نظمت هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية ومكتب التطوير الحكومي والمستقبل منتدى افتراضياً بعنوان “المستقبل الرقمي الحكومي المستدام” بمشاركة قيادات حكومية وخبراء، وبحضور أكثر من 1000 مسؤول حكومي، استعرضوا خلاله أفضل الممارسات الحكومية لتسريع التحول الرقمي المستدام، وأهمية اعتماد سياسات استباقية وتدابير واستراتيجيات حكومية تضمن الاستدامة في العمليات الحكومية الرقمية.

وأكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل في كلمتها الافتتاحية أن منتدى المستقبل الرقمي الحكومي المستدام يتزامن مع عام الاستدامة وقبل أيام من استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف COP28، ويمثل منصة مهمة للمسؤولين والخبراء وصناع القرار لتبادل الأفكار والحلول وسبل العمل معاً لتحقيق التحول الرقمي الحكومي المستدام نظراً لدوره المحوري في خلق فرص جديدة، وتحسين جودة المجتمع.

وقالت معاليها: “دولة الإمارات ملتزمة بتوظيف أفضل تقنيات التحول الرقمي تماشياً مع رؤية نحن الإمارات 2031، واستراتيجية الدولة للوصول للحياد المناخي بحلول 2050. تساعد التكنولوجيا الرقمية المستدامة في تحسين العمليات والكفاءة الحكومية وتوفير خدمات أفضل ومعالجة تحديات الاستدامة”.

وتناولت معالي عهود الرومي في كلمتها التحولات الجديدة التي تشكل الجيل القادم من التحول الرقمي في الحكومات وتشمل البنية التحتية الرقمية المستدامة، والعمليات المستدامة، حيث ستكون الابتكارات الرقمية المستدامة هي مقياس التفوق في الجيل الجديد من التحول الرقمي وفي إدارة العمليات الحكومية، مشيرة إلى أن النماذج الجديدة للتحول الرقمي في المستقبل سوف تعتمد على التنمية الرقمية المستدامة للمهارات والقدرات في الحكومة لتمكين الموظفين من التعامل مع المتغيرات التكنولوجية.

من جانبه، أكد سعادة المهندس ماجد سلطان المسمار مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والحكومة الرقمية على أن “مسيرة التحول الرقمي الإماراتية حققت إنجازات كبرى في مجالات التطوير والبنى التحتية والخدمات، لكن الإنجاز الأهم خلال السنوات العشر الأخيرة يتمثل في التشبيك والترابط الذي أنتج حكومة رقمية شاملة ومتكاملة. فبفضل التوجيهات الرشيدة من القيادة، والمتابعة الحثيثة من الحكومة، أصبح المشهد الرقمي اليوم أكثر شمولية وترابطاً. وبينما نعمل على ترسيخ مجتمع واقتصاد المعرفة الرقمي على المستوى الوطني، لا نغفل دورنا الإنساني حيث نبذل كل جهد مستطاع لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتجسيد الشعار العالمي النبيل “لن نترك أحداً خلف الركب.”

وناقشت جلسة الاستدامة الرقمية أهمية الموازنة بين التكنولوجيا والانسان بمشاركة سعادة الدكتور محمد عبد الحميد العسكر، مدير عام برنامج تم بدائرة التمكين الحكومي، وسعادة مطر سعيد الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الرقمية، وبدر هبيس الرئيس التنفيذي للابتكار والتكنولوجيا – مجموعة بيئة.

وقال سعادة الدكتور محمد عبد الحميد العسكر، مدير عام برنامج تم بدائرة التمكين الحكومي: “تعد الاستدامة ركيزةً أساسيةً من الركائز الاستراتيجية لمنصة “تم”، ومن منطلق إدراكنا للحاجة المُلحّة لتطبيق الممارسات المستدامة، نسعى لتحقيق التحول الرقمي مع مراعاة التزامنا بأعلى معايير المسؤولية البيئية. نركز في “تم” على إعادة تشكيل العمليات والخدمات الحكومية من خلال اتباع نهجٍ رقمي متطور، إذ نعمل على خفض انبعاثاتنا الكربونية تدريجيًا حتى الوصول إلى الحياد الكربوني. كما نطمح في “تم” لأن نكون مساهمين رئيسيين في دعم أجندة الاستدامة الشاملة المعتمدة في دولة الإمارات، وأن نكون جزءًا من الجهود المبذولة لإحداث التغيير عبر تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والمسؤولية البيئية.”

