قاسم أحمد الحمران في هذه الذكرى السنوية العزيزة علينا جميعاً، نتذكر بفخر واعتزاز شهدائنا الأبرار الذين سطروا ملاحم بطولية خالدة في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني وفي مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الظالم على وطننا وشعبنا اليمني الصامد الصابر المجاهد، وقدموا بتضحياتهم العظيمة أروع النماذج الجهادية،

فنحن نتحدث اليوم عن منارات جهادية قدمت أغلى ما تملك في سبيل الله وفي سبيل الوطن، فهذه الذكرى السنوية لعظمائنا الشهداء تُمثل محطة هامة لاستلهام العظات والعبر، وإحياء ثقافة الجهاد والاستشهاد التي ستعيد لهذه الأمة كرامتها وعزتها، وستحرر المقدسات الإسلامية وعلى رأسها مسرى رسول الله اولى القبلتين ” القدس الشريف” الذي يخضع تحت دنس الاحتلال الصهيوني الغاصب منذ عقود، فهذه الثقافة التي أحياها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ، في زمن وصلت الأمة فيه إلى مستويات غير مسبوقة من الذل والهوان ، واستأسد أعداء الله من اليهود والنصارى على رقاب هذه الأمة وتحكموا بمصير شعوبها واستأثروا بثرواتها.

. فثقافة الجهاد والاستشهاد هي الثقافة القرآنية التي أرادها الله لنا كخير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتذود عن نفسها من أجل عزتها وكرامتها، تأبى الضيم والهوان ، وتأبى أن تركع لغير الله.. وعلى نهج الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وشهدائنا القادة مضى شهداؤنا الأبرار في مواجهة قوى الظلم والطغيان والهيمنة والاستكبار العالمي ، ففاز مجاهدونا برضوان الله ، ونالوا شرف الجهاد في الدنيا واصطفاهم الله شهداء وأكرم نزلهم، فكما يقول الله عن الشهداء وعظمتهم “أولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” فالشهداء قرنهم الله في المعية مع النبيين وجعل منزلتهم معهم، لأنها شأن من اختصاص الله، بها تفرد سبحانه وتعالى في اصطفاء واختيار من شاء من عباده، لأي منزلة من هاتين المنزلتين، فيختار من لهم الخيرة من عباده للنبوة أو الشهادة، ويقول الله تعالى ” “ويتخذ منكم شهداء”، فهذه المناسبة السنوية التي تعد محطة سنوية هامة لتعزيز قيم الجهاد وثقافة الاستشهاد ينبغي ألا تتحول إلى ذكرى رثاء ، بل ذكرى للتعبير عن الدين والقيم والمبادئ والوفاء والعرفان لشهدائنا لما قدموه من تضحيات جسيمة في سبيل الله وفي معركة الدفاع عن العرض والأرض والكرامة والاستلهام الدروس والعبر من مواقفهم وتضحياتهم ووقوداً نتزود به للمواصلة على الدرب لتحقيق الأهداف التي تحركوا على أساسها.. والوفاء لشهدائنا الأخيار يتم عبر الحفاظ على ما حققوه من انتصارات عظيمة ، وبذل المزيد من الرعاية والاهتمام بأسر الشهداء وذويهم، وكذلك هي ذكرى لتعزيز الصمود والاستمرار على نهج الشهداء في الثبات على الحق ، فشهداؤنا هم رموز قيمنا ونبراس عزنا ، ولنا الفخر الكبير بما قدموه من نضالات وتضحيات .

وعهداً علينا أن نمضي على نهج الشهادة، وأن نكمل مشروعهم لإعلاء كلمة الله واحقاق الحق وتطهير كافة أرجاء اليمن من الغزاة والمستعمرين، وما قطعناه من عهد لشهدائنا من أبناء المحافظات الجنوبية في السير على نهج التحرير والاستقلال الكامل، هو أقل القليل من الوفاء لكل شهدائنا الأبرار الذين تولوا الله ورسوله وأعلام الهدي، في حين تولى الآخرون ممن انخرطوا في صف العدوان الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل ، وواجه شهداؤنا  كل طغاة الأرض وبإرادة صلبة وإيمان بعدالة القضية ولتحرير هذا الوطن، تمكنوا بفضل الله من تحقيق الانتصارات تلو الأخرى ، وببسالة عكست مدى شجاعة وتضحيات شهدائنا، تغلبنا على الكثير من التحديات وتجاوزنا الكثير من الشدائد.

