عندي ذهب يزيد على مائة وخمسين جرامًا وأستعمله للزينة.. فهل فيه زكاة؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
عندي ذهب يزيد على مائة وخمسين جرامًا وأستعمله للزينة، فهل فيه زكاة؟ سؤال أجاب عنه الشيخ عبد الحميد السيد، عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني بوعظ الأزهر الشريف.
عندي ذهب يزيد على مائة وخمسين جرامًا وأستعمله للزينة، فهل فيه زكاة؟وقال إن الزكاة ركن من أركان الإسلام، وهو من العبادات المالية الواجبة على المسلم، وقد أجمعت الأمة على وجوبها، واختلفوا في زكاة الحُلِيّ المتخذ للزينة، فذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم وجوب الزكاة فيها؛ فَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَلِي بَنَاتِ أَخِيهَا فِي حِجْرِهَا لَهُنَّ الْحُلِيَّ فَلا تُخْرِجُ مِنْهُ الزَّكَاةَ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ كَانَ يُحَلِّي بَنَاتِهِ وَجَوَارِيَهُ الذَّهَبَ ثُمَّ لا يُخْرِجُ مِنْ حُلِيِّهِنَّ الزَّكَاةَ، وَرُوِيَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا كَانَتْ تُحَلِّي ثِيَابَهَا الذَّهَبَ، وَلا تُزَكِّيهِ نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ أَلْفًا ، وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلا سَأَلَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْحُلِيِّ أَفِيه زَكَاةٌ ؟ فَقَالَ جَابِرٌ: لا، فَقَالَ: وَإِنْ كَانَ يَبْلُغُ أَلْفَ دِينَارٍ فَقَالَ جَابِرٌ كَثِيرٌ، • وذهب الحنفية والشافعية في قول إلى وجوب الزكاة في الحلي المعد للزينة.
وشدد على أن المفتى به عدم وجوب الزكاة في الحلي.
إطلاق قافلة بيت الزكاة والصدقات وصندوق تحيا مصر لإغاثة غزة.. صور 40 شاحنة| انطلاق القافلة الثانية لبيت الزكاة بتوجيهات شيخ الأزهر إلى معبر رفح أمتلك جواهر نفيسة كالماس والياقوت والزبرجد.. فهل عليّ زكاة أم لا؟وقالت الإفتاء في جوابها السائل: إن الجواهر جمع جوهر، والجَوْهَرُ: معروف، الواحدةُ جَوْهَرَةٌ، والجَوْهَرُ: كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به، وجَوْهَرُ كُلِّ شيء: ما خُلِقَتْ عليه جِبِلَّتُه. ينظر: كتاب "لسان العرب" لابن منظور (4/ 152، ط. دار صادر).
والنفيس من نفُس الشيء، بالضم، نَفاسةً، فهو نفيس ونافس: رفع وصار مرغوبًا فيه، وشيء نَفِيس أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب، وقال اللِّحْيَانِي: النفيس والمنفس المال الذي له قدر وخطر، ثم عم فقال: كل شيء له خطر وقدر فهو نفيس ومنفس. المرجع السابق (6/ 238).
والجواهر النفيسة: هي المعادن والأحجار التي لها قدر عند الناس جميعًا.
والجواهر أو الحليُّ تنقسم إلى قسمين: قسم محرم الاستعمال كالذهب –على تفصيل فيه- للرجال، وقسم مباح الاستعمال؛ كالذهب والفضة للنساء، وكالياقوت والماس وبقية الأحجار الكريمة للرجال والنساء، يقول الشيخ الدردير في "حاشية الصاوي على الشرح الصغير" (1/ 62، ط. دار المعارف): [وحرم على الذكر المكلف استعمال المحلى بالذهب والفضة نسجًا أو طرازًا أو زرًا، وأولى في الحرمة استعمال الحلي نفسه، ولا يحرم على المكلف ذكرًا أو أنثى، استعمال أو اتخاذ جوهر نفيس؛ كالياقوت والزبرجد واللؤلؤ، ولا يلزم من نفاسته حرمة استعماله] اهـ بتصرف.
ولا زكاة على الجواهر مباحة الاستعمال كالياقوت وغيرها؛ لما ورد من آثار، منها ما روى مالك عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أنه كَانَ يُحَلِّي بَنَاتَهُ وَجَوَارِيَهُ الذَّهَبَ، فلاَ يُخْرِجُ مِنْه الزَّكَاةَ" رواه مالك في "الموطأ".
وروى ابن الجوزي رحمه الله في "التحقيق في مسائل الخلاف" عن جابر رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «لَيْسَ فِي الْحُلِيِّ زَكَاةٌ».
وروى عبد الرزاق في "مصنفه" أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "لَا زَكَاةَ فِي الْحُلِيِّ".
وروى مالك: "أن عائشة رضي الله عنها كانت تلي بنات أخيها يتامى في حجرها فلا تخرج من حليهن الزكاة".
وأخرج الدارقطني عن علي بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك عن الحلي، فقال: "ليس فيه زكاة".