وأكد سعادة مطر سعيد الحميري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الرقمية على أن “الرقمنة في دبي ودولة الإمارات هي تعبير عن توجهات استراتيجية تنسجم مع رؤية القيادة الرشيدة بإقامة الحياة الرقمية الشاملة والمتكاملة التي تهدف إلى تحقيق سعادة المجتمع والأفراد وتوفير بيئة مواتية للاقتصاد الرقمي. وقد جاءت استراتيجية دبي اللاورقية لتشكل مرحلة مهمة نحو ترسيخ مكانة دبي كعاصمة رقمية عالمية، وكمدينة تُسعد ساكنيها وتلهم العالم. كما تعكس هذه الاستراتيجية الرسالة العالمية لدبي كمدينة تسهم في تحقيق الاستدامة من خلال تعزيز أسلوب الحياة الرقمي، وتوظيف أحدث التقنيات لتسهيل حياة الناس، وتوفير الخدمات لهم على مدار الساعة.”

من جهته أوضح بدر هبيس المدير التنفيذي للابتكار والتكنولوجيا في مجموعة بيئة، أن التحول الرقمي يعد إحدى الركائز الأساسية ضمن استراتيجية المجموعة، حيث تعمل “بيئة” على ترسيخ وتسخير التكنولوجيا من أجل تحقيق المستهدفات البيئية والاقتصادية، ودعم الجهود الوطنية الخاصة بالتنمية.

واستعرض هبيس تجربة مجموعة بيئة كنموذج رائد في المنطقة والشرق الأوسط في تبني الحلول الذكية وتسريع جهود الاستدامة، وقال: “حلول مجموعة بيئة لإدارة النفايات تتفرد بأنها ذكية وصديقة للبيئة، والمشاريع التي نقودها تعد الأولى من نوعها في المنطقة، مثل مشروع “ويست برو+” الذي يوفر حلول إدارة النفايات رقمياً. وأود التنويه إلى أن مجموعة بيئة تواصل طرح حلولها الذكية والمبتكرة الخاصة بالاستدامة وبما يدعم الاستراتيجيات التي أطلقتها حكومتنا الرشيدة وتحقيق المستهدفات الوطنية”.

وشرح كريستو فاهر الرئيس التنفيذي السابق لتكنولوجيا المعلومات في حكومة إستونيا نظام إكس رود الذي يعتبر العمود الفقري للبيانات في إستونيا، ويربط قواعد البيانات العامة والخاصة في الخدمات الرقمية للدولة، واستطاع هذا النظام تحقيق إنجازات نوعية منذ إطلاقه.

واستعرض فيل لو برون مدير ادارة استراتيجية في شركة Amazon Web Services في جلسة “التوجهات الناشئة: الاستدامة في التحول الرقمي”، كيفية الاستفادة من الرقمنة في العمليات الحكومية لتقليل البصمة الكربونية.

وناقشت جلسة البيانات الخضراء: الجيل الجديد من الحوسبة السحابية أهمية مراكز البيانات الخضراء في استخدام الموارد بطريقة أكثر كفاءة وأقل تأثيراً على البيئة من مراكز البيانات التقليدية بمشاركة محمد بن سليمان الرئيس التنفيذي لمركز البيانات للحلول المتكاملة ” مورو”، وجريج ويلسون الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في القطاع الحكومي في شركة مايكروسوفت، ووليد يحيى، المدير العام لشركة ديل تكنولوجيز في دولة الإمارات.

وركزت جلسة المهارات الرقمية الخضراء على التحول نحو الاقتصاد الأخضر، وتغذية سوق العمل بوظائف خضراء جديدة بمشاركة بوجا وايير هاميلتون المدير التنفيذي للشراكات في شركة Apolitical، والدكتور سامسوين ولش أستاذ مشارك، مركز الاقتصاد الدائري، كلية جادج للأعمال بجامعة كامبريدج.

وتضمنت أعمال المنتدى عدداً من المواضيع المهمة بينها جلسة النفايات الرقمية: محورية الاستدامة في التحول الرقمي بمشاركة المهندس سعيد بالهول مدير إدارة عمليات الحكومة الرقمية في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وأتول بانسال الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة Livlylt، وستيوارت فليمنج مؤسس ومالك شركة EnviroServe، فيما تناولت جلسة فرص الاستدامة: التكنولوجيا الناشئة لأداء مؤسسي أفضل بمشاركة رنا حاجي راسولي مؤسسة The Surpluss، وفيفيك تريباثي المؤسس والرئيس التنفيذي Olive Gaea، وعبد شاور المؤسس والرئيس التنفيذي Oscar.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الرقمیة المستدامة الرئیس التنفیذی التحول الرقمی دولة الإمارات مجموعة بیئة

إقرأ أيضاً:

مناقشة جهود سلطنة عمان في تحقيق الاستدامة البيئية

ناقشت الجلسة الحوارية التي أقيمت في النادي الثقافي مساء أمس ، التحول البيئي في سلطنة عُمان «نحو حياد كربوني واقتصاد مستدام»، وأبعاد التحديات البيئية العالمية وتزايد الاهتمام بالاستدامة واستخدام الطاقة النظيفة.

