وزير سابق عن البيجيدي: نفتخر بالتعاقد.. وتدبير الحكومة لقطاع التعليم يطبعه التخبط والارتباك
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
أخبارنا المغربية ــــ ياسين أوشن
قال إدريس الأزمي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والوزير السابق المكلف بالميزانية في حكومة عبد الإله بنكيران، (قال): "نفتخر بالتعاقد"، مضيفا أن "توظيف 140 ألفا إضافة نوعية للمنظومة التعليمية، نظرا إلى أنه وفرنا فرص الشغل للشباب المجاز".
وزاد الأزمي، خلال حلوله ضيفا على برنامج "بوليميك" الذي تبثه قناة "شدى تيفي"، (زاد) "أننا اعتمدنا نظام التعاقد من أجل ضخ دماء جديدة في المنظومة التعليمية"، لافتا إلى أن "الأزمة التي يعيشها قطاع التربية الوطنية اليوم لا تروق أحدا".
رئيس المجلس الوطني لـ"المصباح" اعترف "أننا اليوم أمام أزمة"، مشددا على أن "المسؤول الأول هي الحكومة"، مستطردا أن هذه الأخيرة "أطلقت وعودا كبيرة في البرنامج الحكومي ولم تستطع الوفاء بها".
كما أبرز الأزمي: "أخنوش قال إن التعليم نريد أن نوليه أهمية كبيرة، مقرا أن الحجر الأساس في المنظومة التعليمية هو الأستاذ، ونحن لم نختلف حول هذا الموضوع"، شارحا أن "الحكومة قالت إنها ستدمج الأساتذة المتعاقدين في أسلاك الوظيفة العمومية"، وهذا ما لم تقم به وفق ما تقوله تنسيقية المفروض عليهم التعاقد.
وفي السياق نفسه؛ أكد الوزير السابق أن "الحكومة أقصت نقابات أخرى من مشاورات قطاع التربية الوطنية"، مشددا على أنها "نقابات لها حضور في الميدان وبمقدورها المساهمة في حلحلة هذه الأزمة".
"إن إعداد النظام الأساسي عرف تعتيما خلال الاشتغال عليه"، يقول الأزمي قبل أن يواصل أن "هذا النظام تضمن زيادة في ساعات العمل، علاوة على عقوبات رفضها الأساتذة، فضلا عن نظام تحفيزي انتقائي لم يشمل الأساتذة"، خالصا إلى أن "النظام الأساسي لا يتضمن زيادة 2500 درهم التي وعدت بها الحكومة".
تجدر الإشارة إلى أن الأساتذة يواصلون إضرابهم المتسمر لقرابة شهرين من الزمن، من أجل المطالبة بإسقاط النظام الأساسي، الذي تقول الشغيلة التعليمية إنه مجحف وغير منصف، نظرا إلى ما يتضمنه من بنود لا ترقى إلى مستوى تطلعات رجال ونساء التعليم، الذين يسطرون كل أسبوع برنامجا نضاليا، إلى حين الاستجابة لمطالبهم التي يقولون إنها عادلة ومشروعة.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
عمار نجم الدين
تصريحات وزير الإعلام السوداني لقناة الجزيرة اليوم خالد الإعيسر تعكس بوضوح استراتيجية النظام في الخرطوم التي تعتمد على تكرار الكذبة حتى تصير حقيقةً في نظر مُطلقيها. عندما يصف الوزير الدعم السريع بـ”الخطأ التاريخي” ويزعم تمثيل السودانيين، فإنه يغفل حقائق دامغة عن طبيعة الصراع وأدوار الأطراف المختلفة فيه.
