مهرجان العين للكتاب يختتم فعالياته بالبرنامج الثقافي "من ذاكرة الأوائل"
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
اختتم مركز أبوظبي للغة العربية، مساء أمس السبت، فعاليات مهرجان العين للكتاب في دورته الـ14، بتنظيم البرنامج الثقافي "من ذاكرة الأوائل" للسفارة الثقافية لدولة الإمارات لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، في بيت محمد بن خليفة في العين،
وجرى ذلك بحضور رئيس مركز أبوظبي للغة العربية الدكتور علي بن تميم، ومدير إدارة التربية القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو الدكتور رامي إسكندر، والخبير بإدارة الثقافة بالألكسو الدكتور أحمدو حبيبي، والكاتب والإعلامي علي عبيد الهاملي، وعبد الهادي الغماري منسق الأنشطة في إدارة الثقافة بالألكسو ونخبة من الشخصيات الثقافية والفنية وعدد من الإعلاميين.
د. #علي_بن_تميم: نعتز ببرنامج #ذاكرة_الأوائل ضمن الفعالية الختامية لـ #مهرجان_العين_للكتاب_2023#فيديو24
لمشاهدة المزيد من الفيديوهات:https://t.co/XKZstSvtfW pic.twitter.com/1tR4Xmpt2f
استهل الافتتاح الرسمي للفعالية بكلمة الدكتور علي بن تميم، قال فيها: يسعدني أن يكون تجمعنا هذا مسك ختام "مهرجان العين للكتاب 2023"، هذا الحدث الثقافي البارز الذي يعكس مكانة مدينة العين، وخصوصيتها التاريخية والتراثية، ودورها الريادي في الارتقاء بالمشهد الثقافي المحلي. في البداية اسمحوا لي بأن أوجّه التحيّة للشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، السفيرةَ فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، سفيرةَ ثقافتنا وهويتنا للعالم. نثمن غالياً جهودها، ورؤيتها، ودورها المحوري الذي نلمس أثره الإيجابي. شكراً لها على كلّ فكرة سعت ليعم نورُها الآفاق، وكلِّ عطاء قدّمته -وما تزال- في سبيل أن تتعرّف الشعوب والحضارات الأخرى على ما نملكه من كنوز ثقافية ومعرفيّة، وموروث شعبيّ أصيل. كما أننا في مركز أبوظبي للغة العربية نقدّر كلّ الجهود التي تبذلها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، التي لم تبخل في تسليط الضوء على أبرز قضايا التراث الخليجي والعربي، والتعريف بها على نطاق واسع، من أجل أن تبقى الثقافة والتراث عوامل مشتركة، ولغة بديعة رفيعة نتحاور بها نحن العرب مع مختلف الشعوب والثقافات حول العالم"
وأضاف بن تميم قائلاً: "من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل"هذه المقولة الخالدة صارت بنية معرفية في ثقافتنا بعد أن أرسى قواعدَها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان "طيّب الله ثراه"، لتصبح منطلقاً للعمل والبناء من أجل حاضر زاهر ومستقبل مشرق يستند إلى عُمق أصيل، وجوهر مكين وهو "التراث" الذي يعدّ تاريخَ الأمّة، وذاكرتَها، ونقطةَ التقاءِ الأجيال. ومن هنا اكتسبت فعالية "ذاكرة الأوائل" التي نلتقي في رحابها اليوم قيمتها من امتدادها الزمني، وخصوصية الطرح التاريخي الذي التزمت به، فكوكبة الفنانين المشاركين في شرح هذه الذاكرة على طريقتهم قدّموا لنا سيرة مكثّفة للكلمة واللون والنغمة؛ مفرداتِ الحضارةِ وأدواتها، تبين مساراتِها التنويرية ودورها في إيقاظ الفكر وإثرائه؛ فأبدعوا في التعريف بمكانة اللغة العربية وجمالها البديع وروحها الشاعرة المستندة إلى الحكمة والجزالة والإبداع، المبنية على قيم التسامح والسلام والمحبة. شكراً لكل من أسهم على امتداد التاريخ بالحرف والنغمة واللون والفكرة في إثراء العربية لغةً وحضارة ومنهج عيش، والشكر لكل من أسهم في إنجاح هذه الفعالية التي نعتزّ بأنها كانت مسك ختام مهرجان العين للكتاب بما يمثله من قيمة فكرية وثقافية وفنية كبيرة.
