تم تكريم الشيف البحرينية الشهيرة تالا بشمي كواحدة من أكثر مواهب الطهي الواعدة في العالم، حيث حصلت على جائزة النجم الصاعد المرموقة في حفل توزيع جوائز أفضل طاهية لعام 2023 الذي أقيم في ولاية يوكاتان بالمكسيك. يعزز هذا الإنجاز الرائع مكانتها كرائدة في المطبخ البحريني والشرق أوسطي الحديث.
الشيف تالا، صاحبة الرؤية التي تقف وراء مطعم فيوجنز بإدارة تالا المرموق الواقع في فندق الخليج للمؤتمرات وسبا البحرين، أسرت عالم الطهي بنهجها المبتكر في الحفاظ على النكهات الغنية لوطنها وإبرازها.

إن حصولها على المركز 63 بين أفضل 100 طاهٍ حول العالم هو بمثابة شهادة على موهبة تالا الاستثنائية وتفانيها الذي لا يتزعزع في حرفتها. وعلى الرغم من مواجهة بعض النقد من الطهاة التقليديين ، قامت الشيف تالا بإعادة اختراع الأطباق التقليدية دون وجل، وبثت حياة جديدة في الوصفات القديمة مع الحفاظ على جوهر تراثها. وتُعتبر إبداعاتها سيمفونية من النكهات التي ُتظهر تنوع وحيوية المطبخ البحريني.
جوائز أفضل طاهٍ هي احتفال عالمي خاص بالتميز في الطهي، تقديرًا لشغف وابتكار الطهاة الذين يشكلون مستقبل فن الطهي. يجمع حفل توزيع الجوائز مجتمعًا متنوعًا من عشاق الطعام، لتعزيز الروابط ومغامرات الطهي الملهمة. وبفضل إبداعاتها الطهوية الرائدة والتزامها الثابت بتراثها، تستعد الشيف تالا بشمي لمواصلة صعودها السريع في مشهد الطهي العالمي. يجسد شغفها وإبداعها جوهر جوائز أفضل الطهاة، حيث تحتفي بالطهاة الاستثنائيين الذين يجتازون حدود فن الطهي ويلهمون الأجيال القادمة.
تالا بشمي هي رئيسة الطهاة لمطعم فيوجنز بإدارة تالا في فندق الخليج للمؤتمرات وسبا، البحرين؛ الذي تخرجت من منصة التدريب الإداري المرموقة في فندق الخليج وهو «برنامج المستقبل» لتطوير المواهب البحرينية. إن مجلس الإدارة ومجموعة فنادق الخليج وفندق الخليج للمؤتمرات وسبا فخورون للغاية بإنجازاتها.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

بين ضفتين فندق الصمت

ثمة الكثير من الأسئلة التي تُطرح في قلب سؤال ترجمة الأدب الغربي، العام، إلى اللغة العربية، وهي إشكالية لا بدّ أن نصادفها. من هذه الأسئلة، نجد أن غالبية الترجمات إلى العربية تأتي من لغات معينة، ونادرا ما تأتي من لغات بعيدة. قد يكون لذلك مبرره، لعدم معرفتنا بالكثير من هذه اللغات، لكن أحيانا، ثمة ترجمات من لغات وسيطة، ومع ذلك، نجد أن الكثير من آداب العالم لم نعرفه بعد، وقد يستحق الأمر المحاولة، وإن عبر "خيانة" اللغة.

من بين أجمل الآداب الإسكندنافية التي لا تزال مجهولة لدى القارئ العربي، أجد الآداب الأيسلندية (وربما الاسكندنافية بشكل عام). قد يكون الأمر خسارة حقيقية، لأن هذا الأدب ليس سوى أدب صاف، أقصد بأنه واحد من أكثر الآداب تفردا في الشمال الأوروبي الثلجي. ربما يجيء تفرده من كونه الأقل تأثرا بالتيّارات الأوروبية المركزية، أي الفرنسية، الانكليزية، والاسبانية الخ... وهذا ما لا نجده عند أشقائه الشماليين الآخرين، الذين نحوا في كتاباتهم، إلى اللحاق بهذه التيّارات، وحيث أفردوا لها مكانة واسعة في تجاربهم المعاصرة.

