مسقط- الرؤية

يرعى صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى بن ماجد آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس منتدى عُمان لرعاية الأحداث الجانحين، الذي تنظمه صحيفة ومنصة عيون الإلكترونية والجامعة، وذلك بمدرج الفهم في مركز الجامعة الثقافي يوم الثلاثاء الموافق 28 نوفمبر الجاري.

وينعقد هذا المنتدى لأول مرة في سلطنة عمان، كبادرة اجتماعية تنموية وتوعوية تلقي الأضواء الإعلامية على هذا المنحى المُهم لمسيرة المجتمعات بصفتها تحدٍ يتطلب تظافر الجهود لاحتوائها لأجل تقليل أعداد الأحداث الجانحين وتوفير الرعاية البديلة لهم لتصحيح مسارهم التعليمي والاجتماعي.

وقالت الدكتورة وفاء بنت سعيد المعمرية رئيسة قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجامعة: "بلادنا تسعى جاهدة من أجل التقليل من انتشار هذه الظاهرة واحتواء الأحداث الجانحين وتتمثل هذه الجهود في إعادة تأهيلهم في المجتمع ومساعدتهم على العودة بشكل طبيعي لكي يكونوا مواطنين صالحين قادرين على خدمة أنفسهم ووطنهم".

وأكد محمد بن رضا اللواتي الرئيس التنفيذي لصحيفة ومنصة عيون الإلكترونية أن الجنح أكثر انتشارًا بين الأحداث في المجتمع العماني، مشيرًا إلى أنها مشكلة ذات أبعاد بيولوجية ونفسية واجتماعية وتربوية تحتاج إلى جهود من شتى أطياف المجتمع العماني للتصدي لهذه المشكلة ومنعها من التفاقم. وقال اللواتي إن هذا المنتدى يسعى لتقديم حلول من أجل احتوائها من خلال خبرات عمانية اجتهدت في هذا المجال، كما يفتح المنتدى للمشاركين المجال لأجل طرح أسئلتهم على كوكبة من الخبراء الذين سيطرحون أوراق أعمالهم خلال أعمال المنتدى، والذي نرجو منه أن يحقق أهدافه التي يسعى لأجل تحقيقها.

وأضاف اللواتي أن التعاون الوثيق مع قسم علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية في الجامعة قد منح للمنتدى بُعدًا مُهمًا من خلال خبرات المتخصصين في حقل علم الاجتماع الذين من المتوقع أن يتناولوا هذا الموضوع المُهم من بُعده الاجتماعي، ما يصب في تقديم حلول ناجعة لهذه الأزمة.

ويشارك في الجلسة الحوارية الأولى للمنتدى 3 من الأكاديمين المتخصصين في مجال علم الاجتماع، وهم كل من الدكتور سعيد العبدلي والدكتور عماد فاروق والدكتور أمجد الحاج؛ وهم أساتذة مساعدون في قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، بمشاركة فهد الفهدي مدير دائرة الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية، ونقاء بنت جمعة اللواتية أخصائية برامج توعوية بوزارة التنمية الاجتماعية، فيما تُدير الجلسة النقاشية الدكتورة ريا المنذرية.

بينما يشارك في الجلسة الحوارية الثانية كل من الأخصائية الاجتماعية الشفاء الهاشمية، والأخصائي ناصر العامري، والمحامية ميمونة السليمانية، والدكتورة منى الشكيلية استشاري طب نفسي أطفال ويافعين، والدكتورة منى بنت سالم العلوية مدرس علوم أول بكلية عمان للعلوم الصحية فرع جنوب الشرقية، وتدير الجلسة الإعلامية بيان البلوشية.

