هل تُعتبر صفقة الرهائن انتصاراً لزعيم حماس؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
قال الكاتب ليور أكرمان، وهو مسؤول سابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شاباك"، إنه حتى لو انتهى الأمر بيحيى السنوار زعيم حماس في نعش، فإنه حقق إنجازاً كبيراً بالفعل، محذراً من أن خطأ واحداً سيكون كافياً لتغيير الواقع.
أضاف في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن صفقة إطلاق سراح المحتجزين الذين أسرتهم حماس مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين "صفقة مبررة وصحيحة وأخلاقية"، ويتم تنفيذها في غياب أي خيار آخر لإسرائيل.
وتابع: "منذ اللحظة التي تخلت فيها إسرائيل عن مواطنيها وجنودها في الهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وبعد أن أصبح الجيش الإسرائيلي والشاباك متورطين في القتال بقطاع غزة، وهو قتال يجب أن يستمر هذه المرة حتى نهاية العام، فهناك مهمة إضافية تتمثل في عودة جميع المدنيين والجنود الأسرى لدى حماس إلى المنازل بصحة جيدة".
#إسرائيل تكشف شرط تمديد الهدنة مع #حماس https://t.co/5jWGWtpbPo pic.twitter.com/l57OYwZYng
— 24.ae (@20fourMedia) November 26, 2023
نصر كبير
وأشار إلى أنه رأى منذ البداية، أنه لن يكون هناك أي مجال للنصر، لأن إسرائيل لا تستطيع أن تفوز حقاً في حرب قُتل في يومها الأول 1400 مدني وجندي واختطف 240 آخرون، والتي بسببها ستضطر إلى إطلاق سراح المئات، وربما الآلاف من الأسرى الفلسطينيين، مستطرداً: "على أي حال، حتى لو خسرت حماس القتال، وتم تحييد قدراتها في الحكم والتسليح ضد إسرائيل، فإن النصر الكبير قد تحقق بالفعل بالنسبة للسنوار".
وأكد أنه من هذا المنطلق، فإن أي خطوة أخرى لن تؤدي إلا إلى تعزيز انتصاره، وقبل كل شيء، طموحه الأكبر، وهو إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، موضحاً: "بالنسبة له، حتى لو أنهى الحرب الحالية في نعش، أو كغبار تحمله الريح، فقد حقق انتصاره بالفعل".
حرب نفسية
وأشار إلى أنه من يعرف حماس وقياداتها ومن اكتسب خبرة في إدارة المفاوضات مع تلك المنظمة يعلم أن حماس تستغل الحرب النفسية بشكل كبير وتستخدم بشكل ساخر ومأساوي أوراق المساومة التي بحوزتها، وفي هذه المرة أيضاً كان من المتوقع والواضح أن حماس لن تتخلى عن فرصة شن حرب نفسية ضد إسرائيل ومواطنيها، وهي تعلم نقاط ضعفها.
صفقة الأسرى في صالح حماس
ووفقاً للكاتب، فإن لحماس مصلحة كبيرة في نجاح الصفقة الحالية، وهي تخدم بالكامل مصلحة المنظمة وقادتها، فكلما تم إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين، كلما صار انتصار حماس وزعيمها أكبر، وستحظى بالشهرة والدعم، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.
وأكد أنه طالما الصفقة ناجحة ومستمرة، فإن الحركة الفلسطينية تحظى بفترة راحة أطول من القتال، بالإضافة إلى جلب المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما ستستفيد منه أيضاً.
وقال الكاتب: "طالما أن قادة حماس يعتقدون أن الصفقة تخدم مصالحهم، وأن الصفقة الحالية تخدمهم بالكامل، فسوف يستمرون في تنفيذها، كما أن الاستمرار في تنفيذ الصفقة سيمنح حماس أيام هدوء إضافية، تسمح لها بتنظيم نفسها، والتفكير في المستقبل، سواء في الجوانب القتالية أو الإنسانية داخل غزة، أو في جوانب مصير قادة التنظيم داخل القطاع".
