موقع 24:
2025-02-02@10:53:22 GMT

كيف وافق نتانياهو على صفقة تبادل الأسرى؟

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

كيف وافق نتانياهو على صفقة تبادل الأسرى؟

تشعر عشرات العائلات الإسرائيلية بالفرح والبهجة مطلع هذا الأسبوع، في تطغى المرارة على أخرى. وسيشعر ببنيامين نتانياهو بأحاسيس متفاوتة، إذ سيود اعتقاد أنه سينسب الفضل لنفسه في عودة 50 رهينة إلى عائلاتهم، لكنه لن يفعل لأن صفقة تبادل الأسرى لم تحظَ بتأييد بعض ناخبي حزبه اليميني.

وستختلط قصص الإسرائيليين الفرحين بعودتهم بقصص المعاناة التي عاشوها وبقيت دليلاً على الفشل الأمن لنتانياهو، حسب غريغ كارلستروم، مراسل "إيكونوميست" في الشرق الأوسط ومؤلف كتاب "إلى متى ستصمد إسرائيل؟"
نتنياهو وهوس السلطة

وقال كارلستروم في موقع "UnHerd" البريطاني: "هناك ثابتتان طيلة الفترة التي شغلَ فيها نتنياهو منصبه، وهما تردده الشهير، خاصةً في الشؤون العسكرية والأمنية، وهوسه بالبقاء في السلطة".


وبرز الأمران في التعامل مع دبلوماسية الرهائن، والحرب في غزة عموماً. فقد بدأ الاتفاق بين إسرائيل وحماس صباح الجمعة بهدنةٍ لمدة أربعة أيام. واتُّفِقَ على أن تطلق حماس بعد ظهر كل يوم 10 رهائن. وفي مقابل كل رهينة إسرائيلية، تطلق إسرائيل سراح 3 فلسطينيين من سجونها.

وبعد الاتفاق الأول الذي سيستمر 4 أيام، يصبح لحماس خيار إطلاق سراح أسرى إضافيين. وعن 10 أسرى تحررهم حماس تمدد الهدنة 24 ساعة.

Netanyahu wasn't in favor of the hostage deal. Until he was. The Israeli prime minister is notoriously indecisive even at the best of times, and now he presides over an unprecedented, fateful situation at a time when he is consumed with political survival. https://t.co/nDxzN4Kfpu

— Gregg Carlstrom (@glcarlstrom) November 25, 2023

استغرق الأمر أسابيع من المفاوضات وصولاً إلى هذه المرحلة. في البداية، اقترحَ قادة حماس صفقة مبادلة الأسرى الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين جميعاً، عددهم قبل الحرب كاننحو 5200 أسير. وفي 20 أكتوبر(تشرين الأول)، أفرجت حماس عن أمٍ وابنتها تحملان الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية بضغط من أمريكا على قطر. وبعد ثلاثة أيام، أفرجت عن إسرائيليتين مسنتين في بادرةٍ إنسانية منها.
وبعد ذلك شنت إسرائيل هجومها البري، وتبدلت المفاوضات، فبدل صفقة "الكل مقابل الكل"، أرادت حماس مقايضة الرهائن بهدنة. وتقبلت إسرائيل الفكرة، لكن شرط الإفراج عن 100 رهينة على الأقل.
وأراد يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، الإفراج عن عددٍ أقل، ورفض المقترح، فوقعت خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية.

وأراد عضوان وسطيان في الحكومة، بيني غانتس، وغادي غزينكوت، مواصلة التفاوض على عددٍ أقل من الرهائن، وكذلك فعل رئيس الموساد ديفيد برنيع.

وعلى الجانب الآخر، عارضَ يوآف غالانت، وزير الدفاع، وقادة الجيش، والشاباك مواصلة المفاوضات، ونزعوا إلى مواصلة الأعمال القتالية، زعماً منهم أن الحملة العسكرية ستعزز موقفهم على طاولة المفاوضات.
أما نتانياهو، فقرر ألّ يتخذ قراراً. فقد كان هناك اتفاق مماثل على الطاولة في الأسبوع الماضي، لكن رئيس الوزراء قرر ألا يطرحه للتصويت في مجلس الوزراء. ولم يتغير الموقف إلا بعد الضغوط الأمريكية وضغوط بعض عائلات الأسرى.

