تضاعفت معاناة السودانيين في الآونة الأخيرة، مع انتشار وباء الكوليرا بوتيرة سريعة، في وقت حُرم فيه جزء كبير من السكان من تلقي الخدمات الصحية الأساسية، بعد خروج أكثر من 100 مستشفى عن الخدمة في العاصمة والولايات المتأثرة بالحرب، بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال وزير الصحة المكلف هيثم إبراهيم، إن الكوليرا "هي التحدي الأول حالياً أمام النظام الصحي، فبعد أن بدأت بالانتشار في ولايات الخرطوم والقضارف والجزيرة، شهدنا انتشاراً لها خلال الأسبوع الماضي، في ولايات أخرى كالنيل الأبيض وكسلا والبحر الأحمر.

كما انتشرت حمى الضنك في 10 ولايات"، وفقاً لما ذكره موقع "الراكوبة"، اليوم الأحد.

وقالت وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر شرقي السودان، أمس السبت، إنها سجلت 249 حالة اشتباه بالكوليرا بما في ذلك 5 وفيات.

وانتهت، أمس السبت، حملة تطعيم لوباء الكوليرا في ولايتي القضارف والجزيرة،  التي بدأت في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بعد أن وفرت الآلية العالمية للقضاء على الكوليرا 2.2 مليون جرعة من اللقاحات كدفعة أولى، وفق ما ذكره موقع "سودان تربيون".

والي الجزيرة يدشن حملة الإستجابة للتطعيم بلقاح الكوليرا الفموي https://t.co/gwc1riDOa7
#سونا #السودان pic.twitter.com/1f2TaGPwZz

— SUDAN News Agency (SUNA) ???????? (@SUNA_AGENCY) November 20, 2023

وقالت إدارة الطوارئ ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة بالبحر الأحمر،  إنها "سجلت 249 حالة اشتباه بالإسهالات المائية الحادة، منها 186 حالة مؤكدة، تشمل 5 وفيات".
وطالبت الإدارة بضرورة توفير فورية لكلورة مياه محلية عقيق، بينما قررت زيارة مركز الهلال الأحمر السوداني الخاص باستقبال عزل وعلاج الحالات بمدينة بورتسودان.

#الراكوبة_نيوز أطلقت هيئات ومنظمات صحية تحذيرات من خروج الوضع الصحي في السودان عن السيطرة مع انتشار الكوليرا والحميات وأمراض سوء التغذية في 12 ولاية من ولايات البلاد، في ظل استمرار تدمير المستشفيات وتدهور الأوضاع البيئية pic.twitter.com/lm5ckOh7dG

— Daily Sudan Post (@DailySudanPost) November 16, 2023

وشددت على ضرورة ضبط الإمداد الدوائي لمراكز العزل وزيادة 30 عامل لفريق صحة البيئة وتوفير الاستحقاقات المالية للكوادر الطبية.

وجرى تسجيل أول إصابة بمرض الكوليرا في مدينة بورتسودان مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الفائت.
وتفشى وباء الكوليرا في ولايتي القضارف والخرطوم في سبتمبر (أيلول) الماضي، قبل أن ينتقل إلى ولايات أخرى منها الجزيرة والبحر الأحمر والنيل الأبيض، حيث يتوقع أن يصيب أكثر من ثلاث ملايين سوداني وفقاً للأمم المتحدة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان

إقرأ أيضاً:

النوبيون في السودان: معاناة وتاريخ من التهميش والتطهير العرقي

واجه النوبيون، أحفاد الحضارات العريقة لكوش وتهارقا والكنداكة أماني ريناس، تاريخًا طويلاً من التهميش والتطهير العرقي. بدأت معاناتهم مع سياسات الإغراق والتهجير القسري التي انطلقت منذ عام 1903، مدفوعة بمشاريع السدود التي أشرف عليها الاستعمار البريطاني واستمرت لاحقًا مع الحكومات الوطنية المصرية و السودانية بعد الاستقلال.

