المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام: تمكين السودان: الدور الحاسم للمرأة في عمليات السلام
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
يؤكد التاريخ الطويل للصراع في السودان حوجة البلاد الحيوية لسلام مستدام، لذلك يتطلع هذا السرد لإبانة الدور المتعدد الوجوه للمرأة السودانية مع التركيز على إمكاناتها كمحفز للتغيير الإيجابي في بناء سلام شامل ومستدام. وبما أن النساء يشكلن نصف سكان السودان، فإن مشاركتهن النشطة ليست مجرد مسألة مساواة ولكنها ضرورة استراتيجية.
نشاط المرأة في ظل الأزمات
للمرأة في السودان تاريخ غني من النشاط السياسي، وغالبًا ما تلعب أدواراً محورية في المنعطفات الحرجة. وعلى الرغم من مساهماتهن الفاعلة، لم تحظ المرأة السودانية لا بالإعتراف الرسمي في العمليات السياسية أو التمثيل الموضوعي في الحكومات. وقد شهدت الأزمة الأخيرة منذ أبريل 2023 ردة فعل نسوية نشطة لمواجهة العنف، حيث تم تشكيل تحالفات وحركات مثل “نساء ضد الحرب”. وقد إستخدمت هذه المجموعات، التي تضم مناصرين بارزين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، وسائل التواصل الاجتماعي والمبادرات الميدانية لتوثيق إنتهاكات حقوق الإنسان وتقديم الدعم الضروري للنازحين داخليًا.
التعاون الدولي من أجل السلام
مؤخرًا، شهدت القاهرة في نوفمبر 2023 لحظة مهمة في سعي المرأة السودانية من أجل تحقيق السلام ، حيث إجتمعت أكثر من 20 مبادرة وائتلافًا بقيادة المرأة من خلفيات متنوعة. ويهدف الإجتماع الذي نظمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ويونيتامس، ومبادرة إدارة الأزمات (CMI)، والسلام الشامل، إلى تعزيز التنسيق بين المجموعات النسائية. وقد وفر هذا الحدث منبراً لإستكشاف مفاهيم المناصرة وآليات التعاون والأنشطة المستقبلية. وأظهر التجمع إمكانات التعاون الدولي لرفع صوت المرأة السودانية عالياً من أجل السلام.
النساء في محادثات جوبا للسلام
شهدت الفترة الإنتقالية في السودان محادثات جوبا للسلام، وقد تم إقصاء المرأة السودانية في هذه المحادثات، والتي تمخض عنها إتفاق جوبا للسلام. وعلى الرغم من تضمُن الإتفاق بعض التمثيل للمرأة في النهاية، إلا أن إستبعادهن عن المفاوضات الرسمية كان تحدياً للنساء. تباينت شمولية إتفاق جوبا للسلام للنوع الإجتماعي عبر المسارات، حيث برز إتفاق دارفور بإعتباره الأكثر شمولاً للنوع الاجتماعي. إن التمثيل غير المنصف للمرأة في هذه المحادثات يؤكد الحوجة إلى الإدماج الحقيقي، وليس مجرد التمثيل الرمزي.
وجهات نظر تاريخية
إن التفكر بروية في عمليات السلام السابقة، مثل إتفاق سلام دارفور وإتفاق السلام الشامل لعام 2005، يوضح التأثير الناجح للمرأة. وفي دارفور، مكنت الدعوة الفعالة واستراتيجيات الاتصال والدعم الدولي النساء من صياغة أجندة مؤيدة للمرأة. ومع ذلك، فإن التنفيذ غير الكامل لأحكام اتفاق السلام الشامل في جنوب السودان أظهر التحديات المتمثلة في ترجمة الأطر القانونية إلى تغيير ذي معنى.
الإطار القانوني والتمييز بين الجنسين
وقد واجه الإطار القانوني المعقد في السودان، والمتجذر بعمق في تقاليد الشريعة الإسلامية، إنتقادات بسبب الممارسات التمييزية ضد المرأة. لذلك يثير عدم التصديق على بروتوكول حقوق المرأة في أفريقيا (مابوتو) وإتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) مخاوف بشأن الضمانات القانونية للمرأة. إن إحجام السودان عن تبني هذه الإتفاقات الدولية بشكل كامل يعيق التقدم في مجال الصحة الإنجابية، والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والمساواة الشاملة بين الجنسين. إن إعادة النظر في هذه الإتفاقات أمر بالغ الأهمية لمواءمة الإطار القانوني للسودان مع الالتزامات الإقليمية.
