شنّت وسائل إعلام إسرائيلية هجوما على الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، بعدما ظهرت في مقطع فيديو وهي تهتف بشعارات تطالب بـ"إسقاط الصهيونية"، أثناء مشاركتها في مظاهرة مناصرة لفلسطين في ستوكهولم.

Climate activist Greta Thunberg chants "Krossa Sionismen" (Crush Zionism) with the crowd at a pro-Palestinian rally in Stockholm on Nov.

23. pic.twitter.com/ky7qT6R4fA

— The Epoch Times (@EpochTimes) November 24, 2023

تضامن تونبرغ مع ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة جعلها عرضة لهجوم الصحف العبرية، ومن بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي علقت اليوم الأحد على مشاركتها في المظاهرة بالقول، "في الفيديو الذي نشرته صحيفة "إيبوك تايمز" (The Epoch Times)، يمكن رؤية تونبرغ وهي تردد دعوات مناهضة لإسرائيل. كما تم رفع الأعلام الفلسطينية في الاحتجاج".

وأضافت الصحيفة، "قبل أسبوعين، وقعت حادثة خلال خطاب ألقته الناشطة المناخية في أمستردام، حيث اقترب منها رجل على المسرح، قائلا إنه جاء من أجل احتجاج بيئي، وليس سياسيا".

وزعمت الصحيفة العبرية أنه "ردا على ذلك، تم إخراجه بالقوة من المسرح، وقالت تونبرغ للجمهور: لا يمكن أن تكون هناك عدالة مناخية على الأراضي المحتلة".

ووفق الصحيفة الإسرائيلية، فإن ناشطة المناخ السويدية "تمسكت بموقفها المناهض لإسرائيل، قائلة: باعتبارنا حركة عدالة مناخية، يجب علينا الاستماع إلى أصوات المضطهدين وأولئك الذين يناضلون من أجل الحرية والعدالة. وإلا فلن تكون هناك عدالة مناخية دون تضامن دولي".

الموقف الإسرائيلي المناهض لتونبرغ لم يتوقف عند حدود الهجوم الإعلامي عليها، بل امتد إلى الحكومة الإسرائيلية حيث أعلنت وزارة التعليم في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إزالة أي ذكر للناشطة السويدية من مناهج التعليم العام، بسبب موقفها الداعم للفلسطينيين في قطاع غزة.

وحسب ما أوردت "يديعوت أحرونوت"، جاء في إعلان وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية "هذا الموقف يحرمها (تونبرغ) من أن تكون مصدر إلهام، وبالتالي فهي لم تعد مؤهلة للخدمة كنموذج يحتذى به للطلاب الإسرائيليين".

وجاء الموقف الإسرائيلي من تونبرغ ردا على موقفها الداعم للفلسطينيين في غزة ضد الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ونشرت تونبرغ، أول أمس الجمعة صورة لها وهي تشارك في مظاهرة مناصرة لفلسطين وتحمل لافتة كتب عليها "أوقفوا المحرقة"، ولافتة أخرى كتب عليها "يهود من أجل تحرير فلسطين".

Climate strike week 275. #FridaysForFuture #ClimateStrike pic.twitter.com/pc67yqSF16

— Greta Thunberg (@GretaThunberg) November 24, 2023

وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعادت نوتبرغ نشر صورة لضحايا غزة من الأطفال والنساء نشرتها صفحة الأمم المتحدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، تؤكد أن "خبراء الأمم المتحدة يشيرون إلى أدلة على وجود إبادة جماعية في غزة تستخدم أساليب الحرب في القرن الـ21".

#Gaza: UN experts point to evidence of genocide in the making, call for @UN protective presence in besieged enclave. “Failure to implement #CeasefireNowInGaza risks situation spiralling towards genocide conducted with 21st Century methods of warfare”: https://t.co/rdLSklxzj3 pic.twitter.com/80hWswVjju

— UN Special Procedures (@UN_SPExperts) November 16, 2023

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول، دعت الناشطة السويدية -التي رشحت 3 مرات لجائزة نوبل- إلى التضامن مع الفلسطينيين بدلا من الإضراب من أجل التحرك لمواجهة تغير المناخ.

