5 أفلام عربية مرشحة للأوسكار في افتتاح مهرجان البحر الأحمر
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تشهد النسخة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي مشاركة 64 فيلما في الفعاليات التي تحتضنها جدة في الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 9 ديسمبر /كانون الأول 2023.
وتشارك في برامج المهرجان المختلفة 5 أفلام مرشحة لجائزة الأوسكار 2024، إلى جانب أعمال عُرضت في مهرجانات عالمية مثل "كان" و"تورنتو"، وأخرى تعرض عالميا لأول مرة.
ويبرز بين هذه الأعمال فيلم "بنات ألفة" (Four Daughters) للمخرجة كوثر بن هنية، الذي يمثل تونس في الأوسكار بعد عرضه في مهرجان كان السينمائي. وتمزج خلاله بن هنية في الفيلم بين الروائي والوثائقي من خلال قصة حقيقية لامرأة تونسية لديها 4 فتيات، ومع معاناة الفقر تقع اثنتان من بناتها في قبضة التطرف، فتحاول الأم -التي تؤدي دورها هند صبري- من خلال الفيلم أن تسلّط الضوء على ما يتعرض له الشباب نتيجة الأزمات الحياتية والخطر الذي يهددهم في الخارج.
أما فيلم "إنشالله ولد" (inshallah A boy) للمخرج أمجد الرشيد، فيمثل الأردن في الأوسكار، ويناقش القيود الثقافية والمجتمعية التي تتعرض لها المرأة.
ويتعرض الفيلم الذي شارك في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان "كان"، لقصة امرأتين تواجهان مشاكل في التمييز في قانون الإرث، والقوانين التي تحول دون الطلاق، وتحاولان تحقيق العدالة بطرق لا تتناسب مع طبيعة المجتمع، ويتطرق الفيلم لقضايا الفروق الطبقية والذكورية.
وعن معاناة المرأة أيضا مع الميراث، تدور أحداث الفيلم الباكستاني المرشح للأوسكار "إن فليمز" (In Flames) للمخرج ضرار خان، وعرض لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، ويناقش أزمة أم وابنتها تتعرضان لأزمات مجتمعية، وتتعلمان أن الرعب لا يأتي من الخيال، بل من جنون الحياة اليوميّة.
أما الفيلم الماليزي "خطوط النمر" (Tiger Stripes)، فيمثل بلاده في الأوسكار أيضا، كما يمثلها في مهرجان "البحر الأحمر" وسبق أن حاز على الجائزة الكبرى في أسبوع النقاد بمهرجان "كان" السينمائي، وهو من إخراج أماندا نيل ايو، ويدور حول التغييرات النفسية التي تحدث لفتاة تبلغ من العمر 11 عاما، وهي تخطو نحو النضوج.
أما الفيلم الخامس، فهو "نذير شؤم" (Omen) للمخرج البلجيكي المولود في الكونغو بالوجي، والذي يمثل بلجيكا في جوائز الأوسكار، وعبر المخرج في تصريحات تليفزيونية عن سعادته بتمثيل بلجيكا في حفل توزيع جوائز الأوسكار، وفخره بالقصة التي تم سردها في الفيلم والأهمية الثقافية لها.
قضايا الأفلام العربيةويتنافس في قسم "روائع عربية" 11 فيلما عربيا، بينها، الفيلم السعودي "حوجن" للمخرج ياسر الياسري، وهو فيلم الافتتاح هذا العام، وقد اقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب السعودي إبراهيم عباس، ويمزج بين الخيال والواقع، من خلال قصة حب تقع بين جني "حوجن" (براء عالم)، وبين طالبة في كلية الطب تدعى سوسن.
وعن اختيار "حوجن" كأول فيلم سعودي للعرض في الافتتاح: يقول المخرج ياسر الياسري -في بيان صادر عن المهرجان-، إن هذا الأمر بالغ الأهمية، حيث يقام المهرجان في جدة وهي المدينة التي بدأت قصة "حوجن" فيها ولعبت دورا محوريا في مسار أحداثها. ويُعد عرض فيلم "حوجن" تكريما لرحلته ولثقافة جدة المفعمة بالحياة وتاريخها العريق التي ألهمتنا بشكل كبير.
