رئيس البرلمان الأردني: نحن جميعا في خندق واحد للدفاع عن فلسطين
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
عمان: قال رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي إن الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني بقي في خندق الدفاع عن الأشقاء في فلسطين وعن الأهل في قطاع غزة بوجه العدوان الغاشم الذي ارتكب فيه المحتل أبشع المجازر بحق المدنيين أطفالاً ونساءً.
جاء ذلك في محاضرة ألقاها، الأحد26نوفمبر2023، في كلية الدفاع الوطني الملكية الأردنية للدارسين في دورتي الدفاع 21 وبرنامج ماجستير استراتيجيات في مواجهة التطرف والإرهاب 7، بحضور آمر ورئيس وأعضاء هيئه التوجيه فيها بعنوان "النظام النيابي وتصميم السياسات الوطنية".
وأكد الصفدي أن الملك عبدالله الثاني ومنذ اليوم الأول للعدوان الغاشم، كان ينادي بوقف الحرب، وإدخال المساعدات الطبية والعاجلة للأشقاء، ويجوب العالم ويجري الاتصالات، في جهد كبير عز نظيره، وقد أسهم في جلاء الحقائق أمام الرأي العام الدولي، وأعاد البوصلة نحو القضية الفلسطينية، عبر حل الدولتين الضامن لأمن واستقرار المنطقة والمُلبي لتطلعات الأشقاء الفلسطينيين بعد سنوات من الإنكار والدمار والمجازر.
وتابع الصفدي: لقد استمرت الخطوات المساندة للشعب الفلسطيني في متابعة ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، لجهود نشامى المستشفى الميداني وإيصال المساعدات للأهل في غزة الذين استمروا في تقديم الواجب تجاه الأشقاء رغم القصف والدمار، وإشرافه على تجهيز مستشفى ميداني ثاني في القطاع، وكذلك الأمر كان لحديث الملكة رانيا العبد الله الأثر والتأثير في قناعات الرأي العام الغربي.
وشدد الصفدي على أننا في الأردن جبهة واحدة، قيادة ونواباً وأعياناً وحكومة وشعباً، وهذا الالتفاف الوطني حول قيادتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية، نتج عنه مواقف متناغمة وصلبة في الدفاع عن عدالة الحق الفلسطيني، وما قدمه الأردن تجاه الأشقاء، هو واجب الضمير، فنحن وإياهم أصحاب قضية ومصير وتاريخ مشترك.
وفيما يتعلق بالنظام النيابي وتصميم السياسات الوطنية قال الصفدي إننا نتحدث اليوم في شأنٍ وطني دستوري فهذا العنوان ينبثق من مكانة دستورية، فطالما شكل هذا العنوان ثابتاً من ثوابت نظامنا السياسي الذي نعتبره جميعاً الركن الأصيل في حمايتنا ومستقبل أبنائنا وهو النظام الذي استلهم كل قيم الديمقراطية والانفتاح منذ بداية تأسيس الدولة الأردنية.
وحول مشروع التحديث الشامل الذي أطلقه الملك عبد الله الثاني، قال الصفدي إننا في الأردن نسير بخطىً ثابتة نحو جني ثمار هذا المشروع مع باكورة المئوية الثانية للدولة، عبر تحديث المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية، هدفاً ومقصداً في إشراك الجميع بصناعة القرار والوصول إلى برلمانات حزبية برامجية يكون للمرأة والشباب الحضور الفاعل والمؤثر فيها.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان سيدنا رسول الله ﷺ أمرنا بالصدق، وسأله أحد الصحابة : أيزني المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيسرق المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «نعم». قال: أيكذب المؤمن، يا رسول الله؟ قال: «لا». قد يشتهي الإنسان، فتدفعه شهوته للوقوع في المعصية، أو يحتاج، فيعتدي بنسيان أو جهل. أما الكذب، فهو أمر مستبعد ومستهجن.
واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انه عندما التزم الناس بهذه النصيحة، وهذا الحكم النبوي الشريف، عرفوا أنهم لا يقعون في الزنا ولا في السرقة. سبحان الله! لأن الإنسان إذا واجهته أسباب المعصية، وكان صادقًا مع نفسه، مع ربه، ومع الناس، فإنه يستحي أن يرتكب المعصية.
وجاء رجلٌ يُسْلِمُ على يدي رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله، أريد أن أدخل الإسلام، ولكني لا أقدر على ترك الفواحش والزنا. فقال له النبي ﷺ: «عاهدني ألا تكذب».
فدخل الإسلام بهذا الشرط، رغم كونه شرطًا فاسدًا في الأصل. وقد وضع الفقهاء بابًا في كتبهم بعنوان: الإسلام مع الشرط الفاسد.
دخل الرجل الإسلام، وتغاضى النبي ﷺ عن معصيته، لكنه طالبه بعدم الكذب. ثم عاد الرجل إلى النبي ﷺ بعد أن تعافى من هذا الذنب، وقال: والله، يا رسول الله، كلما هممت أن أفعل تلك الفاحشة، تذكرت أنك ستسألني: هل فعلت؟ فأتركها استحياءً من أن أصرح بذلك، فالصدق كان سبب نجاته.
الصدق الذي نستهين به، هو أمر عظيم؛ الصدق يمنعنا من شهادة الزور، ومن كتمان الشهادة. وهو الذي ينجينا من المهالك. وقد ورد في الزهد : »الصدق منجاة؛ ولو ظننت فيه هلاكك، والكذب مهلكة؛ ولو ظننت فيه نجاتك».
وفي إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، رضي الله عنه: كان خطيبٌ يخطب في الناس عن الصدق بخطبة بليغة. ثم عاد في الجمعة التالية، وألقى نفس الخطبة عن الصدق، وكررها في كل جمعة، حتى ملَّ الناس، وقالوا له: ألا تحفظ غير هذه الخطبة؟ فقال لهم: وهل تركتم الكذب والدعوة إليه، حتى أترك أنا الدعوة إلى الصدق؟! نعم، الصدق موضوع قديم، ولكنه موضوع يَهُزُّ الإنسان، يغير حياته، ويدخله في البرنامج النبوي المستقيم. به يعيش الإنسان مع الله.
الصدق الذي نسيناه، هو ما قال فيه النبي ﷺ : »كفى بالمرء كذبًا أن يُحَدِّث بكل ما سمع ».
ونحن اليوم نحدث بكل ما نسمع، نزيد على الكلام، ونكمل من أذهاننا بدون بينة.
ماذا سنقول أمام الله يوم القيامة؟
اغتبنا هذا، وافتَرَينا على ذاك، من غير قصدٍ، ولا التفات. لأننا سمعنا، فتكلمنا، وزدنا.
قال النبي ﷺ: «إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».
وأخذ بلسانه وقال: «عليك بهذا».
فسأله الصحابي: وهل نؤاخذ بما نقول؟ فقال النبي ﷺ : وهل يَكُبُّ الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ لقد استهنا بعظيمٍ علمنا إياه النبي ﷺ. يجب علينا أن نعود إلى الله قبل فوات الأوان.
علق قلبك بالله، ولا تنشغل بالدنيا الفانية، واذكر قول النبي ﷺ: «كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل».
راجع نفسك، ليس لأمرٍ من أمور الدنيا، ولكن لموقف عظيم ستقف فيه بين يدي رب العالمين. فلنعد إلى الله، ولا نعصي أبا القاسم ﷺ.