على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ورغم برودة الأجواء، ورياح فصل الشتاء تهب على قطاع غزة المنكوب، يقضي الغزاويون أوقاتهم خلال فترة سريان الهدنة المؤقتة بالجلوس أمام الأمواج والاستمتاع بملامسة المياه أجسادهم، التي لم يكسوها سوى الدم  وغبار الصواريخ على مدار ما يزيد عن 50 يوما، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

الاستمتاع بالوقت على شاطئ البحر

وما إن طرق خبر الهدنة مسامع سكان غزة حتى هرعوا في مجموعات نحو منازلهم المدمرة بينما قصد آخرون البحر في رحلات جماعية تذكرهم بحياتهم التي لم يكن ينقصها فرد قبل أن يدمر الاحتلال أحلامهم بقذائف نارية مزقتهم إلى أشلاء، محمد اشتيه، 20 عاما، أحد سكان مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، نزح مع والدته إلى الجنوب عقب قصف منزله واستشهاد والده وأشقائه الستة، ويقول لـ«الوطن»: «رغم الألم والمصاب إلاّ إني حبيت أرجع على البحر وقت الهدنة مع أمي ومجموعة من النازحين اللي اتعرفت عليهم خلال العدوان، نحاول نخفف على روحنا لأن ما بنعرف ايش اللي هيصير الأيام الجاية، وهنضل عايشين لنرجع على البحر ولا لأ».

على مقربة من «آشتية» تجمع الأطفال مرتدين ملابسهم الثقيلة بينما امتلأ المكان بأصوات ركضهم وضحكاتهم، معلقا «بنسرق شوية فرحة يمكن تلهينا عن القتل والدمار».

أنواع مختلفة من الطعام 

مشهد آخر كان قد اختفى من القطاع قبل ما يقرب من شهرين، إذ للمرة الأولى منذ 52 يوما تلتقط أنوف الغزاويون رائحة البطاطس المقلية والفلافل والفول المصري، حيث تحلقت عائلة «أبو الفرافر» في مخيم خانيونس حول طاولة الطعام.

وتقول بدرية 56 عاما ربة منزل، إن تلك هي المرة الأولى التي يتذوق فيها أحفادها الطعام بهذا التنوع منذ بدء العدوان: «ما كنا نأكل غير كسرة خبز ناشف، وإن الشخص ياكل اللي بده ياه بدون خوف ومع عائلته فهاي شئ بالدنيا وما فيها»، بينما يأمل الفلسطينيون بأن تمتد الهدنة لتصل إلى وقف شامل لإطلاق النار ليتمكن سكان القطاع من لملمة جراحهم ودفن شهدائهم ومداواة مصابيهم.  

 

 

 

 

 

 وعلى فمصابهم ووجعهم وفقدهم لم يقف حائلاً دون تمسكهم بأرضم وحياتهم، 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة النازحون قطاع غزة العدوان الإسرائيلي الاحتلال

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: النازحون في مخيمات جنين وطولكرم يفتقدون أدنى مقومات الحياة

كشف أحدث تقييم أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين الأونروا، وشركاء أمميون لنحو 12 ملجأ عاما، أن النازحين يقيمون في ملاجئ عامة في جنين وطولكرم، ويفتقدون أدنى مقومات الحياة ويفتقرون إلى المياه، والأدوية، والأسِرة، ومرافق الصرف الصحي، فضلا عن مواد العناية الشخصية ومواد التنظيف.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حذر مكتب (أوتشا) من أن العملية التي تنفذها القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية مازالت تخلف أثرا إنسانيا وخيما، حيث تواصل السلطات الإسرائيلية هدم أكثر من 16 مبنى في مخيم نور شمس للاجئين، بعد تدمير أكثر من عشرين منزلا في المنطقة خلال الأسبوع الماضي.

ووفقا لمكتب (أوتشا) فإن أقل من نصف الأشخاص الذين شملهم التقييم، قالوا إنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الطعام، حيث قلل العديد منهم من تناول وجبات الطعام أو تخطوها، كما أن الأطفال غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة.