وألقى مدير إدارة التربية القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو رامي إسكندر، كلمة نيابة عن المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر، قال فيها: منذ عامين تم تشريف دولة الإمارات بحمل اللقب الأول لـ سفيرة الثقافة العربية، وقد كانت فرحتنا غامرة باختيار شخصية رفيعة المستوى "الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان"، لحمل هذا اللقب لأول مرة بالصفة الرسمية "سفيرة فوق العادة للثقافة العربية"، وهو تشريف والتزام يؤكد الدور الريادي لدولة الإمارات ، ويبرز مكانتها وإشعاعها، وجهود قياداتها الرشيدة في تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك وخدمة قضايا السلم والتنمية المستدامة وطنياً، وعربياً، ودولياً. وقد كانت السفيرة على قدر الأمانة، وأوفت بالتزاماتها تجاه المنظمة وشركائها، وقادت بحكمة أنشطة المشروع على مختلف مستوياته الوطنية، والإقليمية والدولية. وتركت الذكر الحسن والنتائج الملموسة، على امتداد خارطة الوطن العربي. فلها منا كامل العرفان، والامتنان وفريقها المحترم كل التحية والتقدير.
وأضاف أن المنظمة اختارت بالتنسيق مع وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات، الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان لتكون سفيرتها الأولى برتبة فوق العادة للثقافة العربية، وذلك لما تحظى به الشيخة من مكانة كبيرة وطنياً وعربياً كسبتها بفضل ما حققته من إنجازات متميزة في مختلف ميادين الثقافة والإبداع. ويؤكد هذا الاختيار رغبة المنظمة، في تطوير، وتنويع مسارات التعاون والعمل المشترك مع دولة الإمارات التي تواصل رعاية ودعم عدد كبير من برامج ومشاريع المنظمة.
وأكد على أن سفيرة الثقافة العربية فوق العادة أطلقت عدداً كبيراً من المشاريع والمبادرات لدعم جهود المنظمة في تحقيق أهدافها، وتنفيذ خططها من أجل تثمين الثقافة العربية والترويج لها، وتوظيفها لتحقيق التنمية في البلدان العربية. وساهمت مبادرات السفيرة في صناعة صورة إيجابية للثقافة العربية على المستوى الدولي، وعززت الأواصر بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية. وكان لأنشطة السفيرة على المستوى الوطني وقع كبير ساهم في التعريف بالمنظمة وأنشطتها داخل الدولة ولدى صناع القرار وفي الأوساط الثقافية، والإعلامية، والأكاديمية والتربوية والاجتماعية.
وبهذه المناسبة، قالت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، السفيرة فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: أتقدم بالشكر والعرفان لقيادتنا الرشيدة، فلولا رؤيتها الحكيمة وجهودها لما استطعنا أن نسعى لمستقبل مشرق واعد، ومنذ اللحظة الأولى أدركنا أن مهمة السفارة الثقافية جاءت تكريماً وتقديراً لدولة الإمارات في المقام الأول، والتي لم تدخر جهداً في فتح أبواب الحوار والتعاون الثقافي مع عالمنا العربي والعالم، وتسخير كافة الإمكانات. والشكر موصول للدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) على ثقته وتنصيبه لي سفيرة فوق العادة للثقافة لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، هذا الدور الذي تمنحه المنظمة لأول مرة في تاريخها، ولدعمه لمهمة السفارة الثقافية، والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية على تعاونه ودعمه الدائم لنا، وشركائنا الرئيسيين وزارتي الثقافة والشباب، والخارجية، وشبكة أبو ظبي للإعلام، واللجنة الوطنية لدولة الإمارات للتربية والثقافة، ولكافة المؤسسات الثقافية، والإعلامية في الدولة ، ولكل من دعم وشارك وساهم وتعاون معنا في نجاح مشاريع برنامج السفارة الثقافية التي انطلقت تحت شعار" نغير بالثقافة والثقافة تغيرنا "، وعرفانا بالدور الأهم والمركزي في المسيرة الثقافية منذ بدايتها، أوجه الشكر والتقدير للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.