وعلى مدى تسع سنوات من العدوان السعودي الأمريكي والحصار الظالم، تجلت الكثير من الحقائق أمام شعبنا في مختلف المحافظات، وانكشف مخطط الطامعين بثروات هذا الوطن وموقعه الجغرافي الاستراتيجي الهام، وخاصة في المحافظات الجنوبية التي تعيش تحت الاحتلال منذ سنوات، والتي لم تكن معظمها مسرحا عسكريا بين مجاهدينا وأدوات الاحتلال، ومع ذلك أصبحت تعاني من تصادم مشاريع الغزاة والمحتلين الاستعمارية، وكل ما يجري من تحركات عسكرية أجنبية أمريكية وإسرائيلية وبريطانية من جزيرة سقطرى وعبدا لكوري وحتى جزيرة ميون في مضيق باب المندب وغيرها من القواعد محل تتبع ورصد ، وتضاف إلى جرائم الاحتلال بحق المقدرات الوطنية من قواعد وموانئ ومطارات ومؤسسات ، وكل ما يتعرض له المواطنون المدنيون من انتهاكات جسيمة من قبل المحتلين وأدواتهم المحلية من مليشيات وجماعات مسلحة نعدها جرائم لا تسقط بالتقادم ، فمشروع الاحتلال في المحافظات الجنوبية والشرقية، التدمير وإنشاء المزيد من المعتقلات والسجون السرية وتصفية المعارضين والرافضين للوجود الأجنبي، وفرض عقاب جماعي بحق المدنيين وحرمان المواطنين من أدنى الحقوق كحق الحصول على الكهرباء.. وتحرير هذه المحافظات سيجري في الوقت المناسب وعلى نهج الشهداء من قِبل أبناء تلك المحافظات الأحرار ونحن إلى جانبهم .

وإن كانت تلك الحقائق التي أصبح كل أبناء هذا الوطن يدركها ويدرك خطورة المشاريع والمخططات الأجنبية التي تحاك بحق هذا الوطن والتي سقطت الكثير منها تحت أقدام المجاهدين والشهداء، فإن عملية “طوفان الأقصى” التي باركناها وأيدناها، وبتوجيهات قائد الثورة السيد المجاهد، عبدالملك الحوثي، حفظه الله،  الذي أعلن أمام العالم وقوفنا الكامل إلى جانب الشعب الفلسطيني، بكل ما نملك، وتم ترجمة ذلك بتوجيه الضربات العسكرية الموجعة للعدو الإسرائيلي من قِبل القوات الصاروخية وسلاح الجو المسير ، وإن كان موقفنا هذا الذي ازعج أمريكا وأربك الكيان الصهيوني أقل ما يمكن تقديمه في سبيل القضية المركزية للأمة ، إلا أنه كشف ضعف ووهن الموقف العربي تجاه ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من جرائم إبادة جماعية غير مسبوقة في التاريخ الإنساني ، وأكد ايضاً أن الحرب التي فُرضت علينا من قبل ما يسمى بـ” التحالف العربي “بقيادة السعودية ومشاركة 17دولة على مدى السنوات الماضية ، كانت معركة أمريكية وإسرائيلية بامتياز بالوكالة ، فتلك الدول العربية التي سخرت  كل أسلحتها وقدراتها العسكرية لإطفاء نفس الرحمان في اليمن ، والقضاء على ثورة الحرية والتحرر من التبعية والارتهان ثورة ٢١ سبتمبر ، التي حررت اليمن من الوصاية الأجنبية واستعادت القرار السيادي الوطني ، وأعادت اليمن إلى المسار الصحيح كدولة مستقلة.. تلك الأنظمة العربية لم تجرؤ على إدانة تلك الجرائم ، ولم تسجل أي موقف مشرف تجاه ما يحدث من جرائم أدانها واستنكرها أحرار العالم ، بل البعض منهم جرَّم الاستنكار وحرم التظاهر واعتبر التضامن مع الضحايا الفلسطينيين تمرداً.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: هذا الوطن الکثیر من على نهج فی سبیل

إقرأ أيضاً:

صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول “كمائن حزب الله” ضد جيش الاحتلال / فيديو

#سواليف

كشفت صحيفة “الأخبار” تفاصيل جديدة حول #الكمين الذي نفذه مقاتلو #حزب_الله في بلدة #العديسة #جنوب_لبنان، بعناصر من قوات “إيغوز” في #الجيش_الإسرائيلي لدى محاولتهم التسلل داخل أراضي لبنان.

ونقلت “الأخبار” عن مصادر قولها، إن “قوات الجيش الإسرائيلي أجرت الثلاثاء مناورات استطلاعية في نقاط حدودية عدة، إحداها في خلة المحافر، حيث تقدمت 3 دبابات ميركافا داخل الأراضي اللبنانية لمسافة تقل عن مئة متر، وانتظرت رد فعل لم يأت من حزب الله. وبناء عليه، درست مجموعات استطلاع حزب الله تحركات الجيش الإسرائيلي، ورسمت مسارات توغل متوقعة، وكمنت له فيها”.

