كيف تتجاوزين مخاوفك وتساعدين أبناءك على التميز؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
"يشعر معظم الآباء أحيانا بالحيرة وافتقاد الخبرة الكافية، عندما يتعلق الأمر بكيفية مساعدة الأبناء على النجاح"، هذا ما قالته الكاتبة الأميركية وخبيرة الأبوة والأمومة، مارغوت ماكول بيسنو، لموقع شبكة "سي إن بي سي" في معرض حديثها عن كتابها الذي صدر عام 2022، تحت عنوان "تربية رائد أعمال: كيف تساعد أطفالك على تحقيق أحلامهم"، والذي ضمنته خلاصة مقابلات أجرتها مع آباء 70 شخصا بالغا من ذوي الإنجازات الكبرى في الحياة العملية.
وخلال اللقاءات التي أجرتها الكاتبة، وجدت قاسما مشتركا بين هؤلاء الآباء، وهو أنهم "اكتشفوا أن اتباع العاطفة ربما يكون في كثير من الأحيان أمرا غير عملي، فقرروا منح أطفالهم الحرية في متابعة شغفهم، بشكل مغامر وجريء أحيانا"؛ مثل السماح لهم بترك دراستهم الجامعية أو تغيير مسارها، أو الاستقلال بأنفسهم لفترة.
وتُرجع بيسنو هذه الشجاعة التي يُظهرها الآباء، إلى أنهم يستمعون لأبنائهم، ويأخذون ما يقولونه على محمل الجد، بدلا من الاكتفاء بترديد مقولة "أنا الوالد، وأنا أعرف وأفهم أفضل منك"؛ مُحذرة من أن "الضغط -بحسن نية- من أجل دفع الطفل لاتباع طريق محدد، يمكن أن يحبط قدرته على التفوق ويؤثر على سعادته".
وبعد أن لاحظت بيسنو أن جميع الآباء الذين قابلتهم أظهروا قدرا كبيرا من الانفتاح والثقة، لمساعدة أطفالهم على الاستقلال وتطوير المهارات اللازمة للنجاح في حياتهم العملية المستقبلية؛ عقبت قائلة "إنه لمن المُحزن أن يعتقد كثير من الناس أن هذه القرارات الأبوية (مُتطرفة)"، رغم أنها يجب أن تكون ضمن الطرق الطبيعية للتربية، حسب قولها.
من الممكن أن يتسبب الضغط -حتى ولو بحسن نية- باتباع الطفل طريقا مرسوما مسبقا يحد من قدرته على التفوق (شترستوك) أساليب تربوية شجاعةومن بين 99 قصة لأشخاص ناجحين للغاية، اختارت بيسنو 3 أمثلة لقرارات أبوية شجاعة، نجحت في تربية أطفال مبدعين وواثقين يتمتعون بوضوح الهدف، رغم الانطباع السائد بأنها أساليب غير تربوية.
1- إظهار الثقة رغم المخاوفشأنه شأن معظم الآباء الذين يعانون من المخاوف والشكوك عندما يجدون أنفسهم مطالبين بالاستجابة لشغف أطفالهم ودعم ميولهم وتحقيق طموحهم؛ شعر والدا المخرج السينمائي جون إم تشو، المهاجران التايوانيان اللذان يديران مطعما شعبيا بولاية كاليفورنيا؛ بأنهما في حيرة من أمرهما، بسبب زيادة اهتمام طفلهما الأصغر بين 5 أطفال بالفنون السينمائية، في الوقت الذي كانا يأملان أن "يصبح موظفا تقليديا عاديا".
ورغم ذلك، قررت والدة تشو أن تعطيه كاميرا لتصوير الأفلام أثناء المناسبات العائلية، ما عزز شغفه مع مرور الوقت.