وأضافت الشيخة اليازية: على درب الأصالة سائرون.. نفتخر بأننا أمة عربية تزخر بثقافة وتراث حضاري ثري، ونحن محظوظون بكل مكوناتها ومبادئها، وحتى عاطفتنا المفرطة تصبح ميزة نجيد بها التعابير الجمالية التي تميزنا، ولذا نسعى دائماً إلى نشر هذه الثقافة والقيم العربية الأصيلة لتصل لجميع الشعوب الأخرى ليتذوقوا مدى جمالها ويلمسوا مدى انفتاحها على العالم. كان ذلك التكليف وتولي الريادة كأول سفارة ثقافية عربية بمثابة تحد وتكريم في الوقت ذاته. كان سباقاً مع الزمن، وسط تحديات ومتغيرات متلاحقة مر بها العالم بأكمله، وعلي مدار عامين تم تكثيف العمل والإنتاج لتحقيق ما تم التخطيط له، واضعين في حسباننا أن يكون برنامج يليق ببلدنا دولة الإمارات، وبزخم منظمة الألكسو، وتطلعات القاعدة العريضة من الجمهور في الوطن العربي وخارجه، لتسليط الضوء على قضايا ثقافية مهمة دعما وتتابعا مع وتيرة وسرعة الحراك الثقافي والإبداعي.
وأضافت قائلة إنه تم تنظيم برامج في عدد من الدول العربية والأجنبية، وكان لمنظمة الألكسو دور أساسي في تنفيذ المبادرات والجوائز المبتكرة والجديدة التي تعنى بالثقافة والفن، مثل "بوابة النقوش العربية" الذي أقره مجلس وزراء الثقافة العرب ليكون مشروعا عربيا مشتركا، ومشروع المرشد الثقافي العربي والذي سيسلم للسفارة الثقافية المقبلة. لقد مكنتنا مجموعة البرامج من التعارف والتثاقف مع أكثر من 15 دولة عربية مما ساهم في إثراء الرؤى بيننا، ونرجو أن يتوسع وتمتد تجربة التعاون العربي من الثقافة والفنون ليشمل باقي القطاعات الحيوية. ستواصل أناسي للإعلام بالتعاون مع كافة الشركاء إنجاز المزيد من النشاطات لتطوير الحركة الإبداعية الثقافية.
وبدأت فعاليات برنامج من ذاكرة الأوائل بافتتاح معرض فني لمجموعة من الفنانين العرب في مقدمتهم الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والفنانة المصرية سلمى البنا، والفنان والخطاط اللبناني عمر صفا، والفنانة اللبنانية آية شريفة، والفنانة التونسية هالة عموس، والفنانة الإماراتية فاطمة الظاهري، والفنان السوري إياد الجودة والذي تأتي مشاركة عمله الفني في إطار إعلاء الدور الفلسطيني العربي في تشكيل الذاكرة الثقافية المشتركة.
وقدم الفنانون المشاركون مجموعة من الأعمال المتميزة المستوحاة من جماليات اللغة العربية، والثقافة البحرية لدولة الإمارات، والخصوصية الفنية التي ازدهرت خلال الثقافة الإسلامية في الأندلس، مرورا بمجموعة من النماذج الفنية التي تجسد واقع الحياة اليومية وتناقضاتها.
وقدمت الشيخة اليازية عملين بعنوان سلسلة "سحر الحرف" لتوضح بأسلوبها الفني جماليات وسحر لغة الضاد ورشاقتها وثرائها، واختارت المصباح السحري كإيحاء بأن وجود اللغة العربية في حياتنا هو تحقيق للأمنيات. ويجسد المصباح والحرف والدخان الفخر بموروث أمتنا العربية الذي يتخلل كياننا وعالمنا.
أما الفنانة سلمى البنا عرضت عملاً فنياً بعنوان "حلم السلام" ورسمت بأسلوب إبداعي على المصباح السحري مجموعة من الزخارف المرتجلة التي تمزج بين عدة ثقافات، مع بعض الكلمات باللغة العربية مثل "حلم" و "سلام"، وجاء اللون الأزرق والذهبي ليرمز للثقافة الأندلسية القديمة، الذي سيظل يراودنا مازلنا على قيد الحياة. فيما قدم الفنان عمر صفا عملاً فنياً يحكي قصة الدرب الذي قطعته اللغة العربية، وفن الخط. وجسد بالحروف العربية على شكل دخان متصاعد من المصباح السحري شعر لأبو الطيب المتنبي "وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم " ليوضح أن الشعر والحكمة كانت تنقلا فقط من خلال الذاكرة والأقوال الشفهية، وأن اللغة العربية كانت ولا تزال لغة سحر لا مثيل لها.
