تؤمن سلطنة عُمان بأنَّ توثيق عُرى التعاون بَيْنَ الدوَل، وربط العلاقات الدبلوماسيَّة الراسخة بتعاون اقتصادي بنَّاء ومُثمر، يراعي طموحات وتطلُّعات الشعوب، هو البوَّابة الرئيسة؛ لتحقيقِ التنمية الشاملة المستدامة المنشودة، وتحرص وفق الرؤية السديدة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ على إقامة علاقات وثيقة مع كافَّة الدوَل الصَّديقة والشَّقيقة، قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخُّل في الشؤون الداخليَّة، وتباحث الأوضاع الإقليميَّة والقضايا العالَميَّة، بكُلِّ صراحة وشفافيَّة؛ من أجْلِ الوصول إلى مختلف السُّبل الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسَّلام والوئام الدوليَّيْنِ، وذلك عَبْرَ الالتزام بالعهود والمواثيق والقوانين الدوليَّة، الَّتي تؤكِّد سلطنة عُمان أنَّه الطريق الوحيد لتحقيقِ الأهداف والتطلُّعات المنشودة.


ولَنْ تخرجَ الزيارة الرسميَّة الَّتي يقوم بها اليوم فخامة الرئيس الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس جمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة للبلاد عن تلك الأهداف الَّتي تسعى سلطنة عُمان لتحقيقِها، خصوصًا وأنَّها تأتي في ظلِّ أوضاع إقليميَّة شديدة الخطورة والتعقيد، تحتاج للتباحث بَيْنَ الدولتَيْنِ الكبرييْنِ، في ظلِّ ما تملكانه من ثقل وعلاقات متعدِّدة ومتنوِّعة على الصعيد الإقليميِّ والعالَميِّ. فالملف السِّياسيُّ سيكُونُ حاضرًا اليوم خلال اللقاءات الثنائيَّة بَيْنَ حضرة صاحب الجلالة وفخامة الرئيس الضَّيف في ظلِّ ما تشهده المنطقة من أحداث، حيث ستكُونُ العلاقات العُمانيَّة الألمانيَّة المبنيَّة على الاحترام وحُسن النيَّة والثِّقة المتبادلة فرصةً للتعاطي مع كثير من القضايا الدوليَّة المعاصرة، وسيكُونُ لها انعكاس إيجابيٌّ لإيجاد مقاربات لعددٍ من القضايا الَّتي تهمُّ الجانبَيْنِ على السَّاحتَيْنِ الإقليميَّة والدوليَّة.
وبجانب مساعي إيجاد حلول للقضايا الإقليميَّة والدوليَّة ذات الاهتمام المشترك، ستكُونُ تنمية العلاقات الثنائيَّة الراسخة حاضرةً خلال لقاءات جلالته ـ أعزَّه الله ـ بفخامة الرئيس الضَّيف، خصوصًا في ظلِّ ما تشهده العلاقات القائمة والمميَّزة من تطوُّر ملحوظ في كُلِّ المجالات، حيث أسفرت هذه العلاقات الدبلوماسيَّة الراسخة الَّتي تصل إلى أكثر من (50) عامًا عن شراكة اقتصاديَّة مُثمرة بَيْنَ الجانبَيْنِ، خصوصًا مع زيارة جلالة السُّلطان المُعظَّم الأخيرة لجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة العام الماضي، والَّتي مثَّلت انطلاقة جديدة لعلاقات اقتصاديَّة أكبر، خصوصًا في مجالات الطَّاقة المُتجدِّدة والهيدروجين الأخضر، وتعزيز التعاون الوثيق بَيْنَهما في مختلف المجالات، حيث من المتوقَّع أنْ تسعى الزيارة الحاليَّة للرئيس الألمانيِّ إلى فتْحِ آفاقٍ أكبر من التعاون المُشترك بَيْنَ البَلدَيْنِ ومناقشة سُبُل دعم وتطوير العلاقات في مختلف المجالات بما يُحقِّق آمال وتطلُّعات الشَّعبَيْنِ الصَّديقَيْنِ.
وتبدي سلطنة عُمان وجمهوريَّة ألمانيا الاتحاديَّة رغبةً متبادلة في تطوير التعاون بَيْنَهما وتعزيزه، خصوصًا في التعاون الاقتصاديِّ، حيث تسعيان إلى مضاعفة فرص الاستثمار في مجالات الطَّاقة والتقنيَّة والتبادل الثقافيِّ والعلميِّ الأكاديميِّ، فقَدْ سجَّل حجم التبادل التجاريِّ بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ بنهاية عام 2022 أكثر من (214) مليون ريال عُماني، وهو رقم ضئيل في ظلِّ ما تشهده العلاقات بَيْنَ البَلدَيْنِ من تطوُّر ملموس، وما تحمله رؤية قيادتَي البَلدَيْنِ من تعزيز فرص تطويرها بما يتناسب مع ما يملكانه من إمكانات وقدرات على كافَّة الأصعدة والمجالات.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: خصوص ا

