صحيفة أمريكية: حل الدولتين هو طريق الوحيد للمضي قدمًا أمام إسرائيل والفلسطينيين
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أنه كان يتعين على إسرائيل والفلسطينيين أن يتفقا منذ فترة طويلة على الحل الوحيد المنطقي ألا وهو: إقامة دولتين منفصلتين جنبا إلى جنب. لقد حاولا مرارا وتكرارا، ولكن في خضم العاطفة الدينية المتأججة والمظالم، دائما ما يفقد السلام دائما. وتساءلت هل هناك أي فرصة لأن تكون الأمور مختلفة عندما يتم إسكات البنادق هذه المرة؟ فالحروب تنتهي عندما يستنتج الطرفان أنه ليس لديهما ما يكسبانه من القتال.
قالت الصحيفة في مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الإلكتروني - إنه في ظاهر الأمر، لا يبدو الموضوع واعدا. لقد أدى الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر والهجوم الانتقامي الإسرائيلي الضخم على غزة، إلى الكثير من الموت والدمار وأشعل الكراهية الطائفية في الولايات المتحدة وخارجها.
وأضافت أن كل ثوران حدث في الماضي – سواء كانت حربا أو انتفاضة أو غارة عسكرية – لم يثبت إلا أن أيا من الطرفين لم يستطع تحقيق الأمن أو الكرامة أو السلام الذي طال انتظاره من خلال العنف. بل وعلى العكس من ذلك، فإن كل ثوران لا يؤدي إلا إلى زيادة الانقسامات ويقود إلى إراقة المزيد من الدماء في المرة القادمة.
وأضافت الصحيفة أنه في الواقع، فإن الشكل الذي قد يبدو عليه السلام ليس لغزا: فقد تم بحث شكل الدولة الفلسطينية بتفاصيل دقيقة من خلال مؤتمرات السلام والاجتماعات والمفاوضات والمبادرات الخاصة المتعاقبة المعروفة باسم عملية السلام. وكانت اتفاقيات أوسلو في التسعينيات بمثابة إنجاز كبير في جلب القادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الطاولة وإرساء المبادئ الأساسية للتعايش. وفي عام 2000، طرح إيهود باراك، رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الوقت، عرضا كبيراً على الطاولة للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من أجل حل الدولتين، وهو العرض الذي رفضه لأنه رأى أنه غير كاف.
وأشارت نيويورك تايمز إلى تعثر الكثير من المبادرات، بسبب العنف والسياسة والظروف. والضحايا ،كما هو الحال دائما في هذه الحرب القاسية، هم الأطفال والنساء والرجال الذين يريدون فقط العيش في سلام. في حين ينتصر المتعصبون الذين يسعون لتحقيق أهدافهم المطلقة بالقتل والاستفزاز والخداع.
وأوضحت الصحيفة أن الكيفية التي سينتهي بها القتال الحالي ستشكل الكثير مما سيحدث بعد ذلك. فليس هناك ما يشير إلى ما إذا كانت الهدنة وتبادل الرهائن والأسرى ستصمد، أو إلى متى ستصمد إذا استمرت. ولكن لا تزال هناك كل الأسباب التي تدعونا إلى التفكير فيما هو أبعد من القتال، وذلك فقط لأن التكلفة الرهيبة التي يتكبدها تتطلب التعقل.
وفي الوقت نفسه، يتعين على إسرائيل ومؤيديها أن يتقبلوا أن هذه ليست منافسة متكافئة. إن إسرائيل هي القوة المهيمنة هنا، وفي الصراع الحالي، ستحتاج إسرائيل مرة أخرى إلى أن تكون أول من يتحرك نحو إنشاء دولة فلسطينية. ولكن البدائل ــوهي استمرار الاحتلال وضم الأراضي المحتلة إلى إسرائيل ــ ستكون لها عواقب أسوأ بشكل واضح.
ورأت أنه من أجل هذا الاختيار، يتعين على إسرائيل أن تتخلى عن حكومة نتنياهو، التي عملت بثبات ضد التسوية مع الفلسطينيين.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه مع ذلك، لا يزال السلام ممكنا ومن المحتمل أيضا أن يكون من بين أولئك الذين قد يجلسون على الطاولة مقاتلون سابقون.