ومن وحي التراث الإماراتي قدمت الفنانة آية شريفة عملاً فنياً بعنوان "الأحلام المحاكة"، ويسرد عملها قصة العثور على فانوس أثري من الزمن البعيد حيث كانت النساء تحيك بأيديهن السلال ليأتوا الصيادين بثمين حصادهم من البحار، وقد وجدوا هذا الفانوس السحري محاكيا من فضة النجوم وزرقة البحار لبحار مغامر حتى يأتهم بوافر الكنوز من الأحلام. أما الفنانة هالة عموس يعكس عملها الفني أهمية الذكريات والتي تظل حاضرة تنبض بالحنين رغم مرور الزمن. فتقول: "البدايات في كل شيء هي مشاعر حقيقية تختزل في ذاكرة القلب فلا أحد ينسى أول من أمسك بيده إلى المدرسة، وأول شخص منحه مشاعر صادقة، ومن جبر خواطرنا يوما، ومن طبطب على كتفنا لن ننسى أول صديق، وأول سقوط، وأول نجاح". وقدمت الفنانة فاطمة الظاهري عملا فنياً "مصباح سحري" رسمت عليه رموز الحضارة المصرية الفرعونية "عين حورس" و "الأهرامات"، لتوضح للمتلقي عظمة هذه الحضارة التي أبهرت العالم بتطورها رغم أنها من أقدم الحضارات على مر العصور. بينما قدم الفنان إياد الجودة منحوتة فنية بعنوان "الخروج من الصخرة" تجسد معان عميقة من الحياة الواقعية، وكونه مهندسا دفعه ذلك إلى التفكير في إمكانية الاستفادة من المواد مهدورة بكثرة في مواقع البناء مثل (الخشب، الأسلاك الفولاذية، الأسمنت، الحجر)، لإعادة صياغتها في صورة وتكوين مبدع. وعلق الفنان على هذا العمل قائلا: "لكل إنسان حاول وما زال يحاول الخروج من الواقع الصلب المشوه الذي يعيشه".
وتخلل البرنامج فقرة فنية حيث تم عرض فيديو لقصيدة "جبل التوباد" من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، وألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بتوزيع جديد للفنان الإماراتي الموسيقار إيهاب درويش، أداء الفنانين: طارق المنهالي وعلي راشد، تحت الإشراف الفني والإداري لجمعية الموسيقيين الإماراتيين.
وقال الموسيقار إيهاب درويش في كلمته : تم اختيار قصيدة جبل التوباد لتتماشى مع شعار ومحور الفعالية "من ذاكرة الأوائل"، وحافظنا على طابعها السيمفوني وتم مزجها مع آلات عربية شرقية بالإضافة إلى الآلات النحاسية والوترية وآلات النفخ الخليجية. وأضاف: من أهم مميزات القصيدة بعد القيام بإعادة توزيع ألحانها هو إكساؤها بأسلوب إماراتي ايقاعي، مما حقق دمجا بين ثقافات موسيقية مختلفة. وتم اختيار الفنانين طارق المنهالي والفنان علي راشد لما تحمله أصواتهما من موروث شعبي وتراثي ويترجم هذا المشروع الثقافي المتمثل في إعادة توزيع إحدى كلاسيكيات الموسيقى العربية بطابع خليجي قوة الدبلوماسية الثقافية كرهان حيوي على تعزيز وتبادل العلاقات الثقافية بين الشعوب.
