ليس خافيا على أحد أن الدولة السودانية تعيش أوضاعاً معقدة عقب حرب مليشيا الدعم السريع، وكثيراً ما من الشر يأتي الخير إذ لم يلتف الشعب السوداني حول بلده ودولته كما يحدث الآن.. لقد استشعرت الغالبية العظمى خطر الزوال وتشمروا للمعركة الوجودية.

– من بين هذا وذاك تمارس الدولة وقياداتها تقصيراً مريعاً في حق شعبها الصابر.

. من يصدق أن العاملين بالدولة والمعاشيين لم يتحصلوا على رواتبهم منذ أبريل إلا بعض (الفتافيت) تحت مسمى سلفية أو جزء من مرتب!! يحدث كل ذلك مع الشريحة الأضعف بين مكونات الشعب السوداني وهم الموظفين، والأدهى و أمر هو ما يحدث مع المعاشيين!!

– لقد خرجت الدولة وقيادة البلاد من عنق الزجاجة وصاروا يتحركون داخليا وخارجيا بشكل طبيعي ولم تغيب عن مشهد الدولة إلا الخرطوم التي تم استبدالها ببورتسودان كعاصمة مؤقتة.

– يتحرك رئيس مجلس السيادة ووزير المالية والمسؤولين في الدولة خارجيا عبر الطيران للمشاركة في الفعاليات الخارجية وتتعامل الدولة مع المؤسسات الدولية المختلفة، وبعض الدول الشقيقة دعمت للسودان للتماسك في هذا الظرف العصيب، لا أعرف لماذا لم تضع الدولة أولويات صرف الأجور على ضعفها لإعانة الناس لمجابهة هذه الظروف الحرجة!! لقد خرج العاملون بالخرطوم للولايات وبعض منهم لخارج السودان لأكثر من سبع أشهر، إن أقل ما يمكن أن تفعله للدولة هي توفير الرواتب لهم، ولكنها لم تفعل للأسف !!

– في الأشهر الأولى للحرب اعترض وزير المالية جبريل إبراهيم على تضجر الناس من عدم صرف المرتبات لظروف البلاد.. ولكن ما الذي يمنع الدولة الآن من توفيرها بعد كل هذه الفترة ! أليست المرتبات ومعاش الناس جزء من المعركة وجزء من الانتصار والهزيمة!؟ وكيف ستحارب بشعب جائع يعاني في الحصول على الغذاء والدواء والخدمات!!

– إن التهاون الذي يحدث الآن تجاه المواطن السوداني يكشف ضعف حساسية قيادة البلاد وتبلدها في استشعار معاناة شعبها! وهذا مؤشر خطير جداً.

– في تقديري أن وزير المالية جبريل إبراهيم رجل مؤهل علميا واخلاقيا لمقعد وزارة المالية، ولكن من واقع التجربة والظرف فإنه مقصر جداً في ملف مرتبات العاملين مما ضاعف معاناتهم، بل المؤسف حقاً أن وزارة المالية ضاعفت المعاناة بسماحها لشراء الدولار من السوق الأسود لاستيراد الوقود مما ضاعف سعر الدولار وأنهك الجنيه ولم تجتهد الوزارة في معالجة الضرر.. ليس هنالك ما يمنع أن يغادر جبريل وزارة المالية ويترك المقعد لشخص آخر ليس له هموم جبريل والحياد والحرب والسلام والمعارك.. إن وجود د. جبريل في وزارة المالية في هذا التوقيت يخصم من أداء الوزارة ويخصم من جبريل نفسه .. تحتاج المالية إلى شخص متفرغ ليس له هموم جيش وترتيبات أمنية وتعقيدات سياسية.. لا وقت للموازنات والمجاملة.. الوضع صعب جدا..

– إن ما يحدث مع العاملين بالدولة في قضية الأجور كارثة مكتملة الأركان وحرب لا تقل خطورة عن حرب الدعم السريع، فهل انتبهت قيادة الدولة قبل أن تقع الفأس في الرأس.. أم أن الدولة غائبة وستظل رغم تعديلات البرهان الوزارية عديمة الجدوى!!

محمد أبوزيد كروم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: وزارة المالیة ما یحدث

إقرأ أيضاً:

السوداني: إسرائيل هددت العراق بـذرائع واهية

قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الأحد، إن إسرائيل هددت العراق بـ"ذرائع واهية" في إشارة إلى المعلومات المتداولة بشأن احتمال تعرض بلاده لهجوم إسرائيلي.

وأضاف السوداني، خلال كلمته في احتفالية تأسيس وزارة الخارجية العراقية، أن تهديدات إسرائيل "العدوانية" دفعت بغداد إلى "التأكيد على عدم جعل العراق منطلقا لأي هجوم".

وتحدث السوداني عن توجيهه وزارة الخارجية بمتابعة ملف التهديد في المحافل الدولية، لمنع محاولات إسرائيل من "إشعال الحرب في المنطقة بشكل أكبر" على حد قوله.

العراق يراسل منظمات دولية ردا على "التهديدات الإسرائيلية" أعلنت وزارة الخارجية العراقية السبت، أنها وجّهت رسائل رسمية إلى كل من مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ردا على تهديدات إسرائيل بالاعتداء على العراق.

وأعلنت وزارة الخارجية العراقية السبت، أنها وجّهت رسائل رسمية إلى كل من مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ردا على تهديدات إسرائيل بالاعتداء على العراق.

وفي 18 نوفمبر الحالي، اتهمت إسرائيل العراق بتسهيل نشاط الفصائل المسلحة، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل وضمان التزام بغداد بالقانون الدولي.

This evening I sent a letter to the President of the UN Security Council in which I called for immediate action regarding the activity of the pro-Iranian militias in Iraq, whose territory is being used to attack Israel.

I emphasized that the Iraqi government is responsible for… pic.twitter.com/3Bq7nJENkS

— Gideon Sa'ar | גדעון סער (@gidonsaar) November 18, 2024

وفي ظل تصعيد خطير ومؤشرات على نية إسرائيل استهداف الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من إيران، وضعت بغداد ثقلها الدبلوماسي خلف الاتفاقية الاستراتيجية مع واشنطن، إذ طلب السوداني من الولايات المتحدة تعاونا حاسما للرد على التهديدات الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • السوداني: إسرائيل هددت العراق بـذرائع واهية
  • محمد أبوزيد كروم: الطريق من سنجة إلى مدني ثم الخرطوم ..
  • وزارة المالية تنعى مستشارها محمد خالد نعمان
  • جبريل يهنئ بتحرير سنجة
  • السوداني يوجه بتشكيل لجنة من وزارة النفط تتولى وضع آلية لتشغيل مصفى كربلاء
  • بدء صرف مرتبات نوفمبر 2024 لجميع العاملين بالدولة
  • الجيش السوداني يستعيد سنجة.. البرهان يتعهد بتحرير المزيد (شاهد)
  • وزارة المالية تزف البشرى لموظفي الدولة
  • الشباب والرياضة بالجيزة تطلق مبادرة "القائد المحترف" لتأهيل العاملين ورفع كفاءتهم
  • لرفع كفاءة العاملين.. "الشباب والرياضة" بالجيزة تطلق مبادرة القائد المحترف