كما يعرض أيضا الفيلم السعودي "ناقة" للمخرج مشعل الجاسر، الذي شارك في مهرجان "تورنتو" السينمائي 2023، في قسم "ديسكفري" الذي يهتم بالأعمال الأولى والثانية للمخرجين في أنحاء العالم، ويقوم بأدوار البطولة أضوي بدر ويزيد المجيول، واختار الجاسر في فيلمه الروائي الأول أن يقدم قصة حب بسيطة، وكان قد صرح في المؤتمر الذي أقيم عقب عرض الفيلم في تورنتو بأنه أراد تمثيل بلده بطريقة مختلفة عن التي اعتاد على رؤيتها الغرب وتحديدا شخصية المرأة السعودية.
ومن الأفلام السعودية المنافسة في فئة "روائع عربية" أيضا، فيلم "أحلام العصر" للمخرج فارس قدس، الذي يعرض عالميا للمرة الأولى، ويدور في إطار إنساني عن لاعب كرة معتزل يحاول استعادة مجده بعد أن خسر سمعته، ويبدأ مع ابنته في حل الأزمة التي يواجهها.
وفي قالب إنساني أيضا، تدور أحداث فيلم "أمس بعد بكره" للمخرج عبد الغني الصائغ، ويعرض لأول مرة ويحكي عن شقيقين يحاولان العودة إلى الماضي، حيث كان والدهما على قيد الحياة، وفي أثناء هذه المحاولة يعلقان في الماضي.
ويوثق الفيلم السعودي الذي يعرض للمرة الأولى "خالد الشيخ: بين أشواك الفن والسياسة" للمخرج جمال كتيبي رحلة الفنان البحريني خالد الشيخ بعد عزوفه عن مجال السياسة للسعي وراء تعلّم الموسيقى.
أما أحداث الفيلم السعودي "هجان" للمخرج المصري أبو بكر شوقي، فتدور حول فارس جمال يهرب إلى الصحراء السعودية بهدف البقاء على قيد الحياة.
ويقدم المخرج المصري تامر رغلي فيلم "وحشتيني" وهو أول فيلم من بطولة نادين لبكي في السينما المصرية، ويدور في إطار إنساني حول امرأة تعود إلى الإسكندرية للتواصل مع والدتها واستعادت حياتها مرة أخرى في محاولة للتصالح مع الذات.
ومن مصر، يشارك فيلم "شماريخ" للمخرج عمرو سلامة والذي يعرض عالميا للمرة الأولى، وتدور أحداثه حول قاتل مأجور يهرب مع امرأة، كان يخطط لقتلها.
وفي عرض عالمي أول أيضا يشارك الفيلم المصري "أنف وثلاث عيون" للمخرج أمير رمسيس، والمأخوذ عن قصة إحسان عبد القدوس.
أما في الفيلم الإماراتي "ثلاثة"، تناقش المخرجة نايلة الخاجة التناقض الذي تعيشه أم تحاول أن تعالج ابنها، الذي يعاني من مشكلة نفسية بسبب الخلل العائلي الذي نشأ فيه، فتشعر بالتناقض بين لجوئها إلى طبيب نفسي وبين اللجوء إلى العلاج بالطقوس التقليدية لطرد الأرواح الشريرة.
وفي قسم "العروض الخاصة"، يعرض الفنان ظافر العابدين تجربته الثانية في الإخراج السينمائي وهي الفيلم السعودي "إلى ابني"، ويدور حول عودة أب إلى البلاد بعد فترة طويلة عاشها في الخارج، انتهت بحادث أليم غير من حياته.
ومن فلسطين يشارك فيلم "الأستاذ" للمخرج فرح نابلسي وهو إنتاج قطري-بريطاني مشترك، ويقدم قصة مدرس يكافح في مدرسة فلسطينيّة للتّوفيق بين التزامه السياسي، ودعمه لأحد الطلّاب.
ويشارك من تونس أيضا فيلم "وراء الجبال" للمخرج محمد بن عطية، ومن الجزائر فيلم "ما فوق الضريح" إخراج كريم بن صالح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الفیلم السعودی فی مهرجان
إقرأ أيضاً:
تحليل أمريكي: ما أبرز التحديات التي ستواجه ترامب بشأن القضاء على الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
سلط مركز أبحاث أمريكي الضوء على أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن القضاء على جماعة الحوثي في اليمن التي تشن هجمات على سفن الشحن والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر.
