جريدة الوطن:
2025-01-19@14:12:50 GMT

شراع : العدوان على غزة بين رابح وفاضح ومفضوح

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

شراع : العدوان على غزة بين رابح وفاضح ومفضوح

لَمْ يَزُلْ بعد غبار المعركة الدَّائرة رحاها بَيْنَ قوى الباطل وقوى الحقِّ على أرض فلسطين المحتلَّة، وتحديدًا في كُلٍّ من قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة لِتنكشفَ كُلُّ الحقائق والسَّوءات والمُخطَّطات. فأعداء فلسطين والأُمَّتيْنِ العربيَّة والإسلاميَّة لا تزال أصابعهم على أزرار القنابل والصواريخ وجميع الأسلحة الفتَّاكة، ولا يزالون على مُتون طائراتهم الحربيَّة وبوارجهم وحاملات طائراتهم وغوَّاصاتهم النوويَّة، وكذلك لا يزالون مُعْتلِين منابرهم الإعلاميَّة لترويجِ الفِتَنِ والأكاذيب والتَّشويه والتحريض، مُتربِّصينَ بحربهم الشَّعواء ـ على الأرض العربيَّة والإسلاميَّة ـ بإنسانها ودمائها وثرواتها ومقدَّساتها.

وحين يحين موعد الانكشاف الكامل لكُلِّ ما أرادوه وسفكوا من أجْلِه الدِّماء وأهلكوا الحَرْثَ والنَّسل، فإنَّ هذه الحرب لَمْ تُخفِ كُلَّ أسرارها، وإنَّما أخذ بعض حقائقها وفضائحها ينسلُّ على وقْعِ الألَمِ داخل كيان الاحتلال الصهيونيِّ جرَّاء ما ألحقَتْه به المقاومة الفلسطينيَّة على أيدي كتائب القسَّام وسرايا القدس وبقيَّة الفصائل.
ومن بَيْنِ ما يُمكِن ملاحظته عَبْرَ ما أفرزته هذه الحرب الظَّالمة الإرهابيَّة على الشَّعب الفلسطيني في غزَّة، أنَّ الرِّياح جرَتْ عكسَ ما تشتهيه سفنُ معشر التآمر والخيانة والعمالة، فقَدْ خرجت فلسطين من بَيْنِ أنقاض الباطل بقوَّة الحقِّ المُبِين لِتصدحَ به الحناجر، وتتغَنَّى باسم فلسطين الألسنُ على اختلاف لُغاتها ولهجاتها، وتتربَّع على عرش الإعلام، وتتصدَّر أماكن صنع القرار وتطْغَى على كُلِّ حركة وكُلِّ سكنةٍ في شوارع العواصم والمُدُن في قارَّات الكرة الأرضيَّة، والَّتي اتَّخذت من الدِّماء الفلسطينيَّة البريئة ـ المسفوكة ظلمًا وعدوانًا ـ وقودًا لمحرِّكات قوى الحقِّ والخير في مواجهة قوى الشَّرِّ والباطل.
إنَّ هذا الألَقَ للقضيَّة الفلسطينيَّة، سواء داخل فلسطين المحتلَّة أو الإقليم أو العالَم كُلِّه، قَدْ سلَّط أضواءه على مكامن الخُبث والتواطؤ والخيانة والعمالة، مُسْقِطًا الأقنعة من على الوجوه، وسلَّط أضواءه على أماكن الربح والنَّصر. فكما في كُلِّ حرب هناك ربح وخسارة وفاضح ومفضوح.
البكاء والنحيب اللَّذان أتْخَما القنوات الإعلاميَّة التَّابعة لكيان الاحتلال الصهيونيِّ والقنوات الحليفة والعميلة قَدْ كشَفَا ـ حقيقةً ـ عن الكثير من الوجوه التي ظلَّت ردحًا من الزمن تُتاجر بالقضيَّة الفلسطينيَّة، وقدَّمت نَفْسَها على أنَّها مع الحقِّ الفلسطينيِّ فإذا بها اليوم تَسْقُط في الاختبار الكبير. فما يقوله الصهاينة على مختلف مشاربهم؛ مُحلِّلون سياسيون أو أمنيون أو عسكريون أو إعلاميون أو غير ذلك على منابر قنواتهم الإعلاميَّة، مُثيرٌ للانتباه والمتابعة لمعرفة مَنْ هُمْ بَيْنَ ظهراني هذه الأُمَّة، ومحسوبون على العروبة والإسلام؛ ذلك أنَّ ذكْرَ أسماء دوَل بِعَيْنِها وشخصيَّات وقيادات بذاتِها ليس من قبيل المصادفة أو الفراغ المعلوماتيِّ ما لَمْ يكُنْ هناك حقًّا أدوار متواطئة وخيانات تُمالئ هؤلاء الصهاينة وتؤيِّدهم في جرائمهم. ولَمْ يكُنِ الصهاينة مُجبَرِين على الخروج علنًا وعَبْرَ وسائل إعلامهم لفضح عملائهم وأتباعهم من هذه الأُمَّة وخارجها لولا الرَّغبة في المزيد من التواطؤ والخيانة من قِبل هؤلاء المفضوحين.
على الجانب الآخر، أثبتَتْ جرائم الحرب الصهيونيَّة أنَّ منظَّمة الأُمم المُتَّحدة وجميع المؤسَّسات والمنظَّمات والمجالس التَّابعة لها قَدْ أصبحت في موضع غير الموضع الَّذي أُنشِئَتْ من أجْلِه، وبدَلَ أنْ تكُونَ حارسةً لشرعتها وقوانينها ومعاهداتها، انتقلت إلى الضفَّة المضادَّة فباتَتْ حارسةً لقوى الشَّرِّ والباطل والعدوان بصَمْتها وتخاذلها وعجزها.. وليس أدلَّ على ذلك من الهجوم الكبير والشرس وغير الأخلاقيِّ الصهيونيِّ على أنطونيو جوتيريش الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة حين حاول أنْ يكُونَ متوازنًا في طرحه حيال جرائم الحرب الصهيونيَّة. ومن المؤكَّد أنَّ لسانَ حالِ الأُمَّة يُردِّد اليوم قول الإمام الشافعي:
«جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْر
وإن كانت تُغصِّصُنِي بِرِيقِي
وما شُكْرِي لهَا حمْدًا وَلَكِن
عرفتُ بها عدوِّي من صديقي»

خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة

يمانيون../
رغم اختلال موازين القوى لصالح كيان العدو الصهيوني، إلا أن ذلك لم يمنحه إمكانية تركيع المقاومة الفلسطينية، التي أظهرت على مدار أكثر من 15 شهرًا تفوقا واضحا وقدرة على تغيير المعادلات على الأرض، الأمر الذي يؤكد أن المقاومة ليست في واقع تراجعي أو ضعف وعلى العدو أن يعيد حساباته جيدًا للواقع الفلسطيني المقاوم.

وبالنظر إلى تفاوت القوى العسكرية بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية، فإن اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن مجرد تبادل للأسرى، بل هي شهادة قوية على أن المقاومة في غزة، رغم الحصار والعدوان المستمر، لم تحقق فقط انتصارات عسكرية، بل نجحت أيضًا في تغيير معادلة الردع ووضع الكيان الغاصب في مأزق داخلي ودولي.

وبالتالي فإن اعتراف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن سبب وقف الحرب هو أن قوة المقاومة كانت فوق القدرة على إنهائها وهزيمتها، يثبت أن المقاومة تمكنت من كسر واحدة من ركائز الكيان الصهيوني الأساسية، وهي سياسة الردع، ما أفشل قدرته على حماية نفسه.

وفي جلسة استماع في منتدى الأطلسي قال بلينكن: إن نموذج غزة هو مثال للحروب الجديدة، كاشفاً عن معلومات استخبارية أمريكية تؤكد أن حماس جنّدت من المقاتلين خلال الحرب ما عوّض كل خسائرها البشرية.

بالتوازي كان المحلل السياسي الصهيوني ألون مزراحي يعترف بأن حركة حماس لم تَهزم “إسرائيل” فحسب، بل الغرب برمّته..! لقد انتصرت في ساحة المعركة، وانتصرت في ساحة الرأي العام”.

وقال: إن حركة حماس “تمكّنت من الاستفادة بشكل مذهل من قراءتها وفهمها للعقلية “الصهيونية” واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية، ماجعلها تكسب القلوب نحو القضية الفلسطينية، في جميع أنحاء العالم”.

الأهم من ذلك يرى المحلل الصهيوني أن التاريخ سيحكم على احتفاظ المقاومة الفلسطينية بكل أسير، أسرته، وعدم استسلامها لأي ضغوط باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية، ربما في التاريخ العسكري كله.

من جهة أخرى، سلطت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية الضوء على الفشل الصهيوني المدوي في حسم الحرب على قطاع غزة، حيث أكدت أن حركة حماس ستظل قوة فعّالة ومتجددة حتى بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي مقال للمحلل العسكري يوآف زيتون، تم تفصيل معالم الفشل الصهيوني في حرب الإبادة التي لا أفق لها، حيث يفتقر كيان الاحتلال إلى أهداف استراتيجية واضحة، ما يفاقم حجم الخسائر العسكرية ويجعل الحرب تزداد ضراوة دون أي حلول تلوح في الأفق.

شهادة جديدة على فشل العدو الصهيوني في فرض معادلاته بالقوة، سردها اللواء احتياط غيورا آيلاند، صاحب خطة الجنرالات، الذي أكد أن ما جرى في هذه الحرب هو أن “إسرائيل” فشلت في تحقيق كل أهدفها التي قاتلت لأجلها، لأنها لم تتمكن من القضاء على حماس ولم تستعد أسراها، ولم تستطع الإطاحة بحكم حماس في غزة.

من ناحيتها، قالت مقدمة البرامج السياسية في القناة 12 الصهيونية نيسلي باردا: إن نتنياهو وحكومته “ظلوا لفترة يرددون شعارات الانتصار، بدلا من إخبار الشعب بالحقيقة التي يصعب استيعابها”.

والحقيقة برأي باردا تتمثل في أنه “لم يكن بالإمكان إبرام صفقة دون أثمان باهظة، وأن مواجهة التهديد القادم من غزة لم يعد ممكنا سواء بتوفير الأموال لحماس أو بمواجهتها عسكريا”.

المحلل تسفيكا يحزقيلي، في حديثه لقناة “آي 24″، أكد أن حركة حماس خرجت من المعركة أقوى، حيث استعادت قدراتها العسكرية وحافظت على قوتها السياسية.

وأوضح أن “إسرائيل” أصبحت دون أدوات للضغط على الحركة مستقبلاً.. مضيفاً أن الضفة الغربية باتت مصدر قلق جديداً “لإسرائيل” مع تصاعد المواجهات هناك.

وفي ختام ذلك يمكننا قراءة المشهد أن ما أنجزته المقاومة، ليس مجرد إنهاء لجولة من العدوان، بل هو جولة من جولات النصر والوعد الإلهي الصادق بأن تكون غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة.

مقالات مشابهة

  • يوم استثنائي في غزة
  • انتصار المقاومة الفلسطينية.. غزة أول الغيث لتحرير فلسطين كاملة
  • نتنياهو: الرئيسان بايدن وترمب منحا “إسرائيل” الحق في العودة للقتال  
  • متحدث «فتح»: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لمنع الشعب الفلسطيني من تجسيد دولته
  • حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة الى 46,899 شهيدا منذ بدء العدوان
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة الى 46,899 شهيداً و110,725 مصاباً
  • أبناء مربع الحنكة بمدينة البيضاء يباركون للشعب الفلسطيني نصر غزة على العدوان الصهيوني
  • مسيرات حاشدة بالجوف تبارك للشعب الفلسطيني النصر على العدو الصهيوني
  • هيرست: الحرب على غزة خلقت جبهة عالمية لتحرير فلسطين
  • منظمة دولية تدعو لمعاقبة جيش العدو الصهيوني على جرائمة في غزة