تبادلت الصين والولايات المتحدة الاتهامات بشأن بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه بعدما قال الجيش الصيني إنه أبعد سفينة حربية أميركية قالت البحرية الأميركية إنها كانت تقوم بعملية روتينية لحرية الملاحة.

وجاء في منشور بالحساب الرسمي للقيادة الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصيني على تطبيق “وي تشات” للتواصل الاجتماعي السبت، أن الجيش الصيني نشر قواته البحرية والجوية “لتتبع ومراقبة وتحذير” المدمرة الأميركية.

وقالت البحرية الأميركية الأحد، إن هوبر “برهنت على حقوق الملاحة في بحر الصين الجنوبي بالقرب من جزر باراسيل بما يتفق مع القانون الدولي”.

وتزعم الصين سيادتها على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً، وهو ممر لحركة شحن تجارية سنوية تقدر بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار، بما في ذلك الأجزاء التي تطالب بها الفلبين وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا وبروناي. وقالت محكمة التحكيم الدائمة في عام 2016 إن مطالبات الصين “ليس لها أي أساس قانوني“.

وكانت الفلبين وأستراليا قد بدأتا أولى دورياتهما البحرية والجوية المشتركة في البحر السبت، بعد أيام من اتهام بكين لمانيلا بتجنيد قوات أجنبية للقيام بدوريات في بحر الصين الجنوبي، في إشارة إلى الدوريات المشتركة للجيشين الفلبيني والأميركي.

اتهامات متبادلة

وقالت الصين إن الحادث الذي وقع مطلع الأسبوع “يثبت أن الولايات المتحدة هي ’مسبب المخاطر الأمنية’ بشكل كامل في بحر الصين الجنوبي“.

وقالت اللفتنانت كريستينا وايدمان، نائبة المتحدث باسم الأسطول السابع الأمريكي، في بيان عبر البريد الإلكتروني “تتحدى الولايات المتحدة المطالبات البحرية المفرطة في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن هوية صاحب المطالبة“.

وأضافت أن “المطالبات البحرية غير القانونية والكاسحة في بحر الصين الجنوبي تشكل تهديدا خطيرا لحرية البحار“.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة والصين أجرتا محادثات بشأن أمور بحرية منها بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وإن الجانب الأميركي أكد مخاوفه إزاء تصرفات الصين “الخطيرة وغير القانونية” هناك.

استئناف الاتصالات العسكرية

ويأتي هذا، بعد نحو أسبوعين من إعلان الصين والولايات المتحدة استئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين، والتي قطعتها بكين في آب 2022، عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها نانسي بيلوسي إلى تايوان، في زيارة أغضبت الصين.

والتقى الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو في 14 تشرين الثاني، في أول لقاء لهما منذ عام، وهو اللقاء الثاني منذ تولي بايدن السلطة في 2021.

واتفق الزعيمان خلال اللقاء على استئناف خطوط التواصل العسكري بين جيشي البلدين.

وتشمل قنوات الاتصال العسكري بين البلدين التي ألغتها الصين العام الماضي، محادثات تنسيق السياسة الدفاعية واتفاقية الاتصالات العسكرية البحرية التي وقعتها الولايات المتحدة والصين في عام 1998 لتمكين تواصل مشغلي السفن والطائرات من الجانبين بانتظام.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: فی بحر الصین الجنوبی الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي، في وقت عدّلت فيه موسكو عقيدتها النووية بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية ردا على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.

واضطرت الولايات المتحدة أمس إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ عند سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أميركية ردا على سماح واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى أتاكمز.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.

خطر كبير

ومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس.

في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا.

ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات قدّموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيرا إلى أنه في سبتمبر/أيلول العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بتريوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية.

أما ديفيز فكتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريبا للنجاح.

ويقول ديفيز إنه في يوليو/تموز 2023 وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب مقالا قال فيه إنه من الواضح أن الهجوم قد فشل.

وأضاف حينها أن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو "السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".

ويقول ديفيز إن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده.

ومع ذلك، تجاهل كبار الجنرالات في الولايات المتحدة هذه الحقيقة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023 وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.

ويضيف ديفيز أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة.

الحقيقة الوحيدة

ويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".

وتؤكد المجلة أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "ردا".

ووفقا لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفا من أن تنفّذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكمز الأميركية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.

ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب.

مقالات مشابهة

  • رسائل تهديد أميركية لأوروبا بسبب دعمها قرار الجنائية ضد إسرائيل
  • مشروع قرار يسعى إلى وقف مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الإمارات
  • محافظ القطيف يلتقي سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى المملكة 
  • الصين:مستعدون للحوار مع الولايات المتحدة لدفع التجارة الثنائية للإمام
  • إنقاذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
  • كارنيغي: الغرب فشل في تأمين البحر الأحمر.. والتجارة البحرية فيه ستظل رهينة لجماعة الحوثي وإيران (ترجمة خاصة)
  • خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن
  • من بينها السودان.. مباحثات أميركية إماراتية بشأن قضايا المنطقة
  • في الذكرى الأولى لأزمة البحر الأحمر.. الولايات المتحدة تحذر من تورط روسيا
  • مندوب الصين بمجلس الأمن: الولايات المتحدة تواصل إمداد إسرائيل بالأسلحة