حتى إذا وصل للمرحلة الثانوية وأصبح قادرا على إخراج أفلام منزلية من بطولة إخوته؛ هاجمت المخاوف والدته مرة أخرى، ودفعتها إلى تحذيره من الانشغال بالأفلام حتى وقت متأخر من الليل، ومطالبته بالتركيز في دراسته، و"التوقف عن إضاعة الوقت"؛ لينفجر تشو في البكاء راجيا أمه ألا تحول بينه وبين ما يحب.
وفي اليوم التالي، أحضرت الأم مجموعة من الكتب عن صناعة الأفلام وقالت لطفلها "إذا كنت تريد أن تُصبح فنانا، فتعلم كل شيء وكن الأفضل".
تعقب بيسنو على هذا النموذج قائلة، "إن الأشخاص الذين يمتنعون عن تشجيع شغف أطفالهم، يرسلون إليهم رسالة خاطئة"، ولن تفيد حججهم بأنهم يريدون لأطفالهم أن يسلكوا مسارا تقليديا في الحياة، ويخافون عليهم من المغامرة والإخفاق، أو الفشل في كسب ما يكفي من المال عندما يكبرون.
وتؤكد أن إظهار ثقتك بأطفالك يمكن أن يمنحهم الثقة التي سيحتاجون إليها للنجاح كبالغين، بغض النظر عن المسار الذي سيتبعونه في نهاية المطاف.
اتباع الآباء العاطفة وحدها ربما يكون في كثير من الأحيان أمرا غير عملي (شترستوك) 2- السماح بخوض تجربة الاستقلالتقول بيسنو إن "العديد من الآباء الذين قابلتهم، أعطوا أطفالهم فرصة لخوض تجربة الاستقلال منذ صغرهم"، وتضرب على ذلك مثالا برائد الأعمال سيمون إسحاق، الرئيس التنفيذي لإحدى أشهر شركات التسويق الرقمي، والمؤسس المشارك لمنصة "فاذرلي" الإلكترونية، الذي سمح له والداه بمغادرة المنزل لقضاء عامين في كولورادو، للتدريب على التزلج، وهو لم يزل في المدرسة الثانوية.
وبالفعل، ذهب سيمون وتزلج بشكل تنافسي؛ لكنه لم ينجح في الانضمام إلى الفريق الأولميبي الأميركي.
وعلقت بيسنو على قصته قائلة، "رغم أنه كان من الصعب على العائلة السماح لطفلها بالرحيل، لكنهم فعلوا ذلك ليمنحوه الفرصة لخوض التجربة".
تلك التجربة التي أثرت فيما بعد على نجاحه في ريادة الأعمال، بعد أن علّمه شغفه الكبير بشيء ما؛ الإصرارَ والتركيز والعمل الجاد على كل الأشياء اللازمة للنجاح في الحياة.
3- الاستجابة لرغباتهم التعليميةرغم أن 10 من أغنى رجال الأعمال في العالم -مثل ستيف جوبز وبيل غيتس- خالفوا التقاليد وتركوا الجامعة؛ يكاد الكثير من الآباء يصابون بسكتة دماغية إذا أبدى أطفالهم رغبة في تغيير مسارهم الدراسي، أو عدم إكمال الدراسة الجامعية؛ ويصيحون قائلين "لا، لا يمكنك فعل ذلك، لن تكون قادرا على النجاح في حياتك"، على حد قول بيسنو.
وكان ماثيو مولنويغ، رجل الأعمال الأميركي المعروف بتأسيس نظام النشر المجاني مفتوح المصدر "وورد برس"؛ فعل هذا واتضح أنه اتخذ القرار الصحيح.
وعانت والدة مولنويغ في البداية وكانت قلقة عليه، عندما أخبرها برغبته في ترك الجامعة بعد عامين من الالتحاق بها.
لكن الأم، بعد أن تأكدت من شغف ابنها واستحواذ هوايته عليه وأهميتها بالنسبة له، حيث كان يعكف على تطوير نظام لإدارة محتوى الويب في غرفة نومه دون توقف؛ سارعت إلى توفير سكن له في سان فرانسيسكو، وتركته يمضي وراء حلمه.