انتقدت تلك العائلات منذ البداية قلة اكتراث حكومة نتانياهو. فالأماكن التي تعرضت للهجوم في 7 أكتوبر ليست موطناً لكثير من ناخبي نتانياهو. ورغم أن الكيبوتسات لم تَعدُ معاقل اشتراكية كما في الماضي، لكنها لا تزال تميل إلى اليسار. وحصل حزب الليكود في قرية ناحال عوز  على حدود غزة، على 10% فقط من أصوات المقترعين في انتخابات العام الماضي.
عندما زار بايدن إسرائيل في الشهر الماضي، تعجب بعض الإسرائيليين من المشهد. فقد قطعَ رئيس أمريكي مُسن مسافةً كبيرة، وأبدى تعاطفاً مع عائلات الرهائن، أكثر من رئيس وزرائهم.
وبدا منسق صفقة تبادل الرهائن الذي عينه نتانياهو، غال هيرش، وهو جنرال في الجيش أُجبرَ على الاستقالة في 2006 لإخفاقاته في الحرب على لبنان، صلباً أكثر من بايدن.

ولم يؤهله شيء للمنصب سوى عضويته في الليكود وصداقته مع نتنياهو. وفي اجتماع مع دبلوماسيين أجانب في الشهر الماضي، وبخهم لدعمهم اتفاقات أوسلو، واتهمهم بالتواطؤ مع حماس صارخاً بأعلى صوته 
ولذلك، لم تكن لعائلات الأسرى الإسرائيليين حيلة إلا الضغط على المسؤولين والقادة الأجانب. جنّدت تلك العائلات ديفيد ميدان، الضابط السابق في الموساد الذي تفاوض على صفقة الرهائن مع حماس في 2011، مُستشاراً غير رسمي، ونظمت مسيرات احتجاج في تل أبيب والقدس للضغط على الحكومة.

رسالة مبطنة ولفت الكاتب إلى أن بعض المشرعين اليمينيين غاضبون من الصفقة، فهم لا يريدون تقديم أي تنازلات، ولا يريدون أي هدنة تمنح مقاتلي حماس، الوقت لإعادة الاصطفاف. في الأيام الموالية لهجوم 7 أكتوبر، (تشرين الأول) أطلق حلفاء نتانياهو سيلاً من الرسائل التي ألقوا فيها باللوم على الجيش، والأجهزة الأمنية، إذ لم يروا أن رئيس الوزراء مسؤول عن الكارثة، وإنما تحمَّلها جنرالات الجيش.
وتردد نتانياهو أيضاً في الموافقة على هجومٍ بري، رغم أن الجيش استدعى 360 ألف جندي احتياط، ما أدى إلى تعطل الاقتصاد الإسرائيلي. وانتظر هؤلاء الجنود على حدود غزة أياماً، حتى أن الضباط تذمروا  لأنهم لا يستطيعون إبقاء الجنود في حالة تأهب قصوى فترةٍ أطول، فأجابهم مُعسكر نتانياهو بأن الجيش يود بذلك إلقاء الجنود في أتون معارك حرب الشوارع، قبل أن يتمكن سلاح الجو من دك شمال غزة. والرسالة المبطنة في هذا الرد، هي أن نتانياهو يهتم بحياة الجنود، على عكس جنرالات الجيش. تراجع شعبية نتنياهو

غير أن الجمهور الإسرائيلي لم يقتنع بهذه الحجة. ففي استطلاع للآراء للمعهد الإسرائيلي للديموقراطية، جاء أن 55% من الإسرائيليين يثقون في إدارة الجيش، لا نتنياهو، للحرب، فيما صرحَ 7% فقط بتأييدهم لإدارة نتانياهو لدفة الأمور.


وقال الكاتب: "من الصعب أن نرى كيف سينجو نتانياهو في الانتخابات المقبلة. فبعد عام من الاضطرابات السياسية بسبب جهوده المثيرة للجدل لعرقلة المحكمة العليا، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" الجمعة، أن حزب الليكود سيفوز بـ 18 مقعداً فقط، متراجعاً 32 مقعداً عن انتخابات العام الماضي".

