الأسيرة ولاء طنجة.. استقبلت أمها بصفقة وفاء الأحرار واليوم تُحرر بـطوفان الأقصى
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
نابلس- بمثل هذه الأيام، وقبل 12 عاما وبذات الظروف وقفت ولاء خالد طنجة وهي طفلة لما تبلغ عامها الـ15 آنذاك، لجانب خالاتها وأقاربها عند شارع القدس قرب حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بانتظار الإفراج عن والدتها الأسيرة لطيفة أبو ذراع برفقة عشرات الأسيرات اللواتي تحررن حينها ضمن صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط).
وفي أغسطس/آب 2022 اعتقلت ولاء عند حاجز "الياهو" العسكري الإسرائيلي قرب مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، وخضعت لتحقيق وعزل قاس في سجن "بتاح تكفا" الإسرائيلي لـ28 يوما، وكانت النيابة الإسرائيلية تطلب حكما بالسجن نحو 7 سنوات بتهمة إطلاق نار، لكن الحرب على غزة حالت دون صدوره.
واليوم وبعد هذه السنوات يعاد المشهد نفسه بصورته المجردة وبتفاصيله الدقيقة، وتتحرر الأسيرة ولاء وهي ابنة (27 عاما) بعد 15 شهرا من الاعتقال في سجن الدامون الإسرائيلي حيث أطلق سراح والدتها قبل 12 عاما، وبموجب صفقة تبادل أيضا.
ظروف إفراج مهينة
وبمشاعر فرح مختلطة بحزن عميق، بسبب الغياب قسرا لوالدتها الشهيدة وشقيقها المطارد وظروف حرب صعبة، تقول ولاء مستذكرة لحظة تحرر والدتها ولقاء الجزيرة نت بها آنذاك "رغم الانتظار الطويل، فإنني ضممت أمي حينها، والآن أفتقدها وأخي وآخرين حالت الظروف دون رؤيتهم".
وهي ظروف لا يمكن مقارنتها -كما تقول ولاء للجزيرة نت- بتلك التي تحررت بها والدتها من حيث الانتهاكات الإسرائيلية بحقهن، إذ لم تخبرهن سلطات السجن بالإفراج، وسط اقتحامها لغرفهن وتفتيشهن بشكل عار وشتمهن بأوصاف قاسية ومذلة.
وتضيف ولاء "4 دقائق فقط أمهلونا لارتداء الملابس، ولذلك خرجت معظم الأسيرات بما عليهن من ملابس خفيفة وملابس الصلاة التي ننام بها أصلا خشية أي اقتحام مفاجئ، وتم تقييد أيديهن وأرجلهن بعد تصويرهن دون حجاب، وأخذ بصماتهن وسط ضرب لمعظم الأسيرات، وأنا منهن".
ولم يراع جنود الاحتلال احتياجاتهن الخاصة كأسيرات، لا سيما وأن منهن أسيرة مقعدة وأخريات مسنات، ورفضوا تقديم الماء والطعام لهن، وعزلن 5 ساعات داخل زنازين سجن عوفر قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية قبل أن يفرج عنهن من هناك.
ولم يكتف السجانون بضرب ولاء، بل أخرجوها مقيدة وحافية القدمين، ونقلت عبر البوسطة (حافلة السجن) وهي حافية من سجن الدامون حتى عوفر قاطعة عشرات الكيلومترات، وتقول "استقبلني الأهالي وأنا حافية وسط برد شديد وطريق نخرت وعورتها بقدمي".
وقبل الإفراج عنها استدعى ضابط السجن ولاء ليبعث لها برسالة تهديد ووعيد باعتقالها مجددا قائلا "إن نجت أمك من قبل، فإنك لن تنجي".
وبعد اعتقال 9 سنوات، ومن حكم مقدر بـ35 عاما، تحررت الأسيرة لطيفة أبو ذراع (والدة ولاء) عام 2011، ضمن صفقة وفاء الأحرار، واستشهدت بعد تحررها بسنوات متأثرة بمرض السرطان وأمراض مزمنة أخرى أصابتها بفعل الإهمال الطبي داخل سجون الاحتلال.
