اعتمدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار 27 مشروعًا بحثيًا من 7جهات حكومية ضمن برنامج مشاريع البحوث الاستراتيجية بتكلفة تقارب 800 ألف ريال عماني، ومن المرتقب أن تخضع النسخة الأولى من المشاريع البحثية للتقييم قبل نهاية العام الحالي على أن يبدأ البرنامج نسخته الثالثة العام القادم 2024.

وقال الدكتور عيسى بن سالم الشبيبي، مدير دائرة البرامج البحثية والابتكارية بالندب بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لـ"عمان": إن برنامج مشاريع البحوث الاستراتيجية يخدم التوجهات الاستراتيجية، ويركز على الأولويات الوطنية في شتى المجالات سواء الخدمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية منها بما ينسجم مع رؤية عمان 2040، إذ أن البرنامج يهدف إلى زيادة السعة البحثية، وتفعيل ثقافة البحث العلمي في القطاع الحكومي، وإيجاد حلول ابتكارية للتحديات التي تواجه هذا القطاع، وتسهم في تطويره والارتقاء به، حيث يتاح المجال للباحثين للتقدم بمقترحات بحثية في الأولويات البحثية التي تطرحها الوزارات والجهات الحكومية المشاركة في البرنامج، بحيث تقوم هذه الجهات بالتمويل التشاركي بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بمعنى في حال أن هذه الوزارات والهيئات قدمت أولوياتها البحثية، وتمت الموافقة عليها يتوقع منها المساهمة بتمويل نصف تكلفة المشاريع البحثية، مع التأكيد أن أولويات المقترحات البحثية تترك للجهات الحكومية كل حسب مجاله مع أهمية التركيز على القطاعات الحيوي والمضمنة بشكل واضح في رؤية عمان 2040 كقطاعات الأمن الغذائي والمائي، والصحة، وأمن الطاقة، وأبحاث المياه، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها.

وأشار إلى أن برنامج مشاريع البحوث الاستراتيجية في دورته الثانية استلم مقترحات من 7 جهات حكومية مع تقديم كل جهة منها بأولوياتها البحثية، إذ قدمت وزارة الصحة أولويات بينها أولوية أمراض القلب والأوعية الدموية، وأولوية القيادة وحوكمة القطاع الصحي، على أن يتم تضمينها في البحوث الاستراتيجية؛ لإيجاد مشاريع بحثية تخرج بمخرجات قابلة للتطبيق، ويمكن لوزارة الصحة تبنيها، كما تقدمت وزارة التربية والتعليم بأولويات بحثية من بينها أولوية برامج تقنية للتعليم الإلكتروني، وأولوية الخطط العملية لرفع التحصيل الدراسي، إضافة إلى أولوية دراسة المشكلات الصحية والنفسية والاجتماعية لدى الطلبة، وتقدمت هيئة البيئة بأولوياتها التي تتضمن أولوية إدارة النباتات الغازية في سلطنة عُمان، مع العلم أن مشكلة النباتات الغازية منتشرة بشكل واسع في سلطنة عُمان، وارتأت هيئة البيئة إيجاد حلول لها من خلال المشاريع البحثية، وتقدمت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بأولويات منها أولوية الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في إدارة الكوارث وغيرها من المقترحات التي تمثل أولويات وطنية.

كما تم تأكيد استلام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار 169 مقترحًا بحثيًا وتمت الموافقة على 27 مشروعًا بحثيًا من 7 جهات حكومية بتكلفة ما يقارب 800 ألف ريال عماني، مع العلم أن مدة إجراء المشاريع البحثية عامين كأقصى حد للفرق البحثية.

وأوضح الدكتور أن الدورة الأولى لبرنامج مشاريع البحوث الاستراتيجية كانت في العام المنصرم 2022 ولا يزال أغلب المشاريع التي تم اعتمادها جاري العمل عليها، موضحا: سوف نبدأ بتقييم تجربة الدورة الأولى للبرنامج مع نهاية هذا العام 2023؛ لنترك مجالا لمضي عامين على المشاريع البحثية المعتمدة في الدورة الأولى ليتسنى لنا تقييم المخرجات ومدى تبنيها من قبل الجهات الحكومية، والاستفادة منها في تغيير سياسات معنية في تلك الوزارات، أو الخروج بمخرجات قابلة للتطبيق أو إيجاد حلول ابتكارية لبعض المشكلات التي تواجهها القطاعات.

وأضاف: إن إدارة وتقييم المقترحات البحثية منذ بداية البحث حتى تسليم التقارير البحثية كلها تتم عبر لجان تشكل في الجهات الحكومية المشاركة ببرنامج البحوث الاستراتيجية، وتقوم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بعملية الإشراف والمتابعة لضمان إدارة هذه المشاريع البحثية من خلال تسليم التقارير المرحلية والنهائية في الوقت المحدد، حيث تقوم لجان البرنامج في الجهات الحكومية باعتماد هذه التقارير مع التأكد بأنها حققت الأهداف المخرجات البحثية المحددة في العقود البحثية التي تم توقيعها بين الجهة الحكومية والمؤسسات البحثية التي ينتمي إليها الباحثون الحاصلون على الدعم المالي.

