حين تنتهي حرب إسرائيل الراهنة على غزة، توجد 7 سيناريوهات محتملة لمستقبل القطاع الفلسطيني، بينها فرصة قوية لاستمرار حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، بحسب أندرو ماكجريجور في تحليل بمركز "أوراسيا ريفيو" للأبحاث (Eurasia review) ترجمه "الخليج الجديد".

ولمدة 48 يوما حتى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، وفي اليوم التالي بدأت هدنة إنسانية بين إسرائيل و"حماس" تستمر 4 أيام قابلة للتمديد، برعاية قطرية مصرية أمريكية.

ويتوعد قادة دولة الاحتلال بمواصلة الحرب بعد الهدنة، على أمل إنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة في القطاع الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

وقال ماكجريجور إن "حكومة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية (التي تهيمن عليها حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس) ليس لها وجود أو تأثير يذكر في غزة". وفي 2007، سيطرت "حماس" على القطاع إثر انهيار حكومة وحدة وطنية مع "فتح".

وبشأن السيناريو الأول المحتمل، أضاف أنه "لو عادت السلطة الفلسطينية إلى غزة، فمن الصعب تجنب وصفها بأنهم دمية في يد إسرائيل".

وأردف: "إذا سُمح لسكان غزة بالبقاء، فمن المؤكد أن إسرائيل ستكثف سيطرتها على القطاع، الذي سيتم إغلاقه بشكل أكثر إحكاما لمنع إمداد أي فصائل مقاومة في غزة بالمال أو الأسلحة".

وبالفعل، يحاصر الاحتلال الإسرائيلي غزة منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

اقرأ أيضاً

حماس تجدد رفضها مشاركة قوات دولية أو عربية في إدارة غزة

إعادة احتلال

وفي سيناريو ثانٍ، "ربما يعيد الجيش الإسرائيلي احتلال غزة بالكامل، كما هو متوقع، وستكون هذه هي العملية الثالثة من نوعها منذ إخلاء القوات والمستوطنين الإسرائيليين من القطاع عام 2005"، كما زاد ماكجريجور.

وأضاف أن "إعادة احتلال عزة هي فكرة لا تحظى بأي دعم في إسرائيل أو في أي مكان آخر".

وتابع أن "إسرائيل حريصة على الهروب من دائرة الهجوم والرد، وهي دورة مكلفة من الناحيتين الاقتصادية والعسكرية ومضرة سياسيا".

ومتحدثا عن سيناريو احتمال عودة غزة إلى السيطرة المصرية، قال ماكجريجور إنه "لا علاقة لمصر بغزة في الوقت الحالي، وكثيرا ما تغلق معبرها الحدودي الوحيد (رفح) مع القطاع".

وأردف أن "مصر على الرغم من ذلك تتمتع بتاريخ طويل من كونها القوة المهيمنة في غزة، ويرجع ذلك إلى العصور الفرعونية".

ولفت إلى أنه "تم ضم غزة إلى جمهورية (الرئيس المصري) جمال عبد الناصر العربية المتحدة في عام 1959، وحكمها حاكم مصري حتى عام 1967". وفي ذلك العام بدأت إسرائيل احتلال غزة حتى 2005.

ورأى أنه "لا يجوز لحماس أن تتوقع أي مساعدة من مصر، بسبب علاقات الحركة الوثيقة بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر".

ماكجريجور قال إنه "لا توجد رغبة في القاهرة في استئناف سيطرة مصر التاريخية على غزة، ومن شأن مثل هذا الاحتلال أن يجعل مصر على اتصال مباشر مع قوات الأمن الإسرائيلية في برميل بارود غير مستقر". وترتبط مصر بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1979.

اقرأ أيضاً

واشنطن: غزة بحاجة لقيادة فلسطينية غير حماس ولا ينبغي لإسرائيل إعادة احتلالها

تهجير الفلسطينيين

ووفقا لماكجريجور، يوجد سيناريو رابع قائم إخلاء إسرائيل لغزة من سكانها، "إذ تستخدم مزيجا من الغارات الجوية والتحذيرات لإجبار سكان غزة على الانتقال إلى الجزء الجنوبي من القطاع، بالقرب من الحدود المصرية".