وروى الشافعي، ثم البيهقي من جهة أبي سفيان، عن عمرو بن دينار قال: "سمعت ابن خالد يسأل جابر بن عبد الله عن الحلي، أفيه زكاة؟ قال جابر: لا، فقال: وإن كان يبلغ ألف دينار؟ فقال جابر: كثير".
وأخرج الدارقطني عن أسماء بنت أبي بكر: "أنها كانت تحلي بناتها الذهب، ولا تزكيه نحوا من خمسين ألف"، قال ابن عبد الهادي في "التنقيح": قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: خمسة من الصحابة كانوا لا يرون في الحلي زكاة: أنس بن مالك، وجابر، وابن عمر، وعائشة، وأسماء اهـ. ولأن الحلي أشبهت العروض في الانتفاع بها لا المعاملة بها بين الناس، فلا تجب فيها الزكاة. ينظر: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" (2/ 12، ط. دار الحديث).
قال الإمام الدردير في "حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" (1/ 460، ط. دار الفكر): [وليس في حلي جائز اتخاذه زكاة] اهـ.
وقال العلامة الباجي في "المنتقى شرح الموطأ" (2/ 107، ط. دار الكتاب الإسلامي) -في شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها-: [وقوله: (فلا تخرج من حليهن الزكاة) ظاهر هذا اللفظ: أنها كانت لا تخرج زكاة الحلي، ولا تترك مثلُ عائشة رضي الله عنها إخراجَها إلا أنها كانت ترى أنها غير واجبة فيه، ودليلنا أن الحلي مبتذل في استعمال مباح فلم تجب فيه زكاة كالثياب، وقال في شرحه لأثر ابن عمر رضي الله عنهما: وقوله: (ثم لا يخرج زكاته) في حسب ما ذكرناه، من أن الحلي المتخذ للبس المباح لا زكاة فيه، وهذا مذهب ظاهر بين الصحابة وأعلم الناس به عائشة رضي الله عنها فإنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن لا يخفى عليها أمره في ذلك، وعبد الله بن عمر فإن أخته حفصة رضي الله عنها كانت زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحكم حُلِيِّها لا يخفى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يخفى عنها حكمه فيه] اهـ.
وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 235، ط. دار الفكر): [ولا زكاة في حلي مباح لرجل وامرأة من ذهب وفضة معدّ لاستعمال مباح أو إعارة، ولو لم يعر أو يلبس حيث أعد لذلك؛ لما روى جابر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ فِي الْحُلِيِّ زَكَاةٌ» رواه الطبراني، وهو قول ابن عمر وعائشة وأسماء بنتي أبي بكر رضي الله عنهم، ولأنه مرصد للاستعمال المباح فلم يجب فيه الزكاة؛ كالعوامل وثياب القنية] اهـ.
وتابعت: “فليس على حُلِيِّ الياقوت والزبرجد وأمثالهما من الأحجار الكريمة والجواهر النفيسة زكاة”.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الزكاة وعظ الأزهر الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم فیه زکاة ال ح ل ی ابن عمر زکاة فی بن عمر
إقرأ أيضاً:
خبراء يجيبون لـ "الفجر".. كيف أصبح النفوذ التركي يزيد في إفريقيا؟
شهدت العلاقات التركية الإفريقية تطورًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، حيث أصبحت تركيا لاعبًا بارزًا في القارة السمراء عبر استراتيجيات دبلوماسية وتنموية شاملة.
حيث ظهر ذلك في الاتفاق بين الصومال وإثيوبيا خلال الأيام الماضية وأيضا مبادرة تركيا من أجل المصلحة بين السودان والإمارات العربية المتحدة.
زيادة النفوذ
من جانبه قال الدكتور أسامة أحمد المصطفي، المتخصص في الشؤون الإفريقية، إن الحضور المتزايد لأنقرة في مختلف أنحاء إفريقيا يشير إلى عودة الطموحات التركية إلى فرض نفوذها في منطقة غنية بالموارد والأهمية الجيوسياسية وبعد أن لُقِّب بـ "رجل أوروبا المريض "، أعاد تحول تركيا إلى قوة أوروبية هائلة إشعال شرارة سعيها إلى تعميق العلاقات وتوسيع نفوذها في مختلف أنحاء القارة.
أضاف المصطفي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن منطقة القرن الإفريقي على وجه الخصوص، تشكل قلب الاستراتيجية التركية في إفريقيا، نظرًا لموقعها الحرج على طول البحر الأحمر وخليج عدن وتعمل هذه الممرات المائية كممرات حيوية للتجارة العالمية وهي تشكل محورًا لتطلعات أنقرة الاقتصادية والعسكرية على المدى الطويل وتعكس استثمارات تركيا في القواعد العسكرية ومشاريع الطاقة ومناطق التجارة الحرة التزامها بتأمين موطئ قدمها الاستراتيجي في المنطقة.
