسحق بالتأكيد، فها هي لا تلقي سلاحها، أو تبحث عن مخرج لرؤسائها من الحياة مقابل الاستسلام، بل تدير الأمور بيد عالية.

 

حماس تمسك بساعة التوقيت 

 

ذكرت الصحيفة أن حماس هي من تدير المشهد الآن، وأنها صاحبة اليد العليا في تفاصيل الأمور، وتحركي الدول، فالهدف من هذا النقاش هو تهدئتنا في مواجهة الشعور بأن حماس تمسك بساعة التوقيت، فما يثير الشفقة حقا هم أولئك الذين يقولون لنا إن هذا في الواقع إنجاز إسرائيلي لأن المنظمة الفلسطينية لم تفعل ما روجا له داخل المجتمع الإسرائيلي، فها هي تفاوضت على إطلاق سراح الرهائن تحت النار.

وحتى لو افترضنا للحظة أن هذا هو الحال، وهذا إنجاز لإسرائيل، فمع كل الإثارة لرؤية الأطفال والنساء العائدين إلى حدودهم، حقيقة أن بعضهم الآن يتم تحديثه لـ المرة الأولى عن وفاة أحبائهم، هي تذكير مؤلم أنه في أفضل الأحوال، لا يوجد إنجاز هنا، ولكن الدفعات الأولى لفشل فادح، للخطأ الأكبر منذ تأسيس الدولة، بسبب القيادة والعمى العسكري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة رهائن غزة حماس فلسطين القسام المفرج عنهم

إقرأ أيضاً:

القاهرة: ترامب يدرك أن إسرائيل ترفع سقف مطالبها بغزة إلى حد غير معقول

القاهرة - قال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرك أن الجانب الإسرائيلي يرفع سقف مطالبه في المفاوضات مع حماس إلى حد يبدو "غير معقول".

وأضاف في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" المصرية الخاصة، الاثنين، أن ترامب يعلم أن هناك مفاوضات شاقة تجري بشأن غزة.

وأكد رشوان أن المفاوضات ستشهد "تحولا إيجابيا" بسبب الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر وقطر.

وذكر أن ترامب منذ استئناف إسرائيل الإبادة بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي "أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفرصة الكافية لتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وهذه المهلة أصبحت في نهايتها".

ومساء الاثنين، أفاد إعلام مصري بأن القاهرة سلمت حركة حماس مقترحا إسرائيليا ينص على وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، وبدء مفاوضات تقود إلى جعله دائما.

وأضاف رشوان: "حماس تعلم جيدا قيمة الوقت الآن، وأعتقد أن ردها على المقترح الإسرائيلي سيكون سريعاً".

والاثنين، أعلنت حركة حماس أنها تدرس مقترحا تسلمته من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.

وقالت في بيان: "قيادة الحركة تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلّمته من الإخوة الوسطاء (مصر وقطر)، وستقدم ردها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه".

وأضافت: "نؤكد على موقفنا الثابت بضرورة أن يحقق أي اتفاق قادم: وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاباً كاملاً لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا".

والاثنين، تحدثت تقارير إعلامية عبرية عن "قرب التوصل لاتفاق مع حركة حماس بضمانات أمريكية"، غير أن مفاوضات تبادل الأسرى ظلت في المرات السابقة تصطدم بتعنت نتنياهو ورفضه لوقف حرب الإبادة على غزة.

وفي يناير/ كانون الثاني 2025، تمكنت القاهرة بمشاركة قطر والولايات المتحدة من التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس ينص على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتعلن من طرف واحد، استئناف الحرب في مارس الماضي.

وتنصل نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • بوتين يستقبل أسرى سابقين بغزة في الكرملين ويُثني على حماس
  • بهدف زيادة الحركة التجارية بالسواحل السورية.. تخفيض سعر طن الوقود للسفن التي تؤمها
  • انتحار معتقل مصري في سجن بدر 3 جراء القمع والتنكيل الممنهج
  • القاهرة: ترامب يدرك أن إسرائيل ترفع سقف مطالبها بغزة إلى حد غير معقول
  • هل يمكن “نزع سلاح المقاومة” بغزة؟.. محللون يجيبون
  • وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني: نرافق اليوم فخامة الرئيس أحمد الشرع في الزيارة الرئاسية الأولى إلى دولة قطر التي وقفت إلى جانب السوريين منذ اليوم الأول ولم تتخلَ عنهم
  • "حماس": ندرس مقترحا لوقف إطلاق النار بغزة وسنرد عليه قريبا
  • توهموا أنهم أقوياء أمام إسرائيل.. برهامي: قادة حماس لديهم خلل نفسي - فيديو
  • بلتون تنجح في إتمام زيادة تاريخية في رأس المال بقيمة 10.5 مليار جنيه مصري
  • بعد أشهر من الاعتقال.. وصول 9 أسرى محررين من السجون الإسرائيلية إلى مستشفى شهداء الأقصى بغزة