قال الكاتب الإسرائيلي كالمان ليبسكيند، الأحد: "كما هو الحال عشية صفقة غلعاد شاليط فإن الحملة الإعلامية لصالح ’المختطفين الإسرائيليين’ تخدم ’حماس’ للأسف".

وأضاف ليبسكيند في مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية: "أصبح السؤال المطروح حاليا عن ما إذا كانت هذه الصفقة جيدة أم سيئة أكثر تعقيدًا من أي شيء عرفناه في الماضي، ومن المحتمل تمامًا أننا لن نتمكن من الإجابة عنه إلا بأثر رجعي، في غضون أسابيع قليلة".



وتابع: "لصفقات تبادل الأسرى عدة جوانب رئيسية، وأولها الجانب الأمني في أدنى مستوياته، أي إطلاق سراح من آذاننا في الماضي، وقد يضرنا مرة أخرى في المستقبل وعبر الشارع".


واستدرك بالقول: "أما الجانب الثاني فيتعلق بالرسالة التي نرسلها منذ سنوات عديدة إلى كل إرهابي في القطاع يقتل اليهود، أنه سيتم إطلاق سراحه في وقت ما في شكل من أشكال الابتزاز، وهذا لا يساعد أمننا بشكل كبير".

وأردف ليبسكيند بالقول: "أما الجانب الثالث، والذي يرتبط إلى حد ما بالجانب السابق، فهو يتعلق بالرسالة التي ننقلها إلى أعدائنا، ولقد بدأنا الحرب الحالية بهزيمة ثقيلة، حين فوجئنا بعملية واسعة النطاق لـ’حماس’، ورسمتنا أمام المنطقة بأكملها كضعفاء، وبعيدين جداً عن الصورة التي كانت لدينا أو أردنا أن تكون لدينا".

وقال: "نحن الآن تحت مراقبة جيراننا من القريب والبعيد، الفلسطينيين واللبنانيين والإيرانيين واليمنيين وغيرهم، وجزء مما نقوم به في قطاع غزة يهدف إلى التوضيح لهم أن صاحب المنزل قد جن جنونه، ومن يؤذينا سيدفع ثمنا باهظا إلى حد الدمار".

وأشار إلى أن "هذه المعركة من أجل الوعي، وليست لعبة الأنا في الغابة التي نعيش فيها، وإنها وصفة للبقاء، ولذلك فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون أسوأ من الضربة القوية التي تلقيناها في اليوم الأول، هي الرسالة التي ستخرج بأن إسرائيل ضعيفة و’حماس’ ستستمر في النضال، بإدارتها وابتزازها والحصول على ما تريد منها".


ورأى الكاتب الإسرائيلي أن "خسارة معركة الوعي هذه يمكن أن يكون لها عواقب مدمرة حقًا، ويجب عدم السماح بحدوث هذا، وهذا القرار يتناقض مع كل ما بشر به نتنياهو في الماضي، وعلمه مرة أخرى عن عدم قدرته على مواجهة الضغوط، فإنه أعطى ’حماس’ أحد أكبر انتصاراتها علينا".

وقال: "لا أعرف إذا كانت الصفقة جيدة أم سيئة؟ ليس لدي ما يكفي من الأدوات لاتخاذ القرار، علاوة على ذلك، يُظهر التاريخ أنه حتى الأشخاص الذين يمتلكون جميع الأدوات فإنهم غالبًا ما يتخذون قرارات سيئة، كقاعدة عامة، وتقليديا أنا أعارض التعامل مع الإرهاب، لكن من الواضح هنا أن الغالبية العظمى من المختطفين لدينا لا يمكن إعادتهم إلا عن طريق التعامل مع الإرهابيين، والسؤال الوحيد هو ما نوعها، وتحت أي ظروف سيتم تنفيذها".

وتابع ليبسكيند: "من الواضح أن حدثنا ليس حدثا لجلعاد شاليط، والأشخاص المختطفون من عائلاتهم في الكيبوتس لا يشبهون جنديًا في الخدمة، و240 مختطفًا لا يشبهون مختطفًا واحدًا، كما أن عدم اليقين بشأن مصير الكثير من أبناء شعبنا يزيد من الحاجة الملحة لإعادة الأشخاص المحتملين في أسرع وقت ممكن".

وأردف: "لكن ماذا سيحدث في اليوم التالي، إذا أعلن يحيى السنوار أنه عثر على طفل آخر، وإعادته تريد بضعة أيام أخرى من الراحة، ثم يتم العثور على فتاة أخرى بتكلفة أسبوع آخر".


وأكد أنه "في النهاية لا بد من قول الحقيقة، لا يوجد شيء اسمه (بأي ثمن)، وليس من المستبعد أن تأتي اللحظة التي سيضطر فيها رئيس الوزراء إلى الوقوف أمام الجمهور الإسرائيلي ويعلن أنه يرفض الابتزاز".

