جريدة الوطن:
2025-11-17@19:18:36 GMT

نبض المجتمع : مستقبل المقاطعة

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

نبض المجتمع : مستقبل المقاطعة

شكَّلت أحداث غزَّة دليلًا على أنَّ العرب والمُسلِمين بصورة عامَّة لَمْ ولَنْ ينسوا قضيَّتهم الأزليَّة، والَّتي رغم أنَّنا في فترة من الفترات ظنَّنا أنَّ أجيالًا منَّا قَدْ نسيَتِ القضيَّة نتيجة أساليب التغريب الَّتي مورست ضدَّها وبطُرق ممنهجة، إلَّا أنَّ الواقع أثبت عكس ذلك. فالجيل الَّذي كُنَّا نصفُه بجيل الببجي أثبتَ أنَّه جيل لا يقلُّ وعيًا وإدراكًا بأهمِّية هذه القضيَّة عن غيره من الأجيال السَّابقة، فوجدنا الجميع يحاول بكُلِّ الطُّرق أن يقدِّمَ ما يستطيع لخدمة القضيَّة وفق إمكاناته وخبراته ووضعه.


لقَدْ كان سلاح المقاطعة أحد أبرز الرهانات الَّتي عمل عَلَيْها الجميع، ذلك أنَّه السِّلاح الَّذي يستطيعون استخدامه بسهولة ودُونَ عناءٍ، وكذلك حجم تأثيره على العدوِّ وبصورة مباشرة وسريعة في نَفْس الوقت مع أشخاص ودوَل لا همَّ لَهُمْ في هذه الحياة سوى المال. من هنا بدأت الأمور تأخذ مسارها الصحيح، حيث هو السِّلاح النَّاجع بالفعل والَّذي لا يكلف أدنى شيء، ولكنَّه سلاح مُهمٌّ ورادع في نَفْس الوقت. لقَدْ كانت القضيَّة هي محور المقاطعة هنا، فلا محرِّك غيرها، والهدف واضح ولا لبس فيه، والمثبِّطون لا يُمكِنهم ممارسة هوايتهم المعهودة، فالأمْرُ لا يحتاج لمزيدٍ من الشرح والتوضيح والتفسير، فانبرى الجميع في وقفة رجُل واحد للقيام بهذا الأمْرِ وتنفيذ الخطَّة إدراكًا مِنْهم بأهمِّية ما يقومون به ومدى تأثيره.
لقَدْ أثبتت الأيام فاعليَّة هذا السِّلاح الَّذي يستطيع كُلٌّ مِنَّا أن يمارسَه، وشاهدنا الجميع على اختلاف الأجيال يذكِّر كُلٌّ مِنْهما الآخر بضرورة الاستمرار، وشاهدنا الإعلانات المُحذِّرة من مسألة التراخي والفتور في هذا الجانب، وقَدْ أثبتت التجربة نجاعة الأمْرِ.
ورغم معرفتنا المسبقة بأهمِّية المقاطعة، خصوصًا في الجانب الاقتصادي ولدَيْنا ممارسات سابقة أكثر نجاحًا، سواء على المستوى المحلِّي أو الدولي. ففي كثير من الدوَل عِندما يرتفع سعر سلعة ما، يكُونُ الحلُّ في المقاطعة فتعيد هذه المقاطعة الوضع إلى طبيعته والأمثلة كثيرة ومُتعدِّدة، إلَّا أنَّ السؤال الَّذي نطرحه هنا: هل لا بُدَّ من وجود قضيَّة وأحداث دمويَّة لكَيْ نمارسَ المقاطعة الاقتصاديَّة؟ أمَّا أنَّنا بعد ما شاهدنا بأنْفُسنا أهمِّية ذلك ومدى نجاحه فيُمكِننا أن نستخدمَ هذا السِّلاح لكبح جماح جشع الكثير من التجَّار والَّذين لا همَّ لَهُمْ سوى تحقيق أرباح فلكيَّة مقابل نهب جيوب المستهلكين، وهنا أتحدَّث عن سلع يبالغ أصحابها في رفع أسعارها ولا همَّ لَهُمْ سوى زيادة نسبة أرباحهم بصورة غير منطقيَّة، فهل لنَا القدرة على ذلك؟
لقَدْ أثبتت هذه الأحداث وما نتج عَنْها في ما يخصُّ موضوع المقاطعة أنَّنا كمُجتمع قادرون على إحداث التغيير وتوجيه البوصلة كيفما نريد، كما أنَّنا أيضًا بحاجة لجمعيَّات تحمي المستهلك وتوجِّه مسارات الشِّراء عِنده وفق قاعدة لا ضرر ولا ضرار. فأيُّ مُجتمع يريد أن يستخدمَ هذا السِّلاح لا بُدَّ أن يكُونَ منظمًا من مختلف الجوانب بحيث لا تكُونُ الأضرار منصبَّة على المستهلكين فقط ولا على التجَّار، بل يتمُّ تقاسمها في نَفْس الوقت، وقَدْ كتبتُ منذ حوالي خمس عشرة سنةً مقالًا يوضِّح أهمِّية وجود هذه الجهة الَّتي تُمثِّل المستهلكين بحيث تضْمن حقوقهم كما هو الحال في بقيَّة بعض دوَل العالَم.
وإذا كانت المقاطعة الحاليَّة تحرِّكها العاطفة فإنَّ المقاطعة الَّتي أقصدها يحرِّكها المنطق والعقل. فهنالك سلع من الضروري أن يُعادَ تقييم أسعارها في ظلِّ الوضع الاقتصادي المتأزم عالَميًّا ومحليًّا. وعِندما أقول يُعاد فأنا لا أقصد أنَّ التاجر يبيع سلعته بسعر يعرِّضه للخسارة، ولكن بسعر يناسب مستوى المعيشة ويُحقِّق له الربح المناسب. ففي مقارنة لكثير من السِّلع وبنَفْس العلامات مع دوَل قريبة مِنَّا وبمستوى معيشي أفضل نجدها في سعر أقلَّ وعروض أفضل، وإذا كان المُبرِّر أنَّنا نستوردها من مصدر آخر غير مصدرها الأصلي فما الَّذي يمنعُنا من استيرادها مباشرة وتخفيض سعرها، أم أنَّنا ننتظر مقاطعة جديدة؟