وأضاف أن "هذا أدى إلى مخاوف من أن إسرائيل قد تسعى إلى دفع جميع سكان غزة عبر الحدود إلى سيناء المصرية".

وفي أكثر من مناسبة، أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن رفضه لأي تهجير جماعي للمدنيين من غزة إلى سيناء، محذرا من أنه "سيكون أمرا خطيرا للغاية".

وقال ماكجريجور إن "اقتراحات غربية بأن تستقبل مصر  أكثر من مليون لاجئ من غزة أثارت غضب الحكومة المصرية، وورد أن أحد كبار المسؤولين قال لمبعوث أوروبي: "هل تريد منا أن نستقبل مليون شخص؟ حسنا، سأرسلهم إلى أوروبا، فأنتم تهتمون بحقوق الإنسان كثيرا".

اقرأ أيضاً

"مستقبل غزة بعد حماس".. احتمالات إسرائيلية معقدة

ولاية أممية

و"أحد الاتجاهات المحتملة لغزة بعد حماس هو إحياء المناطق الخاضعة للانتداب، كتلك التي كانت شائعة في الشرق الأوسط وأفريقيا بين الحربين العالميتين الأولى والثانية"، بحسب حديث ماكجريجور عن سيناريو خامس.

ولفت إلى أن "غزة كانت تحت الانتداب البريطاني على فلسطين بين عامي 1923 و1948".

وتابع أن وضع غزة تحت ولاية الأمم المتحدة "سيتطلب مشاركة دولية واسعة النطاق، بما في ذلك عملية ضخمة تشمل قوات حفظ السلام، ومساعدات إعادة الإعمار، والمساعدات الطبية والتنموية، وإصلاح البنية التحتية".

واستدرك: "لكن سيكون من الصعب تأمين الدعم لمثل هذا البرنامج من كافة الدول الأعضاء الدائمة الانقسام في مجلس الأمن".

وفي سيناريو سادس، بحسب ماكجريجور،  "ترددت مقترحات بأن دول عربية صديقة لإسرائيل (تحديدا مصر والأردن والمغرب والبحرين والإمارات) يمكن أن تحصل على ولاية على غزة منزوعة السلاح".

واستدرك: "لكن لا توجد دول عربية مستعدة وراغبة في تحمل المسؤولية عن سكان غزة  الذين يعيشون في حالة خراب".

أما السيناريو السابع والأخير، والذي لا ترغب فيه إسرائيل، فهو أن تتمكن حركة "حماس" من البقاء في غزة، كما أردف ماكجريجور.

وأوضح أن "إسرائيل وضعت لنفسها مهمة مستحيلة متمثلة في القضاء على كل أثر لحماس، التي تمتلك جناحين سياسيا ومسلحا، غير أنه بدون قتل أو طرد كل سكان غزة، فإن هذا سيكون مستحيلا".

و"ومع جذورها العميقة في غزة، توجد فرصة قوية لنجاة حماس من الجولة الحالية من القتال"، كما ختم ماكجريجور.

اقرأ أيضاً

و.س. جورنال: إسرائيل تريد تدمير حماس و5 سيناريوهات لمصير غزة

المصدر | أندرو ماكجريجور/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس سيناريوهات غزة الحرب إسرائيل احتلال اقرأ أیضا سکان غزة على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مخاوف أمريكية من تكرار سيناريو غزة بعد توغل إسرائيل في لبنان|تقرير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أطلق الجيش الإسرائيلي، عملية برية في جنوب لبنان في وقت مبكر، اليوم الثلاثاء، معلنًا عن تنفيذ مداهمات محدودة ضد أهداف تابعة لـ"حزب الله"، في القرى القريبة من الحدود، وذلك بعد نحو أشهر من التدريبات والحشد، وفي أعقاب اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما حذرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تل أبيب من الانزلاق إلى هجوم أكبر حجمًا وأطول مدة على غرار حروب سابقة على لبنان، فضلًا عن تكرار "سيناريو غزة".