وفي ختام البرنامج قدم الدكتور رامي إسكندر مدير إدارة التربية ، القائم بأعمال مدير إدارة الثقافة بالألكسو، درع الشكروالتقديرللشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة فوق العادة للثقافة لدى منظمة الألكسو تسلمتها الإعلامية ذكرى والي المستشارة الثقافية للسفيرة. وتم تكريم عدد من الشخصيات الثقافية والفنية البارزة لإسهاماتهم وعطائهم المتميزبالإستدامة والتجدد، ولدورهم في إثراء الحركة الثقافية والفنية في العالم العربي وتم منحهم جائزة التميز في الاستدامة الثقافية وهم: الدكتورة إيزابيل بالهول مؤسسة ومستشارة وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، الدكتور امحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية في الشارقة، والشاعرة والإعلامية الدكتورة بروين حبيب، والنجم فايز قزق، ممثل ومؤلف ومخرج. كما تم تكريم الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وتم منحه درع التميز في الاستدامة الثقافية لجهوده وإنجازاته ثقافيا وعلميا وتربويا، والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية لإنجازاته الرائدة محليا وعربيا وعالميا. ومنحت السفارة الثقافية درعا تكريميا للدكتور نصر محمد عارف أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ودرع تكريمي لهدى كانو، مؤسس مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبو ظبي، تكريما للإنجازات الثقافية المتميزة ولدورهم الفعال في إثراء برنامج السفارة الثقافية لدولة الإمارات لدى منظمة الألكسو.
وعقب التكريم القت الدكتورة بروين حبيب قصيدة بعنوان "يارب نتوفق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة مهرجان العين للكتاب 2023 العين مهرجان العین للکتاب السفارة الثقافیة الثقافة العربیة للثقافة العربیة لدولة الإمارات اللغة العربیة دولة الإمارات مدیر إدارة مجموعة من فی إثراء مرکز أبو أبو ظبی
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: الشباب أهم مواردنا الوطنية
أبوظبي (الاتحاد)
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش: «إن الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً يشكلون أكثر من نصف عدد السكان في دولة الإمارات، ما يجعل تمكينهم أساساً لنهضتنا الوطنية، ولذا فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يؤكد لنا دائماً أن الشباب هم أهم مواردنا الوطنية، ولهذا، تعتمد خطط الدولة على التعاون بين الجهات المعنية كافة، من الأسر والمدارس والقطاعين الحكومي والخاص، لضمان إعداد الشباب للمستقبل بنجاح».
جاء ذلك، خلال كلمة معاليه في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لحوار الحضارات والتسامح، الذي ينظمه مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش، تحت شعار، «تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح»، والذي انطلقت أنشطته أمس، بحضور معالي العلامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، وعفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح والتعايش، وأكثر من 100 من المتحدثين الدوليين، و5000 مشارك من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية، والهيئات الحكومية، والأكاديميين، من أكثر من 70 دولة حول العالم، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 200 ورقة بحثية حول بحوث التسامح والتعايش، كما ضم المؤتمر 10 عروض موسيقية وفنية تمثل تنوع الحضارات، وتعزز رسالة السلام والتسامح حول العالم.
وخلال كلمته الافتتاحية، أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن البحث العلمي في مجال التسامح يشكل حجر الأساس في وضع مبادرات فعالة تعزز القيم الإنسانية، وتؤثر إيجابياً في الأفراد والمجتمعات، مشدداً على دور المشاركين في المؤتمر في إثراء الوعي المحلي والإقليمي والعالمي حول التسامح والأخوة الإنسانية، ودورهما في تشكيل مستقبل المجتمعات البشرية.
وحول شعار المؤتمر لهذا العام، وهو «تمكين الشباب لمستقبل متسامح» أكد معاليه أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يؤكد لنا دائماً أن الشباب هم المستقبل، وأهم مواردنا الوطنية، وركز معاليه على أهمية إعداد الشباب ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع العالمي، من خلال تنمية مهاراتهم الفكرية والإبداعية، وتعزيز قدرتهم على التعامل مع التحديات واستثمار الفرص، مشيراً إلى أن تمكين الشباب اقتصادياً وتعليمياً يشكل عاملاً رئيساً في تجنيبهم الوقوع فريسة للأفكار الهدامة، داعياً إلى التواصل المستمر مع الشباب والإنصات إليهم، واحترام آرائهم، وإشراكهم في بناء المستقبل.