مولنويغ الذي وُلد في هيوستن بولاية تكساس، ومارس الفنون المسرحية ودرس ساكسفون الجاز في المرحلة الثانوية، قبل أن يلتحق بجامعة هيوستن، ويتخصص في العلوم السياسية؛ لم يلبث أن ترك الدراسة الجامعية في عام 2004، ليعمل في شركة "سي إن إي تي" للإنترنت لمدة عامين، ثم استقال ليؤسس شركة "أوتوماتيك" التي تملك عدة علامات تجارية في مجال الإنترنت، وتُعد الشركة الأم لموقع "وورد برس"، وتضم أكثر من ألفي موظف؛ ويُعتقد أن قيمتها بلغت 7.5 مليارات دولار عام 2021.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مركز التميز يعلن انعقاد مؤتمر "يوم الطاقة" فبراير المقبل
أعلن مركز التميز في الطاقة (COE/E)، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والذي تقوم بتنفيذه جامعة ولاية أريزونا بالشراكة مع جامعات عين شمس والمنصورة وأسوان، عن إطلاق مؤتمر "يوم الطاقة" الذي سيعقد في القاهرة يوم 2 فبراير 2025.
ويهدف إلى إيجاد رؤى مبتكرة لتطوير منظومة الطاقة في مصر، ودعم بناء القدرات في مؤسسات التعليم العالي المصرية لتشجيع الابتكار والتحديث في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
ويشمل مؤتمر "يوم الطاقة" جلستين رئيسيتين بمشاركة وزارة البترول والثروة المعدنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى خبراء وأكاديميين مصريين وعرب من القطاع الصناعي، الذين سيشاركون خبراتهم ويناقشون موضوعات متعددة، مثل التحول في مجال الطاقة وتحدياته وفرصه، ودور التكنولوجيا ومراكز الأبحاث في تطوير التعليم الأكاديمي، وتأثير البحوث الأكاديمية المتعلقة بالطاقة على دعم تطور الصناعة.
وسيضم المتحدثون بالمؤتمر ممثلين عن مؤسسات رائدة من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك جمعية مطوري الطاقة الشمسية في بنبان، وشركة طاقة مصر، وأكوا باور، وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وغيرها.
مؤتمر يوم الطاقة يمثل منصة استراتيجيةوأكد الدكتور سيفي كياعي، مدير مشروع COE/E وأستاذ بكلية الهندسة الكهربائية والطاقة وهندسة الحاسوب في جامعة ولاية أريزونا، أن مؤتمر يوم الطاقة يمثل منصة استراتيجية لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لدعم تحول الطاقة في مصر، وتحقيق هدفها الطموح بتوليد 42% من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2035.
وأضاف أن مركز التميز في الطاقة يهدف إلى بناء القدرات والمساعدة في زيادة فعالية عمليات صنع السياسات الحكومية لمواجهة تحديات قطاع الطاقة.
وأشارت داليا الطيب، المدير الإقليمي لـ COE/E في مصر، إلى أن المركز عمل بالتعاون مع الجامعات المصرية لتحديث المناهج الدراسية المتعلقة بالطاقة، من خلال إدخال دورات وبرامج جديدة ومحسنة تعتمد على أحدث الأساليب التعليمية، إلى جانب تصميم وتسهيل برامج بحثية وتبادلية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من الجامعات الأمريكية والمصرية.
وأضافت أن مركز التميز في الطاقة يركز جهوده على تعزيز التعاون بين المجتمع الأكاديمي وقطاع الصناعة وصناع القرار، من خلال الشراكة مع الجامعات المصرية والخبراء المهنيين والمصنعين، وقام المركز بتنفيذ برامج بحث وتطوير مبتكرة تهدف إلى تحسين الكفاءة والاستدامة في قطاع الطاقة.