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، "إن هذه العملية جاءت بناءً على قرار سياسي، وتهدف إلى استهداف البنى التحتية التابعة لحزب الله في تلك المناطق"، موضحًا "أن العملية تتماشى مع خطة محددة تم التحضير لها في هيئة الأركان وقيادة الشمال، وتدربت عليها القوات في الأشهر الأخيرة".

وأشارت إسرائيل عبر البيان إلى أن قواتها بدأت هجمات محدودة ومحلية ضد حزب الله على طول منطقة الحدود في جنوب لبنان، مؤكدةً أن هذه الأهداف تقع في قرى قريبة من الحدود، وتشكل تهديدًا مباشرًا للمجتمعات الإسرائيلية في شمال إسرائيل"، كمان أن سلاح الجو الإسرائيلي ومدفعية الجيش الإسرائيلي تدعم القوات البرية.

ونوّه الجيش الإسرائيلي إلى أن العملية التي أطلق عليها اسم "سهام الشمال" تستمر وفقًا لتقييم الوضع وبموازاة العمليات القتالية في قطاع غزة وفي ساحات أخرى.

في حين أشار موقع "أكسيوس" الأمريكي، إلى أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، وافق على العملية البرية خلال اجتماع مساء الإثنين.

ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن قرار مجلس الوزراء أكد أن العملية محددة ومحدودة في الوقت والنطاق، ولا تهدف إلى "احتلال جنوب لبنان".

في الوقت ذاته أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، بات رايدر، في بيان أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي الدفاع يوآف جالانت، واتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على طول الحدود، وناقشا أهمية التحول في نهاية المطاف من العمليات العسكرية إلى مسار دبلوماسي لتوفير الأمن والاستقرار في أقرب وقت ممكن، كما تحدث أوستن وجالانت أيضًا عن "تداعيات خطيرة على إيران" إذا هاجمت إسرائيل بشكل مباشر، وفقًا للبيان.

بينما نقل موقع "أكسيوس"، عن مصدرين وصفهما بأنهما مطلعين على المسألة، قولهما، "إن البيت الأبيض يعتقد أنه توصل إلى تفاهمات مع إسرائيل بأن نطاق الغزو البري الإسرائيلي يقتصر على المناطق الحدودية في جنوب لبنان". 

وأضاف أحد المصادر، أن البيت الأبيض أعرب عن قلقه خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن إسرائيل تستعد لغزو بري كبير، وناقش هذه المخاوف مع الإسرائيليين، لافتًا إلى أنه خلال 48 ساعة من المحادثات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، أكد الإسرائيليون للبيت الأبيض أن الخطة تشمل أهدافًا محددة بدقة، وتركز على تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ثم سحب قوات الجيش الإسرائيلي.

وأوضح المصدر، أن إدارة بايدن لا تتوقع غزوًا على نطاق حرب لبنان عام 2006"، مضيفًا أن البيت الأبيض يعتقد أن لديه تأثير على التخطيط العسكري الإسرائيلي، فيما أكد مسؤول إسرائيلي رفيع كبير لموقع "أكسيوس"، أن "خطط عملية إسرائيل كانت محدودة النطاق منذ البداية".

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن الهدف هو تطهير المواقع العسكرية والبنية التحتية التي أنشأها حزب الله بالقرب من الحدود، مؤكدين أنه بمجرد القضاء على وجود حزب الله بالقرب من الحدود، يتمكن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا خلال الضربات عبر الحدود، بعد هجوم 7 أكتوبر من العودة إلى منازلهم.

