تواجه إسرائيل معضلة مؤلمة وربما مثيرة للجدل في المستقبل، وهي كيف ستستكمل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، عقب الهدنة الإنسانية، والتعامل مع أنفاق القطاع، التي أظهرت الأيام أنها أكثر تطورا مما تعتقده إسرائيل.

هكذا تحدث مقال رأي لديفيد إغناتيوس في صحيفة "واشنطن بوست"، وترجمه "الخليج الجديد"، نقل فيه حديثا تعليق أحد المسؤولين الإسرائيليين على إطلاق سراجح الدفعة الأولى من الأسرى في غزة، حين قال: "إنه أمر حلو ومر.

. أنا أفكر في أولئك الذين لم يخرجوا بعد."

ونقل المقال قلق كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما سيحدث في هذه الحرب المتقطعة، حيث تسعى إسرائيل إلى استعادة جميع الأسرى، البالغ عددهم 240، وسحق قوات حماس التي تحتجز معظمهم.

وقال المسؤول الكبير: "في هذا الوقت، تركز إسرائيل على إطلاق سراح جميع النساء والأطفال البالغ عددهم 100.. وسيكون من الأصعب بكثير توسيع العملية لتشمل أكثر من 100 من المدنيين والجنود الذكور.. وربما يعني ذلك العودة إلى المعركة قريبًا".

وأضاف المسؤول: "المرحلة التالية ستكون صراعاً عالي الحدة.. الجيش مصمم على الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب.. نحن لم نصل إلى مرحلة الاستقرار بعد".

اقرأ أيضاً

بسبب أنفاق غزة..مطالبات إسرائيلية بسحب الجنسية من إيهود باراك

وردا على سؤال حول احتمال أن يثير هذا الهجوم الإسرائيلي المتجدد انتقادات دولية، أجاب: "هناك تصميم قوي للغاية من جانب الجيش الإسرائيلي والشعب الإسرائيلي على أننا لم يعد بإمكاننا العيش مع حكم حماس لغزة".

وهنا جوهر المشكلة، حسب إغناتيوس، الذي لفت إلى أن إسرائيل سوف تسعى إلى استئناف عملياتها الهجومية في وقت تتزايد الضغوط الدولية من أجل وقف دائم لإطلاق النار.

وأشار إلى أنه على الرغم من كل الدمار الذي جلبته هذه الحرب الأخيرة للمدنيين الفلسطينيين، إلا أن مقاتلي حماس ما زالوا متحصنين تحت الأرض.

وأضاف: "عمليات التطهير في شمال غزة لم تنته بعد، أما العمليات في جنوب غزة فلم تبدأ بعد".

قبل أن ينقل حديثا مع مسؤول إسرائيلي ثان، قال إن شبكة أنفاق حماس "أكثر تطورا مما كنا نعتقد"، وأنه تم اكتشاف وإغلاق ما لا يقل عن 600 فتحة نفق في الشمال وحده.

اقرأ أيضاً

هآرتس: ما تعرفه إسرائيل عن أنفاق حماس لا يقترب من حجمها وتعقيداتها

وأضاف: "ولكن بعد فترة التوقف، سيتعين على إسرائيل أن تتخذ بعض القرارات الصعبة بشأن مستويات قوة جيش الدفاع الإسرائيلي، وخاصة ضد الأنفاق".

حديث المسؤول الإسرائيلي، سبق أن أشالرت إليه صحيفة "هآرتس" العبرية، حين قالت في تحليل قبل 3 أسابيع، إن كل ما تعرفه الاستخبارات العسكرية حول أنفاق غزة، بعيد كل البعد عن حجم ودرجة إحكام مشروع الأنفاق.

ونقلت الصحيفة عن المحلل العسكري عاموس هارئيل، الذي اختارت صحيفته اعتماد تحليله كمادة وعناوين مركزية على صفحتها الأولى، إن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل حول أنفاق "حماس" في غزة "لا تعكس حجمها الحقيقي ومدى تطورها ولا تعقيداتها، ولا تقترب من حجم هذا المشروع على أرض الواقع، والذي ربما يكون الأكبر من نوعه في العالم".

وحسب مسؤولين استخباراتيين في الغرب وفي إسرائيل، فإن قيادة الحركة والجناح العسكري قاما ببناء قدرات تتيح البقاء في الأنفاق لعدة أشهر.

وينبّه بعض المراقبين الإسرائيليين إلى أن النجاحات العسكرية المزعومة بعد ضرب غزة بـ30 ألف طن ديناميت غير مرئية حتى الآن، لافتين على سبيل المثال لعدم مشاهدة صور لأنفاق مدمرة، أو استسلام، أو قتل عدد كبير من المقاتلين الفلسطينيين، أو قتل قيادات بارزة في المقاومة.

اقرأ أيضاً

الجيش الإسرائيلي: نستعد لمواجهة "حماس" داخل أنفاقهم

المصدر | واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أنفاق غزة إسرائيل الحرب على غزة المقاومة هدنة غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تدعو إسرائيل للتحقيق في تقارير استخدامها المدنيين كدروع بشرية

 

دعت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الأربعاء، إسرائيل إلى التحقيق بسرعة وضمان المساءلة، عقب التقارير التي أفادت باستخدام جيش الاحتلال للمدنيين كدروع بشرية.

وقال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم الخارجية خلال مؤتمر صحفي عقد في واشنطن: "لقد رأينا هذه التقارير المزعجة في الفيديو، الجيش الإسرائيلي قال إنه يجري تحقيقًا في الحادث وإن ما تم تصويره في مقاطع الفيديو هذه لا يعكس قيمه وكان انتهاكًا واضحًا لأوامره وإجراءاته التنظيمية"، وفقا للقاهرة الاخبارية .