أدب يبدو أقرب إلى البحر، إلى الأزقة البحرية، إلى المستنقعات المائية، إلى النجد الصخري، أي بمعنى آخر هو أدب يحاول أن يكون أكثر إخلاصاً لهذا المعنى القديم للإنسان في مواجهته مصيره، والذي يحدد جيدا هذه "الساغا" الشمالية (حكاية تاريخية أو ميثولوجية في الأدب الإسكندنافي). هو أيضا، أدب، يريد أن يبدو الأقرب إلى واقع الإنسان والحيوان والأشياء. من هنا تجيء كتاباته المتعددة صافية وقاسية مثل هذه الكتل الجليدية التي تنتصب في عزّ فصل الشتاء، بكلّ ما تعكسه من اختراقات ضوئية، وما تحمله معها من تكسرات لونية، جديرة بأن تحيل هذه العاديات التي تشاهدها العين، إلى نُصب خرافية. نُصب، قد تندهش العين أمامها، إلا أنه من الصعب أن تعيد الكلمات تشييدها.

بالتأكيد ثمة عملية تثاقف، لا بدّ أن تكون ظاهرة وواضحة في هذا الأدب. وبالتأكيد أيضا، ثمة جمالية مرهفة عرفت كيف تستفيد من كلّ النظريات الخاصة بهذه الفلسفة الاستيتيقية؛ وثمة، من جانب آخر، أبحاث "شكلانية"، كما نجد ذلك الحضور الانسيابي للتيارات الميتافيزيقية، إلا أن ذلك كلّه يترك مكانه وبشكل طبيعي بعيدا عن أيّ تصنع إلى اندفاعات الغريزة الأرضية، إلى حرارة الدم، إلى مشهد الشمس. كأن ذلك ليس سوى اتفاق، أو لنقل إنه تواطؤ دائم يمنع عنه الأشكال التجريدية والتشريحية. أدب يذهب رأساً إلى هدفه المباشر، حين يتعرف إلى نفسه في اكتماله. قد يحدث أحيانا من دون ثقل، لكنه يحمل دوماً هذا الحس الأسمى للحقيقة الإنسانية والطبيعية. "ثمة جوقة برية تتردد أصواتها في قلب هذه الكتابة"، (إذا ما استعدنا عبارة شهيرة للكاتب كنوت هامسون)، جوقة تجمع بين الشعراء على اختلاف انتماءاتهم الجغرافية الداخلية أو الفكرية. قوة هذه النداوة، قوة هذه الحرارة النافرة التي تأتي من دون تصنع وتكلف. من هنا قد يبدو كلامي هنا دعوة مباشرة إلى اكتشاف هذا الأدب الذي يستحق أن يقرأ، وبخاصة أننا نكتشف فيه شيئا آخر، غير تلك الشكلانية التي بدأت ترهقنا.

من الاكتشافات الأخيرة التي لفتتني فعلا، أعمال الكاتبة أودور آفا أولافسدوتير، عبر ترجمتين صدرتا لها عن "دار الآداب" في بيروت وهما "الكلمة الأجمل" (ترجمة محمد آيت حنّا) و"فندق الصمت" (ترجمة حسام موصللي) اللتين تأخذان بنا في رحلة إلى قلب تلك "القارة" (فيما لو جاز القول).

***

عندما يتبعك حظك السيئ في الحياة، عندما تتخلّى عنك زوجتك، وترحل ابنتك بعد أن تكتشف بأنك لست والدها البيولوجي، بينما تفقد والدتك عقلها في دار المسنين في المرحلة الأخيرة من حياتها، وحين يوقظك جارك في منتصف الليل، قد تقول لنفسك أن فائدتك على الأرض قد انخفضت إلى لا شيء، لذا تقرر الانسحاب من الحياة، لتغادر مكانك، بحثا عن شيء... لا تعرفه في الواقع. هذا ما يفعله يوناس إبنيسر، (الشخصية الرئيسية في "فندق الصمت") حين كان يقترب من الخمسين من عمره، لكن المشكلة تكمن في أنه لا يعرف كيفية القيام بذلك، إذ يريد أن يجنب ابنته محنة العثور عليه ميتًا. لذا قرر، وبعد أن منح نفسه أسبوعا للتفكير في أفضل طريقة لإنهائها، الذهاب إلى إحدى أخطر بلدان العالم (ربما إلى الشرق) حيث انتهت هناك حرب لتوها. هكذا، وبكلّ دقة، يفرغ شقته، ويبيع شركته، ويترك هاتفه المحمول على طاولته بجانب سريره، ويأخذ دفاتر يوميات مراهقته، وزوجا من الجوارب، وصندوق أدواته (من يدري ماذا قد يحدث في حالة الطوارئ في هذه الرحلة الطويلة ذات الاتجاه الواحد!)، إذ كان يحب العبث وإصلاح جميع أنواع الأعطال المادية؛ ولكن هل سيكون قادرًا على إصلاح حياته؟