وأوضح معاليه أن «عام المجتمع» يعكس التزام الدولة بمواصلة الجهود الرامية إلى تمكين الشباب عبر التعليم والمهارات اللازمة ليكونوا مواطنين نشطين ومسؤولين، وتعزيز الهوية الوطنية من خلال ترسيخ الفخر بالثقافة والتراث العربي والإسلامي، وتمكين الشباب اقتصادياً عبر توفير الفرص والبرامج التي تضمن مشاركتهم الفعالة في سوق العمل، وتعزيز الاستخدام الإيجابي للتكنولوجيا لتمكين الشباب من المساهمة في نشر قيم السلام والتعاون العالمي، وضمان رفاهية الشباب عبر توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم، إضافة إلى إشراك الشباب في عمليات صنع القرار.
أطلق مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات «منصة التعايش»، وهي أول منصة رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تهدف لنشر رؤية قيادة دولة الإمارات في قضية الحوار والتسامح.
أهمية كبرى
قال معالي العلامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم «إن الحديث عن الحوار ليس تَرَفاً ولا فضولاً، وإنما هو من صميم واجب الوقت، المتعين على الجميع النهوض به، على مختلف المستويات، وضمن دوائر التأثير المتعددة، ويكتسي الحوار أهمية كبرى، ويصبح ضرورة قصوى في عصرنا الحاضر الذي تواجه فيه البشرية تحديات وجودية من قبيل الحروب والنزاعات والأوبئة والمجاعات. فالبشرية اليوم في أمس الحاجة إلى تبني الحوار نهجاً، وتطبيقه سبيلاً لإنقاذ سفينة البشرية وحماية كوكب الأرض». وأوضح معاليه، «أن الحوار وسيلة مطلوبة في كل الظروف وعلى مختلف المستويات، وأضاف أنه ضرورة قبل الحرب لتجنّبها، وأثناء الحرب لإيقافها، وبعد الحرب للتخفيف من آثارها، وضمانِ عدم عودتها، مؤكداً أن الحوار في حقيقته هو التباحث والتفاوض والتداول لإيجاد أرضية مشتركة يجد فيها كل طرف مصلحته، ويدرأ مفاسد الصراع والنزاع، إنه يقدم بدائل للحرب والعنف، ليحل الكلام بدل الحسام واللسان بدل السنان، والإقناع بدل الصراع. وأضاف معاليه قائلاً: «إن هدف الحوار هو السلام، هو الوصول إلى التسامح الذي عرفه فولتير إنه نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية، إننا جميعاً من نتاج الضعف، كلنا هشون وميالون للخطأ، لذا دعونا نسامح بعضنا، ونتسامح مع جنون بعضنا، بشكل متبادل».
قيمة ونهج
قال معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس مجلس أمناء مركز باحثي الإمارات: « إن مشاركة نخبة من الشخصيات الدولية لمناقشة القضايا العالمية ذات العلاقة بالتسامح والتعايش يعطي ثقلاً كبيراً لهذا المؤتمر، برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مؤكداً أن عنوان المؤتمر وشعاره لهذا العام يمثلان تأكيداً على قيمة الإمارات ونهجها المتسامح والسلمي على المستوى العالمي، ودليلاً على نجاحات المؤتمر الذي يمثل دعوة الجميع للتعبير عن رؤيتهم، من خلال تنمية قيم التعارف والحوار والعمل المشترك في سبيل الإسهام في بناء عالم أكثر تسامحاً، مشيراً إلى أن تركيز المؤتمر على الشباب يعد تأكيداً على دورهم ومكانتهم، لأنهم صناع الحاضر وبناة المستقبل، وإذا تم تعزيز قيم التسامح والحوار لديهم، فإن ذلك يعد إسهاماً في بناء السلام بين الأمم.
«التسامح» تتوج مركز تريندز بجائزة التسامح لعام 2025
كرّمت وزارة التسامح والتعايش مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ومنحته جائزة التسامح لعام 2025، وذلك خلال حفل افتتاح أعمال مؤتمر حوار الحضارات والتسامح، الذي يشارك فيه تريندز بصفته شريكاً معرفياً، وينظمه مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات العلمية، بالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش.
وقام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، بتسليم الجائزة للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز خلال الحفل، مشيداً بجهود المركز المتميزة في دعم الأبحاث والمبادرات الفكرية التي تعزز التسامح كوسيلة للتفاعل الحضاري والانفتاح الثقافي بين الشعوب.
