مع إعلان الهدنة بَيْنَ الفلسطينيِّين والجانب الإسرائيلي بعد حوالي (50) يومًا من المجازر اليوميَّة الَّتي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقِّ المَدنيِّين الفلسطينيِّين والَّتي بلغت أكثر من 1400 مجزرة، لا يُمكِن القول إنَّ الحرب الَّتي بدأت في السَّابع من أكتوبر انتهت بهزيمة طرف أو انتصار آخر، فالنتيجة الوحيدة الَّتي يُمكِن ملامستها على الأرض هي الدَّمار الَّذي تعرَّضت له غزَّة وهذا الكم من الشهداء والجرحى والمفقودين.
فلا يُمكِن القول إنَّ قوَّات الاحتلال انتصرت في هذه الحرب، حيث إنَّها لَمْ تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة، سواء كانت تحرير الأسرى خلال العمليَّة أو القضاء كُليًّا على حركة حماس مِثلما أُعلن مع بداية الحرب.
وعلى الجانب الآخر لا يُمكِن أن يُمثِّلَ هذا نصرًا فلسطينيًّا، حيث إنَّ كُلَّ ما يُساق من دلائل حَوْلَ هذا النَّصر ينتفي كليَّة بمشاهدة الواقع على الأرض حيث إنَّ دبَّابات الاحتلال موجودة في قَلْبِ غزَّة.
يضاف إلى ذلك حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي والَّتي بلغت أكثر من (14) ألفًا و(854) شهيدًا، بَيْنَهم أكثر من (6150) طفلًا وأكثر من (4) آلاف امرأة، إضافة إلى عدد الإصابات الَّذي زاد على (36) ألف إصابة؛ أكثر من 75? مِنْها من الأطفال والنِّساء، وقرابة (7) آلاف مفقود إمَّا تحت الأنقاض، وإمَّا أنَّ جثامينهم ملقاة في الشوارع والطُّرقات أو أنَّ مصيرهم ما زال مجهولًا، بَيْنَهم أكثر من (4) آلاف و(700) طفل وامرأة.
هذا علاوة على البنية الأساسيَّة المُدمَّرة، حيث إنَّ عدد المساجد المُدمَّرة تدميرًا كليًّا بلغ (88)، وبلغ عدد المساجد المُدمَّرة تدميرًا جزئيًّا (174)، إضافة إلى استهداف (3) كنائس وتدمير (46) ألف وحدة سكنيَّة كليًّا و(234) ألف وحدة سكنيَّة تعرَّضت للهدم الجزئي، ما يعني أنَّ أكثر من 60% من الوحدات السكنيَّة في قِطاع غزَّة تأثَّرت بالعدوان ما بَيْنَ هدم كُلِّي وغير صالح للسَّكن وهدم جزئي، حسب البيانات الحكوميَّة في غزَّة.
كما خرج عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلي (26) مستشفى و(55) مركزًا صحيًّا، كما استهدف الاحتلال (56) سيارة إسعاف، فيما خرجت عشرات سيارات الإسعاف عن الخدمة بسبب نفاد الوقود.
مع هذه الأرقام ينتفي الحديث عن أيِّ انتصار.. ربَّما يكُونُ الانتصار الوحيد هو إفشال مُخطَّط تهجير الفلسطينيِّين خارج أراضيهم.
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
Aydi007@yahoo.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
عضو «التحرير الفلسطينية»: اعتماد الأمم المتحدة قرارا بإنهاء الاحتلال انتصار للقضية الفلسطينية
رحب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون المغتربين فيصل عرنكي، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب بإنهاء الوجود غير القانوني للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام واحد.
وأوضح عضو اللجنة، في تصريحات صحفية، أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، اليوم الخميس، أن تصويت 124 دولة لصالح القرار، يعد انتصارا للقضية الفلسطينية ويدلل على التأييد الدولي الواسع لحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير المصير في ظل دولته الفلسطينية المستقلة.
وأكد أن اعتماد مشروع القرار الذي قدمته دولة فلسطين للجمعية العامة استنادا إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية حول التبعات القانونية المترتبة على سياسات وممارسات إسرائيل في الأرض الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية، يؤكد ضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي ووقف مختلف أشكال الانتهاكات والإجراءات والسياسات الإسرائيلية لمخالفتها الصريحة والواضحة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وطالب عرنكي المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية تلزم إسرائيل تنفيذ القرار بشأن انهاء احتلالها والانصياع لجميع قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مشددا على أهمية العمل الجاد والسريع لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع
غزة.
منظمة التحرير الفلسطينية تدين التصريحات الإسرائيلية الأمريكية المتضاربة بشأن
غزة
أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية يبحث مع سامح شكري سبل وقف عدوان إسرائيل على غزة
منظمة التحرير الفلسطينية تكشف عن مصادقة الاحتلال على 6 مخططات استيطانية جديدة