د. خصيب بن عبدالله القريني
kaseeb222@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

التضامن تناقش مستقبل تنمية الطفولة المبكرة في مصر

 عقدت وزارة التضامن الاجتماعي  الجلسة الحوارية الرئيسية لأعمال اللقاء التشاورى لمساندة و تطوير الحضانات وقطاع تنمية الطفولة المبكرة فى مصر  بمشاركة نخبة واسعة من الخبراء والشركاء التنمويين والجهات الدولية. 

وجاءت الفعاليات عقب افتتاح الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، لأعمال اللقاء الذي يهدف إلى مناقشة نتائج الحصر الوطني الشامل لدور الحضانات على مستوى الجمهورية، ووضع الإطار التنفيذي للمبادرة الوطنية لدعم وتطوير قطاع الطفولة المبكرة.

حضر اللقاء  المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي،  الأستاذ ياسر صبحى نائب وزير المالية، والدكتور هاني هلال، الأمين العام للشراكة المصرية اليابانية للتعليم ،الدكتوره هاله عبد السلام رئيسة الإدارة المركزية للتعليم العام، في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، الدكتور عمر عثمان محمد نائب مدير وحدة حياة كريمة 

وزارة التنمية المحلية، وعدد واسع من شركاء العمل التنموي وممثلي الجهات الدولية وقيادات الوزارة. 

ادارت  الجلسة الحوارية رفيعة المستوى التى استهدفت وضع  ملامح تطوير قطاع الطفولة المبكرة في مصر   الدكتورة دينا عبد الوهاب استشاري وزارة التضامن الاجتماعى للطفولة المبكرة 

وخلال الجلسة  أوضحت دكتورة هانيا الشلقامي، مستشار وزير المالية للسياسة الاجتماعية، أن تطوير القطاع يستلزم تنفيذ تدخلات أساسية تشمل دعم تمويل خدمات رعاية الطفولة المبكرة لتحسين جودتها، وتعزيز الاستفادة من قواعد البيانات المتاحة لرفع أداء المنشآت، إلى جانب توفير منظومة تأمين للعاملين بالقطاع  الرعائى لضمان توفير الحماية والرعاية الاجتماعية لهم، مشددة  على أن هناك حاجة لدعم هذا القطاع من خلال دعم الطفل والراعى والمنشاة. 

وأعربت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، عن تقديرها لنتائج الحصر الوطني،وأهميته فى تطوير منظومة الطفولة المبكرة مشيرة الى الاستراتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكرة بمحاورها الست والحاجة الى ترجمة هذه المحاور  الى مهام واجراءات مؤكدة على التعاون تعزيز الشراكات بين المجلس والجهات الحكومية والمجتمع المدني لتحقيق تقدم فعلي في القطاع.

وأشادت ناعومي ماتسوموتو، الخبيرة اليابانية والمستشار الرئيسي بمشروع تحسين جودة الطفولة المبكرة بالوكالة اليابانية للتعاون الدولي، بالحصر الوطني، مشيرة الى الجهد والتعاون بين الدولة المصرية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي جايكا لتحسين جودة خدمات الرعاية والتعليم في الحضانات في مصر  والتعاون بين جايكا ووزارة التضامن الاجتماعي بمشروع تحسين جودة الطفولة المبكرة الذى  أسهم في تطوير أدوات المتابعة والدعم وبرامج تدريب الميسرات. 

ولفتت إلى ضرورة وجود نظام وطني شامل لتأهيل ميسّرات الحضانة باعتبارهن أساس الاول فى تشكيل الوعى  .

