سلطنة عمان : آفاق الدور التجاري المأمول
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
حظِيَتْ سلطنة عُمان بموقع جيواستراتيجي فريد يؤهِّلها للاطلاع بأدوار إقليميَّة ودوليَّة مُهمَّة للغاية في حالتَي السِّلم والحرب (لا سمح الله)، فهي تحتلُّ موقعًا يشرف على فتحة الخليج العربي، الَّذي يُعدُّ أهمَّ ممرٍّ مائي/اقتصادي في العالَم بسبب مرور أغزر صادرات النفط عَبْرَه نَحْوَ البحار «السبعة»، كما كان يُقال في حقبات سابقة.
وإذا ما تأهَّلت السَّلطنة المزدهرة لدَوْر تجاري مُهمٍّ من هذا العيار الدولي، فإنَّ وقوعها على كُلِّ مضيق هرمز، سويَّةً مع كُلٍّ من إيران ودَولة الإمارات العربيَّة المُتَّحدة، يؤهِّلها للاضطلاع بِدَوْر تجاري واقتصادي استثنائي، خصوصًا إذا ما حَظِيَ قِطاع التجارة في السَّلطنة بما يستحقُّ من عناية استثماريَّة بعيدة النظر وطويلة المدى، لترتفعَ مُدُن السَّلطنة إلى مصافِّ مُدُن التجارة الكبرى عَبْرَ العالَم، مِثل «هونج كونج» الَّتي حظِيَتْ بعناية وحماية الصين (بعد جلاء بريطانيا)، وذلك بناءً على دَوْرها التجاري الَّذي لا يُمكِن للصين ولدوَل القارَّة الآسيويَّة الأخرى الاستغناء عَنْه. وللمرء أن يتساءلَ (في دخيلته على أقلِّ تقدير) هل يصعب على الصين الشَّعبيَّة ابتلاع هونج كونج إن أرادت؟ لا شكَّ بأنَّ هذا لَمْ ولَنْ يحدُثَ نظرًا لِدَوْر هذه المدينة العظمى تجاريًّا!
أمَّا إذا ما أمعن المرء النظر متفرسًا في خريطة السَّلطنة التضاريسيَّة الطبيعيَّة، فإنَّه لا يُمكِن إلَّا أن يلاحظَ امتداد خطوط التجارة البَرِّيَّة المتشابكة الَّتي تربط بَيْنَ أقاليم السَّلطنة الخصبة، من ناحية، وبَيْنَ مسارات قوافل الصحارى المحيطة الَّتي تربطها، بفضل الطُّرق والخطوط البَرِّيَّة بأهمِّ حواضر الجزيرة العربيَّة شمالًا وغربًا كذلك، أي على الطريق الساحليَّة عَبْرَ ظفار، باتِّجاه اليمن السَّعيد.
وعَلَيْه، فإنَّ فكرة اضطلاع سلطنة عُمان وحواضرها المطلَّة على الخلجان والبحار إلى مراكز تجاريَّة عالَميَّة، إنَّما هي فكرة تستحقُّ الرصد والإغناء، ثمَّ الاستثمار المالي الفعلي: لِنتذكَّر بأنَّ طريق الحرير التاريخي لا بُدَّ أن يمرَّ بسلطنة عُمان، الأرض الَّتي خرَّجت أهمَّ الملَّاحين والربَّان في التاريخ من أمثال الجغرافي، أسد البحر «أحمد بن ماجد»، هؤلاء الَّذين أطلقوا خطوط التجارة بَيْنَ العالَم العربي والصين والهند، شرقًا، وبَيْنَهما وبَيْنَ السَّاحل الإفريقي (الصومال وإثيوبيا) غربًا.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان وقطر تبحثان تعزيز التعاون المشترك في مجالات التجارة والصناعة
العُمانية/ استقبل معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار اليوم، سعادة فيصل بن ثاني آل ثاني وزير التجارة والصناعة في دولة قطر، وذلك بمقر صالة “استثمر في عُمان".
جرى خلال المقابلة مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في مجالات التجارة والصناعة، مع التركيز على استقطاب الاستثمارات النوعية في قطاعات عدة لاسيما الترفيه والسياحة.
واستعرض الجانبان توسعة خط الغاز الرابط بين سلطنة عُمان ودولة قطر، وأهمية تسريع مفاوضات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإبرام اتفاقيات التجارة الحرة مع دول العالم.
حضر المقابلة سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، وسعادة ابتسام بنت أحمد الفروجية وكيلة وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لترويج الاستثمار، وسعادة الشيخ مبارك بن فهد آل ثاني سفير دولة قطر لدى سلطنة عُمان إلى جانب عدد من المسؤولين من الجانبين.