وأعرب الدكتور محمد عبدالله العلي عن شكره وتقديره لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ووزارة التسامح والتعايش على هذا التكريم، مؤكداً أن الجائزة تمثل حافزاً لمواصلة العمل على تعزيز قيم التعددية وقبول الآخر. وقال: «إننا في مركز تريندز نؤمن بأن التسامح هو مفتاح التقدم والاستقرار، ونحرص على إنتاج المعرفة وتعزيز الحوار البناء الذي يسهم في بناء مجتمعات أكثر تقارباً وتفاهماً. هذا التكريم يدفعنا لمواصلة جهودنا في دعم الأبحاث والمبادرات التي تكرّس ثقافة التسامح والانفتاح على مختلف الثقافات والحضارات».
حضور فاعل لـ«تريندز»
شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بصفته شريكاً معرفياً، في أعمال فعاليات الدورة الثانية من «المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح»، الذي بدأ أعماله في مركز أبوظبي للطاقة، بحضور ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، تحت شعار «تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح»، ونظمه مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات العلمية، بالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش، في مركز أبوظبي للطاقة ويستمر حتى 21 فبراير 2025.
وفي مستهل كلمة رئيسة بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر توجه الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالشكر والتقدير إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، على رعايته الكريمة وجهوده المتواصلة في نشر قيم السلام والتسامح على المستويين المحلي والدولي.
كما أثنى على جهود وزارة التسامح والتعايش ومركز باحثي الإمارات في تنظيم المؤتمر، معرباً عن فخر «تريندز» بأن يكون الشريك المعرفي لهذا الحدث العالمي المهم، والذي يعكس متانة الشراكة بين المركز والوزارة في تعزيز قيم الحوار والتعايش.
وشدد الدكتور محمد العلي، في الجلسة التي الذي حضرها العلّامة عبدالله بن بيّه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس منتدى أبوظبي للسلم، ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، رئيس مجلس أمناء مركز باحثي الإمارات، والدكتور فراس حبال، رئيس المركز ونائب رئيس مجلس الأمناء، والدكتور فواز نديم حبال، الأمين العام للمركز، وجمع كبير من المسؤولين والسفراء والأكاديميين والباحثين والإعلاميين وطلاب الجامعات، على أن التسامح ليس مجرد شعار أو فضيلة أخلاقية، بل ضرورة حيوية واستراتيجية لبناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة.
وأشار الدكتور العلي إلى أن العالم اليوم يقف عند مفترق طرق حاسم، إذ لم يكن أكثر ترابطاً من قبل بفضل التكنولوجيا والعولمة، ومع ذلك، فإن الانقسامات الأيديولوجية والثقافية آخذة في التعمق. وأوضح أن هذه المفارقة تفرض علينا مسؤولية إيجاد حلول مستدامة للتصدي لخطابات الكراهية والاستقطاب، من خلال تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح على الآخر.
وقال الدكتور العلي: إن الشباب هم المفتاح الحقيقي لبناء مستقبل أكثر تسامحاً وشمولاً، مشدداً على أهمية تزويدهم بالأدوات الفكرية والمهارات القيادية التي تمكنهم من مواجهة التعصب والتطرف أينما هم.
قدوة
وتطرق معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى الدور الذي يلعبه الشباب في بناء مجتمع عالمي متسامح، مشيراً إلى أن التنوع الثقافي الذي يميز دولة الإمارات يشكل فرصة كبيرة لهم لفهم القيم الإنسانية المشتركة والانفتاح على الآخرين، وقال: «إن شبابنا يتفاعلون يومياً مع أفراد من مختلف الجنسيات والثقافات، ما يتطلب منهم إدراك أن أفعالهم وكلماتهم تعكس هويتهم أمام العالم، وأملنا كبير بأن يكون شبابنا قدوةً في النزاهة وحسن الخلق».
تمكين
وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان دور المرأة الإماراتية في التنمية الوطنية، موضحاً أن تمكين المرأة في الإمارات بات حقيقة واقعة، حيث تُعتبر النساء في مختلف المجالات عنصراً أساسياً في التقدم الاقتصادي والثقافي للدولة. واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أهمية القيم الأخلاقية والمسؤولية الفردية، موضحاً أن الاختيار بين الخير والمسؤولية هو قرار فردي لكل شخص، ما يحتم علينا مساعدة الشباب على اتخاذ القرارات الصائبة، وتقدير هويتهم الإسلامية والعربية بفخر واعتزاز.