جريدة الوطن:
2025-12-09@00:33:18 GMT

نبض المجتمع : مستقبل المقاطعة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

نبض المجتمع : مستقبل المقاطعة

شكَّلت أحداث غزَّة دليلًا على أنَّ العرب والمُسلِمين بصورة عامَّة لَمْ ولَنْ ينسوا قضيَّتهم الأزليَّة، والَّتي رغم أنَّنا في فترة من الفترات ظنَّنا أنَّ أجيالًا منَّا قَدْ نسيَتِ القضيَّة نتيجة أساليب التغريب الَّتي مورست ضدَّها وبطُرق ممنهجة، إلَّا أنَّ الواقع أثبت عكس ذلك. فالجيل الَّذي كُنَّا نصفُه بجيل الببجي أثبتَ أنَّه جيل لا يقلُّ وعيًا وإدراكًا بأهمِّية هذه القضيَّة عن غيره من الأجيال السَّابقة، فوجدنا الجميع يحاول بكُلِّ الطُّرق أن يقدِّمَ ما يستطيع لخدمة القضيَّة وفق إمكاناته وخبراته ووضعه.


لقَدْ كان سلاح المقاطعة أحد أبرز الرهانات الَّتي عمل عَلَيْها الجميع، ذلك أنَّه السِّلاح الَّذي يستطيعون استخدامه بسهولة ودُونَ عناءٍ، وكذلك حجم تأثيره على العدوِّ وبصورة مباشرة وسريعة في نَفْس الوقت مع أشخاص ودوَل لا همَّ لَهُمْ في هذه الحياة سوى المال. من هنا بدأت الأمور تأخذ مسارها الصحيح، حيث هو السِّلاح النَّاجع بالفعل والَّذي لا يكلف أدنى شيء، ولكنَّه سلاح مُهمٌّ ورادع في نَفْس الوقت. لقَدْ كانت القضيَّة هي محور المقاطعة هنا، فلا محرِّك غيرها، والهدف واضح ولا لبس فيه، والمثبِّطون لا يُمكِنهم ممارسة هوايتهم المعهودة، فالأمْرُ لا يحتاج لمزيدٍ من الشرح والتوضيح والتفسير، فانبرى الجميع في وقفة رجُل واحد للقيام بهذا الأمْرِ وتنفيذ الخطَّة إدراكًا مِنْهم بأهمِّية ما يقومون به ومدى تأثيره.
لقَدْ أثبتت الأيام فاعليَّة هذا السِّلاح الَّذي يستطيع كُلٌّ مِنَّا أن يمارسَه، وشاهدنا الجميع على اختلاف الأجيال يذكِّر كُلٌّ مِنْهما الآخر بضرورة الاستمرار، وشاهدنا الإعلانات المُحذِّرة من مسألة التراخي والفتور في هذا الجانب، وقَدْ أثبتت التجربة نجاعة الأمْرِ.
ورغم معرفتنا المسبقة بأهمِّية المقاطعة، خصوصًا في الجانب الاقتصادي ولدَيْنا ممارسات سابقة أكثر نجاحًا، سواء على المستوى المحلِّي أو الدولي. ففي كثير من الدوَل عِندما يرتفع سعر سلعة ما، يكُونُ الحلُّ في المقاطعة فتعيد هذه المقاطعة الوضع إلى طبيعته والأمثلة كثيرة ومُتعدِّدة، إلَّا أنَّ السؤال الَّذي نطرحه هنا: هل لا بُدَّ من وجود قضيَّة وأحداث دمويَّة لكَيْ نمارسَ المقاطعة الاقتصاديَّة؟ أمَّا أنَّنا بعد ما شاهدنا بأنْفُسنا أهمِّية ذلك ومدى نجاحه فيُمكِننا أن نستخدمَ هذا السِّلاح لكبح جماح جشع الكثير من التجَّار والَّذين لا همَّ لَهُمْ سوى تحقيق أرباح فلكيَّة مقابل نهب جيوب المستهلكين، وهنا أتحدَّث عن سلع يبالغ أصحابها في رفع أسعارها ولا همَّ لَهُمْ سوى زيادة نسبة أرباحهم بصورة غير منطقيَّة، فهل لنَا القدرة على ذلك؟
لقَدْ أثبتت هذه الأحداث وما نتج عَنْها في ما يخصُّ موضوع المقاطعة أنَّنا كمُجتمع قادرون على إحداث التغيير وتوجيه البوصلة كيفما نريد، كما أنَّنا أيضًا بحاجة لجمعيَّات تحمي المستهلك وتوجِّه مسارات الشِّراء عِنده وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار. فأيُّ مُجتمع يريد أن يستخدمَ هذا السِّلاح لا بُدَّ أن يكُونَ منظمًا من مختلف الجوانب بحيث لا تكُونُ الأضرار منصبَّة على المستهلكين فقط ولا على التجَّار، بل يتمُّ تقاسمها في نَفْس الوقت، وقَدْ كتبتُ منذ حوالي خمس عشرة سنةً مقالًا يوضِّح أهمِّية وجود هذه الجهة الَّتي تُمثِّل المستهلكين بحيث تضْمن حقوقهم كما هو الحال في بقيَّة بعض دوَل العالَم.
وإذا كانت المقاطعة الحاليَّة تحرِّكها العاطفة فإنَّ المقاطعة الَّتي أقصدها يحرِّكها المنطق والعقل. فهنالك سلع من الضروري أن يُعادَ تقييم أسعارها في ظلِّ الوضع الاقتصادي المتأزم عالَميًّا ومحليًّا. وعِندما أقول يُعاد فأنا لا أقصد أنَّ التاجر يبيع سلعته بسعر يعرِّضه للخسارة، ولكن بسعر يناسب مستوى المعيشة ويُحقِّق له الربح المناسب. ففي مقارنة لكثير من السِّلع وبنَفْس العلامات مع دوَل قريبة مِنَّا وبمستوى معيشي أفضل نجدها في سعر أقلَّ وعروض أفضل، وإذا كان المُبرِّر أنَّنا نستوردها من مصدر آخر غير مصدرها الأصلي فما الَّذي يمنعُنا من استيرادها مباشرة وتخفيض سعرها، أم أنَّنا ننتظر مقاطعة جديدة؟