في خضم هذه الدعاية، يُظهر الواقع أن الانسحاب الأخير لقوات الدعم السريع من سنجة، تمامًا كما حدث في انسحاب الجيش في مدني وجبل أولياء وانسحاب الدعم السريع من أمدرمان، ليس إلا فصلًا جديدًا من فصول التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الانسحابات لم تكن وليدة “انتصار عسكري” كما يدّعي النظام، بل هي نتيجة مباشرة لمفاوضات سرية أُجريت بوساطات إقليمية، خاصة من دول مثل مصر وإثيوبيا وتشاد، وأسفرت عن اتفاق لتبادل السيطرة على مواقع استراتيجية وضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة.
ما حدث في سنجة هو نتيجة لتفاهمات وُقعت في أواخر أكتوبر 2024 في أديس أبابا تحت ضغط إقليمي ودولي. الاتفاق، الذي حضرته أطراف إقليمية بارزة، مثل ممثل رئيس جنوب السودان ووزير خارجية تشاد، شمل التزامات متبادلة، من بينها انسحاب الدعم السريع من مواقع محددة مثل سنجة ومدني، مقابل:
ضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة أثناء تحركها من المواقع المتفق عليها. تبادل السيطرة على مناطق استراتيجية، حيث التزم الجيش السوداني بانسحاب تدريجي من مناطق مثل الفاشر، مع الإبقاء على وحدات رمزية لحماية المدنيين. التزام بوقف الهجمات لفترة محددة في المناطق المتفق عليها لتسهيل التحركات الميدانية وإعادة توزيع القوات.انسحاب الجيش السوداني من الفاشر سوف يكون تدريجيًا، يُظهر أن الطرفين يعيدان ترتيب أوراقهما ميدانيًا وفق التفاهمات السرية، لا على أساس أي انتصارات عسكرية كما يدّعي النظام.
النظام في الخرطوم، كعادته، يسعى إلى تصوير هذه التطورات الميدانية كإنجازات عسكرية، معتمدًا على خطاب تضليلي يخفي حقيقة أن ما يحدث هو نتيجة لاتفاقات سياسية تخدم مصالح الطرفين أكثر مما تحقق أي مكاسب للشعب السوداني.
ادعاء الوزير بأن النظام يمثل السودانيين، في مقابل القوى المدنية التي “تتحدث من الخارج”، هو محاولة أخرى لإقصاء الأصوات الحقيقية التي تمثل السودان المتنوع. هذه المركزية السياسية، التي لطالما كرست التهميش ضد الأغلبية العظمى من السودانيين، تعيد إنتاج نفسها اليوم بخطاب مكرر يفتقر لأي مصداقية.
الحديث عن السلام وفق “شروط المركز” هو استمرار لنهج الإقصاء، حيث يرفض النظام الاعتراف بالمظالم التاريخية، ويمضي في فرض حلول تخدم مصالحه السياسية دون النظر إلى جذور الأزمة. السلام الحقيقي لا يتحقق بشروط مفروضة من الأعلى، بل بإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تضمن العدالة والمساواة.
خطاب النظام حول “الانتصارات العسكرية” و”مواجهة المؤامرات الدولية” ليس سوى وسيلة لتبرير القمع الداخلي وتحريف الحقائق. الحقيقة الواضحة هي أن الانسحاب من سنجة وستتبعها الفاشر وغيرها من المناطق تم نتيجة مفاوضات سياسية بوساطة إقليمية، وليس نتيجة “نصر عسكري” كما يزعم النظام. هذه الممارسات تفضح زيف الرواية الرسمية وتؤكد أن الأزمة الراهنة ليست صراعًا بين دولة ومليشيا، بل هي امتداد لصراع مركزي يهدف إلى تكريس الهيمنة والإقصاء.
إذا كان النظام السوداني يسعى حقًا لإنهاء الحرب وبناء السلام، فعليه أولًا التوقف عن الكذب والاعتراف بمسؤولياته في خلق هذه الأزمة. السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم، والاختيار بين الحقيقة أو الكذبة سيحدد مصير البلاد لسنوات قادمة.
الوسومالفاشر حرب السودان سنجة