الإغراق والتهجير: مأساة مستمرة

كان النوبيون يعيشون على ضفاف نهر النيل في مناطق تُعرف بخصوبة أراضيها، وغِنى ثقافتها، وعمق تاريخها وثراء حياة مواطنيها الاجتماعية .إلا أن بناء سدود مثل سد أسوان (بنسخته الأولى في 1903 والثانية الكبرى عام 1964)، ولاحقًا سد مروي، أدى إلى إغراق مناطق شاسعة من أراضي النوبيين. نتيجة لذلك، أُجبر الآلاف على النزوح من قراهم، التي ظلت جزءًا من هويتهم، إلى مناطق قاحلة وغير ملائمة لنمط حياتهم الزراعي التقليدي.

آثار التهجير القسري

أدت هذه السياسات إلى:
• تدمير المواقع الأثرية والثقافية: غُمرت العديد من المواقع التاريخية التي تعود إلى آلاف السنين تحت مياه السدود، مما شكّل خسارة فادحة للتراث النوبي.
• تفتيت المجتمع النوبي: التهجير القسري تسبب في تشتيت الأسر النوبيّة وتفكيك الروابط المجتمعية، مما جعل إعادة بناء حياتهم تحديًا كبيرًا.
• صعوبات اقتصادية واجتماعية: عانى النوبيون من فقدان مصادر رزقهم التقليدية مثل الزراعة والصيد، ما أدى إلى ظروف معيشية صعبة ونزوح بعضهم إلى المدن الكبرى بحثًا عن فرص عمل.

التهميش السياسي والثقافي

يرى النوبيون أن الحكومات المتعاقبة، منذ الاستعمار وحتى الوقت الحالي، لم تلتفت لمطالبهم العادلة. فقرارات بناء السدود، وما تبعها من إغراق وتهجير، اتُخذت دون استشارتهم أو الحصول على موافقتهم. هذا الإقصاء عزّز لديهم شعورًا عميقًا بأنهم ضحية سياسات تستهدف طمس هويتهم الثقافية وإضعاف تأثيرهم السياسي والاجتماعي في السودان.

جزء من معضلة السودان الأكبر

يُعد التهميش الذي عانى منه النوبيون مثالًا واضحًا على المظالم الأوسع التي تعاني منها مناطق السودان المختلفة. فكما تعرضت دارفور، النيل الأزرق، وجبال النوبة للإقصاء والتهميش، يواجه النوبيون نفس المصير، ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات والحركات النضالية المطالبة بالعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الشعوب المهمشة.

خاتمة

تاريخ النوبيين في السودان هو شهادة على معاناة شعب حافظ على تراثه وهويته رغم محاولات الطمس والتهجير. يمثل النضال النوبي جزءًا من القصة السودانية الأوسع، التي تتطلب اعترافًا بالتنوع الثقافي والعرقي والعمل على تحقيق العدالة والمساواة للجميع. تحقيق ذلك يبدأ بالاستماع إلى مطالب النوبيين المشروعة بالعودة إلى أراضيهم، والحصول على تعويضات عادلة، وضمان حقوقهم الثقافية والاجتماعية.

د احمد التيجاني سيداحمد
١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ روما إيطاليا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ المنوفية ومساعد وزير الصحة يتفقدان مشروعات القطاع الصحي الجديدة بالمحافظة
  • وزير الصحة يبحث مع نظيره الكويتي التعاون المشترك في القطاع الصحي
  • الدكتور خالد عبدالغفار يلتقى وزير الصحة الكويتي لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين في القطاع الصحي
  • استمرار حملة التطعيم ضد الكوليرا في أربع ولايات سودانية
  • نائب رئيس الوزراء يلتقي وزير الصحة السعودي لمناقشة مستجدات التعاون المشترك بين البلدين في القطاع الصحي
  • وزير الصحة يبحث مع وفد شركة جلاسكو سبل التعاون في القطاع الصحي
  • نداء إلى جميع السودانيين حول العالم
  • النوبيون في السودان: معاناة وتاريخ من التهميش والتطهير العرقي
  • التضخم السنوي في السودان ظل فوق 200% خلال تشرين الاول
  • باحثون: عدد وفيات الحرب في السودان يزيد بكثير عن المسجل