وخلال الجلسة تحدثت الدكتورة مريم البوسعيدية رئيسة البرنامج الوطني للحياد الصفري عن الجهود المبذولة نحو التوجه للحياد الصفري واستخدام الطاقة النظيفة وتحقيق الالتزام بالحفاظ على البيئة.

واستعرضت البوسعيدية الجهود الحالية والمستقبلية لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية والحياد الكربوني، وتوعية الجمهور بأهمية التحوّل البيئي وتأثيراته المحتملة على تحقيق التنمية المستدامة، والسياسات والاستراتيجيات التي تتبناها سلطنة عُمان في مجال البيئة والطاقة المتجددة.

من جانبه أكّد الدكتور حيدر اللواتي الأستاذ في قسم الكيمياء بجامعة السلطان قابوس أن التحول نحو الطاقة النظيفة والوصول للحياد الكربوني يتطلب تكاتف الجميع، وتهيئة البيئة التعليمية والأكاديمية للتوجه نحو تدريس بعض المواد في مجال استخدام الطاقة النظيفة.

وناقشت الجلسة التحديات والفرص المرتبطة بالتحوّل البيئي، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، وتقديم حلول عملية ومبتكرة لدعم التحوّل نحو اقتصاد مستدام يأخذ في الاعتبار التحديات البيئية، ومن بينها الانبعاثات الكربونية.

وبحثت الجلسة الاقتصاد والاستثمار والتمويل بهذا المجال وتقديم نظرة عامة على الوضع الراهن للتحول البيئي في عمان وتقديم مشروعاته، وسوق الكربون وحجم الاستثمارات المتوقعة والاستراتيجيات الوطنية للوصول إلى الحياد الصفري، والدعم المقدّم للأفراد والمؤسسات في المجتمع للمساهمة في الصناعات المرتبطة بتحقيق أهداف الحياد الصفري، ودور المجتمع كشريك فاعل والوظائف التي سيحتاجها سوق الاقتصاد الأخضر والمهارات المطلوبة، ودور الجامعات والمعاهد والجهات المعنية بالتعليم في عُمان فيما يتعلق بتوفير الكفاءات اللازمة للوصول للمستهدفات الوطنية.

وناقشت نظرة الحكومة لزاوية العدالة في توزيع المشاريع التنموية الخاصة بالتحول للاقتصاد الأخضر وبما لا يخلق تباينا في مواكبة المحافظات لهذا التحول المتوقع، والمكاسب التي ستتحقق للمجتمع وما التغييرات التي ينبغي للمجتمع معرفتها والاستعداد لها نتيجة هذا التوجه الجديد.

وحسب المناقشات فإن التوقعات تشير إلى أن التحوّل للطاقة النظيفة سيوجد فرص عمل جديدة، حيث إن التحول نحو الطاقة المتجددة يوفر ملايين فرص عمل جديدة في مجالات تصنيع وتطوير وتركيب وصيانة تقنيات الطاقة المتجددة، وتعزيز النمو الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة إلى تحفيز النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين تنافسية الاقتصاد الوطني.

مقالات مشابهة

  • السواحه يجتمع بقيادات meta وgoogle لدعم الاقتصاد الرقمي
  • السواحه يجتمع بقيادات «meta وgoogle» لدعم الاقتصاد الرقمي والحراك الابتكاري عبر الذكاء الاصطناعي
  • السواحه يجتمع بقيادات meta وgoogle لدعم الاقتصاد الرقمي والحراك الابتكاري عبر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة
  • إطلاق الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام
  • ملتقى التحول الرقمي بعرعر يستعرض المنصات الرقمية وأثرها في تعزيز جودة الحياة
  • بمشاركة أكثر من 6 فرق عالمية.. انطلاق فعاليات مهرجان صيف الرس 24 بالقصيم
  • مناقشة جهود سلطنة عمان في تحقيق الاستدامة البيئية
  • «العليا للتحول الرقمي» تطلق الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام
  • “العليا للتحول الرقمي الحكومي” تطلق الإطار العام لتبني التحول الرقمي المستدام
  • خبير اقتصادي: تحديث البنية التحتية التشريعية أحد أولويات الحكومة المرتقبة