ومن ناحية أخرى، ستزيد حصة حزب غانتس من يمين الوسط من 12 إلى 43 مقعداً. قد تبدو النتيجة النهائية مختلفة، وقد ينتهي الأمر بتصويت بعض الإسرائيلين لمرشحين آخرين مثل نفتالي بينيت، رئيس الوزراء الأسبق. إذ لا أحد يستطيع التنبؤ بمزاج الناخبين في المستقبل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء ببن الإحتلال وحركة حماس في إطار الهدنة

القدس غزة "أ ف ب": أُطلقت حركة حماس اليوم سراح ثلاث رهائن إسرائيليين وخمس تايلانديين في ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء وفي المقابل أطلق الإحتلال سراح سجناء فلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمّرة في قطاع غزة.

وتخلّلت عملية تسليم سبعة رهائن في خان يونس في جنوب القطاع مشاهد فوضى عارمة ما أثار تنديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ودفعه الى تأخير الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين ال110 الواردة أسماؤهم على لائحة الإفراج اليوم، قبل ان يتلقّى من الدول الوسيطة "ضمانة" ب"إفراج آمن" عن الرهائن المتبقين في القطاع.

على الأثر، انطلقت حافلتان تقلان معتقلين فلسطينيين من سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة تتقدّمهم سيارة تابعة للصليب الأحمر، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.

ويفترض أن يكون عدد الفلسطينيين المفرج عنهم من سجون إسرائيل 110، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أوضح في بيان أن 32 من بينهم محكومون بالسجن مدى الحياة و48 صادرة بحقّهم أحكام سجن متفاوتة، إضافة إلى 30 قاصرا. وسيتم إبعاد 20 منهم الى خارج الأراضي الفلسطينية، على غرار ما حصل المرة السابقة.

وكان أفرج صباحا عن الجندية الإسرائيلية آغام بيرغر البالغة 20 عاما والتي خُطفت في السابع من أكتوبر 2023 خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل، بينما كانت تقوم بخدمتها العسكرية قرب قطاع غزة، في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة الذي شهد خلال الأشهر الأخيرة معارك ضارية.

وبعد ساعات على ذلك، سلّمت حركة الجهاد الإسلامي أربيل يهود البالغة 29 عاما والتي خُطفت في هجوم حماس على كيبوتس نير عوز، وغادي موزيس (80 عاما)، في خان يونس في جنوب القطاع. ويحمل الاثنان الجنسية الألمانية أيضا.

كما أفرج عن خمس رهائن تايلانديين من خارج إطار الاتفاق. وكانوا خطفوا أيضا خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل والذي تلته حرب مدمّرة في قطاع غزة.

وكان حشد من الفلسطينيين تجمّع في خان يونس على مقربة من المنزل المدمّر الذي نشأ فيه يحيى السنوار، الرئيس السابق لحركة حماس الذي قتلته إسرائيل في معركة في أكتوبر الماضي.

وكانوا يهتفون ويصرخون ويتدافعون للاقتراب من السيارات التي نقلت الرهائن، وسط عشرات العناصر من حركة الجهاد الإسلامي التي قاتلت الى جانب حماس، ومن حركة حماس. وعمّت الفوضى.

وبعد تسلّم إسرائيل المفرج عنهم، قال نتانياهو "أرى بهلع شديد المشاهد الصادمة خلال إطلاق سراح رهائننا. هذا دليل إضافي على قسوة حماس التي لا توصف".

وعلى الأثر، أمر بـ"إرجاء" الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، "إلى حين ضمان مغادرة رهائننا بشكل آمن في المراحل المقبلة".

وبعد مرور بعض الوقت، أعلن مكتب نتانياهو في بيان أنّ الوسطاء (الولايات المتحدة وقطر ومصر) "قدّموا التزاما بضمان الإفراج الآمن عن رهائننا الذين سيتمّ إطلاق سراحهم في المراحل التالية".

منصة وسط جباليا

في شمال قطاع غزة، اصطحب عناصر من كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أغام بيرغر التي كانت ترتدي اللباس العسكري إلى منصة أقيمت في وسط مخيم جباليا، وكانت محاطة بالعشرات من عناصر حماس المسلحين، قبل تسليمها إلى فريق الصليب الأحمر.