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تم إحرازه، إلا أن الإمكانات الكاملة لمشاركة المرأة في عمليات السلام في السودان لا تزال غير محققة. ويتطلب التصدي لهذه التحديات بذل جهود متواصلة لتهيئة بيئة تساهم فيها المرأة بنشاط في تشكيل مستقبل السودان، وضمان مجتمع أكثر شمولاً وإنصافاً.
التوصيات
زيادة تمثيل المرأة: ضمان التمثيل الموضوعي للمرأة في مفاوضات السلام، وإتاحة الفرصة لها للاضطلاع بدور فعال في تشكيل مستقبل السودان.
الإصلاحات القانونية: التصديق بشكل عاجل على بروتوكول (مابوتو) وإضفاء الطابع المحلي على إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) لتوفير الحماية القانونية الشاملة للمرأة، ومواءمة القوانين السودانية مع المعايير الدولية.
الدعم الدولي: التعاون مع المنظمات الدولية لمواصلة الجهود في النهوض بحقوق المرأة، بما في ذلك برامج بناء القدرات.
الوعي العام: تعزيز الوعي بمساهمات المرأة في السلام، والتصدي للصور النمطية والتحيزات التي تعيق مشاركتها النشطة.
بناء القدرات: الإستثمار في مبادرات بناء القدرات لتمكين المرأة في المواقع القيادية والأدوار الدعوية، وضمان حصولها على المهارات والموارد اللازمة لإحداث التغيير.
كريستين كيرابو
مسؤول البرامج القانونية
المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان المرأة فی للمرأة فی
إقرأ أيضاً:
يناقشه مسلسل عايشة الدور في رمضان 2025.. 7 طرق لبدء حياة جديدة بعد الانفصال
تُشارك الفنانة دنيا سمير غانم في سباق الأعمال الفنية التي تُعرض ضمن الخريطة الدرامية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في رمضان 2025، من خلال تجسيد دور البطولة في مسلسل عايشة الدور، الذي يدور في إطار إجتماعي كوميدي، ويستمر لـ15 حلقة فقط.
تلعب الفنانة دنيا سمير غانم دور شخصية كوميدية تُدعى عايشة في مسلسل عايشة الدور وهي أم مطلقة لديها طفلين، تعيش حياة صعبة تملأها التحديات بعد انفصالها عن زوجها حتى تجد فرصة للحياة من جديد عندما تدخل الجامعة بدلًا من ابنة أختها، لتعيش مفارقات اجتماعية طريفة تنتقل فيها من دور الأم البائسة إلى الطالبة الجامعية المرحة، وفي هذا الإطار نستعرض 7 طرق تساعد المرأة المطلقة على التعافي من آثار الطلاق وبدء حياتها من جديد، وفق ما رصده موقع «worksafe.act».
- ينبغي على المرأة المُطلقة ألا تهرب من مشاعر الحزن التي تعيشها، بل يجب أن تعطي الفرصة لمشاعرها السلبية بالتحرر من خلال الحديث مع الأشخاص المقربين والتفريغ بالكتابة أو استشارة أخصائي نفسي مختص حتى التعافي تمامًا من الآثار السلبية التي خلفتها تجربة الانفصال.
- يجب على المرأة المنفصلة تجنب متابعة وملاحقة الطرف الأخر سواء على أرض الواقع أو من خلال وسائل التواصل الإجتماعي لأن ذلك يطيل من حزنها ويزيد من مشاعرها السلبية.
- تجنب الدخول في علاقات عاطفية عابرة ومتسرعة بغرض سد الحاجة العاطفية الناتجة عن الانفصال، إذ ينبغي أن تُعطى المرأة نفسها الوقت الكافي للتعافي من آثار الانفصال.
- من الضروري أن تفكر المرأة في توسيع علاقاتها الاجتماعية وتجنب الجلوس بمفردها في المنزل، وذلك من خلال الذهاب إلى النادي أو التطوع في أحد الجمعيات الخيرية.
- عدم الإهمال في النفس وضرورة الاهتمام بالمظهر الخارجي لأن ذلك يعطي المزيد من الثقة بالنفس، وينعكس بالإيجاب على علاقة المرأة بأطفالها وأهلها.
- الحرص على ممارسة الرياضة بشكل منتظم من خلال الاشتراك في أحد الصالات الرياضية، أو تخصيص وقت للمشى والجري مع أطفالها.
- ممارسة الهوايات المفضلة لدى المرأة وتنميتها مثل الرسم أو العمل اليدوي لسد وقت الفراغ لديها.
فريق عمل مسلسل عايشة الدوريشارك في بطولة مسلسل عايشة الدور بجانب دنيا سمير غانم، كل من عمر الشناوي، رحاب الجمل، ليلي عز العرب، نور محمود، فدوى عابد، العمل من تأليف كريم يوسف وإخراج أحمد الجندي.