كشف مسئول في الصليب الأحمر الدولي أن المنظمة ليست واثقة من إتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس اليوم، الأحد.

وقال المسئول، في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز عربية"، إنه على الرغم من عدم الثقة، لكن الصليب الأحمر مستعد لها.

وأوضح الصليب الأحمر ذلك في تصريحات لـ"العربية"، قائلًا إن صفقة التبادل اليوم مستمرة وتتقدم لكن العملية دقيقة ومعقدة.

وأضاف أنه لم يواجه تحديات أمنية خلال فترة الهدنة، ما سهل إيصال المساعدات، مؤكدًا أنه يحاول مساعدة المستشفيات قدر المستطاع فيما تواجهه بغزة.

وأعرب الصليب الأحمر عن أمله بتمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس لأطول فترة ممكنة.

وبدأت الجمعة، هدنة إنسانية في القطاع المحاصر، وهي أول هدنة من نوعها بين حماس وإسرائيل منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.

وتسمح الهدنة، التي جرت برعاية قطرية أمريكية مصرية، بإطلاق سراح 50 أسيرًا لدى حماس، بينما تقوم إسرائيل بإطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا.

واليوم، الأحد، قدمت حركة حماس لتل أبيب قائمة الدفعة الثالثة التي تتضمن أسماء 13 رهينة في غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصليب الاحمر إسرائيل وحركة حماس إسرائيل الصليب الأحمر الدولي حماس هدنة الصلیب الأحمر

إقرأ أيضاً:

هل تعلم الأمريكيون شيئا بعد عقدين من الحروب؟

في الفصل السادس والأربعين من كتاب الحرب لبوب وودورد، ذكر المؤلف حوارات وزير الخارجية الأمريكي مع الحكام العرب وكيف أنهم باعوا القضية وطلبوا القضاء على حماس، وهو ما ناقشه كثيرون ممن علقوا على الكتاب.

لكن نقطة أخرى لفتت نظري لم أقرأ لأحد ناقشها من قبل، وهي في حوار بلينكن مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. بعد النقد لما قامت به حماس والحديث عن ضرورة تركها لقطر -وأظن أن هذا كان محاولة لاحتواء غضب الزائر الأمريكي القادم المنحاز تماما للكيان- قال الأمير "حماس أخبرتنا أنهم سيفرجون عن بعض الأسرى، بعض الأسرى معهم وبعضهم مع جماعة الجهاد الإسلامي". دُهش بلينكن من كلام الشيخ تميم، فهو لم يتصور أن حماس ستفرج عن الأسرى أو أن عندها استعداد لهذا بالأساس.

استمر الأمير في حديثه عن ضرورة وقف القصف الجوي لعدة ساعات حتى يمكن إطلاق سراح بعض الأسرى، وأن حماس ستطلب شيئا بالمقابل، لكن حماس عندها رغبة في الإفراج عن الأسرى.

هذا الجهل الشديد بثقافة الشعوب العربية وطريقة تفكيرهم يعد مشكلة كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أيضا أن هناك حالة مماثلة بالجهل الشديد لدى السياسيين الأمريكيين بالثقافة والأوضاع الداخلية في بعض البلدان الكبرى كالصين والهند مثلا، لكن الجهل بأوضاع العرب أكثر خطورة
نقطتان هامتان في حوار بلينكن مع الأمير تميم:

1- كان الأمير تميم يتحدث والشاشة تعرض صور الدمار في غزة، وهي لفتة مهمة لأنه قال للأمريكيين بصورة غير مباشرة إن سلاحهم الذي يعطونه للكيان يستخدم في تلك الجرائم. نتنياهو حين التقى بلينكن قام بفعل مماثل، حيث عرض صور الأماكن التي تضررت في غلاف غزة وجثث القتلى وغيرها.

2- اندهاش بلينكن من قول الأمير تميم أن حماس تريد الإفراج عن بعض الأسرى مقابل مطالب لها. هذا الاندهاش نفسه كان غريبا، هل كان يتوقع أن حماس ستأخذ هؤلاء الأسرى لاستعبادهم مثلا؟ هل كان يرى أن هؤلاء سيصبحون عبيدا وإماء في غزة؟ إن اندهاش بلينكن من هذا الكلام يدل على جهل شديد بطريقة تفكير العرب وحركات المقاومة تحديدا، وهو أمر له عواقبه الكارثية على الأمريكيين قبل غيرهم.

