الضرب والتنكيل VS حسن المعاملة| 3 ليال تاريخية لشهادات المفرج عنهم بغزة.. زيادة شعبية حما.س باعتراف إسرا.ئيل
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
3 ليال تاريخية، وهي الأيام الماضية من الهدنة في غزة، عكست المكاسب الغير مسبوقة لحركة المقاومة الفلسطينية حماس، وكتائبها المسلحة من جنود القسام، حيث كانت الرايات والهتافات والأحاديث تعكس شعبية طاغية وغير مسبوقة للحركة داخل النسيج الفلسطيني، وهو ما اعترفت به الصحف الإسرائيلية نفسها، حين قالت، إن حماس استولت على الضفة الغربية الآن بدون طلقة واحدة، على عكس غزة التي سيطرت عليها بمعركة حربية مع فتح.
وزاد من تاريخية الأيام الثلاث، هو الصورة الذهنية لدى الشارع العربي في المقام الأول، ثم الشارع الغربي والإسرائيلي ذاته، في رقى التعامل مع الأسرى، حيث عكست الشهادات التي أدلى بها المفرج عنهم من كلا الطرفين عن قسوة وعنف تعامل إسرائيل من النساء والأطفال المفرج عنهم داخل سجونها، في مقابل إشادة حاولت إسرائيل إخفائها من قبل المفرج عنهم ممن كانوا محتجزين داخل قطاع غزة من الإسرائيليين، وكما رصدت القنوات الفضائية شهادات المفرج عنهم من أسرى فلسطين، نرصد هنا ما جاء بالصحف الإسرائيلية.
هكذا عاملونا في حماس
نشرت صحيفة وللا العبرية، تسريبات من شهادة كارين موندر وابنها أوهاد البالغ من العمر 9 سنوات وجدتها روثي، المفرج عنهم ضمن صفقة الأسرى بين حماس وتل أبيب، والتي عكست صوورة مثالية لحسن تعامل حماس معهم، وذلك خلال الـ49 يومًا مدة حجزهم، وهي الشهادة التي سربها إيال مور، ابن عم كيرين، في ظل حالة الحظر التي تفرضها إسرائيل على الظهور الإعلامي للمفرج عنهم من أسرى إسرائيل لدى حماس، وقال: "إنهم في حالة أفضل بكثير مما توقعنا، جسديًا وذهنيًا، إنهم عادوا أقوياء جدًا، لقد أذهلونا بحالتهم التي أتوا بها، وثباتهم العقلي".
وعن كيفية معرفتهم بموعد الخروج يروي ابن العم ما قالته كارين: "قبل يوم أو يومين فقط من بدء الحديث معهم عن مفهوم "الهدنة"، وعلموا بالتحرير نفسه صباح الجمعة، والعامل الأكثر أهمية الذي سمح لهم بالحفاظ على كفاءتهم هو حقيقة أنهم كانوا معًا طوال الوقت، ثلاثتهم، ولقد تم نقلهم عدة أماكن وتغير التكوين من حولهم، لكنهم كانوا معًا طوال الوقت".
لم يتعرضوا لنا وهكذا كنا نأكل
وعن كيفية تمضيتهم للوقت أثناء احتجازهم من قبل حماس، قالت إنهم كانوا يمضون وقتهم بحرية ودون ضغوط، وإنهم جربوا جميع أنواع الألعاب وجميع أنواع الأنشطة لتمضية الوقت، وحتى الصعوبات التي تحدثوا عنها قالوا إنها صعوبات موضوعية في ظل ظروف غزة، ومنها على سبيل المثال، أنهم بحاجة إلى إذن ومرافق للذهاب إلى الحمام، ولم يكن يأتي دائمًا عندما يريدون".
وذكرت أنها سجلت كل يوم يمر حتى لا يفقدوا الوقت ويتم تحديثهم في التاريخ، وفيما يخص الأكل فقد كانوا يأكلون من الطعام الذي يأكل منه حراسهم، وكانت هناك أوقات كان فيها نقص، وذلك بسبب القصف الإسرائيلي، حيث قيل لهم ذات مرة أن مخبزاً قد قصف ولم يكن يعمل، لذلك لم يكن هناك طحين، ورغم قولهم أنهم لم يحصلوا على الكثير من الطعام، لكنهم أكدوا أنهم لم يشعروا أنهم يتعرضون للإيذاء باستخدام الطعام، وأنهم أكلوا مما توفر في ظل ظروف غزة.
وحين سؤالهم عن طبيعة المكان الذي كانوا فيه سمح لهم بسماع القصف الإسرائيلي، قالوا نعم، سمعنا وعلمنا بما حدث، وهو يعكس عدم تعمد حماس منع الأخبار عنهم، وهذا عكس ما جاء بشهادات نساء وأطفال حماس المفرج عنهم، والذين قالوا إن إسرائيل تعمدت عزلهم عن الأخبار نهائيا.
