كاتب إسرائيلي: الحملة الإعلامية لأجل الأسرى خدمت حماس وصوّرتنا كضعفاء
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي "كالمان ليبسكيند"، الأحد، "كما هو الحال عشية صفقة جلعاد شاليط فإن الحملة الإعلامية لصالح المختطفين الإسرائيليين تخدم حماس للأسف".
وأضاف ليبسكيند في مقالة نشرتها صحيفة "معاريف" العبرية: "أصبح السؤال المطروح حاليا، عما إذا كانت هذه الصفقة جيدة أم سيئة أكثر تعقيدًا من أي شيء عرفناه في الماضي، ومن المحتمل تمامًا أننا لن نتمكن من الإجابة عليه إلا بأثر رجعي، في غضون أسابيع قليلة".
وتابع: "لصفقات تبادل الأسرى عدة جوانب رئيسية، وأولها الجانب الأمني في أدنى مستوياته، أي إطلاق سراح من آذاننا في الماضي، وقد يضرنا مرة أخرى في المستقبل وعبر الشارع".
واستدرك "أما الجانب الثاني فيتعلق بالرسالة التي نرسلها منذ سنوات عديدة إلى كل إرهابي في القطاع يقتل اليهود، أنه سيتم إطلاق سراحه في وقت ما في شكل من أشكال الابتزاز، وهذا لا يساعد أمننا بشكل كبير".
وأردف ليبسكيند "أما الجانب الثالث، والذي يرتبط إلى حد ما بالجانب السابق، فهو يتعلق بالرسالة التي ننقلها إلى أعدائنا، ولقد بدأنا الحرب الحالية بهزيمة ثقيلة، حين فوجئنا بعملية واسعة النطاق لحماس، ورسمتنا أمام المنطقة بأكملها كضعفاء، وبعيدين جداً عن الصورة التي كانت لدينا أو أردنا أن تكون لدينا".
وأكمل "نحن الآن تحت مراقبة جيراننا من القريب والبعيد، الفلسطينيين واللبنانيين والإيرانيين واليمنيين وغيرهم، وجزء مما نقوم به في قطاع غزة يهدف إلى التوضيح لهم أن صاحب المنزل قد جن جنونه، ومن يؤذينا سيدفع ثمنا باهظا إلى حد الدمار".
وأشار إلى أن "هذه المعركة من أجل الوعي، وليست لعبة الأنا في الغابة التي نعيش فيها، وإنها وصفة للبقاء، ولذلك فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يكون أسوأ من الضربة القوية التي تلقيناها في اليوم الأول، هي الرسالة التي ستخرج بأن إسرائيل ضعيفة وحماس ستستمر في النضال، بإدارتها وابتزازها والحصول على ما تريد منها".
ورأى الكاتب الإسرائيلي أن "خسارة معركة الوعي هذه يمكن أن يكون لها عواقب مدمرة حقًا، ويجب عدم السماح بحدوث هذا، وهذا القرار يتناقض مع كل ما بشر به نتنياهو في الماضي، وعلمه مرة أخرى عن عدم قدرته على مواجهة الضغوط، فإنه أعطى حماس أحد أكبر انتصاراتها علينا".
وقال: "لا أعرف إذا كانت الصفقة جيدة أم سيئة؟ ليس لدي ما يكفي من الأدوات لاتخاذ القرار، علاوة على ذلك، يُظهر التاريخ أنه حتى الأشخاص الذين يمتلكون جميع الأدوات غالبًا ما يتخذون قرارات سيئة، كقاعدة عامة، وتقليديا، أنا أعارض التعامل مع الإرهاب، لكن من الواضح هنا أن الغالبية العظمى من المختطفين لدينا لا يمكن إعادتهم إلا عن طريق التعامل مع الإرهابيين، والسؤال الوحيد هو ما نوعها، وتحت أي ظروف سيتم تنفيذها".