د. خصيب بن عبدالله القريني
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

خمس حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين

يعلم الجميع أن التدخين ضار ويؤدي إلى العديد من العواقب الصحية، ولكن على الرغم من كل الأدلة العلمية التي تم جمعها لا تزال هناك مجموعة من المفاهيم الخاطئة المنتشرة حول مصدر الضرر المرتبط بالتدخين.

ولا شك أن الخيار الأفضل لأي شخص هو الإقلاع تماماً عن التدخين واستهلاك النيكوتين، وأنه لم يفت الأوان لأي شخص لاتخاذ هذا القرار وإحداث هذا التغيير الجدري في حياته. ومن المعروف بالنسبة للأشخاص الذين نجحوا في الإقلاع عن التدخين أنهم يلاحظون تحسناً لافتاً في التنفس وحاسة التذوق والشم بعد أيام قليلة من الإقلاع. وفي غضون عام واحد على الإقلاع، ربما يكونون قد نجحوا في تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

أما بالنسبة لأولئك الذي قرروا عدم الإقلاع عن التدخين، فلا بد من مساعدتهم عبر استخدام المنتجات البديلة القادرة على أن تكون أقل ضرراً من الاستمرار في التدخين،  وعلى الرغم من أنها تسبب الإدمان وليست خالية من المخاطر، إلا أنها توفر للمدخنين البالغين خياراً أفضل وأقل ضرراً من مواصلة التدخين.

وهنا تأتي أهمية معالجة الشائعات والمفاهيم المغلوطة المنتشرة حول البدائل الخالية من الدخان، وذلك من خلال تعريف المدخنين البالغين بهذه التقنيات والمنتجات الجديدة. فما هي الحقائق الخمسة التي يجب أن يعرفها الجميع عن التدخين والبدائل الخالية من الدخان؟

 

المشكلة الحقيقية تكمن في دخان السجائر

تقوم السيجارة المشتعلة بتوليد الدخان، ويحتوي هذا الدخان على مستويات مرتفعة جداً من المركبات الكيميائية، قامت الهيئات الصحية بتصنيف حوالي 100 مادة كيميائية منها على أنها ضارة او قد تكون ضارة. إن استنشاق الدخان بما يحتويه من تلك المركبات الكيميائية هو السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين.

 

الحقيقة حول النيكوتين

على عكس ما يشاع ويعتقده الكثيرون، فإن النيكوتين، على الرغم من أنه يسبب الإدمان وغير خالٍ من المخاطر، لا يعد السبب الرئيسي للأمراض المرتبطة بالتدخين، إنما المستويات العالية من المواد الكيميائية المتولدة في دخان السجائر. ويعتبر النيكوتين مادة طبيعية تتواجد في العديد من النباتات بما فيها أوراق التبغ التي تحتوي على نسبة مرتفعة منه.

كما يعد النيكوتين واحداً من الأسباب الرئيسية التي تجعل الأشخاص يستمرون في التدخين إلى جانب العوامل الأخرى مثل الطعم والعادات والطقوس المرتبطة بالتدخين.

 

الإقلاع عن التبغ ومنتجات النيكوتين هو الخيار الأفضل

بعد امتصاص النيكوتين في الجسم فإنه يرتبط بمستقبلات محددة في الدماغ وغيرها غيرها من الناقلات العصبية، ويحفز عملية إطلاق مادة عضوية تسمى الدوبامين والتي تساهم في الشعور بالمتعة والسعادة، وبعد تكرار هذا التحفيز لمدة من الزمن بسبب وجود النيكيوتين يعتاد الدماغ على وجوده. وعند الإقلاع عن المنتجات المحتوية على النيكوتين تحصل عملية عكسية لذلك لدى الأشخاص.