Week 270. Today we strike in solidarity with Palestine and Gaza. The world needs to speak up and call for an immediate ceasefire, justice and freedom for Palestinians and all civilians affected.#FreePalestine #IStandWithPalestine #StandWithGaza #FridaysForFuture
Thread???? pic.twitter.com/0hVtya0yWO

— Greta Thunberg (@GretaThunberg) October 20, 2023

وقالت تونبرغ في منشور على منصة إنستغرام، "نُضرب اليوم من أجل التضامن مع فلسطين ومع غزة. يجب على العالم أن يعلو صوته ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتحقيق العدالة والحرية للفلسطينيين وكل المدنيين المتضررين".

من غريتا تونبرغ؟

ولدت تونبرغ في الثالث من يناير/كانون الثاني 2003 في العاصمة السويدية ستوكهولم لأب ممثل وأم مغنية أوبرا.

نظمت أول إضراب مدرسي من أجل المناخ خارج البرلمان السويدي في العام 2018، حيث كان عمرها آنذاك 15 عاما.

في 15 مارس/آذار 2019، استجاب نحو 1.4 مليون طالب من 112 دولة حول العالم لدعوة الإضراب والاحتجاج التي أطلقتها تونبرغ.

وفي يوليو/تموز 2019، وبالنيابة عن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أعلن الأمين العام محمد باركيندو أن تونبرغ ونشطاء المناخ الشباب الآخرين يمثلون "التهديد الأكبر" لصناعة الوقود الأحفوري.

وبين عامي 2019 و2020 توقفت تونبرغ عن الدراسة كي تركز على نشاطها المناخي، واشتهرت بخطاباتها الحماسية لقادة العالم.

وفي العام 2019، أبحرت على متن يخت عبر المحيط الأطلسي لإلقاء كلمة أمام قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في نيويورك.

وفي نفس السنة، فازت بجائزة رايت لايفليهود المعروفة باسم "جائزة نوبل البديلة"، وجائزة سفير الضمير لمنظمة العفو الدولية، وأدرجتها مجلة فوربس ضمن أقوى 100 امرأة في العالم.

وفي العام 2022، أصدرت تونبرغ كتاب "المناخ"، الذي يضم مقالات من 100 عالم وكاتب وناشط حول كيفية مكافحة أزمة المناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: pic twitter com من أجل

إقرأ أيضاً:

2024.. أكثر سنوات أوروبا حرا على الإطلاق

باريس"أ.ف.ب": سجلت أوروبا سنة 2024 معدلات حرارة قياسية، لكنها حرارة شهدت أيضا أسوأ فيضانات منذ أكثر من عقد، ما يكشف الوجه المزدوج المتطرف لتغير المناخ.

وذكر مرصد كوبرنيكوس الأوروبي المتخصص في مراقبة المناخ في تقرير نشره الثلاثاء بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن ما يقرب من ثلث شبكة الأنهار في أوروبا غمرتها المياه العام الماضي الذي صُنف من أكثر عشر سنوات رطوبة في القارة منذ عام 1950.

وقالت سامانثا بورجيس من المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى (ECMWF)، الذي يشرف على خدمة كوبرنيكوس للمناخ، خلال مؤتمر صحافي إن هذه "الفيضانات الأكثر اتساعا" التي شهدتها أوروبا "منذ عام 2013".

وأثرت الفيضانات على نحو 413 ألف شخص، وأسفرت عن مقتل 335 منهم على الأقل، كما تسببت بأضرار قُدّرت بنحو 18 مليار يورو.

وقد وقعت هذه الكوارث خلال العام الأكثر حرارة على الإطلاق في العالم، وهي تظهر بوضوح أن ارتفاع معدلات الحرارة مع ما يرافقه من امتصاص كميات أكبر من المياه من الغلاف الجوي، يسمح بهطول أمطار غزيرة وفيضانات أكثر عنفا، وهو تهديد يثقل كاهل أوروبا بشكل خاص.

في سبتمبر، تسببت العاصفة بوريس في خمسة أيام فقط بهطول كميات من الأمطار توازي في العادة معدل المتساقطات في ثلاثة أشهر، ما أدى إلى فيضانات وأضرار هائلة في ثماني دول في وسط أوروبا وشرقها.