ويمثل برنامج مشاريع البحوث الاستراتيجية أحد أهم برامج دعم تمويل المشاريع البحثية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث يخدم البرنامج التوجهات الاستراتيجية، ويركز على الأولويات الوطنية في شتى المجالات الخدمية والاقتصادية والاجتماعية بما ينسجم مع رؤية عمان 2040، إذ يهدف البرنامج إلى طرح التحديات ذات الأولويات الوطنية التي تواجه الجهات الحكومية من خلال مقترحات بحثية تنافسية؛ لإيجاد حلول علمية وتطبيقية لها، وزيادة عدد الأبحاث في سلطنة عُمان، وتعزيز التميز البحثي وفق المعايير البحثية العالمية، إضافة إلى بناء القدرات الوطنية في المجالات البحثية والابتكارية، وتعزيز التعاون البناء بين أطراف المنظومة البحثية، وكذلك المساهمة في بناء اقتصاد قوي مبني على المعرفة، والخروج بتوصيات لمتخذي القرار بما يخدم إيجاد أو تحديث السياسات والتشريعات العامة، وتوفير منصة واحدة للإعلان عن الموضوعات البحثية واستقبال المقترحات البحثية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة التعلیم العالی والبحث العلمی والابتکار المشاریع البحثیة الجهات الحکومیة ا بحثی ا

إقرأ أيضاً:

المغرب يطلق مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش بتكلفة 10 مليارات دولار

دشن المغرب انطلاقة أشغال إنجاز الخط السككي فائق السرعة الرابط بين مدينتي القنيطرة ومراكش الذي يبلغ طوله 430 كيلومترا بسرعة 350 كيلومترا في الساعة، ضمن برنامج لتعزيز البنية السككية بموازنة تقارب 10 مليارات دولار.

وسيمدد المغرب بهذا المشروع، الذي أشرف الملك المغربي محمد السادس على تدشينه من محطة الرباط أكدال، خط القطار فائق السرعة الذي يربط حاليا بين طنجة والقنيطرة ليصل إلى مراكش، مما سيجعل المملكة من بين الدول التي تمتلك أطول الشبكات فائقة السرعة في العالم بإجمالي 630 كيلومترا، بحسب تصريحات المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، محمد ربيع الخليع.

ربط بين المراكز الحضرية والمطارات وملاعب كأس العالم

ويشمل المشروع بناء البنية التحتية للخط السككي فائق السرعة واقتناء 168 قطارا جديدا، في إطار استثمار إجمالي يناهز 96 مليار درهم (نحو 10 مليارات دولار)، تتوزع بين 53 مليار درهم لإنشاء الخط الجديد (5.3 مليارات دولار)، و29 مليار درهم (نحو 3 مليارات دولار) لتحديث وتجديد الأسطول السككي، و14 مليار درهم لتطوير شبكات النقل الحضري في مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش.

المشروع يتضمن إنشاء خط سككي جديد يربط مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، مع ربط مباشر بمطاري الرباط ومحمد الخامس بالدار البيضاء (وكالات)

ويتضمن المشروع إنشاء خط سككي جديد يربط مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش، مع ربط مباشر بمطاري الرباط ومحمد الخامس بالدار البيضاء، بالإضافة إلى وصلة بمحطة ملعب "بن سليمان"، أحد الملاعب التي ستستضيف مباريات مونديال 2030.

إعلان خفض كبير في زمن الرحلات

ومع هذا المشروع الجديد، ستصبح المدة الزمنية بين طنجة والرباط ساعة واحدة، وساعة و40 دقيقة بين طنجة والدار البيضاء، وساعتين و40 دقيقة بين طنجة ومراكش، مما يعني تقليص الزمن الرحلي بنحو ساعتين. كما سيمكن المشروع من ربط الرباط بمطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء في 35 دقيقة فقط.

وسيوفر المشروع خدمة للربط بين فاس ومراكش بزمن يناهز 3 ساعات و40 دقيقة، باستخدام القطارات فائقة السرعة على الخطوط التقليدية حتى شمال القنيطرة، ثم مواصلة الرحلة عبر الخط الجديد.

منظومة صناعية وشراكات دولية واستثمارات واعدة

يشمل البرنامج أيضا إطلاق منظومة صناعية محلية لتصنيع القطارات وصيانتها بشراكة مع شركات عالمية من بينها "ألستوم" الفرنسية، و"كاف" الإسبانية، و"هيونداي روتيم" الكورية، مع نسبة إدماج محلي تتجاوز 40%، مما سيُسهم في خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة.

وبحسب وزير النقل واللوجيستيك عبد الصمد قيوح، فإن المشروع يمثل "لبنة جديدة ودعامة أساسية للاقتصاد الوطني"، وسيمكن من تسهيل تنقل المواطنين وتعزيز الترابط بين المدن والمطارات، وهو ما سينعكس إيجابا على التنمية المستدامة والاندماج الإقليمي للمغرب على المدى الطويل.

مقالات مشابهة

  • المغرب يطلق مشروع الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش بتكلفة 10 مليارات دولار
  • اتفاق مصري كويتي على تعزيز التعاون في التعليم العالي والبحث العلمي
  • تعزيز التعاون الإستراتيجي بين مصر والكويت في مجال التعليم العالي والبحث العلمي
  • وزارة التعليم العالي تؤكد عدم شرعية قبول وتدريس الطلاب بمراكز الجامعات والكليات بالخارج عقب قرار إغلاقها
  • القاهرة تختتم مؤتمر نيوسبيس أفريقيا 2025 بإطلاق مرحلة جديدة من التعاون الفضائي القاري والدولي.. والتوصيات تطالب بدعم المشاريع الناشئة والابتكار في قطاع الفضاء
  • وزير التعليم العالي يبحث مع القائم بأعمال السفارة التركية التعاون ‏في المجال العلمي وتبادل الخبرات
  • وزارة التعليم العالي: 3.3 مليارات جنيه تكلفة إنشاءات جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية
  • مكة المكرمة.. خبراء يستعرضون أحدث مفاهيم إدارة المشاريع الاستراتيجية
  • راشد بن حمدان: التعليم في صميم رؤيتنا لتعزيز التميز والابتكار
  • بدء تطوير "مجرى وادي حسون" في صحار بتكلفة 2.6 مليون ريال