وأبرز الدكتور مصطفى مرعي، المستشار الفني لـ COE/Eوأستاذ هندسة القوى والآلات الكهربية بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، دور المركز وفعالية "يوم الطاقة" المقبل في التأكيد على أهمية التعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص والمجتمع الأكاديمي لدعم وتطوير مشاريع التحول في مجال الطاقة ومشاريع الطاقة المتجددة والمستدامة.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي لـ COE/E هو بناء جسور بين مختلف الجهات المعنية وتعزيز الحوار الذي يمكن أن يؤدي إلى التنفيذ العملي للأبحاث والابتكارات في هذا المجال، موضحاً أن "يوم الطاقة" سيكون أيضًا منصة لتسليط الضوء على إنجازات المركز في دعم الاقتصاد المصري من خلال مشاريع مبتكرة، مثل تحسين تقنيات كفاءة الطاقة، واستغلال مستدام الطاقة الشمسية، وتحويل النفايات إلى مصادر طاقة متجددة.
وأوضح أ.د. مصطفى أن المركز قد خصص 200 مليون جنيه مصري (4 ملايين دولار أمريكي) لدعم الأبحاث التطبيقية المصرية بالتعاون مع الباحثين من جامعة ولاية أريزونا الأمريكية، و50 مليون جنيه مصري (مليون دولار أمريكي) في المعدات التقنية المتطورة لإنشاء مختبرات حديثة بالجامعات المصرية الشريكة تدعم التدريس العملي والبحث العلمي المتطور في مجالات الطاقة، كما يقوم بإنشاء مركز تكنولوجيا متطور لتقديم خدمات الاختبار وبرامج الشهادات لصناعة الطاقة، مما سيساهم في تمويل أنشطة المركز لبناء القدرات المصرية في مجال الطاقة على المدي البعيد.
وأكد أحمد حسام، مدير الصناعة والشراكات ومنسق يوم الطاقة بـ COE/E، أن "يوم الطاقة" سيكون فرصة فريدة لعرض الابتكارات في مجال الطاقة المتجددة ومناقشة التحديات والفرص التي تواجه القطاع.
وأضاف أن الحدث سيشمل مناقشات بحضور مسؤولين حكوميين وممثلين عن القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى أكاديميين وباحثين من مصر والدول العربية يعملون على حلول الطاقة المستدامة، فضلاً عن معرض ابتكار الطاقة الذي سيعرض مشاريع بحثية وابتكارات في كفاءة الطاقة وأنظمة الطاقة المتجددة قام بتنفيذها طلاب وأعضاء هيئة تدريس من الجامعات المصريين عبر برامج الشراكة مع الجامعات الأمريكية.
يساهم مركز التميز في الطاقة بفعالية في بناء الخبرات المحلية وإعداد جيل جديد من المتخصصين في مجال الطاقة من خلال دعمه للأبحاث الأكاديمية وبرامج التدريب ومبادرات التبادل الطلابي. وبالتعاون مع جامعات عين شمس وأسوان والمنصورة، نجح المركز في تعزيز الابتكار ومواءمة التعليم العالي مع احتياجات الأسواق المحلية والدولية.
لمزيد من المعلومات حول أنشطة المركز، يرجى زيارة مركز التميز في الطاقة.
تُموِل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مركز التميز للطاقة بدعم من الشعب الأمريكي بهدف مساعدة مصر على تحقيق هدفها المتمثل في الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 42% بحلول عام 2035، وتمكين مصر من أن تصبح بلدًا رائدة إقليميًا في مجال الطاقة النظيفة. تدير جامعة ولاية أريزونا مركز التميز في الطاقة بالشراكة مع ثلاث جامعات مصرية هي: جامعة عين شمس، وجامعة المنصورة، وجامعة أسوان.
وتشرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على برنامج المساعدات الخارجية الأمريكية الذي يقدم الدعم الاقتصادي والإنساني في أكثر من 80 بلدًا في جميع أنحاء العالم.
يعود الفضل في إعداد هذا الإعلان إلى الدعم السخي الذي قدمه الشعب الأمريكي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. يعد مركز التميز للطاقة مسؤولًا عن المحتوى الذي لا يعكس بالضرورة وجهات نظر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أو حكومة الولايات المتحدة.