وكانت بيرغر تحمل "هدية" من الخاطفين و"شهادة" إطلاق سراحها.

ورفع علم فلسطيني يبلغ طوله عدة أمتار على هيكل مبنى من خمسة طوابق دُمّرت واجهته. ثم غادرت سيارات الصليب الأحمر البيضاء ناقلة بيرغر الى إسرائيل حيث أظهرت صور لعائلتها فرحة عارمة بالإفراج عنها.

ومن المقرر إجراء تبادل رابع في نهاية الأسبوع.

وكانت حماس اتهمت إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى قطاع غزة، محذّرة من أن ذلك قد يؤثر على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، فيما وصفت الدولة العبرية الاتهامات بأنها "كاذبة".

وأُطلق سراح سبع رهائن في وقت سابق مقابل 290 فلسطينيا في 19 كانون الثاني/يناير في اليوم الأول من الهدنة ثم في 25 منه.

وفي حين نزح جميع سكان القطاع البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة بسبب الحرب، بدأ مئات الآلاف منهم العودة إلى الشمال منذ الاثنين، واجتازوا كيلومترات سيرا على الأقدام وسط الأنقاض.

ومن المقرر التفاوض خلال المرحلة الأولى الحالية من الاتفاق الممتدة على ستة أسابيع على شروط المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تهدف إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين وإنهاء الحرب تماما.

أما المرحلة النهائية، فيفترض أن تشمل إعادة إعمار غزة وإعادة جثث آخر الرهائن الذين لقوا حتفهم في الاحتجاز.

وفي بانكوك، أعلنت رئيسة الوزراء باتونجتارن شيناواترا أنّها "سعيدة" باستعادة مواطنيها حريتهم بينما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية أنّ الرهائن التايلانديين الخمسة سيعودون إلى بلدهم في غضون عشرة أيام.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أنّ الاستخبارات التركية ساعدت في الإفراج عن الرهائن التايلانديين الخمسة.

ارتفاع حصيلة الحرب

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة الخميس أنّ حصيلة ضحايا الحرب مع إسرائيل في القطاع ارتفعت إلى 47,460 قتيلا بعد العثور على مزيد من الجثث خلال وقف إطلاق النار الساري منذ عشرة أيام.

وقالت الوزارة في بيان "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 43 شهيدا، منهم 42 انتشالا، وشهيد متأثر بإصابته"، بالإضافة إلى تسع إصابات في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وبحسب الوزارة ارتفع عدد الجرحى بسبب الحرب إلى 111,580 جريحا.

وتشكّك إسرائيل في مصداقية أرقام الوزارة، إلا أن الأمم المتحدة تعتبرها ذات موثوقية.

وخلصت دراسة نشرتها مؤخرا مجلة "ذي لانسيت" الطبية البريطانية، إلى أنّ الأرقام الفعلية لضحايا الحرب في القطاع أعلى بنحو 40 بالمئة.

ويتعذّر على وكالة فرانس برس التحقق من حصيلة النزاع من مصادر مستقلة.

مقالات مشابهة

  • القناة 12 العبرية: الوسطاء يبحثون تسريع صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
  • أول تعليق من حماس حول تسليم أسرى إسرائيل أمام صور محمد الضيف
  • الإفراج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين في عملية تبادل رابعة بين حماس وإسرائيل  
  • حماس تسلم اثنين من الرهائن الإسرائيليين للصليب الأحمر في إطار صفقة تبادل الأسرى
  • انطلاق رابع عملية تبادل بين حماس وإسرائيل اليوم
  • حماس ستفرج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين في صفقة تبادل التهدئة المقبلة  
  • إعلامي إسرائيلي: تل أبيب تسلمت قائمة المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم غدًا السبت
  • ثالث عملية تبادل رهائن وسجناء ببن الإحتلال وحركة حماس في إطار الهدنة
  • رئيس مركز القدس للدراسات: اتفاق تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل سيتم لنهايته
  • حماس تُفرج عن 5 تايلانديين في صفقة تبادل الأسرى