وفي مداخلة أخرى، استعرضت سارة عزيز، رئيسة مبادرة "سيف إيجيبت"، تجربة القطاع الخاص في إنشاء الحضانات، مع تسليط الضوء على التحديات المرتبطة بالمكان  والتراخيص وتأهيل المعلمين، مؤكدة أهمية إنشاء أكاديميات متخصصة لإعداد معلم متخصص لهذه المرحلة  والتاكيد على تاهيل المشرفات للعمل بشكل احترافي.

ومن جانبها أكدت ناتالي ماير، مساعد ممثل اليونيسف في مصر، أن الدولة المصرية حققت تقدمًا واسعًا في ملف الطفولة المبكرة، مشددة على أهمية تحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال، والارتقاء بمهارات الكوادر العاملة، وضمان استدامة التدخلات وقياس أثرها التنموي بشكل منهجي.

وأوضح المهندس طارق سعد، استشاري نظم المعلومات والتحول الرقمي بوزارة التضامن الاجتماعي، أن توظيف التكنولوجيا في الحصر الوطني مكّن من الحصول على بيانات دقيقة تعزز القدرة على وضع مؤشرات واضحة واستراتيجيات فعالة.

وشدد  الدكتور ماجد عثمان، المدير التنفيذى للمركز المصري للبحوث الرأى العام بصيرة، ، على أهمية الاستفادة من و تحويل البيانات والنتائج  إلى معلومات وسياسات قابلة للتنفيذ لدعم متخذ القرار وتحسين جودة التعليم والخدمات.

وأكدت  السفيرة نبيلة مكرم، رئيسة الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، على اهتمام القيادة السياسية بملف الطفولة المبكرة، مؤكدة ضرورة مراعاة الجانب النفسي للطفل إلى جانب الجوانب التعليمية والتربوية ، وأهمية الاستفادة من الخبرات المتميزة للمؤسسات العاملة في القطاع مع تبادل التجارب والخبرات بين المؤسسات العاملة  .

ومن جانبها، أكدت ليلى حسني، المدير التنفيذي لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، أن تنمية الطفولة المبكرة تمثل مشروعًا تنمويًا وإنسانيًا واقتصاديًا شاملًا، وأهمية تمكين الميسرات بالتدريب والتأهيل وتوفير الحوافز التشجيعية لهم فضلا عن ضرورة إشراك الأسرة في تطوير مهارات  الطفل بالحضانة.

كما أشار حاتم متولي، نائب رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إلى أن نتائج الحصر الوطني سيكون لها أثر ممتد، مؤكدًا أن تجربة المجتمع المدني في هذا المجال ثرية وقادرة على تنفيذ، شراكات ثنائيةمتميزة مشيرا الى  البروتوكول الموقع بين التحالف الوطنى ووزارة التضامن والوزارات المعنية من أجل تشغيل ٤٧ مركزا لتنمية الاسرة والطفل على مستوى الجمهورية.

واختُتمت الجلسة، بكلمة المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي،التى أكدت فيها على المقترحات القيمة التى تضمنتها المناقشات  وسط توافق واسع على ضرور التشارك  لتطوير قطاع الطفولة المبكرة باعتباره أحد أهم محاور بناء الإنسان المصري.

 وأضافت أن الحصر الوطني الشامل للحضانات هو  خطوة استراتيجية نحو بناء قاعدة بيانات دقيقة تمهد الطريق أمام تطوير منظومة متكاملة لتنمية الطفولة المبكرة.

طباعة شارك الحضانات تطوير الحضانات وزارة التضامن الاجتماعي تنمية الطفولة المبكرة

مقالات مشابهة

  • التضامن تناقش مستقبل تنمية الطفولة المبكرة في مصر
  • انتخابات النواب.. سليمان وهدان: الرئيس السيسي على مسافة واحدة من الجميع ويعظم دور المؤسسات والقانون
  • الجراح: الشباب شركاء ببناء مستقبل الأردن
  • الحرية المصري: توجيهات الرئيس للهيئة الوطنية للانتخابات تؤكد الوقوف على مسافة واحدة من الجميع دون تمييز
  • شاهد بالفيديو.. السلطانة هدى عربي تفاجئ الجميع وتغني “شعبي” لأول مرة والجمهور يتغزل: (إبداع وإمتاع وإقناع يا سلطانة وشكلنا تاني بنسمعك انتي بدل العميد)
  • الرئيس السيسي: الإنجازات التي تحققت لم تكن نتيجة جهد فردي بل تعاون الجميع
  • الإطار يجس نبض الصدر بمبعوث خاص يحظى بـثقة الجميع
  • نيجيرفان بارزاني رئيساً في قصر السلام.. أي مستقبل يرسمه هذا السيناريو للعراق؟
  • أكثر من ألف فنان ينضمون لحملة لا موسيقى للإبادة لمقاطعة دولة الاحتلال
  • عيار 21 يفاجئ الجميع.. سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025