وبعد شهر، تسببت عواصف قوية أججتها رياح دافئة ورطبة من البحر الأبيض المتوسط، في هطول أمطار غزيرة على إسبانيا، ما أدى إلى فيضانات دمرت مقاطعة فالنسيا في شرق البلاد وأسفرت عن مقتل 232 شخصا.

في أوائل عام 2024، حدثت فيضانات كبرى في كل شهر في مختلف أنحاء القارة، وفق التقرير الذي لفت إلى ما شهدته المملكة المتحدة في يناير، وشمال إسبانيا في فبراير، وشمال فرنسا في مارس و مايو، وألمانيا وسويسرا في يونيو.

وكانت تدفقات الأنهار مرتفعة بشكل خاص، إذ سجل بعضها، مثل التيمز في المملكة المتحدة واللوار في فرنسا، أعلى مستوياتها منذ 33 عاما في الربيع والخريف.

ويعود ذلك إلى هطول أمطار غزيرة بشكل خاص في الجزء الغربي من أوروبا، في حين كانت المناطق الشرقية في المتوسط أكثر جفافا ودفئا.

وبحسب بورجيس، فإن هذا "التناقض المذهل" لا يرتبط بشكل مباشر بتغير المناخ، بل بأنظمة الضغط المتعارضة التي تؤثر على الغطاء السحابي ونقل الرطوبة.

لكنها أوضحت أن العواصف التي حدثت في 2024 "ربما كانت أكثر عنفا بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة"، مضيفة "مع احترار المناخ، نشهد تزايدا مطردا في الأحداث المتطرفة".

ويؤكد ذلك توقعات خبراء المناخ في اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، والتي تفيد بأن أوروبا ستكون واحدة من المناطق التي من المتوقع أن يرتفع فيها خطر الفيضانات أكثر من غيرها بسبب الاحترار المناخي.

منذ ثمانينات القرن العشرين، تشهد أوروبا ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي. وقد باتت "القارة الأكثر دفئا"، وأصبحت من "البؤر الساخنة" لتغير المناخ، على ما تؤكد فلورنس رابييه، مديرة المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية متوسطة المدى.

وشهد عام 2024 أعلى معدلات حرارة على سطح القارة على الإطلاق. وقد ساهم ذلك في ارتفاع درجة حرارة البحار والمحيطات المحيطة، والتي وصلت أيضا إلى مستويات قياسية في العام الماضي، وفي ذوبان الأنهار الجليدية الأوروبية بمعدل غير مسبوق.

وقال منسق العلوم بالاتحاد الأوروبي في مكتب الأمم المتحدة لتغير المناخ أندرو فيروني إن "التحرك العاجل ضروري، إذ من المتوقع أن تصل شدة المخاطر إلى مستويات حرجة أو كارثية بحلول منتصف هذا القرن أو نهايته"، مؤكدا أن كل عُشر درجة مئوية تتجنب أمورا خطيرة.

نصف المدن الأوروبية فقط لديها خطط للتكيف مع الأحداث المناخية المتطرفة، مثل الفيضانات والحرارة الشديدة. ويشير التقرير إلى أن "هذا يمثل تقدما مشجعا مقارنة بـ 26% في عام 2018".

لكن بعض الدول في جنوب شرق أوروبا وجنوب القوقاز تتخلف عن الركب. لذا، يتعين التحرك بشكل أسرع وأبعد، وبتكاتف الجميع، وفق ما أكدت سيليست ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

مقالات مشابهة

  • المخللات في وجه تغير المناخ.. كيف تقلل من هدر الطعام؟
  • ناشطة إسرائيلية: على حكومة نتنياهو أن تجيب عن 4 أسئلة
  • المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف: الصهيونية كانت خطأ منذ البداية
  • ملتقى «Globe» يستعرض بحوثا طلابية لحل القضايا البيئية
  • القبض على مخالفَين للأنظمة البيئية بمحمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
  • 2024.. أكثر سنوات أوروبا حرا على الإطلاق
  • حماس تدعو إلى أيام غضب عالمي ضد استمرار الإبادة الصهيونية على قطاع غزة
  • إطلاق النسخة الثانية من "حوارات عُمانية حول المناخ"
  • القبض على مواطن مخالف للأنظمة البيئية لقيامه بالتخييم في محمية الملك عبدالعزيز الملكية
  • تضاعف الجفاف الثلجي يهدد النظم البيئية في العالم