إقرأ أيضاً:

جلالة السلطان يعود إلى أرض الوطن

مسقط- العُمانية

 

بحمد الله ورعايته، عاد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- إلى أرض الوطن بعد أن اختتم زيارة "دولة" لمملكة هولندا الصديقة، استغرقت ثلاثة أيام.

وفي وقت سابق من مساء أمس، ومؤيدًا بتوفيق الله تعالى، غادر حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- مملكة هولندا الصديقة بعد زيارة "دولة" استغرقت ثلاثة أيام.

وكان في وداع جلالة السُّلطان المعظم لدى مغادرته مطار شيبول - أمستردام، اللواء بحري لدجر بروميلار مُمثل جلالة ملك هولندا رئيس الجهاز العسكري الملكي ومعالي رينيت كليفر وزيرة التجارة الخارجية والتنمية وعدد من المسؤولين بمملكة هولندا. وقد بعث سُلطان البلاد المفدى برقيَّة شكر وتقدير إلى جلالة الملك ويليام ألكسندر ملك هولندا وقرينته جلالة الملكة مكسيما لدى مغادرته، أعرب جلالتُه فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به ووفده المرافق خلال الزيارة من استقبال حافل وضيافة كريمة.

وأشاد جلالة السُّلطان المُعظم بما أتاحه اللقاء مع جلالة الملك ودولة رئيس الوزراء من توثيق للعلاقات وفتح آفاق جديدة للشراكة والتعاون في شتى المجالات، متمنيًا جلالة السُّلطان لجلالة الملك وجلالة الملكة التوفيق الدائم لتحقيق المزيد مما يتطلع إليه الشعب الهولندي الصديق من تطوُّرات وإنجازات.

ورافق حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المعظم خلال زيارته السامية وفد رسمي رفيع المستوى ضم كلًّا من: صاحب السُّمو السّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السُّلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السُّلطاني، ومعالي السيّد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، ومعالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن وسعادة السفير الشيخ الدكتور عبدالله بن سالم الحارثي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة هولندا.

بيان مشترك

إلى ذلك، أكّدت سلطنة عُمان ومملكة هولندا التزامهما بتعزيز علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية، وتعميق التعاون في مختلف القطاعات الرئيسة وتعزيز مستقبل مبنيٍّ على التعاون والتفاهم المتبادل، وأهمية التعاون والشراكات التجارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار.

جاء ذلك في البيان المشترك بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا أمس الصادر بمناسبة زيارة "دولة" قام بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- لمملكة هولندا خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2025م، وفيما يأتي نصُّه:

"بدعوةٍ من جلالةِ الملك ويليام ألكسندر، ملكِ مملكة هولندا، قام حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- بزيارة "دولة" إلى مملكة هولندا خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2025م. وقد أكّدت الزيارة على عُمق الروابط التاريخية بين سلطنة عُمان ومملكة هولندا، والتي تعود إلى أكثر من 400 عام من الصِّلات التجارية والثقافية.

وقد تطوّرت العلاقات بين البلدين إلى شراكة متمثلة في الانفتاح والتجارة الدولية، فضلًا عن تعزيز الحوار حول التحدّيات العالمية.

وقد التقى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- مع جلالة الملك ويليام ألكسندر ورئيس الوزراء ديك شوف؛ حيث جرى تبادلٌ للآراء حول القضايا الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكّد البلدان على التزامهما بتعزيز التعاون في مختلف القطاعات، وشدّدا على أهمية التعاون بين الحكومتين والشراكات التجارية لدفع عجلة النمو الاقتصادي والابتكار، وشهدت الزيارةُ التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات. وقد تمّ بحثُ فرص التجارة والاستثمار في القطاعات الرئيسة مثل: التحول في مجال الطاقة والخدمات اللوجستية المستدامة والمياه.

