سودانايل:
2025-04-12@07:50:57 GMT

من الذي يصنع الأحداث في السودان؟

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

السؤال الجوهري؛ الذي تتهرب منه النخب السياسية و حتى المثقفين؛ هو من الذي يصنع الأحداث في السودان منذ تشكيل حكومة عبد الله حمدوك الأولى في أغسطس 2019م حتى اليوم و لماذا؟
الإجابة على السؤال؛ سوف تبين أين تكمن القوة و أين يكمن الضعف في المجتمع، و الذي يملك اليد الطولى في صناعة الأحداث هو الذي سوف يكون له الأثر الكبير في تشكيل مستقبل السودان.

الملاحظ؛ أن أغلبية المعلومات المنتشرة في الساحة السياسية تخمينات، أو نتاج تحليلات تستند لمعلومات فيها شيء من الضعف. و المشكلة الأكبر في تغبيش الوعي، أن أغلبية مصادر المعلومات بعض الذين يشتغلون ب "الايفات" و يحاولون نشر أخبار و معلومات تتوافق مع رغباتهم الشخصية، و هي معلومات غير موثقة، و لا يمكن الاعتماد عليها في التحليلات السياسية، و رغم ذلك تجدها معلومات منتشرة في العديد من القروبات، خاصة قروبات المثقفين و السياسيين المخضرمين، و هنا تكمن الأزمة السياسية، لآن المعلومات الخاطئة تتبني عليها افراضات غير صحيحة و تؤدي إلي نتائج خاطئة.
إذا رجعنا لتاريخ ثورة أكتوبر و إنتفاضة إبريل، و مع بعض الاختلاف في التغيير الذي حدث في الواقع السياسي و الاجتماعي، نجد أن حركة القوى السياسية هي الأكثر فاعلية، و هي التي كانت تنشر الأخبار و المعلومات، و حتى تحليلات الأحداث يقوم بها عدد كبير من القيادات السياسية للأحزاب، و مبنية على معلومات صحيحة لقدرتها على الاتصال بالكل و تمسكها بثقافتها الحوارية مع الأخر. الآن الأحزاب تنتظر المعلومات عن الحرب من الجيش و الميليشيا، وأيضا تنتظر المعلومات التي لها علاقة مباشرة بالسياسة من قيادات الجيش. ماذا حصل في مفاوضات جوبا؟ هل وفد الجيش حضر، و لا عنده شروط أخرى؟ هل تستجيب قيادة ميليشيا الدعم لمطالب الجيش أم سوف ترفضها و يبقي الحال كما كان عليه...!؟ تتعالى الانفاس عند إعلان بدأ المفاوضات و ترى الاحباط في وجوه الكل عندما تنفض دون أي تقدم، هؤلاء هم الذين أصبحوا يصنعون الحدث، و القوى السياسية ما عليها غير الانتظار و الترقب أنقلب الفعل السياسي تماما.
أن القوى السياسية إذا لم تكن لها علاقة وطيدة بالشعب، و لها قنوات أتصال معه لكي يمكنها من فتح حوار معه، لن تستطيع أن تكون مؤثرة في الواقع، و في حالة ضعف القوى السياسية و انقساماتها لابد أن تبرز قيادات جديدة لها فكر جديد، و قادرة على استيعاب الواقع و تناقضاته، و تستطيع أن تدير الأزمة بكفاءة عالية لإنجاز أفكارها، أن الأجيال الجديدة يجب أن لا تتأثر بإرث الفشل المتراكم الذي خلفته القوى السياسة جميعها. أن تنطلق من أفتراضات جديدة لكي تكسب أكبر قاعدة أجتماعية تغير بها ميزان القوى في المجتمع. و تصدر شعارات تتناسب مع رؤيتها الجديدة، أغلبية الشعارات السابقة أصبحت فيها لغط، و هذا لا يعني بإسقاط شعار الجماهير " حرية سلام و عدالة" هو شعار تؤسس عليه أعمدة التحول الديمقراطي، و يجب أدوات أنجازه تتوافق مع الشعار نفسه لا تتناقض معه.
في حوار أجري مع البروف شريف حرير و نشر في جريدة " الراكوبة" يحمل العديد من الأفكار الجيدة. و بروف شريف حرير و معه الدكتور تيرجي تفيدت ألفا كتاب " السودان الإنهيار أو النهضة" والآن السودان يقف على اعتاب هذا العنوان الانهيار أو النهضة. و النهضة تحتاج لتغيير طريقة التفكير و ضخ متواصل للأفكار و فتح الحوار حولها، و الإنهيار يحتاج من الكل أن يتمسك برؤيتهم و يعتقدون هى وحدها المخرج، أي عدم الاعتراف بالأخر و حوار مشروعه.. يقول الشريف حرير في اللقاء ( أن المشاركة التى توفرها لنا الديمقراطية هدف نصبوا إليه،لكن أى ديمقراطية هى التى تناسبنا ..هذا أمر يستلزم أن نراجع جميعا تفكيرنا حوله. الذين طبقوا نظام ديمقراطية ويستمنستر أخذوا منه صندوق الاقتراع وحده دون مراعاة لمتطلبات الديمقراطية الأخرى) واحدة من إشكالية التحول الديمقراطي " أي ديمقراطية يجب أن نتعلق على أستارها" أن شعار الديمقراطية مقبول من كل السودانيين لكنه يحتاج لفتح حوار حوله، لكي نجعلها تتلاءم مع مجتمعنا، لا نكتف بالنقل.. و هناك فرق كبير بين أن تنقل تجارب الأخرين، أو تستفيد من تجارب الآخرين، و الاستفادة من ما كتب كإستنارة عن الديمقراطية في تطورها التاريخي، و تمظهراتها في مجتمعات الدول الديمقراطية.
و في فقرة أخرى يقول البرف حرير (مهما كانت شعوبنا تحتاج للديمقراطية، وتحتاج منا نحن المتمردين فى الانتلجنسيا السودانية أنت وانا وغيرنا أن نقود التطور لكى ننجز ديمقراطية التحول حتى نستعيد دولتنا، بعدما حولها الإسلاميون لدولة جبهة وحزب. علينا توعية شعبنا من أجل خلق مشروع واضح المعالم لكى ننجز الدولة الديمقراطية) هذا هو التحدي الذي يواجه القوى السياسية تقديم مشروع سياسي واضح و مفصل، و ليس كما درجت الأحزاب تقديم شعارات تؤكد فيها عجزها، و كل قوى سياسية تقدم مشروعا يجب أن تتأكد ليس مشروعها هو القول الفصل، بل كل المشاريع يجب أن تتحاور لخلق مشروع واحد يتفق عليه الجميع، لآن مشروع التحول الديمقراطي في دولة فيها العديد من التيارات السياسية و الأيديولوجية و التنوع بكل أشكاله لابد أن تقتنع قادتها بالتنازل من أجل الوصول للاتفاق.. و الديمقراطية تعتمد فقط على أداتين المفاوضات و الحوار و تسقط تماما ادوات العنف و التعالي و الإقصاء و غيرها.
أن صناعة الحدث؛ تعتمد على الحركة الفاعلة على إقناع الجماهير وفق برنامج معد سلفا، و أيضا على قدرة القيادات على قراءة الواقع قرأة سليمة، و أيضا القدرة على إحداث أختراق في حائط التحديات مع الوعي الكامل في إدارة الأزمة، و الانفتاح على الأخر عبر الحوار، أما وضع الحواجز بالشروط العديدة تعقد الأزمة أكثر. و أدوات الديمقراطية تختلف تماما عن أدوات الشمولية.. يتغير ميزان المعادلة عندما تصبح القوى السياسية عندها القدرة على الإقناع، و أيضا صلة قوية بالجماهير، و تحريكها من أجل تحقيق المشروع السياسي المطلوب.. و هناك فرق كبير جدا أن تتدثر بالشعارات ديمقراطية من أجل مسعى للسلطة، و أنه سوف ينكشف حالا، و بين أن تستخدم الأدوات الديمقراطية لكي تصل لها. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة من أجل یجب أن