وقال الكاتب الإسرائيلي: "عندما يتحدث الصحفيون عن (الكل مقابل الكل)، وعندما تبث المسيرات والمظاهرات التي تهدف إلى الضغط على حكومة إسرائيل على الهواء مباشرة، وعندما ينادي أبطال الاحتياط وكبار المسؤولين في الاقتصاد، فإنهم جميعاً يعملون، حتى لو لم يرغبوا في ذلك، في حملة السنوار.. لقد أصبحنا نشطين في خدمة العدو".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإسرائيلي حماس قطاع غزة يحيى السنوار إسرائيل حماس قطاع غزة جلعاد شاليط يحيى السنوار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تحليل الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان: تداخل بين الماضي والحاضر

 

في عالم الفن المعاصر، تتكرر بشكل لافت الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان، حيث يتم استكشاف هذه القضايا ليس فقط من منظور نفسي ولكن أيضًا من خلال التفاعل مع التاريخ والثقافة والهويات الجماعية والفردية. من خلال هذه الأعمال، يُطرح جريدة وموقع الفجر في هذا المقال السؤال الأكثر إثارة للجدل: هل الفن قادر على "استرجاع" الذاكرة بشكل دقيق، أم أنه في الواقع يعيد تشكيل الماضي عبر الأبعاد الإبداعية للنسيان؟

الأعمال الفنية التي تتناول الذاكرة والنسيان تثير الجدل في العديد من الأوساط الثقافية والفكرية. فالبعض يرى أن الفن يستطيع أن يعيد الحياة للذكريات ويمنحها شكلاً ملموساً، في حين يرى آخرون أن هذه الأعمال لا تسعى إلا لإخفاء أو تشويه الحقيقة، خاصة عندما تكون الذاكرة الجماعية للثقافات مليئة بالصراعات السياسية أو التاريخية التي لم يتم حلها بعد. قد تثير بعض الأعمال الفنية غضب جمهورها لأنها تقدم سرديات بديلة عن تلك التي يتم تعليمها في المدارس أو تنقل روايات تاريخية مشوهة.

من الأمثلة البارزة على هذا الاتجاه، يمكن الإشارة إلى الأعمال التي تركز على أحداث الذاكرة الجماعية، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية. هذه الأعمال لا تقتصر على مجرد إعادة سرد التاريخ، بل هي غالبًا ما تطرح تساؤلات حول كيفية تأثير الذاكرة على تشكيل الهويات الثقافية والسياسية، وكيف يمكن للأفراد والمجتمعات أن ينسوا أو يختاروا أن يتذكروا. الفن هنا يتحول إلى أداة لإعادة تقييم ما يتم "نيسانه" عمداً أو ما يتم "استعادته" من خلال الغموض والتلاعب البصري.

لكن السؤال الأكبر الذي يثيره هذا النوع من الفن هو: هل يُعد النسيان عملية ضرورية للحفاظ على الصحة النفسية، أم أنه مجرد آلية دفاعية تؤدي إلى مسح الأثر الفعلي للماضي؟ هذه الأسئلة تزداد تعقيداً في الأعمال التي تتلاعب بالزمن والذاكرة باستخدام التقنيات الحديثة مثل الفيديو والتركيب، حيث يتم عرض الماضي بطرق غير خطية وغير تقليدية. بهذه الطريقة، يطرح الفنانون معضلة فلسفية: هل الذاكرة تتحكم بنا، أم أننا نحن من نتحكم في كيفية تذكرنا للأشياء؟

وفي سياق آخر، يتعامل بعض الفنانين مع مفهوم النسيان كعملية من عمليات التطهير الثقافي أو الشخصي. ربما يكون النسيان في هذه الحالة نوعاً من الحرية، من دون التعلق بالذكريات السلبية أو المحزنة. ولكن، وعلى النقيض، يرى بعض النقاد أن هذه الفكرة قد تكون خطراً يهدد الذاكرة التاريخية للأمم والشعوب. في هذه النقاشات، نجد أن الفن لا يقدم إجابات، بل يفتح المجال لتساؤلات مستمرة حول ما يجب تذكره وما يجب نسيانه.

أحد الجوانب الأكثر إثارة للجدل في هذه الأعمال هو استخدام الذاكرة الجماعية في سياقات اجتماعية وسياسية. في بعض الأحيان، يتم تقديم أعمال فنية تحاول إعادة كتابة التاريخ عبر تفسيرات فنية خاصة، مثلما يحدث في بعض البلدان التي تشهد صراعات عرقية أو دينية. في هذا السياق، يمكن أن تكون الأعمال التي تتناول الذاكرة والنسيان مجالًا لتحدي السرديات الرسمية، ولكن قد تكون أيضًا ساحة للصراع الثقافي، حيث يتم تكريس أو تفكيك الهويات الجماعية.

في النهاية، تظل الأعمال الفنية التي تعالج موضوعات الذاكرة والنسيان محط اهتمام ونقاش طويل. بين من يرى أنها تؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية، ومن يعتبرها مجرد محاولة للتلاعب بالواقع والماضي، يبقى السؤال مفتوحاً حول حدود الذاكرة، وما إذا كان النسيان يعد حلاً أم خيانة لتاريخنا المشترك.

 

مقالات مشابهة

  • خبايا الماضي تشعل صراعًا جديدًا بحياة صبا مبارك في وتر حساس
  • عودة من الماضي تشعل صراعًا جديدًا في حياة صبا مبارك في "وتر حساس"
  • إعلام إسرائيلي: عصابة نتنياهو تروج معلومات كاذبة لإنقاذه
  • إعلام عبري: نتنياهو عطل اتفاقا مع حماس في يوليو خوفا من بن غفير وسموتريتش
  • نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
  • تحليل الأعمال الفنية التي تتناول موضوعات الذاكرة والنسيان: تداخل بين الماضي والحاضر
  • 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
  • أبو عبيدة: مقتل أسيرة إسرائيلية أخرى ونتنياهو وحكومته يتحملان المسؤولية
  • مظاهرة في إسرائيل تطالب باتفاق لإطلاق المحتجزين لدى حماس
  • بيان للجيش الإسرائيلي بعد اللقطات التي نشرتها حماس