وعقَد الجانبان لقاءً مشتركًا لرجال الأعمال بين البلدين. كما تضمّنت الزيارةُ حفلَ استقبال جمعَ حضرةَ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- أيّدهُ الله- وجلالةَ الملك ويليام ألكسندر.

وإدراكًا من البلدين لتراثهما البحري المشترك ومزاياهما الاستراتيجية في القطاعين البحري واللوجستي؛ بحث البلدان سُبلَ تعميق التعاون في تطوير الموانئ والخدمات اللوجستية المستدامة.

وفي هذا الصدد؛ جرت مناقشات حولَ تعزيز التعاون بين موانئ صُحار وصلالة وروتردام وأمستردام، وكذلك حول مبادرات البناء البحري المبتكرة التي تستفيد من تيارات المحيطات وذلك في إطار التزام البلدين المشترك بالاستدامة.

وأكّد البلدان التزامهما بتعزيز التحول في مجال الطاقة، مع التركيز على الحياد الكربوني والطاقة المتجدِّدة والهيدروجين الأخضر، كما شمل التعاونُ مجالَ إدارة المياه، وذلك استنادًا إلى الخبرة الطويلة التي يتمتّع بها البلدان في مجال الحلول المستدامة للمياه.

وإدراكًا منهما بأهمية التواصل بين الشعوب؛ أعربت سلطنةُ عُمان ومملكةُ هولندا عن التزامهما بتعزيز التعاون في مجالات الحوكمة والتبادل الثقافي والعلوم والرياضة. وشدّد البلدان على أهمية تبادل المعرفة والابتكار، بما يتماشى مع النموذج الثلاثي الأبعاد للابتكار؛ حيث تتعاون الحكومة والأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

وأكّدت سلطنة عُمان ومملكة هولندا مجددًا على التزامهما المشترك بالسِّلم والاستقرار العالميين من خلال الحوار والدبلوماسية. وتبادلَ البلدان وجهات النظر حول التطوُّرات الإقليمية، وشدّدا على المشاركة البنّاءة في مواجهة التحدّيات العالمية.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما بنتائج الزيارة وعن عزمهما البنّاء على هذا الزخم لِما فيه مصلحة البلدين.

واستشرافًا للمستقبل؛ تؤكّد سلطنة عُمان ومملكة هولندا على التزامهما بتعزيز علاقاتهما التاريخية والاستراتيجية، وتعميق التعاون في مختلف القطاعات الرئيسة وتعزيز مستقبل مبنيٍّ على التعاون والتفاهم المتبادل.

وفي ختامِ الزيارة، أعرب حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المُعظّم- حفظهُ اللهُ ورعاهُ- عن شكره العميق لجلالةِ الملك ويليام ألكسندر ورئيس الوزراء ديك شوف وللشعب الهولندي على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي حظي به جلالتُه والوفدُ المرافقُ خلال إقامتهم في مملكة هولندا".

مقالات مشابهة

  • جلالة السلطان يعود إلى أرض الوطن
  • محمد مصطفى أبوشامة: أزمة لبنان ممتدة لعقود.. وإسرائيل تستفيد من الوضع الإقليمي
  • أبو شامة: أزمة لبنان ممتدة لعقود.. وإسرائيل تستفيد من الوضع الإقليمي
  • مباحثات سورية تركية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين
  • وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في غزة والضفة الغربية والأمن الإقليمي
  • برلماني: الجولة الخليجية للرئيس السيسي تعزز الشراكة الاقتصادية والاستقرار الإقليمي
  • الهند وأفريقيا تجريان أول مناورات بحرية لتعزيز التعاون الإقليمي
  • وزير البترول يبحث مع رئيس «أوابك» تعزيز التعاون الإقليمي في مجالات الطاقة
  • الاىستثمار والقضية الفلسطينية | جولة الرئيس السيسي الخليجية لبحث الأمن الإقليمي
  • رئيس مجلس الشورى يعقد جلسة مباحثات رسمية مع رئيس مجلس الشيوخ الكازاخستاني