تحت عنوان” ماكينة الأكاذيب الإسرائيلية.. كيف خسر الاحتلال الحرب النفسية”، جاء في موقع الجزيرة: لم تكن آلية قمع لمناصري القضية الفلسطينية على وسائل التواصل الاجتماعي منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول، هي فقط السردية التي اعتمدتها إسرائيل في حربها على الفلسطينيين، إذ كشف مقال نُشر على موقع الجزيرة عن الحرب النفسية والإعلامية التي اعتمدها إسرائيل في حربها على الفلسطينيين داخل قطاع غزة، وانتهت بخسارة تلك الأكاذيب.

وفي مقال للكاتب والباحث في العلاقات السياسية محمد العربي على الجزيرة، كشف فيه عن الأكاذيب التي اعتمدها الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على غزة، وكيف خسر المعركة على الصعيد النفسي. المقال في موقع الجزيرة تحدث عن الخطة الإعلامية التي اعتمدها حركة حماس قبل الهجوم المفاجئ يوم السابع من تشرين الأول، والتي  بدأت بحرصها الواضح على تجنب توسيع المواجهة التي اندلعت مع إسرائيل في أيار الماضي ما خلق انطباعا بأن حماس تُفضِّل التهدئة في الوقت الراهن والانشغال بتفاصيل حُكم غزة. هذه الخطة ساهمت بحسب المقال في التمهيد لعملية خداع إستراتيجي، شملت إجراء المقاومة تدريبات مُعلنة لها في وضح النهار، وتحت عين وبصر العدو، حملت اسم “الركن الشديد 4″، قبل ثلاثة أسابيع من اندلاع “طوفان الأقصى”، تضمَّنت محاكاة لخطف جنود، واقتحام مواقع عسكرية مشابهة للمواقع الإسرائيلية المتاخمة لغلاف غزة. هذه المحاكاة نجحت فعلياً في تنفيذها حركة حماس وتمكنت من أسر أكثر من 200 إسرائيلي والعودة بهم إلى داخل القطاع، لتندلع حرب موازية أخرى في الفضاء الإلكتروني عبر منابر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لكسب الجماهير، إذ يقول الفلسطينيون ومن ورائهم العرب والعالم الإسلامي ومناصري القضية الفلسطينية حول العالم إن ما حدث صبيحة يوم السابع من تشرين الأول لم يكن سوى آخر حلقة في سلسلة من أعمال المقاومة المشروعة للشعب الفلسطيني لاسترداد أرضه ودفع العدوان عن شعبه. في المقابل، أخذ الاحتلال يُروِّج لرواية أخرى تقول إنه ضحية هجوم إرهابي مماثل للحادي عشر من أيلول، مُستعيناً بإستراتيجيات إعلامية تمنحه تعاطف الرأي العام العالمي وتُبرِّر له استخدام القوة الغاشمة، ليبدأ بحملة استهدفت الإسرائيليين في الداخل لترويج أكاذيب تطمس الحقائق التي ظهرت سريعًا يوما بعد يوم في تسجيلات الإعلام العسكري التابع لكتائب القسَّام، بحسب المقال. المقال كشف أنه بالتزامن مع الساعات الأولى لبدء جيش الاحتلال التدخل البري في قطاع غزة مدعوما بسلاحَيْ الجو والبحر، نشرت عدة حسابات ناطقة بالعِبرية مقطعا لجنود إسرائيليين يرفعون العلم الإسرائيلي في مكان يُشبِه قطاع غزة، وسط مزاعم بأن تلك القوات وصلت سريعا إلى قلب القطاع، في محاولة لترويج أن تل أبيب حققت نصرها سريعاً، ومن ثمَّ زعزعة المعنويات العربية، لكن لم تمضِ ساعات على تلك الراوية التي استهدفت رفع معنويات الإسرائيليين، الذين اتهموا حكومتهم بالتقاعس عن حماية الأسرى، حتى تبيَّن أن الموقع الذي وصل إليه جيش الاحتلال لا يبعد سوى ثلاثة كيلومترات عن السياج الحدودي، في أقصى شمال غزة وفي منطقة غير مأهولة بالسكان. وتابع المقال، وخلال الانقسام السياسي والعسكري في دولة الاحتلال حول الاجتياح البري وكيفية تنفيذه، بثَّت كتائب القسام تسجيلا لمحتجزات إسرائيليات في غزة يُوجِّهن رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اعتبره الأخير دعاية نفسية قاسية هزَّت المجتمع الإسرائيلي، خاصة أنهن طلبن بوضوح إعادتهن إلى منازلهن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وفي اليوم ذاته، نشر بيان مشترك للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) أنباء عن تحرير مجندة وقعت في الأسر أثناء عملية “طوفان الأقصى”، لكن لم تصمد الرواية التي هدفت أيضا إلى رفع معنويات الإسرائيليين، وبالأخص بعدما تبين أن المجندًة لم تقع في الأسر أصلا، ولم تكن ضمن القائمة الرسمية الصادرة عن السلطات الإسرائيلية بشأن الأسرى لدى حماس، وأن اسمها أُضيف في يوم الإعلان عن تحريرها نفسه. انفاق غزة  لم يكتف الاحتلال بذلك، بل في ظل العملية البرية التي لم تحقق أي انجازات عسكرية حاسمة نشرت القناة 14 الإسرائيلية فيديو قديما وادَّعت أنه تصوير لاقتحام الأنفاق في غزة، دون تحديد المكان والطريقة التي تم بها الاقتحام. ولم تمر تلك السردية أيضاً، وسرعان ما اكتُشف زيفها، فخرج المتحدث باسم جيش الاحتلال نافيا صلته بالفيديو، أو أن يكون قد بُثَّ بموافقة الجيش، ومن ثمَّ اضطرت القناة بعدها إلى حذف المقطع، المنشور على موقع يوتيوب منذ أكثر من عامين. ويرى كاتب المقال أنه عقب الساعات الأولى التي تلت “طوفان الأقصى” وحملت معها انتصارات مدوية للمقاومة، مقابل فشل استخباراتي وعسكري للاحتلال، انطلقت حرب موازية أخرى عبر شاشات التلفاز والإنترنت تدخلت فيها عدة أطراف دولية، لإقناع العالم بأن حماس ليست سوى نسخة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في محاولة لتبرير الحملة الوحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ورغم أن حماس شاركت في الحرب الإعلامية، وقادت هجمة مضادة عبر الناطق باسمها “أبي عبيدة” وروافدها الإعلامية المختلفة، فإن انحياز الإعلام الغربي للرواية الإسرائيلية وتهميشه للرواية الفلسطينية، لا سيَّما في بداية الحرب، جعل صدى الرسائل الفلسطينية بالأساس بين العرب والمسلمين وأنصار القضية حول العالم، يُضاف إلى تلك الأزمة فرض منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” قيوداً كبيرة على انتشار المحتوى المناهض لسردية الاحتلال. المقال تحدث أيضاً عن فشل الاحتلال في تمرير سردية قطع رؤوس الأطفال، حيث زعم الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه أنه رأى صوراً لمَن سمّاهم “إرهابيين” يقطعون رؤوس أطفال المستوطنين الإسرائيليين، قبل أن يتراجع البيت الأبيض عن هذه التصريحات التي أرجع مصدرها إلى تقارير إخبارية وادعاءات مسؤولين إسرائيليين. واختتم المقال كيف يحاول الاحتلال في حربه النفسية كيف عَمَد لتأكيد رواية أخرى كاذبة أثناء العملية البرية التي شملت جرائم حرب صريحة، بأن حماس تختبئ في المدارس والجوامع والمستشفيات، ومن ثمَّ فإن إسرائيل غير مسؤولة عن وقوع أعداد كبيرة من القتلى. وكان آخر تلك الأكاذيب عقب اقتحام مستشفى الشفاء، حيث نشر الاحتلال مقطع فيديو مُزيَّفا أظهر سيدة تدَّعي أنها ممرضة فلسطينية تعمل في مستشفى الشفاء تتحدث فيه عن سيطرة المقاومة على المستشفى والاستيلاء على الوقود والأدوية، ولم تكن السيدة سوى مجندة إسرائيلية فضحتها لكنتها العربية الركيكة.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي

إقرأ أيضاً:

أستاذ إعلام: يجب تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة الحرب النفسية الحديثة

قال الدكتور حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها، إن الحرب النفسية باتت سلاحًا فعالًا تستخدمه جهات خارجية للتأثير على استقرار الدول وإثارة الانقسامات داخل المجتمعات دون اللجوء للعنف أو القوة العسكرية المباشرة، كما في الحروب التقليدية.

هذه الحروب تعتمد على أساليب دعائية ونفسية معقدة

وأوضح النحاس في تصريحات لـ«الوطن»، أن هذه الحروب تعتمد على أساليب دعائية ونفسية معقدة، مثل نشر الشائعات والدعاية الموجهة، مستهدفةً عقول الأفراد وسلوكياتهم بهدف زعزعة الثقة بالدولة وإشاعة الشكوك بين المواطنين.

وأكد الدكتور حسام النحاس أن مواجهة الحرب النفسية تتطلب جهودًا متعددة على المستويين الفردي والجماعي، لتعزيز قدرتهم على التحليل النقدي للمعلومات وعدم الانسياق وراء الشائعات، مما يعزز من الوحدة الوطنية لمواجهة محاولات التضليل.

حماية المجتمع من تلك الأفكار والشائعات

ودعا أستاذ الإعلام بجامعة بنها إلى ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير الفكر النقدي لدى الأفراد لمواجهة هذه التحديات، مؤكدًا أن ذلك يدعم الهوية الوطنية ويقوي الروابط المجتمعية، بما يسهم في حماية المجتمع من تلك الأفكار والشائعات.

مقالات مشابهة

  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • ما سر سحب الجيش الإسرائيلي فرقة الاحتياط 252 ؟
  • حركة حماس لرئيس أمريكا الجديد: ماضون في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي 
  • أستاذ إعلام: يجب تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة الحرب النفسية الحديثة
  • أبرز شركات الطيران التي علقت رحلاتها للمنطقة بسبب الحرب الإسرائيلية
  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟
  • تقرير يكشف الدول التي ساعدت على نمو صادرات الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس: اتفاق يوليو الماضي هو المفتاح لوقف الحرب وعودة الأسرى
  • حماس: الإخطار بهدم مسجد "الشيّاح" بالقدس إمعان في الحرب الدينية على شعبنا