رأي الوطن : مباحثات عنوانها الوضع الإقليمي وتنمية العلاقات
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تؤمن سلطنة عُمان بأنَّ توثيق عُرى التعاون بَيْنَ الدوَل، وربط العلاقات الدبلوماسيَّة الراسخة بتعاون اقتصادي بنَّاء ومُثمر، يراعي طموحات وتطلُّعات الشعوب، هو البوَّابة الرئيسة؛ لتحقيقِ التنمية الشاملة المستدامة المنشودة، وتحرص وفق الرؤية السديدة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ على إقامة علاقات وثيقة مع كافَّة الدوَل الصَّديقة والشَّقيقة، قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخليَّة، وتباحث الأوضاع الإقليميَّة والقضايا العالَميَّة، بكُلِّ صراحة وشفافيَّة؛ من أجْلِ الوصول إلى مختلف السُّبل الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسَّلام والوئام الدوليَّيْنِ، وذلك عَبْرَ الالتزام بالعهود والمواثيق والقوانين الدوليَّة، الَّتي تؤكِّد سلطنة عُمان أنَّه الطريق الوحيد لتحقيقِ الأهداف والتطلُّعات المنشودة.
ولَنْ تخرجَ الزيارة الرسميَّة الَّتي يقوم بها اليوم فخامة الرئيس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة للبلاد عن تلك الأهداف الَّتي تسعى سلطنة عُمان لتحقيقِها، خصوصًا وأنَّها تأتي في ظلِّ أوضاع إقليميَّة شديدة الخطورة والتعقيد، تحتاج للتباحث بَيْنَ الدولتَيْنِ الكبرييْنِ، في ظلِّ ما تملكانه من ثقل وعلاقات متعدِّدة ومتنوِّعة على الصعيد الإقليميِّ والعالَميِّ. فالملف السِّياسيُّ سيكُونُ حاضرًا اليوم خلال اللقاءات الثنائيَّة بَيْنَ حضرة صاحب الجلالة وفخامة الرئيس الضَّيف في ظلِّ ما تشهده المنطقة من أحداث، حيث ستكُونُ العلاقات العُمانيَّة الألمانيَّة المبنيَّة على الاحترام وحُسن النيَّة والثِّقة المتبادلة فرصةً للتعاطي مع كثير من القضايا الدوليَّة المعاصرة، وسيكُونُ لها انعكاس إيجابيٌّ لإيجاد مقاربات لعددٍ من القضايا الَّتي تهمُّ الجانبَيْنِ على السَّاحتَيْنِ الإقليميَّة والدوليَّة.
وبجانب مساعي إيجاد حلول للقضايا الإقليميَّة والدوليَّة ذات الاهتمام المشترك، ستكُونُ تنمية العلاقات الثنائيَّة الراسخة حاضرةً خلال لقاءات جلالته ـ أعزَّه الله ـ بفخامة الرئيس الضَّيف، خصوصًا في ظلِّ ما تشهده العلاقات القائمة والمميَّزة من تطوُّر ملحوظ في كُلِّ المجالات، حيث أسفرت هذه العلاقات الدبلوماسيَّة الراسخة الَّتي تصل إلى أكثر من (50) عامًا عن شراكة اقتصاديَّة مُثمرة بَيْنَ الجانبَيْنِ، خصوصًا مع زيارة جلالة السُّلطان المُعظَّم الأخيرة لجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة العام الماضي، والَّتي مثَّلت انطلاقة جديدة لعلاقات اقتصاديَّة أكبر، خصوصًا في مجالات الطَّاقة المُتجدِّدة والهيدروجين الأخضر، وتعزيز التعاون الوثيق بَيْنَهما في مختلف المجالات، حيث من المتوقَّع أنْ تسعى الزيارة الحاليَّة للرئيس الألمانيِّ إلى فتْحِ آفاقٍ أكبر من التعاون المُشترك بَيْنَ البَلدَيْنِ ومناقشة سُبُل دعم وتطوير العلاقات في مختلف المجالات بما يُحقِّق آمال وتطلُّعات الشَّعبَيْنِ الصَّديقَيْنِ.
وتبدي سلطنة عُمان وجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة رغبةً متبادلة في تطوير التعاون بَيْنَهما وتعزيزه، خصوصًا في التعاون الاقتصاديِّ، حيث تسعيان إلى مضاعفة فرص الاستثمار في مجالات الطَّاقة والتقنيَّة والتبادل الثقافيِّ والعلميِّ الأكاديميِّ، فقَدْ سجَّل حجم التبادل التجاريِّ بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ بنهاية عام 2022 أكثر من (214) مليون ريال عُماني، وهو رقم ضئيل في ظلِّ ما تشهده العلاقات بَيْنَ البَلدَيْنِ من تطوُّر ملموس، وما تحمله رؤية قيادتَي البَلدَيْنِ من تعزيز فرص تطويرها بما يتناسب مع ما يملكانه من إمكانات وقدرات على كافَّة الأصعدة والمجالات.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: خصوص ا
إقرأ أيضاً:
لدفع عجلة التعاون الاقتصادي.. تعزيز التعاون التجاري والصناعي بين عُمان والسعودية
مسقط- العمانية
استقبل معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار اليوم بديوان عام الوزارة، معالي المهندس خليل بن إبراهيم بن سلمة نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة بالمملكة العربية السعودية.
جرى خلال المقابلة، مناقشة فرص تعزيز التبادل التجاري والتكامل الصناعي بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية وتسهيل التصدير وسلاسل الإمداد، ومناقشة التحديات أمام المصدرين في سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، والحاجة إلى الدفع بمبادرات التكامل الصناعي بما يتماشى مع رؤيتي عُمان 2040 والسعودية 2030، وإيجاد بيئة محفزة تسهم في دفع عجلة التعاون الاقتصادي والتكامل الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين.
حضر المقابلة سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، وسعادة السفير إبراهيم بن سعد بن بيشان سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى سلطنة عُمان، وسعادة عبدالرحمن الذكير رئيس هيئة تنمية الصادرات السعودية، وسعادة المهندس البدر فودة وكيل وزارة الصناعة والثروة المعدنية للتطوير الصناعي، وسعادة عبدالله بن محمد السدحان نائب محافظ هيئة الزكاة والضريبة والجمارك للعمليات، وعدد من المسؤولين من الجانبين.