وبالنظر إلى تاريخ هذا الصراع، فإن هذا أمر محتمل جدا في الواقع. إن الشرط الأساسي لأي مفاوضات سلام هو أنه يتعين على أولئك الذين يسعون إلى السلام أن يقوموا بتنحية أسلحتهم جانبا وأن يستعدوا لتقديم تنازلات مؤلمة. والعامل المؤهل الأكثر حسما هو أن يفهم كل جانب تطلعات ومخاوف الطرف الآخر، وأن يقبل أن للآخر الحق في العيش بسلام. فالكيفية التي يمكن بها أن ينجح هذا الأمر واضحة. ويمكن التحدي الملح، بمجرد أن تصمت أصوات المدافع، هو أن تبدأ إسرائيل والفلسطينيون والدول العربية والولايات المتحدة وجميع الأطراف الأخرى التي لها مصلحة في التوصل إلى تسوية في العمل نحو تحقيق ذلك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نيويورك تايمز حل الدولتين إسرائيل الفلسطينيين یتعین على
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تضع عقبةً في طريق إنجاز اتفاق غزة
تتواصل المُفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس من أجل الوصول لصيغة تنفيذ الاتفاق المُتوصل إليه بشأن إنهاء الحرب على غزة.
اقرأ أيضا..ارتقاء 71 شهيدًا في غزة منذ الإعلان عن اتفاق إنهاء الحرب
إصابة 10 جنود في انفجار لقاعدة عسكرية إسرائيلية أوكرانيا تُعلن أسر 27 عسكرياً روسياً في منطقة كورسكوذكرت شبكة أكسيوس الإخبارية أن المُفاوضات لاتزال جارية بين الطرفين بخصوص هوية الأسرى الفلسطينيين الذين طلبت حماس الإفراج عنهم.
وأبدت إسرائيل رفضاً قاطعاً على وجود بعض الأسماء (ذوي المحكومية العالية) في صفقة تبادل الأسرى بين الطرفين.
وكانت الحرب قد اندلعت على غزة في أكتوبر من العام 2023، وتسببت الحرب في ارتقاء ما يُقارب 50 ألف شهيد من المدنيين الُعزل.
ونجحت مصر بالتعاون مع الشركاء الدوليين في قطر وأمريكا في الوصول إلى اتفاقٍ يُنهي العدوان على غزة المُستمر منذ ما يقارب 15 شهراً.
ويتضمن الاتفاق بنداً بشأن تبادل الأسرى والمحتزين، فضلاً عن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والسماح بوصول المُساعدات إلى أهالي القطاع.
مساعدة الأهالي في الحروب تتطلب استجابة شاملة ومنسقة تجمع بين الإغاثة الإنسانية الفورية والدعم طويل الأمد لإعادة بناء حياتهم. أولى الخطوات هي توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، والماء، والمأوى، والرعاية الصحية، حيث تكون هذه الاحتياجات الأكثر إلحاحًا في ظل انهيار البنية التحتية. يجب دعم المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية لتأمين الإمدادات وإيصالها إلى المناطق المتضررة، مع ضمان وصول المساعدات إلى الجميع دون تمييز.
إلى جانب ذلك، يجب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأهالي الذين يعانون من صدمات الحرب، خاصة الأطفال الذين يشكلون الفئة الأكثر تضررًا. برامج التعليم الطارئ تُعد أساسية لضمان استمرار تعليم الأطفال رغم الظروف الصعبة، مما يساعد على تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي.
على المدى الطويل، يتطلب مساعدة الأهالي في الحروب دعم جهود إعادة الإعمار وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص عمل وتنمية المشاريع الصغيرة. كما يلعب المجتمع الدولي دورًا رئيسيًا في الضغط من أجل إنهاء النزاعات المسلحة والعمل على تحقيق تسوية سلمية. يضاف إلى ذلك أهمية تفعيل آليات العدالة والمحاسبة لمعاقبة مرتكبي الانتهاكات، مما يعزز شعور الأهالي بالأمان ويساهم في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وإنسانية.