#حماس تعلن مقتل 4 من قادتها في الحرب على #غزة https://t.co/KOCWyIMWB8
— 24.ae (@20fourMedia) November 26, 2023
السيناريو الأكثر ترجيحاً
وتابع: "لكن حتى لو كان هذا هو تفكير حماس ورغبتها، فإن خطأ واحداً سيكون كافياً لتغيير الواقع، وقد يحدث مثل هذا الخطأ إذا أقدمت حماس أو شركاؤها على تحرك عسكري من شأنه أن يؤدي إلى نتائج لا يمكن لإسرائيل أن تتجاهلها".
ويرى الكاتب أنه في الوقت الحالي، يبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحاً لكل من إسرائيل وحماس هو استمرار الصفقة، والإفراج عن المزيد من الأسرى من الطرفين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل غزة حماس الأسرى الفلسطینیین إطلاق سراح حتى لو
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل انتصارا لإدارة بايدن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبناني وإسرائيل يمثل تقدمًا دبلوماسيًا في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إذا ما تم إقراره.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، إن الحكومة الإسرائيلية تعقد في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء اجتماعًا للتصويت على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، والذي، إذا تمت الموافقة عليه، سينهي القتال المستمر منذ سبتمبر الماضي.
وأضافت أن هذا الصراع أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص وإلحاق دمار واسع في لبنان، بينما استمر حزب الله في إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، قائلة إن الاتفاق قد يكون خطوة نحو تهدئة صراع إقليمي أدى إلى زعزعة استقرار لبنان وأدى إلى سقوط آلاف الضحايا.
ونقلت عن مسؤولين لبنانيين، قولهم إن الاتفاق يتضمن فترة تنفيذ تمتد لـ 60 يومًا، يتم خلالها انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، مع تولي القوات المسلحة اللبنانية مسؤولية تأمين المنطقة الحدودية. كما ستتولى لجنة دولية، بالتعاون مع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مراقبة تنفيذ الاتفاق.
ومن جانبه، قال نائب رئيس البرلمان اللبناني إلياس أبو صعب: "اتفاق وقف إطلاق النار جاهز، ولا توجد مفاوضات إضافية حول الشروط. لكن التجارب السابقة مع الحكومة الإسرائيلية تجعلنا حذرين".
وفي المقابل، أكدت مصادر أمريكية وإسرائيلية أن إدارة بايدن تتوقع أن تتم الموافقة على الاتفاق قريبًا، بينما حذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، من أن "الاتفاق لم ينجز بعد".
وبحسب الصحيفة الأمريكية، يأتي هذا التطور بعد هجمات عسكرية إسرائيلية استهدفت قيادات حزب الله وأسفرت عن دمار واسع النطاق في لبنان. ومع ذلك، لا يزال حزب الله يمتلك قدرات لإطلاق الصواريخ، وهو ما دفع بعض الأصوات المعارضة داخل إسرائيل للاحتجاج على الاتفاق واعتباره "تنازلًا".
وقد ترافقت المفاوضات الأخيرة، مع تصعيد ميداني، بما في ذلك غارة إسرائيلية مميتة على مبنى سكني في بيروت، وإطلاق حزب الله وابلًا من الصواريخ على إسرائيل. وتشير التقديرات إلى أن الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 3700 شخص في لبنان، معظمهم من المدنيين، وتشريد أكثر من مليون شخص.
ونسبت "وول ستريت جورنال" إلى بعض الأشخاص المطلعين على الأمر، القول إنه لا يزال من الممكن أن تكون هناك نقاط خلاف، بما في ذلك المطالب الإسرائيلية السابقة بأن يحتفظ جيشها بالقدرة على الضرب إذا شكل حزب الله تهديدات جديدة في لبنان حتى بعد توقيع اتفاق.
وأفادت بأن التقدم الواضح يأتي بعد أشهر من الدبلوماسية التي قادها البيت الأبيض ومبعوث إدارة بايدن إلى لبنان آموس هوكشتاين، الذي زار لبنان وإسرائيل الأسبوع الماضي مرة أخرى في محاولة للتوصل إلى اتفاق. كما دفعت فرنسا الجانبين إلى تبني وقف إطلاق النار.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إنه من المتوقع الإعلان عن وقف إطلاق النار في باريس، بمشاركة لجنة مراقبة يرأسها ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى أطراف أخرى معنية.