وذكر: "سأترك الإسرائيليين يتحدثون، لكننا ندعو مرة أخرى إسرائيل إلى المسارعة في إجراء التحقيق وضمان المساءلة عن أي تجاوزات وانتهاكات".

وتابع نائب المتحدث باسم الخارجية: "سنواصل التوضيح لحكومة إسرائيل أن هناك بالطبع توقعات بأن عليهم التصرف بما يتوافق مع قانون الصراع المسلح".

ورغم تحذيرات وكالات الأمم المتحدة من تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في حربه على القطاع متجاهلا قرارين من مجلس الأمن الدولي يطالبانه بوقفها فورًا، وأوامر من محكمة العدل الدولية بشأن إنهاء اجتياح مدينة رفح الفلسطينية جنوبي القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية.

 

هيئة العمل الوطني الفلسطيني: نتنياهو يسعى لتقويض وجود أي دولة فلسطينية مستقبلية

 

أكدت عضو هيئة العمل الوطني والأهلي الفلسطيني رتيبة النتشة، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على تقويض وجود أي سلطة فلسطينية مستقبلية.

 

وقالت النتشة - في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الإخبارية" - "إنه لن يكون هناك إمكانية لوجود دولة فلسطينية في عهد نتنياهو، إن إسرائيل تخطط لتقويض وجود دولة فلسطينية"، مشيرة إلى أن دولة الاحتلال تعاني من صعوبات اقتصادية منذ عدة سنوات، لكن نتنياهو لا ينظر إلى هذه الخسائر فهدفه الانتصار في حربه.

 

وأشارت النتشة إلى أن إسرائيل تريد أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية مجرد أداة إدارية لإدارة مصالح السكان بما يخدم أمن إسرائيل.

 

وأوضحت أن إسرائيل تستخدم اليوم سلاح المياه لتعطيش الضفة الغربية حتى لا يكون هناك بدائل للزراعة أو غيرها كنوع من أنواع العقاب وتهدف لانهيار السلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكدة أن السبيل الوحيد لإنقاذ حل الدولتين هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

 

لمنع دولة فلسطينية.. إسرائيل تصادق على آلاف الوحدات الاستيطانية بالضفة

 

من المتوقع أن يوافق الكابنيت خلال الأيام المقبلة على بناء أكثر من 5 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وإضافة 500 وحدة استيطانية خلال الفترة التي يستمر فيها سموتريتش بمنصب وزير في وزارة الجيش الإسرائيلي.

 

وقرر مجلس الوزراء الأسبوع الماضي توسيع البناء في المستوطنات. واليوم الأربعاء، تم اتخاذ القرار الإضافي، الذي سيجتمع بموجبه مجلس التخطيط الأعلى اليوم وغدا لغرض المصادقة على أكثر من 5300 وحدة استيطانية في أنحاء الضفة الغربية، وفقا لما أوردته وكالة "معا" الإخبارية.

 

 

 

في الوقت نفسه، ستتم الموافقة على تسويق أكثر من 500 وحدة استيطانية إضافية في المنطقة.

ومنذ تولي الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريش منصب في وزارة الجيش الإسرائيلي، تمت الموافقة على ما مجموعه 21700 وحدة استيطانية في الضفة، بالإضافة إلى 2600 وحدة تمت الموافقة عليها للتسويق، أي ما مجموعه أكثر من 24 ألف وحدة استيطانية قبل عام ونصف.

وللمقارنة، ففي كل الأعوام من 2020 حتى نهاية 2022 (ثلاث سنوات)، تمت الموافقة على أقل من 20 ألف وحدة استيطانية.

 

 

 

وخلال اجتماع ما يسمى مجلس التخطيط الأعلى، سيتم الموافقة على عدد من الخطط لتسوية وتنظيم مستوطنات يطلق عليها عشوائية.

 

وسيتم الموافقة على خطط بناء 186 وحدة استيطانية في مستوطنة ألون مورا، وأكثر من 240 وحدة في كريات أربع و435 وحدة في مستوطنة نيريا. وفيما يتعلق بمستوطنة نيريا فهذا من باب توسيع المستوطنة القائمة.

وقال سموتريتش: "نحن نبني ونطور الاستيطان وندحر خطر الدولة الفلسطينية. في الأسبوع الماضي قدمنا إلى مجلس الوزراء للموافقة على بناء خمس مستوطنات في مناطق استراتيجية، من بينها مستوطنة أفيتار، ونضيف إلى ذلك الموافقة على آلاف الوحدات الاستيطانية ومصادرة عشرات آلاف الدونمات وهي عملية مجمعة وواسعة تهدف إلى إفشال قيام الدولة الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • لماذا أعلنت واشنطن لاءاتها بشأن ترتيبات ما بعد حرب غزة وما مدى واقعيتها؟
  • انفجر الوضع عسكرياً ومقاتلات إسرائيلية تقصف مواقع لـحزب الله جنوب لبنان
  • واشنطن تدعو إسرائيل للتحقيق في تقارير استخدامها المدنيين كدروع بشرية
  • واشنطن تدعو إسرائيل للتحقيق في استخدام جيشها المدنيين دروعا بشرية
  • رحلة مثيرة إلى بوابة الجحيم بعد كارثة السفينة تيتان
  • واشنطن بوست: على بايدن التحلي برؤية واضحة بشأن الانتخابات المقبلة بسبب فرنسا وبريطانيا
  • جنرالات إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار فى غزة
  • واشنطن بوست: قرار المحكمة العليا انتصار لترامب
  • باحث: خلافات بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل تؤجل إعلان الهدنة
  • واشنطن بوست: قطاع غزة لن يشهد انفراجة طالما نتنياهو في السلطة