قالوا حماس محطمة ولكن الحقيقية كارثة
وتقول صحيفة وللا في أحد تقاريرها عن صفقة الأسرى، إنه بعد شهرين تقريباً قيل لنا فيهما أن حماس محطمة ومجروحة وتستجدي وقف إطلاق النار، ولكن ما شهدناه في الأيام الثلاثة الماضية كان عكس ذلك وكارثة، فقد تلقينا استعراضاً للقوة من المنظمة التي استطاعت أن تستولى على الضفة الغربية دون إطلاق رصاصة واحدة، بل وأصبح لها شعبية غير مسبوقة في كيان الشعب الفلسطيني بما في ذلك من هم في القدس وداخل أراضي 48.
وتتحدث الصحيفة العبرية في أحد مقالاتها، أنه كان من المفترض أن تكون عطلة نهاية أسبوع مثيرة، مع الصور المتحركة للمختطفين الإسرائيليين العائدين إلى ديارهم، مع الشعور بأنه حتى قبل استئناف القتال، يمكن لإسرائيل أن تسجل إنجازا كبيرا في تحرير الأطفال والنساء من الأسر، فقط بفضل القتال المستمر داخل غزة وإسرائيل، وذلك مع وجود أضرار كبيرة لحماس، ولكن بدلاً من ذلك، تلقينا تجربة مذهلة، وربما كانت الأصعب منذ ذلك السبت في أوائل أكتوبر، فمنذ أكثر من سبعة أسابيع، قيل لنا إلى أي مدى يتعامل الجيش الإسرائيلي مع حماس، وإلى أي مدى يفقد السيطرة في شمال قطاع غزة، وإلى أي مدى يستجدي وقف إطلاق النار الذي سيحاول توسيعه بكل قوته. - وها هو لا يضعف، ولا ينسحق بالتأكيد، فها هي لا تلقي سلاحها، أو تبحث عن مخرج لرؤسائها من الحياة مقابل الاستسلام، بل تدير الأمور بيد عالية.
حماس تمسك بساعة التوقيت
ذكرت الصحيفة أن حماس هي من تدير المشهد الآن، وأنها صاحبة اليد العليا في تفاصيل الأمور، وتحركي الدول، فالهدف من هذا النقاش هو تهدئتنا في مواجهة الشعور بأن حماس تمسك بساعة التوقيت، فما يثير الشفقة حقا هم أولئك الذين يقولون لنا إن هذا في الواقع إنجاز إسرائيلي لأن المنظمة الفلسطينية لم تفعل ما روجا له داخل المجتمع الإسرائيلي، فها هي تفاوضت على إطلاق سراح الرهائن تحت النار.
وحتى لو افترضنا للحظة أن هذا هو الحال، وهذا إنجاز لإسرائيل، فمع كل الإثارة لرؤية الأطفال والنساء العائدين إلى حدودهم، حقيقة أن بعضهم الآن يتم تحديثه لـ المرة الأولى عن وفاة أحبائهم، هي تذكير مؤلم أنه في أفضل الأحوال، لا يوجد إنجاز هنا، ولكن الدفعات الأولى لفشل فادح، للخطأ الأكبر منذ تأسيس الدولة، بسبب القيادة والعمى العسكري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة رهائن غزة حماس فلسطين القسام المفرج عنهم
إقرأ أيضاً:
جنرال إسرائيلي: إنهاء حكم حماس في غزة لا يكون بالحل العسكري
اعتبر غيؤرا آيلاند مهندس "خطة الجنرالات" الإسرائيلية التي تدعو إلى محاصرة شمال غزة وتهجير الفلسطينيين منه، الثلاثاء، أن الطريق إلى إنهاء حكم حماس في القطاع لا يكون بالحل العسكري.
وقال لإذاعة "94 إف إم" العبرية: "يتعين على إسرائيل أن تعلن استعدادها لإنهاء القتال في غزة مقابل عودة جميع المختطفين (الأسرى لدى الفصائل الفلسطينية بالقطاع)".
وأضاف آيلاند وهو رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق، أن "الطريق لإنهاء حكم حماس ليس من خلال الحل العسكري الذي لم يثبت فعاليته"، مشيرا إلى أن "استمرار الوضع الحالي لن يؤدي سوى إلى موت مزيد من المختطفين ومزيد من موت الجنود (الإسرائيليين) ولن يحقق شيئا".
وتابع: "باستثناء عشرات الجنود الذين سيموتون كل عام تحت الحكم العسكري، فلن تحققوا أي شيء".
وآيلاند هو مهندس "خطة الجنرالات" التي تدعو إلى محاصرة شمال قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
ويقول محللون عسكريون إسرائيليون إن تل أبيب تطبق الخطة فعليا في شمال غزة ولكن الجيش لا يقر بذلك.
ويأتي تصريح آيلاند في وقت تواصل فيه إسرائيل عملية في شمال غزة منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أسفرت عن استشهاد وفقدان أكثر من 4 آلاف فلسطيني.
والجمعة، عاد الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حماس بوساطة قطرية ومصرية.
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى التي تجري بوساطة قطرية مصرية أمريكية، جراء إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع".
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من قطاع غزة ووقف تام للحرب، بغية القبول بأي اتفاق.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بمغادرة الحكومة وإسقاطها إذا قبلت إنهاء الإبادة بغزة.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 100 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 155 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.