وقال مركز "المجلس الأطلسي" في تحليل للباحث إميلي ميليكين وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول إن إدارته ستضمن "القضاء التام" على الحوثيين في اليمن، وهو يُعزز قوته العسكرية لإثبات ذلك.
وأضاف "قد أمضى ترامب الأشهر الأولى من ولايته الثانية في تصعيد الضربات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين ردًا على هجماتهم على سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر. وقد ألحقت الحملة العسكرية الأمريكية المتجددة أضرارًا جسيمة حتى الآن، حيث قُتل ما لا يقل عن 57 شخصًا، بينهم مسلحون حوثيون ومدنيون يمنيون. كما استهدفت الحملة مخازن أسلحة وطائرات مسيرة ومنشآت تخزين صواريخ في محاولة لإضعاف قدرة الحوثيين على ضرب طرق التجارة في البحر الأحمر.
وحسب التحليل فإنه مع الخسائر المتتالية الأخيرة لقيادات وكلاء إيران الآخرين، قد يبدو زوال الحوثيين أمرًا محسومًا. إلا أن هذا الافتراض يُقلل من شأن قدرة الحوثيين على الصمود، وقدرتهم على التكيف الاستراتيجي، ونفوذهم المتجذر في اليمن.
"تتطلب تحديات استهداف المتمردين اعتراف إدارة ترامب بأن النهج العسكري البحت لن يحقق هدف واشنطن المتمثل في "الإبادة الكاملة". وفق التحليل.
ودعا المجلس الأطلسي إدارة ترامب إلى اتباع استراتيجية متعددة الجوانب، تجمع بين زيادة العمليات الاستخباراتية على الأرض، وتكثيف عمليات الاعتراض البحري، ودبلوماسية إقليمية فعّالة للضغط على الجهات الخارجية، وخاصة روسيا والصين، لمنعها من تعزيز قدرات الجماعة من خلال حوافز اقتصادية مثل تخفيف العقوبات أو التهديد بزيادة الرسوم الجمركية.
صمود الحوثيين
يضيف التحليل "على الرغم من التدخل العسكري القوي للتحالف الدولي بقيادة السعودية ضد الجماعة منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء عام 2014، حافظ الحوثيون على سيطرتهم في اليمن ووسّعوها. وقد تطورت الجماعة المتمردة الصغيرة إلى قوة عسكرية هائلة، مع دعم دولي ناشئ يُمكّنها من توسيع نطاق تهديداتها البحرية".
وأشار إلى أن أحد أكبر التحديات في القضاء على الحوثيين يكمن في تحييد قيادتهم، وخاصة زعيمهم الكاريزماتي عبد الملك الحوثي، الذي لعب دورًا حيويًا في التنظيم منذ توليه قيادته عام 2004.
وقال "على عكس المنظمات الأخرى المدعومة من إيران، يتمتع الحوثيون بهيكلية وراثية، ويتمركزون بشكل كبير حول الحوثي وعائلته. ستُشكّل خسارة الحوثي ضربة قوية للتنظيم، لا سيما وأن عدم وجود خليفة واضح سيعني على الأرجح أن الجماعة ستحتاج إلى التركيز على إخماد التنافسات الداخلية بدلاً من العمليات. لكن القضاء على الحوثي سيكون مهمة شاقة".
ثغرات في الاستراتيجية الأمريكية
ورجح أن تُعيق محدودية المعلومات الاستخبارية الميدانية في اليمن قدرة الولايات المتحدة على تتبع الحوثيين. وقد تكرر هذا الواقع في أوائل العام الماضي عندما واجهت الولايات المتحدة صعوبة في تقييم نجاح عملياتها وترسانة الجماعة الكاملة بسبب نقص المعلومات الاستخبارية. فبدون وجود موثوق أو شبكة مخبرين، سيُشكل استهداف قائدٍ مُخبأٍ جيدًا تحديًا.
وأوضح أن مكافحة رسائل الحوثيين المتعلقة بالحملة العسكرية تتطلب نهجًا دقيقًا: فقد استغل المتمردون الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية والإصابات المدنية الناجمة عن الغارات الجوية لدعايتهم الخاصة.
