معنيون: ارادة سياسية تمنع فتح ملف المفقودين في العراق
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
يُعد ملف المفقودين في العراق من الملفات الشائكة نتيجة للحروب والصراعات والقمع والنزاعات التي مرت بها البلاد طيلة العقود الماضية.
ولا يُعرف عدد دقيق لأعداد المفقودين في العراق، إلا أن إحصائيات أممية تُرجح أن يكون الرقم بين 250 ألف إلى مليون مواطن، ينتظر ذووهم وأقرباؤهم معرفة مصيرهم.
وفي هذا الشأن، ينتقد عضو مفوضية حقوق الإنسان السابق، علي البياتي، غياب السياسة الوطنية الواضحة والمسؤولية المؤسساتية عن هذا الملف.
وقال البياتي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن “العراق بحاجة إلى قانون يُعالج هذا الملف باعتبار أن القانون هو الحاضنة التشريعية والإجرائية التي ترسم المبادئ التوجيهية للدولة وللمؤسسات للقيام بإجراءات الاستجابة لهكذا انتهاكات ووضع الحلول والمعالجة لها”، مشيرًا إلى أنه “على الرغم من توقيع العراق للكثير من الاتفاقيات، ومنها اتفاقية حماية الأشخاص من الاختفاء القسري، إلا أن الإجراءات لم تكن بالمستوى المطلوب”.
وأضاف أن “العراق لديه حاليًا قانون حماية المقابر الجماعية، الذي يُعتبر ملفًا من ضمن ملف المفقودين، وأيضًا مديرية حماية المقابر التابعة لمؤسسة الشهداء، وهي تقوم بواجباتها، ولكن إمكانياتها ضعيفة، وكوادرها وعملها محدود، بالتالي هي تعالج جزءًا واحدًا فقط من ملف المفقودين، وهو ملف المقابر. أما الجزء الآخر المتعلق بالبحث وإعداد قاعدة البيانات ومطابقة البيانات مع الموجودين في المواقع أو المتوقع أنهم يتواجدون فيها كمفقودين، مثل مراكز الاحتجاز والسجون، فهي إجراءات ضعيفة، كما أن الجانب الجزائي فيها مفقود كمحاكمة أو معاقبة المسؤولين عن قضية الإخفاء القسري أو الاختفاء”.
وتابع أن “مفوضية حقوق الإنسان هي المؤسسة الأكثر صلاحية وقدرة على إدارة هذا الملف من خلال قانونها الرقابي والمتعلق بحقوق الإنسان، ولكن هذه المؤسسة أيضًا مجمدة منذ عامين وأُحيلت إدارتها بشكل غير دستوري إلى وزارة العدل”.
وأعرب عن أسفه لـ “تحول الملف من ملف خاص بحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية إلى ملف سياسي يتاجر به السياسيون”، لافتًا إلى أن “هذا الملف بحاجة إلى إرادة سياسية قبل كل شيء ووقفة حقيقية من السلطات التشريعية لتكليف مفوضية حقوق الإنسان أولًا لإكمال أدواتها القانونية والإدارية، ثم تكليفها بإدارة هذا الملف ومطالبة القضاء العراقي والحكومة العراقية بالاستجابة إلى مفوضية حقوق الإنسان لحلحلة هذا الملف وكشف التفاصيل والتحقيق فيها، بالإضافة إلى تشريع قانون يساعد هذه الجهات على القيام بالإجراءات المتعلقة سواء بإعداد قاعدة البيانات عن المفقودين أو معرفة مصيرهم ومحاكمة الجناة المسؤولين عن هذه الجرائم وتعويض المتضررين بشكل عام وذويهم بشكل خاص”.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
كلمات دلالية: مفوضیة حقوق الإنسان ملف المفقودین هذا الملف
إقرأ أيضاً:
مصادر سياسية:الحكومة الحشدوية تتوسط بين إيران وسوريا وتركيا لحماية المصالح الإيرانية
آخر تحديث: 25 يناير 2025 - 2:57 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- صرّحت مصادر مطلعة، اليوم السبت، أن العاصمة العراقية بغداد ستؤدي دور الوسيط لتسوية خلافات داخلية القائمة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كوردستان إضافة الى وساطة بين طهران وواشنطن لحماية ايران ومشروعها في المنطقة .ومن المرتقب ان تحتضن العاصمة بغداد خلال الفترة المقبلة اجتماعات مهمة لقيادات رفيعة المستوى ( عراقية – كوردية – تركية -وسورية) لحلحلة الملفات العالقة بين هذه الأطراف.وقالت المصادر ، إن “الأسبوعين المقبلين ستشهد بغداد اجتماعات مهمة لقيادات رفيعة المستوى لبعض الوزراء المعنيين بالملفات العالقة بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية من جهة، وتركيا وسوريا من جهة أخرى وايران بما يخص ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.وأوضحت المصادر، أن العراق سيؤدي دورا الوسيط لتلك الحوارات، وبالتالي حلحلة الملفات الشائكة والعالقة بين تلك الأطراف”.وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي قد زار إقليم كوردستان العراق مؤخرا وعقد اجتماعات مع القيادات والمسؤولين في السليمانية واربيل كان أبرزها مع الزعيم الكوردي مسعود بارزاني.وأضافت المصادر، أن “بغداد ستعمل على تقريب وجهات النظر بين تركيا و(قسد)، ومن المؤمل أن يحضر الاجتماع وزير الخارجية فؤاد حسين ورئيس جهاز المخابرات حميد الشطري كممثلين عن الحكومة الاتحادية فيما سيحضر أحد القيادات البارزة من الحزب الديمقراطي الى جانب بعض وزراء الإقليم بما يخص الملف الداخلي للعراق وحل القضايا العالقة مع أربيل”.وأشارت المصادر ذاتها أن “القضايا التي سيخوضها هؤلاء، هي: الغرامات المالية المفروضة على تركيا إزاء تصدير نفط إقليم كوردستان وكركوك عبر ميناء جيهان، الى جانب رفع مستوى التبادل التجاري، وملفات امنية واقتصادية أخرى أيضا من ضمنها مسألة قوات (قسد) وسيطرتها على السجون التي تضم الاف المعتقلين من داعش وملف استهداف القوات التركية وأمن اقليم كوردستان”.وبحسب المصادر ذاتها، فإن “التفاهمات العراقية مع (قسد) ستركز على أمن السجون التي تسيطر عليها تلك القوات، ومن اهمها اعادة الدواعش المحكومين إلى بلدانهم شرط إكمال محكومياتهم في بلدانهم، وتحمل مسؤولية أُسرهم في مخيم الهول الى جانب المساهمة في تمويل اعادة تأهيل تلك الأسر بالإضافة إلى المساهمة في حماية المنطقة من أي ارتدادات لهذا الملف”.