هل تعود المعارك الى كل الجبهات؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تزيد مشهدية انتصار الفلسطينيين وتحديدا حماس من خلال اطلاق الاسرى من السجون الاسرائيلية والاحتفالات التي تعم الضفة الغربية، من احتمالية عودة المعارك بعد انتهاء فترة الهدنة، اذ ان اسرائيل باتت تشعر، ويشعر الرأي العام داخلها، بعد كل القصف والدمار والمعارك البرية، انها لم تحقق شيئاً، اذ عادت مشاهد 7 تشرين الاول الى الواجهة تضاف اليها مشاهد الانتصار بإطلاق الاسرى، وهذا ما لا يمكن للحكومة الحالية القبول به.
حتى ان التصريحات الرسمية، الاميركية والاسرائيلية تؤكد ان الهدنة انسانية وستعود المعارك بعدها، لذلك فإن تبادل الاسرى الذي يحصل اليوم سينتهي بعودة المعارك والقصف والاشتباكات، علما أن اسرائيل التي سحبت جزءاً من جودها من قطاع غزة لاسباب تكتيكية، تجد انها اقتربت من احكام السيطرة الميدانية على الشمال وهذا يحتاج الى بعض الوقت وسيحقق نصرا معنويا يمكن صرفه بالسياسة.
لكن هذا المشهد لم يؤد حتى اليوم الى منع الفلسطينيين من العودة الى الشمال المدمّر، اذ ان اعداد العائدين كبير جدا وهذا ما اجبر الجيش الاسرائيلي على اطلاق النار على المواطنين اكثر من مرة، لان عودة هؤلاء يعني ان افراغ شمال القطاع من السكان يزداد صعوبة وتتكرر فيه مشاهد عودة الناس الى منازلها المدمرة عام 2006 في جنوب لبنان، لذلك فإن استكمال عملية التدمير ستكون السمة الاساسية للمرحلة المقبلة.
كما ان الفصائل الفلسطينية وبالرغم من كل المكاسب التكتيكية التي قد تحققها في حال توقف اطلاق النار بشكل نهائي وفق التوازنات الحالية، لا يمكن لها القبول بهدنة نهائية في ظل احتلال اسرائيل لجزء كبير من مساحة شمال القطاع، وعليه فإن التسوية يجب ان تحصل، من وجهة نظر الطرفين تحت النار، خصوصا ان رغبة الفصائل بالتفاوض على الاسرى العسكريين ستؤدي الى كباش طويل قد يمتد لسنوات.
وتقول مصادر مطلعة ان باقي الجبهات ستستكمل المعارك فيها فور انتهاء الهدنة في غزة، خصوصا ان جبهة لبنان اكثر توترا في ايام الهدنة ويتم فيها ارسال رسائل نارية كبيرة عبر اطلاق المسيّرات والصواريخ المضادة للطائرات من كلا الطرفين، ومن المتوقع ان تستكمل الاشتباكات فيها بالزخم الذي انتهت فيه قبل ايام، اي ان المعارك لن تبدأ بوتيرة منخفضة لترتفع تدريجيا، بل على العكس من ذلك فهي ستبدأ بوتيرة عالية.
وترى المصادر ان كل الاطراف يتعاملون مع المرحلة المقبلة بإعتبارها الاكثر خطورة، اذ لا يوجد اي امكانية لحسم فكرة عدم اندلاع حرب اقليمية، عليه فإن الاتصالات وعمليات التنسيق والاستعدادات الميدانية جارية تمهيدا لجولة طويلة قد تكون اكثر عنفا على كل الجبهات، علما ان المساعي لتمديد الهدنة التي تقوم بها بعض الدول العربية المقربة من حركة حماس قد تنجح في حال ضغطت الولايات المتحدة الاميركية على اسرائيل لكن لا مؤشرات فعلية على ذلك حتى الان.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
المجلس الوطني الأرثوذكسي: لانتخاب رئيس للجمهورية قبل وقف اطلاق النار
وجه "المجلس الوطني الأرثوذكسي اللبناني" نداء الى كل المسؤولين السياسيين والروحيين، قائلا: "وطننا يحتضر والكل بانتظار انهاء الحرب وايقاف مسلسل القتل والدمار والتهجير بحق اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب. فاتركوا مصالحكم الخاصة وخلافاتكم السياسية والطائفية وكيديتكم جانباً، لاننا نخسر وطننا، واهلنا يقتلون على الطرقات من قبل العدو الصهيوني الغاشم الذي كان ينتظر اليوم الذي يرى فيه الشعب اللبناني مفتتا ومنقسماً. فاستيقظوا من غفوتكم وانزلوا من عليائكم لمصلحة الوطن وانقذوا الدولة ومؤسساتها من الانهيار الكامل وتوقفوا عن المزيدات والصراعات الطائفية".
واذ ذكر بحرب تموز عام ٢٠٠٦ وبعملية اعادة الاعمار، سأل: "من سيساعدنا اليوم في اعادة اعمار ما تهدم؟ الكل تخلى عنا بسبب السياسات الخاطئة للدولة والحكومة. اكثر من 100 الف مسكن دمر ومدن وقرى ابيدت واكثر من مليون مهجر ونازح ومشرد يعيشون في مراكز الإيواء، ونسال: كيف يمكن لهؤلاء المواطنين العودة إلى منازلهم المدمرة كليا، اليس لديكم حس وطني اليسم هؤلاء اهلكم وشعبكم؟ ألم تتعلموا من الماضي الاليم ومن أخطائه؟".
ودعا المجلس المسؤولين الى "التلاقي والتفاهم تحت قبة البرلمان لمصلحة الوطن، لان البلد لا يقاد من فئة واحدة او طائفة او زعيم واحد، والنظام لا يحكم بواسطة الكتاب المقدس او القران، فهذا الامر مرفوض غير مقبول"، وسأل: "اين هم نواب الامة؟ لقد اصبحوا عميانا او خرسانا او يخافون من قول الحقيقة. والمضحك أنكم تطالبون بالحوار على اجساد المواطنين الذين يموتون على الطرقات".
وختم داعيا اياهم الى "انتخاب رئيس للجمهورية قبل وقف اطلاق النار وإعلان الحياد الايجابي للبنان وابعاده عن كل الصراعات الاقليمية والدولية، وتوحيد الصف الداخلي والعودة إلى النظام والدستور وفصل الدين عن الدولة. فنحن لسنا بحاجة إلى تمديد او تجديد، فهناك مواقع كثيرة شاغرة داخل المؤسسات والقطاعات العامة بانتظار التعينات. فالقرار الصحيح هو اعادة بناء الدولة من خلال الوحدة الوطنية الداخلية". (الوكالة الوطنية للإعلام)