لمنع الحوثيين من الظهور مجددًا -يقول المجلس الأطلسي في تحليله- سيتعين على الولايات المتحدة قطع سبل إعادة إمداد الجماعة، وخاصةً من شركائها الدوليين. وقد اتسمت الجهود المبذولة لقطع إمدادات الأسلحة من طهران، الداعم الرئيسي للحوثيين، بالتذبذب. ونتيجة لعوامل مثل تحول الأولويات الإقليمية والرغبة في تجنب التصعيد مع إيران، فإن الجهود البحرية الأميركية للاستيلاء على شحنات الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى الجماعة كانت تتدفق وتتراجع في السنوات الأخيرة.
وزاد "تصعب المساعي الإيرانية لتجنب الكشف عبر أساليب مثل استخدام قوارب التمويه، ونقل الأسلحة في البحر، وتمويه الشحنات على أنها قوارب صيد أو إخفاؤها على متن سفن شحن مدنية. في الواقع، لم يُعترض سوى ما يُقدّر بعشرين سفينة تهريب إيرانية بين عامي 2015 و2024.
واسترسل "لقطع الطريق بشكل مستدام على الشحنات الإيرانية، ستحتاج الولايات المتحدة إلى زيادة دورياتها البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مع العمل في الوقت نفسه على التعاون مع حلفائها في الخليج لتضييق الخناق على طرق التهريب وتزويد خفر السواحل اليمني بتقنيات رادار مُتطورة وزوارق دورية تُمكّنه من أن يكون أكثر فعالية على المدى الطويل".
المشهد المتطور
وأفاد "حتى لو تمكنت الولايات المتحدة من قطع شحنات إيران عن الجماعة المتمردة، فإن الحوثيين يسعون إلى تنويع شركائهم خارج إيران وشبكتها من الحلفاء والوكلاء المتراجعين في المنطقة".
على سبيل المثال، تشير تقارير من أغسطس/آب إلى أن ضباطًا من المخابرات العسكرية الروسية يعملون الآن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، ويقدمون لهم مساعدة تقنية مهمة. وهناك أيضًا مزاعم ببيع أسلحة روسية صغيرة بقيمة عشرة ملايين دولار للحوثيين، ومزاعم موثوقة بأن موسكو زودت الجماعة ببيانات استهداف لعملياتهم البحرية، وتدرس بيعهم صواريخ متطورة مضادة للسفن.
وأكد التحليل أن توسيع العلاقات بين الحوثيين وبكين قد يسمح لهم بإعادة بناء صفوفهم. على سبيل المثال، تزعم مصادر استخباراتية أمريكية أن الصين تزود المتمردين بمكونات ومعدات توجيه متطورة لأسلحتهم مقابل منح السفن التي ترفع العلم الصيني العاملة في البحر الأحمر حصانة.
وقال "نظراً لقدرة الحوثيين الواضحة على الصمود، يتطلب هذا توسيع اتفاقيات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء الإقليميين، ونشر تقنيات مراقبة متطورة لتتبع شحنات الأسلحة غير المشروعة، والعمل بشكل وثيق مع الشركاء الخليجيين لتعزيز الأمن البحري".
وحث واشنطن على إعطاء الأولوية لتعزيز الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والمعروفة أيضاً باسم مجلس القيادة الرئاسي، عسكرياً ومن خلال مشاريع من شأنها تحسين حوكمتها واستقرارها الاقتصادي. يمكن أن تشمل هذه الجهود تأمين شراكات لتنشيط إنتاج وتوزيع النفط والغاز في اليمن، بالإضافة إلى الخبرة الفنية لتحسين الإدارة المالية للمجلس ومساءلة القطاع العام. هذا، إلى جانب التدريب الأمني للقوات التابعة للمجلس، مثل خفر السواحل اليمني، من شأنه أن يساعد المجلس على إنشاء بديل موثوق لحكم الحوثيين، مع تعزيز هياكل الحكم المحلي والتحالفات القبلية التي يمكن أن تقوض قاعدة دعم الحوثيين من الداخل.
وقال إن العمل العسكري قد يُضعف المتمردين اليمنيين على المدى القصير، فإن إضعاف الجماعة فعليًا والقضاء عليها في نهاية المطاف يتطلب من المجلس الرئاسي اليمني أن يحكم بفعالية، وأن يستعيد شرعيته، وأن يقدم بديلًا عمليًا لليمنيين الخاضعين حاليًا لسيطرة الحوثيين.
وأردف "يجب على إدارة ترامب أن تضع هذه الغايات في اعتبارها عند صياغة استراتيجيتها تجاه الحوثيين".