وأوضح المكتب الأممي أنه منذ بدء العملية التي شنتها القوات الإسرائيلية في يناير، قدم المكتب وشركاؤه مساعدات منقذة للحياة للأشخاص المتضررين، حيث يتم توزيع الطرود الغذائية والوجبات على الأسر كل يوم، وتلقت أكثر من 5000 أسرة مساعدات نقدية للمساعدة في تلبية احتياجاتهم الأساسية، كما تم تسليم خزانات المياه والمراحيض المتنقلة إلى جنين وطولكرم وطوباس.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن قيود الوصول تستمر في إعاقة حركة الأشخاص عبر الضفة الغربية، وأضاف أن إغلاق حاجز تياسير منذ فبراير أدى إلى تقييد حركة أكثر من 60 ألف فلسطيني بين شمال وادي الأردن وبقية محافظة طوباس، كما تم تقييد الوصول إلى الأسواق وأماكن العمل والخدمات بشدة.

وأوضح الأوتشا أنه منذ أول جمعة في شهر رمضان، منعت القيود المفروضة على الوصول من قبل السلطات الإسرائيلية الآلاف من المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى الأماكن المقدسة.

وأضاف أنه في حين سمحت السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين بالوصول إلى القدس الشرقية ومنطقة H2 في الخليل، فقد فرضت قيودا على أساس العمر والجنس، بشرط أن يكون لدى الأشخاص الذين يدخلون القدس الشرقية تصاريح صادرة عن إسرائيل، كما أقامت السلطات مئات الحواجز المعدنية للسيطرة بشكل محكم على حركة الأشخاص.

ونشر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عدة فرق لمراقبة تحركات الأشخاص عبر نقاط التفتيش لتحديد مخاطر الحماية المحتملة والتدابير الممكنة للفلسطينيين للعبور، مع الاهتمام بشكل خاص بالفئات الأكثر ضعفا، مثل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.

وقال المكتب إن المعلومات الأولية تشير إلى أن عددا أقل من الأشخاص عبروا نقاط التفتيش وأن هناك عددا أقل من تلك النقاط مفتوحة هذا العام، مقارنة بأيام الجمعة في العام الماضي.

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه مر قرابة أسبوع منذ إغلاق المعابر إلى غزة، ما منع المساعدات من الدخول مع عواقب وخيمة على المدنيين الذين تحملوا شهورا من المعاناة الشديدة، وأنه من الأهمية بمكان السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة دون تأخير.

وأشار مكتب الأوتشا إلى أنه بموجب القانون الإنساني الدولي، فإن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، ملزمة بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص، بما في ذلك تسهيل وصول المساعدات إلى جميع مناطق غزة وعبرها.

اقرأ أيضاًلجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة.. بين النشأة والمهام والتحديات

الأمم المتحدة تُعرب عن قلقها إزاء تأجيج التوترات والعنف في سوريا

أمين عام الأمم المتحدة يحدد 4 أولويات لضمان الحقوق الكاملة للمرأة

مقالات مشابهة

  • ما حكم ابتلاع الصائم بقايا الطعام الموجودة بين أسنانه؟.. «الإفتاء» توضح
  • كيف تحافظ على رائحة فم منعشة أثناء الصيام؟ نصائح فعالة لشهر رمضان
  • إسرائيل تعتزم وقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء قبل مفاوضات مرتقبة في الدوحة حول الهدنة
  • حماس: الكهرباء في غزة مقطوعة منذ بدء العدوان الصهيوني
  • الصحة الفلسطينية بغزة: خمسة شهداء و37 مصابًا في القطاع خلال 24 ساعة الماضية
  • هل تذوق المرأة الطعام أثناء الصيام يفسده؟ .. الإفتاء تجيب
  • الأمم المتحدة: النازحون في مخيمات جنين وطولكرم يفتقدون أدنى مقومات الحياة
  • حصار البحر والموت في أمواجه.. إسرائيل تدمر قطاع الصيد في غزة
  • استشهاد 6 فلسطينيين في قصف للاحتلال على غزة في الـ48 ساعة الماضية
  • إصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي في وسط وجنوب قطاع غزة