أكمل حديثه قائلا:" أن نهج تركيا تجاه إفريقيا يجمع بين التركيز على تعزيز الاستقلال العسكري وتعزيز النمو الاقتصادي؛ ومن خلال تصدير معدات دفاعية ميسورة التكلفة وموثوقة، بما في ذلك الطائرات دون طيار، وضعت تركيا نفسها كشريك رئيسي للدول الأفريقية التي تسعى إلى مكافحة الإرهاب ومعالجة التحديات الأمنية؛ وعلاوة على ذلك، فإن اتفاقيات الطاقة والاستثمارات في البنية الأساسية التي أبرمتها أنقرة تظهر عزمها على إقامة شراكات اقتصادية دائمة في القارة".
أشار إلى أن الوجود المتنامي لا يخلو من التحديات فالقرن الإفريقي مساحة متنازع عليها، حيث تتنافس القوى الدولية مثل الصين وروسيا على النفوذ إلى جانب الجهات الفاعلة الإقليمية مثل مصر، وتؤكد العلاقات العسكرية والدبلوماسية المتعمقة للقاهرة في الصومال ووجودها الأوسع في المنطقة على بيئة تنافسية يمكن أن تقيد طموحات تركيا، ومما يزيد من تعقيد دور تركيا التحركات الداخلية في القرن الأفريقي، وتشكل الصراعات العرقية والقبلية وعدم الاستقرار السياسي وهياكل الحكم الهشة مخاطر كبيرة على التنفيذ الناجح للمشاريع التركية، بالإضافة إلى ذلك، أدى التقارب الأخير بين أنقرة والقاهرة إلى إدخال طبقة من التعقيد، حيث قد تحتاج كلتا الدولتين إلى تنسيق استراتيجياتهما بشأن القضايا الإقليمية الحساسة، مما قد يحد من استقلال تركيا.
أوضح أنه على رغم من هذه العقبات، لا تظهر تركيا أي علامات على التراجع عن طموحاتها الأفريقية، أن خبرة البلاد في مكافحة الإرهاب وقدرتها على تقديم حلول عسكرية فعالة من حيث التكلفة تمنحها ميزة تنافسية في المنطقة، ومن خلال تعزيز الشراكات وتوسيع نفوذها في الدول الأفريقية الأخرى، تهدف تركيا إلى ترسيخ دورها كلاعب رئيسي في النظام العالمي المتعدد الأقطاب.
لفت المتخصص في الشؤون الإفريقية إلى أن نجاح تركيا في منطقة القرن الأفريقي سيعتمد على قدرتها على التنقل في مشهد جيوسياسي صعب مع الاستفادة من نقاط قوتها لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والأمنية في المنطقة وسيكون إيجاد التوازن بين التطلعات الاستراتيجية والحقائق المعقدة للقارة الأفريقية محوريًا لجهود أنقرة للحفاظ على نفوذها وتوسيعه في هذه المنطقة الديناميكية.
أهمية القارة الإفريقيةوفي هذا السياق أكد الدكتور بشير عبد الفتاح، المتخصص في الشؤون التركية، أن النفوذ التركي في إفريقيا شهد توسعًا كبيرًا منذ تولي الرئيس رجب طيب أردوغان السلطة، حيث أدرك أهمية القارة الأفريقية في تعزيز الدور الإقليمي والعالمي لتركيا موضحًا أن التحركات التركية في إفريقيا بدأت بجهود إنسانية وإغاثية، شملت تقديم المساعدات وإطلاق مشاريع تنموية وثقافية، مع التركيز على بناء المساجد كمحطات أولى.
وأضاف عبد الفتاح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تركيا توسعت لاحقًا في التعاون الاقتصادي من خلال تعزيز العلاقات التجارية مع الدول الأفريقية، لتنتقل بعدها إلى شراكات أمنية وعسكرية، شملت تصدير المنتجات العسكرية التركية وتنفيذ تدريبات مشتركة مع جيوش الدول الأفريقية، لافتًا إلى إنشاء قواعد عسكرية تركية في بعض الدول، مثل القاعدة التركية في الصومال، التي تعكس عمق الحضور العسكري التركي في القارة.
وأشار إلى أن تركيا استفادت من الفراغ الجيوسياسي الناتج عن الانسحاب الفرنسي المتزايد وانشغال الولايات المتحدة عن القارة الأفريقية، ما أتاح لأنقرة فرصة لتعزيز وجودها قائلًا:" تركيا تتعامل مع إفريقيا باعتبارها مصدرًا غنيًا بالمواد الخام وسوقًا واعدًا للمنتجات التركية المدنية والعسكرية، فضلًا عن كونها فرصة استراتيجية لإقامة تمركزات عسكرية وقواعد تعزز نفوذها في القارة".
واختتم المتخصص في الشؤون أن التحرك التركي في إفريقيا يعتمد على رؤية استراتيجية شاملة تجمع بين الجانب الإنساني والتنموي مع الاقتصادي والعسكري، مؤكدًا أن أنقرة تعمل على ملء الفراغات التي خلفتها القوى الكبرى لتعزيز حضورها كقوة مؤثرة في القارة السمراء.