وأضافت المصادر، أن إدارة بايدن تفهم الغرض الاستراتيجي للعملية البرية، والحاجة إلى التأكد من أن حزب الله لا يستطيع الاحتفاظ بالقدرة على مهاجمة مجتمعات إسرائيلية من الجانب المقابل مباشرة للحدود. إلا أن مسؤولي البيت الأبيض، أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بأنهم يساورهم قلق من أنه على غرار حروب سابقة في لبنان، ما يبدأ كعملية محدودة زمنيًا ومحدودة جغرافيًا، ينزلق إلى شيء أكبر وأطول أمدًا.

كما حذّرت إدارة بايدن بشكل خاص من أن الغزو يزيد من الدعم لجماعة حزب الله بين عامة الناس في لبنان"، وفق مسؤولين أمريكيين، فيما قال الرئيس بايدن، عندما سئل عن غزو محتمل: "أنا مرتاح لتوقف إسرائيل، يجب أن يكون لدينا وقف إطلاق نار الآن".

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، نقل الجيش الإسرائيلي العديد من وحدات المشاة والدبابات من غزة إلى الحدود الشمالية، وحشد العديد من ألوية قوات الاحتياط.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إلى امكانية غزو بري وشيك في اجتماع مع جنود في وحدة دبابات على الحدود، موضحًا أن القضاء على نصر الله خطوة مهمة، لكنها ليست الخطوة النهائية، منوهنًا إلى أنه من أجل ضمان عودة سكان البلدات الشمالية في إسرائيل، نستخدم كل قدراتنا، وهذا يشملكم.

وخلال اجتماع مع رؤساء البلديات الواقعة على الحدود الشمالية، قال جالانت، إن "المرحلة التالية في الحرب ضد حزب الله تبدأ قريبًا، وتكون عاملًا مهمًا في تغيير الوضع الأمني، وتسمح لنا بإعادة السكان إلى منازلهم".

ولم يعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر عن معارضته لعملية برية محدودة محتملة في إفادة مع الصحفيين، قائلًا، إنه في حين لا تزال الولايات المتحدة تدعم وقف إطلاق النار، فإن "الضغوط العسكرية يمكن أن تساعد الجهود الدبلوماسية في بعض الأحيان".

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلًا عن مسؤولين عسكريين، قولهم، إن قوات خاصة إسرائيلية نفذت توغلات قصيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة، استعدادًا لغزو أوسع محتمل.

وركزت الغارات التي أكدها "ستة ضباط ومسؤولين إسرائيليين ومسؤول غربي" على جمع المعلومات الاستخباراتية حول مواقع "حزب الله" بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل، وكذا تحديد أنفاق حزب الله والبنية التحتية العسكرية استعدادًا لمهاجمتها من الجو أو الأرض.

وأوضح المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم "أن هذه التوغلات تأتي بعد أشهر من المهام السرية المماثلة، التي عبرت فيها قوات خاصة إسرائيلية لفترة وجيزة الحدود اللبنانية للاستطلاع، لكنها زادت في الأيام الأخيرة مع استعداد الجيش الإسرائيلي لهجوم أوسع نطاقًا".

مقالات مشابهة

  • تعليقًا على قصف إيران أهدافا إسرائيلية.. حماس: رسالة قوية للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية
  • "حماس" تبارك الصواريخ الإيرانية وتقول إنها رد مشرف ورسالة قوية
  • "حماس" تبارك الرد الإيراني وتقول إنها رد مشرف ورسالة قوية
  • مخاوف أمريكية من تكرار سيناريو غزة بعد توغل إسرائيل في لبنان|تقرير
  • بفوارق كبيرة.. اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان يعيد سيناريو غزة
  • إعلام أمريكي: 5 مخاطر تنتظر الاحتلال الإسرائيلي بعد اغتيال حسن نصر الله
  • سياحة المهرجانات فرصة قوية للترويج للمقاصد المصرية
  • سيناريوهات التقدم البري.. احتمالان امام نتنياهو
  • إسرائيل تزعم: في وقت ما خلال الحرب علمنا مكان السنوار
  • خبير عسكري: هذه سيناريوهات حرب إسرائيل المحتملة في لبنان