وتابع ليبسكيند: "من الواضح أن حدثنا ليس حدثا لجلعاد شاليط، والأشخاص المختطفون من عائلاتهم في الكيبوتس لا يشبهون جنديًا في الخدمة، و240 مختطفًا لا يشبهون مختطفًا واحدًا، كما أن عدم اليقين بشأن مصير الكثير من أبناء شعبنا يزيد من الحاجة الملحة لإعادة الأشخاص المحتملين في أسرع وقت ممكن".
وأردف: "لكن ماذا سيحدث في اليوم التالي، إذا أعلن يحيى السنوار أنه عثر على طفل آخر، وإعادته تريد بضعة أيام أخرى من الراحة، ثم يتم العثور على فتاة أخرى بتكلفة أسبوع آخر".
وأكد "في النهاية لا بد من قول الحقيقة، لا يوجد شيء اسمه (بأي ثمن)، وليس من المستبعد أن تأتي اللحظة التي سيضطر فيها رئيس الوزراء إلى الوقوف أمام الجمهور الإسرائيلي ويعلن أنه يرفض الابتزاز".
وقال الكاتب الإسرائيلي: "عندما يتحدث الصحفيون عن (الكل مقابل الكل)، وعندما تبث المسيرات والمظاهرات التي تهدف إلى الضغط على حكومة إسرائيل على الهواء مباشرة، وعندما ينادي أبطال الاحتياط وكبار المسؤولين في الاقتصاد، فإنهم جميعاً يعملون، حتى لو لم يرغبوا في ذلك، في حملة السنوار.. لقد أصبحنا نشطين في خدمة العدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإسرائيلي جلعاد شاليط حماس قطاع غزة يحيى السنوار إسرائيل حماس قطاع غزة جلعاد شاليط يحيى السنوار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
كاتب صحفي: المشروع الأمريكي الإسرائيلي قد يشعل انتفاضة جديدة في غزة
أكد إيهاب عمر، الكاتب الصحفي بجريدة «الأهرام»، أن إسرائيل، باعتبارها كيانًا وظيفيًا في الشرق الأوسط، قد وصلت إلى مرحلة الإفلاس، ولم تعد قادرة على تحقيق الأجندة الغربية في غزة وفلسطين المحتلة وشرق البحر المتوسط، موضحًا أن الولايات المتحدة لم تجد خيارًا سوى التدخل المباشر لتعويض هذا الفشل.
مشروع تهجير الفلسطينيينوأضاف «عمر»، في مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال ببرنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن المشروع الذي تروج له أمريكا، والذي جرى مناقشته في إسرائيل قبل أسبوع، يقوم على تحويل قطاع غزة إلى منطقة صناعية واقتصادية فيما وُصف إعلاميًا بـ«هونج كونج الشرق الأوسط» أو «ريفييرا الشرق الأوسط»، وتهدف الفكرة، بحسب ما تم تسريبه، إلى إغراء الفلسطينيين ودول المنطقة بقبول السيطرة الأمريكية على القطاع، عبر وعود بتحسين مستوى المعيشة، في حين تسعى واشنطن للهيمنة على طرق التجارة الحيوية، مثل طريق الحرير الصيني.
الولايات المتحدة فشلت سابقًا في تحقيق سيطرتهاوأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة فشلت سابقًا في تحقيق سيطرتها على هذه الطرق التجارية المهمة، ما دفعها إلى محاولة إعادة ترتيب أوراقها عبر غزة، ورأى أن خطة ترامب ليست بالبساطة التي يمكن الاستهانة بها، حيث يتطلب تنفيذها 80 مليار دولار، وهو مشروع طُرح منذ 15 عامًا، إلا أن فرص نجاحه لا تزال موضع شك.
واختتم عمر حديثه بالتأكيد على أن المشروع الأمريكي الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين قد يشعل انتفاضة جديدة في غزة، وتمتد تداعياتها إلى دول المنطقة، ما ينذر بموجة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار.