جريدة الوطن:
2025-03-29@02:21:33 GMT

شراع : العدوان على غزة بين رابح وفاضح ومفضوح

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

شراع : العدوان على غزة بين رابح وفاضح ومفضوح

لَمْ يَزُلْ بعد غبار المعركة الدَّائرة رحاها بَيْنَ قوى الباطل وقوى الحقِّ على أرض فلسطين المحتلَّة، وتحديدًا في كُلٍّ من قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة لِتنكشفَ كُلُّ الحقائق والسَّوءات والمُخطَّطات. فأعداء فلسطين والأُمَّتيْنِ العربيَّة والإسلاميَّة لا تزال أصابعهم على أزرار القنابل والصواريخ وجميع الأسلحة الفتَّاكة، ولا يزالون على مُتون طائراتهم الحربيَّة وبوارجهم وحاملات طائراتهم وغوَّاصاتهم النوويَّة، وكذلك لا يزالون مُعْتلِين منابرهم الإعلاميَّة لترويجِ الفِتَنِ والأكاذيب والتَّشويه والتحريض، مُتربِّصينَ بحربهم الشَّعواء ـ على الأرض العربيَّة والإسلاميَّة ـ بإنسانها ودمائها وثرواتها ومقدَّساتها.

وحين يحين موعد الانكشاف الكامل لكُلِّ ما أرادوه وسفكوا من أجْلِه الدِّماء وأهلكوا الحَرْثَ والنَّسل، فإنَّ هذه الحرب لَمْ تُخفِ كُلَّ أسرارها، وإنَّما أخذ بعض حقائقها وفضائحها ينسلُّ على وقْعِ الألَمِ داخل كيان الاحتلال الصهيونيِّ جرَّاء ما ألحقَتْه به المقاومة الفلسطينيَّة على أيدي كتائب القسَّام وسرايا القدس وبقيَّة الفصائل.
ومن بَيْنِ ما يُمكِن ملاحظته عَبْرَ ما أفرزته هذه الحرب الظَّالمة الإرهابيَّة على الشَّعب الفلسطيني في غزَّة، أنَّ الرِّياح جرَتْ عكسَ ما تشتهيه سفنُ معشر التآمر والخيانة والعمالة، فقَدْ خرجت فلسطين من بَيْنِ أنقاض الباطل بقوَّة الحقِّ المُبِين لِتصدحَ به الحناجر، وتتغَنَّى باسم فلسطين الألسنُ على اختلاف لُغاتها ولهجاتها، وتتربَّع على عرش الإعلام، وتتصدَّر أماكن صنع القرار وتطْغَى على كُلِّ حركة وكُلِّ سكنةٍ في شوارع العواصم والمُدُن في قارَّات الكرة الأرضيَّة، والَّتي اتَّخذت من الدِّماء الفلسطينيَّة البريئة ـ المسفوكة ظلمًا وعدوانًا ـ وقودًا لمحرِّكات قوى الحقِّ والخير في مواجهة قوى الشَّرِّ والباطل.
إنَّ هذا الألَقَ للقضيَّة الفلسطينيَّة، سواء داخل فلسطين المحتلَّة أو الإقليم أو العالَم كُلِّه، قَدْ سلَّط أضواءه على مكامن الخُبث والتواطؤ والخيانة والعمالة، مُسْقِطًا الأقنعة من على الوجوه، وسلَّط أضواءه على أماكن الربح والنَّصر. فكما في كُلِّ حرب هناك ربح وخسارة وفاضح ومفضوح.
البكاء والنحيب اللَّذان أتْخَما القنوات الإعلاميَّة التَّابعة لكيان الاحتلال الصهيونيِّ والقنوات الحليفة والعميلة قَدْ كشَفَا ـ حقيقةً ـ عن الكثير من الوجوه التي ظلَّت ردحًا من الزمن تُتاجر بالقضيَّة الفلسطينيَّة، وقدَّمت نَفْسَها على أنَّها مع الحقِّ الفلسطينيِّ فإذا بها اليوم تَسْقُط في الاختبار الكبير. فما يقوله الصهاينة على مختلف مشاربهم؛ مُحلِّلون سياسيون أو أمنيون أو عسكريون أو إعلاميون أو غير ذلك على منابر قنواتهم الإعلاميَّة، مُثيرٌ للانتباه والمتابعة لمعرفة مَنْ هُمْ بَيْنَ ظهراني هذه الأُمَّة، ومحسوبون على العروبة والإسلام؛ ذلك أنَّ ذكْرَ أسماء دوَل بِعَيْنِها وشخصيَّات وقيادات بذاتِها ليس من قبيل المصادفة أو الفراغ المعلوماتيِّ ما لَمْ يكُنْ هناك حقًّا أدوار متواطئة وخيانات تُمالئ هؤلاء الصهاينة وتؤيِّدهم في جرائمهم. ولَمْ يكُنِ الصهاينة مُجبَرِين على الخروج علنًا وعَبْرَ وسائل إعلامهم لفضح عملائهم وأتباعهم من هذه الأُمَّة وخارجها لولا الرَّغبة في المزيد من التواطؤ والخيانة من قِبل هؤلاء المفضوحين.
على الجانب الآخر، أثبتَتْ جرائم الحرب الصهيونيَّة أنَّ منظَّمة الأُمم المُتَّحدة وجميع المؤسَّسات والمنظَّمات والمجالس التَّابعة لها قَدْ أصبحت في موضع غير الموضع الَّذي أُنشِئَتْ من أجْلِه، وبدَلَ أنْ تكُونَ حارسةً لشرعتها وقوانينها ومعاهداتها، انتقلت إلى الضفَّة المضادَّة فباتَتْ حارسةً لقوى الشَّرِّ والباطل والعدوان بصَمْتها وتخاذلها وعجزها.. وليس أدلَّ على ذلك من الهجوم الكبير والشرس وغير الأخلاقيِّ الصهيونيِّ على أنطونيو جوتيريش الأمين العامِّ للأُمم المُتَّحدة حين حاول أنْ يكُونَ متوازنًا في طرحه حيال جرائم الحرب الصهيونيَّة. ومن المؤكَّد أنَّ لسانَ حالِ الأُمَّة يُردِّد اليوم قول الإمام الشافعي:
«جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْر
وإن كانت تُغصِّصُنِي بِرِيقِي
وما شُكْرِي لهَا حمْدًا وَلَكِن
عرفتُ بها عدوِّي من صديقي»

خميس بن حبيب التوبي
khamisaltobi@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بكري: أثق أن المقاومة ستتخذ قرارات تحمي شعب فلسطين.. والمراهنون على انقسام الصف واهمون

أكد الكاتب والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، على ثقته في أن تتخذ المقاومة الفلسطينية قرارات من شأنها أن تحقن الدماء وتضمن البقاء على الثوابت في مواجهة مخططات الاحتلال والحفاظ على الأرض، مشددا على أنه لا يمكن لأحد أن يستغل الأحداث الراهنة للوقيعة بين أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال بكري، في تغريدة على منصة إكس: الذين يراهنون علي انقسام الصف الوطني الفلسطيني واهمون، والذين يراهنون على وضع الشعب في مواجهة المقاومة لا يعرفون حقيقة الشعب الفلسطيني، وقد قدم الفلسطينيون الكثير، وصمدوا ودعوا للسلام العادل، فماذا كانت النتيجة؟ موت ودمار وإبادة وحصار وتجويع.

وأضاف: العدو الصهيوني يتحمل المسئولية، والمقاومة رد فعل، وحق مشروع، وأنا على ثقة أن المقاومة ستتخذ القرارات التي تحمي الشعب، وتحافظ على الثوابت.

مسيرات بيت لاهيا

وشهدت بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء، مسيرات حاشدة شارك فيها مئات الفلسطينيين الذين عبروا عن غضبهم من استمرار الحرب وطالبوا بتنحي حركة حماس عن حكم القطاع.

وانطلقت التظاهرات بشكل عفوي بالقرب من مخيم للنازحين، وشهدت تجمعًا في مناطق محيطة بأكوام الركام الناتج عن تدمير المباني بفعل الحرب، قرب مستشفى الأندونيسي، ورفع الفلسطينيون شعارات تدعو لوقف الحرب

ويأتي هذا في ظل تصاعد الغضب الشعبي في القطاع مع استمرار الحرب، حيث عبر الفلسطينيون عن استيائهم من الأوضاع الراهنة، مطالبين بضرورة إنهاء الصراع وإيجاد حلول توافقية لإنهاء المعاناة الإنسانية.

الشعب الفلسطيني لم يخن المقاومة.. وحماس معنية بالبحث عن حل لوقف الدمار

وكان الكاتب والإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، قد أكد أنه يجب النظر إلى مظاهرات أهالي غزة بعين وطنية تعكس حجم المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني، معربا عن تمنيه على حماس أن تستمع لصوت الناس ولا تتجاهله.

وأضاف «بكري»: أتمنى ألا نستمع لأصوات تخوّن أهلنا الذين ذاقوا الأمرين، فهذا الشعب العظيم صمد وواجه، ولم يخن المقاومة ولم يكفر بها، لكنه يعترض على إدارتها للأزمة.

وتابع: منذ السابع من أكتوبر 2023 والناس تدعم وتواجه، وحماس معنية بالبحث عن حل يوقف الموت والدمار، ونحن ندرك أن العدو له مخططه الاستراتيجي، ولكن علينا أن نقضي على حجته وأكاذيبه حتى نحمي أهلنا الذين يبادون بالآلاف كل يوم.

وواصل: مطلوب من المقاومة التي قدمت الآلاف من كوادرها وقيادتها أن تتخذ قرارها في اجتماع لقادة الحركة، خاصه تجاه الرهائن الصهاينة، سيما وأن الحركة ليست ضد الإفراج عنهم، مردفا: أقول ذلك من منطلق الحرص علي الشعب والمقاومة.

مصطفى بكري: مصر أكبر من الأكاذيب.. ومزاعم تزويد إسرائيل بالأسلحة «عهر» يمارسه الخونة

محاولات الوقيعة بين الرئيس مبارك وعمر سليمان.. أسرار مثيرة في كتاب «الصندوق الأسود» لـ مصطفى بكري

مصطفى بكري: تركيا تنتفض ضد الديكتاتورية وعلى الباغي تدور الدوائر

مقالات مشابهة

  • الجنجويدي هو من امتنع عن توصيف الحرب وساوى بين صاحب الحق والمُعتدي
  • شهداء وإصابات في العدوان الصهيوني المتواصل على غزة لليوم الـ11
  • ضيوف اليمن المشاركون بمؤتمر فلسطين يطلعون على عدد من جرائم العدوان في صعدة
  • جبهة دعم فلسطين تنظم مسيرات غدا الجمعة إحياءً ليوم الأرض الفلسطيني
  • العدالة والتنمية يستنكر استئناف الحرب على غزة ويدعو الى المشاركة المكثفة في مسيرة دعم للشعب الفلسطيني
  • الشعب اليمني يُعلِّم العالم معنى الصمود والثبات على الحق
  • غضب في شوارع غزة .. أحمد موسى: الشعب الفلسطيني يريد حلًّا سياسيًا لإنهاء الحرب
  • مع الذكرى الـ10 للعدوان .. اليمن يواجه أمريكا ويستهدف عمق الكيان الصهيوني
  • بكري: أثق أن المقاومة ستتخذ قرارات تحمي شعب فلسطين.. والمراهنون على انقسام الصف واهمون
  • استهداف القطع الحربية المعادية وأهدافاً للعدو للعدو الصهيوني في يافا