وتسبق الجلسات أوراق عمل متنوعة؛ وهي: "جنوح الأحداث من منظور اجتماعي" للدكتورة وفاء المعمرية، و"جهود وزارة التنمية للحد من تزايد حالات جنوح الأحداث" لفهد الفهدي، و"المؤثرات العقلية وأثرها على جنوح الأحداث" للمقدم صالح السيابي، و"الصحة النفسية والعقوبات البديلة" للدكتورة منى الشكيلية، و"إجراءات الرعاية اللاحقة للأحداث الجانحين وأثرها على تعديل سلوكهم" و"حلول وقائية للأحداث الجانحين" للاخصائي ناصر العامري، و"مبادئ غرس العادات الكريمة في الأحداث" للمدرب عبدالله الحارثي، و"تشريعات حماية حقوق الطفل الجانح والحدث" للمحامية ميمونة السليمانية و"التربية الحديثة للأبناء في ضوء الثورة الرقمية" للدكتورة منيرة الفكرية.

يُشار إلى أن هذا المنتدى هو السادس ضمن سلسلة منتديات أقامتها عيون الإلكترونية تحت مسمى "تطمين" وهي منتدى عُمان لرعاية أطفال التوحد ومنتدى عُمان لرعاية الأيتام ومنتدى عُمان لرعاية أطفال التأتأة ومنتدى عُمان لرعاية المكفوفين ومنتدى عُمان لراعية كبار السن.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قراءة أولية في أفق السلام القادم..

المتتبع للمشهد السياسي وتطورات مستجدات الأحداث المتسارعة على الصعيد العربي عليه أن يتوقف ليقرأ الأحداث قراءة متأنية فاحصة لما بين السطور بعيدًا عن انسياق وسائل الإعلام وراء ما يروج له الإعلام الصهيوني والإعلام المتصهين
وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطه مهمة في معركة الوعي للربط بين ماضي الأحداث وحاضرها لاستشراف المستقبل بوعي مستنير من خلال وضع النقاط على الحروف ليتضح المعنى، ومن ثم البناء على مستجدات الأحداث وتداعياتها اليوم في المنطقة، وما يجري في سوريا وما يعد من سيناريوهات يتم الترويج لها بوعي أو بدون..
وهنا يحضرني ما كنت قد تطرقت إليه في رسالتي التي تقدمت بها لنيل درجة الماجستير من كلية الإعلام جامعة صنعاء في العام 2022 م تحت عنوان اتجاهات النخبة اليمنية نحو الأداء المهني والأخلاقي للصحافة الرقمية، وبالتحديد ما يتعلق “بظهور العصر الرقمي وما أحدثه من تغيرات في الواقع السياسي العربي بعد 2011م، جراء استخدام التقنية الإعلامية كونها سلاح جديد بيد الدول الكبرى أطلق عليه (القوة الناعمة)، ليحل محل السلاح التقليدي بهدف السيطرة على دول العالم الثالث؛ إذ لم تعد الجيوش وحدها تقرر مصير الحروب ورجحان كافة الأطراف المتقاتلة، إنما بالمعلومات التي يملكها كل طرف حول الطرف الآخر ومدى سرعة انتشارها وتأثيرها”.
في ظل عدم إدراك خطورة الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة في الاتصال والإعلام، وهوما أشار إليه التقرير رقم (1352) الصادر في 1964/4/27م، الذي تمت مناقشته في دورة الكونجرس الأمريكي الـ (88) وأكد في مضمونه على “تحقيق مكاسب، وأهداف سياسية خارجية، من خلال التعامل مع الشعوب الأجنبية بدلا عن الحكومات باستخدام أدوات وتقنيات الاتصال الحديثة، مع إمكانية القيام بإعلامهم والتأثير في اتجاهاتهم، بل وجرفهم وجبرهم على سلوك معين، يؤدي في النهاية إلى ممارسة ضغوط حاسمة على حكوماتها”، وهذا ما ظهر في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الفيس بوك وتويتر الذي لعب دوراً مؤثراً فيما يسمى بثورات الربيع العربي؛ تمثل في قدرة وسائل التواصل الرقمية على تشكيل الاتجاهات، وتوفير عوامل الاستقطاب للتأثير على المواطن، وفي ساحات مفتوحة للحوار، وعملت على زعزعة أمن واستقرار عدد من الدول العربية، حيث تصدرت مواقع التواصل “فيس بوك” ذلك المشهد، وقد كشف تقرير حول شبكات الهاتف المحمول عن زيادة كبيرة في استخدام الفضاء الرقمي بعد ثورات الربيع العربي في مصر، حيث لعب فيس بوك وتويتر دوراً فاعلاً في تحريك الشارع ما أدى إلى تخلي عدد من رؤساء الدول العربية عن السلطة في كل من تونس ومصر ، واليوم في سوريا ..
لقد تحول الفيس بوك وتويتر من الشؤون الاجتماعية إلى الاهتمامات بالشؤون السياسية للدول، وأصبحت الصفحات السياسية تفوق الصفحات الرياضية والفنية فيما لم تدرك الحكومات مستوى وحجم المسؤوليات لرعاية الفئات العمرية الحرجة من الشباب؛ فتم استغلال تقنيات التكنولوجيا والبطالة؛ ليجد الشباب فيه متنفساً للتعبير عن أراءهم السياسية التي لا يستطيعون الجهر بها في العالم الواقعي الذي يعيشونه غير مدركين لأبعاد ومرامي تلك المخططات..
وما يحدث اليوم من انجراف مجاميع كبيرة من الناشطين وراء تلك المخططات في الترويج لها والانسياق دون وعي، ومنها ما يحدث في سوريا من تأمر واضح لحرف المسار عن مساندة ودعم غزة والتخفيف عن تركيز الرأي العام العالمي الذي كان قد بدأ يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة وعلى رأسهم رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم نتنياهو ووزير دفاعه المقال غالانت. وعلى وقع الكارثة الناتجة عن ارتكاب العدو الإسرائيلي للمجازر وجرائم حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطينيين في غزة. ومن ثم لفت الأنظار إلى ما يحدث في سوريا لإشغال الرأي العام بما حدث في سوريا وبالتحديد في العام 2011م وفعلاً انصرف الرأي العام وراء ذلك فيما كان عليه أن يتابع المشهد في غزة حيث قتل كيان الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 140الف من أبناء الشعب الفلسطيني في أكثر من 400يوم منذ السابع من أكتوبر 2023م
وأصاب أكثر من 110الف اخرجن جلّهم من الأطفال والنساء.. والمؤلم الذي يندى له جبين الإنسانية أن يمنع كيان الاحتلال فرق الإسعاف من الوصول إلى الجثث المتناثرة في شوارع وأزقة غزة وتركها للكلاب تنهشها في وحشية بشعة لم تشهدها البشرية من قبل..
فأيهما أولى في معركة الوعي اليوم تستحق الاهتمام وتوجيه الأنظار إليها في هذا الظرف العصيب..
هل شغل الناس بمعارك هامشية في سوريا؟ وإفساح المجال لكيان العدو الإسرائيلي المدعوم من دول الاستكبار العالمي أمريكا وبريطاني للاستمرار في ارتكاب المزيد من المجاز وجرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة..

مقالات مشابهة

  • انطلاق النسخة الثالثة من منتدى العدل التنموي بعنوان «كرامة لكل إنسان»
  • "التنمية الاجتماعية" تعزز الوعي بقضايا الأحداث في "ملتقى الطفل والأسرة"
  • حلقة نقاشية لتعزيز التمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة
  • إطلاق خدمة "رفق" لرعاية الحيوانات الضالة والسائبة في مسقط
  • المركز الوطني لنظم الموارد الحكومية يحصد جائزة الحكومة الرقمية في منتدى حوكمة الإنترنت (IGF)
  • أوقاف أسوان تنفذ البرنامج التثقيفي للطفل وجلسات العلم والذكر بالمساجد
  • مبادرات وحلقة نقاشية احتفالا باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • انطلاق أعمال منتدى المدينة المنورة للاستثمار
  • ورق الجوافة: 5 فوائد طبية مدهشة
  • قراءة أولية في أفق السلام القادم..