إقرأ أيضاً:

رتل ثان من قوات سوريا الديمقراطية يغادر حلب وحملة أمنية بحمص

غادر الرتل الثاني من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حيين في حلب باتجاه شرق الفرات، في حين نفذ الأمن السوري حملة في حمص أسفرت عن اعتقال عدد من المطلوبين.

وقال مراسل الجزيرة إن الرتل الذي يبلغ عدد أفراده نحو 500 مقاتل، خرج من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، في حلب، باتجاه مناطق شرق الفرات.

ويأتي ذلك ضمن الاتفاق الذي توصلت له الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها العنصر الكردي، الشهر الماضي، والمتعلق بإعادة إدماج الحيين في هيكلة الحكومة السورية.

وفي 10 مارس/آذار الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اتفاقا يقضي باندماج قوات "قسد" في الجيش السوري ومؤسسات الدولة الأخرى، والتأكيد على أن المجتمع الكردي مكون أصيل من مكونات الشعب والدولة.

وشمل الاتفاق ضم كافة المنطقة الواقعة تحت سيطرة "قسد" ضمن أجنحة الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك المعابر والمطارات وحقول النفط، إلى جانب عودة السوريين المهجّرين إلى بلداتهم وقراهم شمال شرقي سوريا، على أن يكتمل تنفيذ الاتفاق قبل نهاية العام الجاري.

من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني بأن الأمن العام السوري نفذ حملة أمنية في أحد أحياء منطقة المهاجرين بمدينة حمص، ما أسفر عن إلقاء القبض على عدد من المطلوبين.

إعلان

وذكر المصدر أن الوحدات المختصة تواصل عمليات البحث عن أسلحة مدفونة في المكان نفسه.

وفي السياق ذاته، تمكنت إدارة الأمن العام من اعتقال مشتبه به ينتمي إلى خلية إرهابية في حي الزهراء، بمدينة حمص؛ حيث قالت إدارة الأمن العام إنه كان يتلقى مبالغ مالية لشراء مواد تفجير، بغرض استهداف تجمعات قوى الأمن العام والمدنيين.

مقالات مشابهة

  • تريزيجيه يصنع هدفًا والريان يمطر شباك الشمال بخماسية بالدوري القطري.. فيديو
  • أحمد حسام عوض في سويسرا للمشاركة في ماجستير الأحداث الرياضية
  • انتخابات 2025: القوى السياسية تراهن على عودة الصدر
  • محمد اليمني: مخطط الشرق الأوسط الجديد بدأ بالفعل.. ولولا الدعم الأمريكي لإسرائيل لسقطت
  • اجتماع بصنعاء يناقش الموجهات الإعلامية في ظل الأحداث الجارية باليمن وفلسطين
  • اجتماع برئاسة وزير الإعلام يناقش الموجهات الإعلامية في ظل الأحداث الجارية باليمن وفلسطين
  • السودان الجديد الذي يسوق له “دقلو” هو ارض جدباء بلا سكان ولا بنى تحتية
  • رتل ثان من قوات سوريا الديمقراطية يغادر حلب وحملة أمنية بحمص
  • خروج الرتل الثاني من قوات سوريا الديمقراطية من حلب
  • خروج الرتل الثاني لقوات سورية الديمقراطية من حلب