على الرغم من أنه قد يبدو أنه من الصعب القيام بذلك، إلا أن الملايين من الأشخاص ينجحون كل عام في الإقلاع عن التدخين والتوقف عن استخدام منتجات التبغ والنيكوتين كلياً، ما يشكل الخيار الأفضل لصحتهم. وبالنسبة للمدخنين الذين يتخذون قرار الإقلاع عن التدخين ويحتاجون للمساعدة، هناك مجموعة واسعة من المنتجات الطبية وخدمات الدعم المتاحة من المتخصصين في مجال الصحة لمساعدتهم في رحلتهم للإقلاع عن التبغ والنيكوتين تماماً.

 

حقيقة القطران

عندما نسمع بكلمة القطران المرتبطة بالتدخين، نتخيل جميعاً تلك المادة السائلة اللزجة سوداء أو بنية اللون المستخدمة في تعبيد الطرق. لكن الحقيقة مختلفة تماماً عن هذا التصور، فالقطران هو مقياس وزن معياري تم اختباره آلياً لقياس معدل رواسب الجسيمات المتبقية من دخان السجائر بعد إزالة الماء والنيكوتين منها.

اقرأ أيضاًالمجتمعوزير “الموارد البشرية”: العمل التطوعي ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية

وتقوم المنتجات الخالية من الدخان بتسخين التبغ بدلاً من حرقه ما يجعل التركيب الكيميائي للهباء الجوي أو ألأيروسول الذي تولده مختلفاً اختلافاً جذرياً عن دخان السجائر. ويمكن لاستبعاد الدخان أن يسهم بشكل كبير في تقليل التعرض للمواد الكيميائية السامة مقارنة بدخان السجائر، كما أنه يؤدي إلى التخلص بشكل لافت من وجود جزيئات الكربون الصلبة الموجودة فيه. إن ذلك لا يجعل المنتجات الخالية من الدخان خالية من المخاطر إلا أنه يجعلها مختلفة تماماً عن السجائر بفضل التخلص من دخان الاحتراق في السيجارة.

 

هناك بدائل أقل ضرراً مقارنة بالاستمرار في التدخين

إن الفرق الأساسي بين المنتجات الخالية من الدخان والسجائر هو أن البدائل الخالية من الدخان توصل النيكوتين بدون احتراق، وعند إزالة عملية الاحتراق والدخان الناتج عنها، يمكن تقليل مستويات المواد الكيميائية الضارة واحتمالية الضرر بشكل كبير مقارنة بدخان السجائر.

يظل الإقلاع هو القرار الأفضل دائماً، ولكن قد يود المدخنون الذين سيستمرون في التدخين استكشاف علم وابتكار البدائل الخالية من الدخان بمزيد من التفاصيل. وتعد المنتجات الخالية من الدخان مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات تسخين التبغ ومنتجات استهلاك النيكوتين عن طريق الفم، مع أنها مسببة للإدمان، بديلًا أفضل بكثير للمدخنين البالغين من الاستمرار في التدخين (إذا ما تم إثباتها علمياً وصُنعت وفقاً لمعايير الجودة المناسبة).

من المهم أن نتذكر جميعاً أن المنتجات الخالية من الدخان مخصصة للمدخنين البالغين فقط، كبدائل عن الاستمرار في التدخين. كما أنها ليست منتجات للمساعدة على الإقلاع أو التوقف عن التدخين لأنها توفر النيكوتين الذي يُسبب الإدمان. ويبقى الإقلاع عن التبغ والنيكوتين نهائياً هو الخيار الأفضل دائماً، ويمكن لأخصائيي الرعاية الصحية وخدمات الإقلاع عن التدخين المعترف بها تقديم المشورة اللازمة حول الإقلاع عن التدخين.

وفي النهاية يعرف معظمنا شخصاً، يدخن سواءً كان صديقاً أو فرداً من أفراد من العائلة. ويمكن أن يسهم فهم مصادر الأضرار المرتبطة بالتدخين والحصول على معلومات دقيقة حولها في مساعدة المدخنين الذين لا يقلعون عن التدخين على اتخاذ قرار مستنير، والابتعاد عن السجائر للأبد.

مقالات مشابهة

  • مهيب عبد الهادي يهاجم الجميع بسبب علي معلول
  • صفقة خيالية على Beats Studio Pro.. خصم 51% يجعل السماعات الراقية في متناول الجميع
  • طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني في ندوة بجامعة الحديدة
  • الصدمات المالية وتأثيرها على المجتمع
  • بيان من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني حول متنزه النسيم
  • خمس حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين
  • سوريا تؤكد على سياسة متوازنة وبناء الدولة بتعاون الجميع
  • يكرهه الجميع من ضمنهم دونالد ترامب.. ما قصة هذا المطار في أمريكا؟
  • البزري: حصر السلاح يجب ان يمارس على الجميع في لبنان
  • الصين تتقدم خطوة جديدة نحو الاستقلال التقني.. وجوانجدونج تكشف عن مفاجآت هواوي