قحت كالمستجير من ازمة الانقلاب وتداعياته الكارثية بالمكون الانقلابي !
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
نفت قوى الحرية والتغيير، في بيان لها ، صحة خبر ، نقله موقع صحيفة "اليوم التالي"، وصفته بالكاذب،" فحواه أن قيادات من الحرية والتغيير ،تواصلت مع قائد القوات المسلحة، طالبةً منحها الحصانة للعودة للسودان ، ومقابلته." وفي حين شدد التصريح الصحفي ،الذي اصدرته بهذا الخصوص، على نفي طلب" الحصانة"، الا انه تجاهل الاشارة لطلب "المقابلة" لطرح “مقترح خارطة طريق لإنهاء الحرب” ، حسب ما نقل عن السيادي ،ولم ينفه ولم يؤكده.
ومع ذلك، فقد ثبت التصريح، بطريقة غير مباشرة، واقعة الطلب الثاني،حيث كشف بان لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية ،بقوى الحرية والتغيير ،قد بعثت " برسالتين لكلٍّ من القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع ،وذلك استمراراً لتواصلها ،الذي لم ينقطع مع الطرفين، بهدف التعجيل بوقف إطلاق النار لمعالجة الكارثة الإنسانية، وفتح المجال لمخاطبة جماعية لقضايا بلادنا عبر مسار سياسي سلمي."
فمنذ ان نقلت مركز نشاطها الى الخارج ، احدثت قوى الحرية والتغيير قطيعة مع الداخل ،مع الشارع السياسي بكل مكوناته وتقاليده النضالية ،واصبح لزاما عليها ،بالمقابل ، ان تعتمد كليا على العمل الديبلوماسي والسياسي الفوقي،وما يرتبط بذلك من نزوع للمساومة والتسوية ،كما يتبدى من محصلة نشاطاتها، منذ ان غادرت قياداتها البلاد ، ورهنت نفسها للاقدار الاقليمية والدولية. وهي بذلك تعيد تجربة التجمع الوطني الديموقراطي،وانزلاقه في "رمال السياسة الدولية المتحركة ".
قد يبدو متسقا، مقدمة ونتيجة ،في ظل هذا الاختيار المبدئي، ان تتطلع مركزية قوى الحرية والتغيير ،للقاء الجنرال البرهان،كذروة في نشاطها الهادف لاستعادة" المسار الانتقالي الديموقراطي بقيادة مدنية " ، وذلك بعد ورود انباء عن لقاء تم بين د.عبدالله حمدوك ،رئيس تنسيقية القوى المدنية الديموقراطية ،تقدم ،التي تشكل قوى الحرية والتغيير جزء منها،مع نائب البرهان،الجنرال شمس كباشي ،في الامارات،التي وصلها الاسبوع الماضي ،في زيارة غير معلنة. وقد سبق اللقاء، الذي تم في العين، مقابلة تلفونية مطولة بين الاثنين،كما جاء في الانباء.لم يتم الكشف لا عن محتوى المكالمة الهاتفية، ولا عما دار في اللقاء المباشر بينهما.
غير ان هذا التوجه للتواصل مع المكون الانقلابي،بحجة التغلب على الانقلاب وتداعياته ،لايخلو من ارتداد على نهج ثورة ديسمبر ،ومن تجاهل للمعطيات التي افرزها انقلاب 25اكتوبر 2021 ، وما انتجه من واقع سياسي جديد.
فتوجه مركزية الحرية والتغيير، لطلب لقاء البرهان للتفاكر بشان "فتح المجال لمخاطبة جماعية لقضايا بلادنا عبر مسار سياسي سلمي." يعمل على تكريس المكون الانقلابي طرفا في العملية السياسية ،قيد التشكل ،لتفكيك ازمة الانقلاب وذروة تداعياتها في ازمة 15 ابريل، ويجعل من افق العملية السياسية ، المشار اليها، هو استعادة الشراكة بين المكونين ،المدني والعسكري،واستدامة نهج الردة. وهو الخط الذي ظلت تشتغل عليه الرباعية الدولية ،( الولايات المتحدة الامريكية،والمملكة المتحدة و الامارات العربية المتحدة ،والمملكة العربية السعودية )، منذ بداية الازمة ،واورثته للثلاثية،بقيادة بعثة الامم المتحدة بالسودان ،مقابل خط ملتزم بنهج ثورة ديسمبر ،مرتبط بنبض الشعب، يرفض العودة لاوضاع ماقبل 25 اكتوبر،ويشدد على مساءلة الانقلاب وتصفيته.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوى الحریة والتغییر
إقرأ أيضاً:
سلام يواجه ازمة جدية… ما مصير التشكيل؟
تستمرّ الأزمة التي تعصف بعملية تشكيل الحكومة في ظلّ الطموحات والمطالب الكثيرة التي لا يمكن للرئيس المُكلّف نواف سلام تلبيتها جميعها، إذ من الواضح أن الحصّة الشيعية هي التي حُسمت بعد تكثيف التواصل بين الرئيس المُكلّف وثنائي حركة أمل وحزب الله، حيث تمّ التوافق على كل التفاصيل بشكل شبه كامل ونهائي.
باستثناء حصة "الثنائي"، فإنّ العُقد التي تعرقل ولادة الحكومة لا تزال مُعقّدة، إذ إنّ الأزمة بين "القوات اللبنانية" وسلام تتزايد يوماً بعد يوم، وهذه الأزمة بلغت حدّ التصريحات الاعلامية المعلنة من قِبل نواب "القوات" ومسؤوليهم، حيث حمّلوا الرئيس المُكلّف مسؤولية فشل الاتفاق معهم على اعتبار أنّ الأخير لا يعتمد معياراً واحدا وواضحاً في التشكيل.
لكن لدى سلام أزمة جدية، إذ إنّ الحصة الشيعية واضحة المعالم، وإن كان الشيعة سيحصلون على وزارة سيادية فإن ذلك يعني أنّ "الثنائي" هو الذي سوف يحصل عليها، أما في الواقع المسيحي كمثال، يبدو من الصعب فهم كيفية توزيع الحصص المسيحية، لذلك فقد أخذ رئيس الجمهورية جوزاف عون كامل الحصص السيادية لصالحه ولم يُعطِ "القوات" و"التيار الوطني الحر" أياً منها.
من هنا يبدو أنّ "القوات" قد تتّجه الى مقاطعة الحكومة وهذا أمر وارد جداً في حال استمرار الخلاف، وربما تكون تصريحات "القوات" وسقفها العالي جزءاً من الكباش بهدف تحسين شروطها والحصول على اكبر حصّة وزارية ممكنة، وإلّا كيف ستواجه "القوات اللبنانية" جمهورها من خلال مقاطعتها لحكومة قد تمنحها الفرصة الأفضل على الاطلاق للمشاركة في السّلطة.
وفي الوقت الذي استطاع فيه سلام حلّ أزمة "الحزب التقدمي الاشتراكي" على حساب قوى التغيير ومنحه وزارتين، تبقى المُعضلة الاساسية مع القوى السّنية والتي سيكون حلّها شبه مستحيل إذا استمرّ الخلاف مع الكتل النيابية السنيّة التي لم تحصل أي منها على ما تطمح اليه، ما من شأنه أن يحجب الثقة عن سلام بشكل جدّي. المصدر: خاص "لبنان 24"