قد تبدو قصة حزينة من حيث الشكل، أليس كذلك؟ ربما، لكن أعتقد أنه يجب أن لا نفكر بها، لأننا أمام رواية عميقة ومضحكة في الوقت عينه، ومن الصعب التوقف عن متابعتها بعد قراءة السطور القليلة الأولى.

من خلال صورة هذه الشخصية "الغريبة"، تقدم لنا الكاتبة نظرة عامة على عالمنا الحالي، "الحيوانات" والنباتات مجتمعة؛ ومن خلال تغيير المعايير، تحاول ربما أن تخدعنا مثلما يخدعنا يوناس. إذ بما أنه لا يملك خطة محددة، فإنه، بُعَيد وصوله إلى ذاك البلد، بدأ يتجول في محيط ضيق منزوع الألغام، ليقابل العديد من المُعوقين والوجوه المغلقة. كان وجود شخص أجنبي هناك، في مثل هذا الوقت، أمرا مشبوها! هل أنه جاء لينهب الأعمال الفنية الرديئة التي لم تُدمر؟ لكن شيئا فشيئا، وبفضل صندوق أدواته، جعل نفسه مفيدا حتى أصبح (تقريبا) شخصا لا غنى عنه، إذ كان هناك نقص في الأيدي العاملة في هذه القرية المُشوهة بسبب الحرب. وسرعان ما أدرك أن جروحه الشخصية لا تمثل شيئا مقارنة بتلك التي عانى منها الناجون من صراع الحروب. لذلك أيضا بدت قراءة مذكراته القديمة، (التي كانت على شكل أجزاء صغيرة)، وكأن لا معنى لها لتمحو تدريجيا المواضيع التي اهتم لها في شبابه، ليهتم بالآخرين، ويجد نوعا من التهدئة والتأمل الذاتي.

إن تصوير أودور آفا أولافسدوتير للحياة العادية للناس العاديين مؤثر في بساطته، ودقيق في تعبيره الفكاهي، وعازم في إيمانه على تغيير وجهة نظر المرء تجاه نفسه. من دون إخفاء الخوف، والحزن، والدموع، وتقلبات الزمن. إنه العكس تمامًا من الكتاب الكئيب واليائس. وهنا بلا شك يكمن سحر هذا الكتاب، الذي يكمل قصته باقتباسات قليلة من مؤلفين عظماء، وكأنها تقدم على الطريق نحو صحة أفضل. بمعنى أن الخلفية الخيالية الغنيّة والشكل البسيط، تتكون من فقرات صغيرة، معظم عناوينها عبارة عن اقتباسات، تتخللها أبيات من تأليف س. شتاينر، وهنتر تومسون، وليونارد كوهين، و ف. ج. لوركا...

"فندق الصمت" هي رواية ترنيمة للحياة، نعمة تجلب الصمت إلى ضجيج العالم، وإعجاز في حياتنا الصاخبة.

مقالات مشابهة

  • جامعة السلطان قابوس تحقق تقدما في تصنيف كيو إس العالمي في تخصصين
  • بين ضفتين فندق الصمت
  • تكريم "تكافل عُمان للتأمين" ضمن أفضل بيئات العمل في عُمان
  • «زايد الدولي» ضمن أفضل 4 مطارات بالعالم
  • 12 جائزة تحتفي بالتميّز في مجالات التحقيق الجنائي
  • دراسة: الطهي أخطر على الصحة من شوارع لندن المزدحمة
  • جامعة المنصورة الرابعة مصرياً ضمن أفضل 25% من جامعات العالم في تصنيف سيماجو العالمي بالفئة الأولى
  • جامعة المنصورة الرابعة بترتيب أفضل 25% من جامعات العالم بتصنيف سيماجو
  • في ترتيب الأكاديمية الوطنية للمخترعين الأمريكية.. الجامعات السعودية تتصدر قائمة أفضل 100 جامعة في العالم
  • «براند دبي» يقدم وصفات لأكلات رمضانية شهية