وأضافت المصادر، أنه “فجر أمس، تسللت قوات “إيغوز” باتجاه خلة المحافر، حيث كانت تحت انظار مقاتلي حزب الله، ولدى وصولها إلى منزل قريب من الحدود، أمطرها المقاومون بالرصاص والقذائف الصاروخية، قبل أن يتقدموا للاشتباك معها من مسافة قريبة جدا، وسمع المقاومون صراخ الجنود وعويلهم وطلبهم للإسعاف”، وفق المصادر

مقالات ذات صلة أسماء الناجحين في الامتحان التنافسي للتعيين في وزارة التربية  2024/10/03

وتابع تقرير صحيفة “الأخبار” أنه “في غضون ذلك، كانت مجموعات أخرى من المقاومة تمطر مواقع العدو القريبة وخطوط الإمداد المحتملة بقذائف المدفعية والأسلحة الصاروخية. وعلى الأثر، وصلت مروحيات لتأمين غطاء جوي للقوات التي وقعت في الكمين، وسحب القتلى والجرحى. فيما واصل المقاومون استهداف تجمعات ونقاط تحشد قوات العدو في كل من ثكنة الشوميرا وشتولا ومسكفعام وكريات شمونة وزرعيت وأفيفيم وأدميت”.

وتابعت الصحيفة أنه “في وقت لاحق، حاول جنود العدو التسلل إلى بلدة مارون الراس من الجهة الشرقية، حيث كان كمين آخر للمقاومين، فوقعت اشتباكات عنيفة أدت إلى خسائر مؤكدة في قوات العدو. وفي المنطقة نفسها، استهدف مقاومو حزب الله ثلاث دبابات ميركافا بصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس، ما أدى إلى اشتعالها ومقتل وإصابة من فيها. كما أمطروا قوة إسرائيلية تحركت شرق بلدة مارون الراس بالرصاص والقذائف ‏الصاروخية”.

“كذلك، باغت المقاومون قوة للعدو الإسرائيلي كانت تحاول الإلتفاف على بلدة يارون من جهة الحرش، وفجروا عبوة خاصة بها وأوقعوا جميع أفراد القوة بين قتيل وجريح. وفي كفركلا، فجر المقاومون عبوة معدة ‌‏مسبقا بقوة مشاة إسرائيلية تسللت إلى منزل في خراج البلدة، قبل أن يمطروها بوابل من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأوقعوا أفرادها بين قتيل ‌‏وجريح”، وفق الصحيفة.

وأضافت أنه “في يارون، فجر المقاومون عبوة ناسفة بقوة مشاة حاولت التسلل باتجاه البلدة، من جهة مرتفع السلس، ما أدّى إلى وقوع أفرادها بين قتيلٍ وجريح. كما استهدف المقاومون بصاروخ موجه قوة للعدو بين العديسة ومسكفعام. ومساء أمس، تحدثت معلومات عن وقوع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة بين المالكية وعيترون، حيث وقعت اشتباكات عنيفة استمرت لفترة من الزمن”.

وكان الجيش الإسرائيلي اعترف أمس الأربعاء بمقتل 8 من جنوده وإصابة 7 بجروح خطيرة خلال اشتباك مع قوات حزب الله جنوب لبنان.

مقالات مشابهة

  • حشود جماهيرية كبرى تعم المحافظات في مسيرات “وفاء لشهيد المسلمين.. مع غزة ولبنان معركة واحدة حتى النصر”
  • «الحرية المصري»: كلمة الرئيس رسالة بأن إقامة دولة فلسطينية السبيل الوحيد للسلام
  • ما الذي قاله قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي عن الضربة الصاروخية الإيرانية التي أرعبت “إسرائيل”؟
  • “الوعد الصادق 2”: لحظة فارقة في تاريخ المقاومة أمام الاحتلال
  • بعد انفصالها.. من هي “أم خالد” التي قلّدها المشاهير؟
  • تهديدات بإيقاف المسلسل التركي “البراعم الحمراء”.. هل تُواجه الحرية خطرًا؟
  • صحيفة لبنانية تكشف تفاصيل جديدة حول “كمائن حزب الله” ضد جيش الاحتلال / فيديو
  • الرمان «يطرح» البهجة في أسيوط.. سعر الكرتونة وأشهر الدول التي تستورده
  • أمير منطقة القصيم يتوّج الفائزين في سباق “الوطن” للفروسية
  • الفريق أول شنقريحة يزور المعلم التاريخي “محراب الوطن” في روما