نعلم أن الصراع بين الأمريكيين والعرب كان مستمرا لعقود، فمنذ استقلال الدول العربية دخل الأمريكيون في صدامات سياسية مع بعضها، كصدامهم مع مصر في عهد جمال عبد الناصر، بل قتالهم بأنفسهم ضد مصر في عهد السادات، ثم حربهم ضد العراق عام 19991 ثم احتلال العراق نفسه عام 2003. لكن الصراع أخذ منحى آخر حين قام بعض العرب عام 2001 بتنفيذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر الدموية التي راح ضحيتها قرابة ثلاثة آلاف من المدنيين. وكان من المفترض أنه في تلك الفترة، خاصة بعد حرب العراق، قد تكونت لدى الأمريكيين صورة واضحة عن العرب وثقافتهم، وطريقة تفكيرهم، وتعاملهم مع الأزمات، خاصة الأزمات الخارجية وتعاملهم مع أعدائهم. أكثر من عقدين مرّا منذ عام 2001، ولا زالت نظرة الأمريكيين للعرب كما هي، أعراب أجلاف لا يفقهون شيئا ويحسدونهم على طريقة حياتهم، كما قال الرئيس جورج بوش ذات مرة في أحد خطاباته!

إن هذا الجهل الشديد بثقافة الشعوب العربية وطريقة تفكيرهم يعد مشكلة كبيرة في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن الجدير بالذكر أيضا أن هناك حالة مماثلة بالجهل الشديد لدى السياسيين الأمريكيين بالثقافة والأوضاع الداخلية في بعض البلدان الكبرى كالصين والهند مثلا، لكن الجهل بأوضاع العرب أكثر خطورة، فالسياسيون وأصحاب القرار في البيت الأبيض والكونغرس وغيرهما لديهم معرفة شديدة السطحية بما يريده العرب.

صحيح أنهم يلتقون بالحكام العرب كثيرا في الزيارات والاجتماعات المختلفة، لكن الأمريكيين يعرفون أيضا أن كثيرا من الحكام العرب لا يعكسون التطلعات الحقيقية لشعوبهم
صحيح أنهم يلتقون بالحكام العرب كثيرا في الزيارات والاجتماعات المختلفة، لكن الأمريكيين يعرفون أيضا أن كثيرا من الحكام العرب لا يعكسون التطلعات الحقيقية لشعوبهم. في نفس الكتاب ونفس الفصل ذكر المؤلف أن حكام العرب الذين يرغبون في القضاء على حماس لا يقولون ذلك علنا خشية شعوبهم، وبالتالي فالأمريكيون يعرفون مدى الاختلاف في وجهات النظر بين الحكام والشعوب العربية. ورغم كل هذا، يستمر الأمريكيون في السير على عماهم مستمعين لنصائح الحكام والمستشارين العرب، وهو ما يجعل العداء لهم أكثر تجذرا وأشد رفضا كلما مر الوقت.

مر عقدان قتل فيهما الآلاف وشرد فيهما الملايين، تعرضت فيهما الولايات المتحدة لهزيمتين مذلتين في العراق ثم أفغانستان، ورغم هذا كله، يصر المسؤولون الأمريكيون على جهلهم وتصورهم الخاطئ والوهمي عن العرب. بدون وجود تصور سليم وحقيقي عن العقلية العربية وطريقة تفكيرها، وسواء رضي الحكام العرب أو لم يرضوا، فيبدو أنه لا زال أمامنا طريق طويل حتى يدرك الأمريكي أن العرب لهم إرادة نافذة، وأن حق الفلسطينيين لا بد أن يعود إليهم، عاجلا أو آجلا، وكلما تأخرت عودة هذه الحقوق كلما زاد الثمن الذي يدفعه الأمريكي نظير ظلمه وطغيانه.

مقالات مشابهة

  • حماس .. مقترح الهدنة لا يلبي مطالبنا
  • حماس تكشف تفاصيل مقترحات الوسطاء لـ”هدنة مؤقتة” في غزة
  • حماس تكشف تفاصيل مقترحات الوسطاء لـ"هدنة مؤقتة" في غزة
  • الصليب الأحمر اللبناني: نحاول توفير مسار آمن لرجال الإنقاذ بعيدًا عن الضربات الإسرائيلية المكثفة
  • كشف تفاصيل الهدنة المقترحة في لبنان على إسرائيل
  • “وول ستريت جورنال” تكشف تفاصيل الهدنة المقترحة في لبنان على إسرائيل
  • "وول ستريت جورنال" تكشف تفاصيل الهدنة المقترحة في لبنان على إسرائيل
  • هل تعلم الأمريكيون شيئا بعد عقدين من الحروب؟
  • احتجاجات لأبناء الزهاري شمال المخا للمطالبة بإطلاق سراح شيخ قبلي مختطف
  • عودة التهديدات.. داعش يستهدف العاملين في الصليب الأحمر شمال نيجيريا