ولم تحرم ولاء لقاء أمها فحسب، بل حالت مطاردة الاحتلال لشقيقها محمد طنجة الملقب بـ"الزنكلوني" دون رؤيته، وهي تتخوف من أي مصير له قبل أن تراه أو تحتضنه.
وتلاحق إسرائيل محمد المعتقل سابقا مرتين منذ عامين، وتعده كأحد أبرز المطلوبين لها بمخيم بلاطة، ولاحقته محاولة اغتياله أو اعتقاله مرات عدة، وأصابته بجروح بليغة أدت اثنتان منها لإصابته بشلل شبه كامل بيده ورجله.
ومما زاد غصة المحررة ولاء ليس وحشية الاحتلال التي رافقت عملية الإفراج فقط، بل عقابه للأسيرات منذ بدء الحرب، إذ تعرضن للرش بالغاز والشتم والضرب والعزل والمنع من لقاء أحد والاتصال، وانتهاك خصوصيتهن باقتحام جنود رجال لأقسامهن دون سابق إنذار.
وقدر المستطاع حاولت عائلة ولاء التخفيف من حزنها، فانطلقت باكرا إلى سجن عوفر قرب رام الله لاستقبالها، لكن الاحتلال نغص عليهم باعتقال أحد الأطفال واحتجازه لساعات بعد ضربه بشكل مبرح.
وتقول ليلى شقيقة ولاء الكبرى "بطريق العودة احتجزنا جنود الاحتلال قرب حاجز زعترة جنوب نابلس، وكادوا يطلقون النار علينا، ولم نخبرهم أن ببيننا أسيرة محررة خشية قمعنا بشكل أكبر".
وأضافت ليلى أن شقيقها المطارد محمد كان يستعد لإقامة حفل استقبال كبير لولاء وسط المخيم، لكن الاقتحامات الأخيرة والشرسة لجيش الاحتلال التي وصلت لاقتحام منزلهم وتدميره أكثر من مرة والتهديد باعتقال خالتهم المسنة وتقييدها حالت دون ذلك، أو حتى رؤية محمد لولاء أو الاتصال بها.
ووفق معطيات هيئة شؤون الأسرى يعتقل الاحتلال بسجونه نحو 8 آلاف أسير فلسطيني، بينهم نحو 350 طفلا، إضافة إلى نحو 90 سيدة، 33 منهن قبل الحرب على غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بيان عاجل من حماس بشأن أزمة جثة الأسيرة بيباس
أصدرت حركة المقاومة الإسلامية"حماس" بياناً بشأن أزمة جثة الأسيرة شيري بيباس، وأعربت فيه عن استغرابها من الضجة التي أثارها الاحتلال عقب ادعائه بأن فحص الـ"DNA" أكد أن إحدى الجثث التي سلمتها المقاومة لا تتطابق مع أي أسير إسرائيلي.
وقالت الحركة في البيان:"تستغرب حركة المقاومة الإسلامية حماس الضجة التي يثيرها الاحتلال في أعقاب ادعائه بأن جثمان الأسيرة شيري بيباس لا يتطابق مع فحص الـ DNA، وترفض التهديدات التي أطلقها بنيامين نتنياهو في إطار محاولاته لتجميل صورته أمام المجتمع الصهيوني، وفي سياق الخلافات الداخلية الإسرائيلية".
وأضافت:"وتؤكد الحركة على ضرورة المضي قدمًا في تنفيذ استحقاقات الاتفاق على كافة المستويات".
وتابعت:"نحن في حركة حماس نؤكد جديتنا والتزامنا الكامل بجميع التزاماتنا، وقد أثبتنا ذلك من خلال سلوكنا خلال الأيام الماضية. فلا مصلحة لنا في عدم الالتزام أو الاحتفاظ بأي جثامين لدينا".
وأردفت:"لقد تلقينا من الإخوة الوسطاء ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح.
كما نشير إلى احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجًا عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين."
واختتمت:"سنعلم الإخوة الوسطاء بنتائج الفحص والتحقيق من جانبنا، وندعو في الوقت ذاته إلى إعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية قتلت أثناء القصف الصهيوني".
المصدر:الموقع الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية"حماس".
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن