تقرير: "وتيرة الموت" في غزة ضعف عامين في أوكرانيا
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
اعتبرت إسرائيل مقتل المدنيين في قطاع غزة "جزءا مؤسفا لا مفر منه" من الحرب الأخيرة على غزة، مشيرة إلى أن الخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن الحروب التي شنتها الولايات المتحدة نفسها ذات يوم في العراق وسوريا.
لكن مراجعة الصراعات الماضية والمقابلات مع خبراء الأسلحة والأسلحة تشير إلى أن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة "مختلف"، وهو ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
وأشار الخبراء أن أعداد الضحايا الواردة من غزة تظهر أن "وتيرة الموت" خلال الحرب التي تشنها إسرائيل، ليس لها سوابق في هذا القرن.
وقال الخبراء إن السكان يُقتلون في غزة بسرعة أكبر حتى من اللحظات الأكثر دموية للهجمات التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان، والتي تعرضت هي نفسها لانتقادات واسعة النطاق من قبل جماعات حقوق الإنسان.
كما قارن التقرير أعداد الضحايا في غزة، بأعداد الضحايا الأوكرانيين، خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وتم الإبلاغ عن مقتل أكثر من ضعف عدد النساء والأطفال في غزة، مقارنة بأوكرانيا بعد عامين تقريبا من الهجمات الروسية، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.
أعداد مرعبة لضحايا النساء والأطفال
كما تم الإبلاغ عن مقتل عدد أكبر من النساء والأطفال في غزة في أقل من شهرين مقارنة بحوالي 7700 مدني تم توثيقهم على أنهم قتلوا على يد القوات الأميركية وحلفائها الدوليين في العام الأول بأكمله من غزو العراق في عام 2003، وفقا لتقديرات منظمة "إيراك بودي كاونت"، وهي مجموعة بحثية بريطانية مستقلة.
وقد بدأ بالفعل عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا في غزة منذ بدء الحملة الإسرائيلية الشهر الماضي يقترب من 12400 مدني، وهو الرقم الموثق للضحايا المدنيين في أفغانستان، الذين قتلوا على يد الولايات المتحدة وحلفائها خلال ما يقرب من 20 عاما من الحرب، وفقا لتقرير نيتا سي كروفورد، المدير المشارك لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون.
وقال مارك غارلاسكو، المستشار العسكري لمنظمة باكس الهولندية ومحلل استخبارات كبير سابق في البنتاغون: "إنه يفوق أي شيء رأيته في حياتي المهنية، وإذا أردنا مقارنة تاريخية للعديد من القنابل الكبيرة في مثل هذه المنطقة الصغيرة، قد يتعين علينا العودة إلى فيتنام، أو الحرب العالمية الثانية".
ارتفاع ويترة الموت بشكل استثنائي
ويقول الباحثون إن وتيرة الوفيات المبلغ عنها في غزة خلال القصف الإسرائيلي كانت مرتفعة بشكل استثنائي.
وقال بريان كاستنر، محقق الأسلحة في منظمة العفو الدولية والمحقق السابق فيها، إن القنابل المستخدمة في غزة أكبر من تلك التي استخدمتها الولايات المتحدة عندما كانت تقاتل داعش في مدن مثل الموصل والرقة، وهي أكثر اتساقا مع استهداف البنية التحتية تحت الأرض مثل الأنفاق.
واستدرك: "ليست غزة صغيرة فحسب مقارنة بمناطق الصراع مثل العراق أو أفغانستان أو أوكرانيا، بل إن القطاع محاصر تماما، مما لا يوفر للمدنيين سوى القليل من الأماكن الآمنة، إن وجدت، للفرار".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الهجوم الإسرائيلي قطاع غزة إسرائيل غزة حقوق الإنسان الضحايا في غزة العملية العسكرية الروسية الخاصة أوكرانيا الأمم المتحدة العراق أفغانستان البنتاغون فيتنام الحرب العالمية الثانية القصف الإسرائيلي منظمة العفو الدولية داعش الموصل أوكرانيا الحرب غزة الموت إسرائيل الهجوم الإسرائيلي قطاع غزة إسرائيل غزة حقوق الإنسان الضحايا في غزة العملية العسكرية الروسية الخاصة أوكرانيا الأمم المتحدة العراق أفغانستان البنتاغون فيتنام الحرب العالمية الثانية القصف الإسرائيلي منظمة العفو الدولية داعش الموصل أخبار إسرائيل الولایات المتحدة النساء والأطفال فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحرب والغلاء المعيشي يحرمان اليمنيين من فرح العيد (تقرير خاص)
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
يستقبل اليمنيون عيد الفطر هذا العام في ظل أوضاع معيشية هي الأشد مرارة في حياتهم، وفي ظل ظروف إنسانية متدهورة، تفاقم معاناتهم نيران الحرب وَوَبَلُ الغلاء المعيشي غير المسبوق.
وبينما كانت الأعياد ـ سابقًا ـ تمثل فرصةً كبيرة للفرح والتواصل الاجتماعي وموسمًا للسعادة والسرور، فقد أصبحت اليوم تُذكِّرًا مؤلمًا بما فُقِدَ من استقرار وأمان، وشبحًا يلاحق الضعفاء ويشعرهم بالخوف من اقترابه.
ومع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية، تجد الكثير من الأسر اليمنية نفسها عاجزةً عن تأمين احتياجات العيد الأساسية، كملابس العيد والحلوى؛ مما يَحْرِم الأطفال والكبار على حد سواء مِن بهجة هذه المناسبة.
وما بين الحرب التي يشهدها اليمن داخليا في الصراع بين الأطراف المحلية وبين التدخل الإقليمي بالشأن اليمني وتداعيات ذلك، أصبح الوضع المعيشي والأمني أكثر تعقيدا، وبات اليمنيون لا يشعرون بالفرح ولا ينتظرون قدومه.
بين الخوف والحرمان
بهذا الشأن يقول المواطن محمد صالح(45 عامًا- يسكن في مدينة تعز)” ليس غريبا أن يختفي الفرح بحلول عيد الفطر المبارك هذا العام من وجوه العامة، فالخوف من المسؤولية الملقاة على عواتقنا نحن أرباب الأسر أصبح أكبر من الفرحة باستقبال هذا العيد”.
وأضاف صالح لـ”يمن مونيتور” ضاعت فرحة العيد بين الخوف والحرمان فأرباب الأسر يشعرون بالخوف من عدم قدرتهم شراء حاجيات هذه المناسبة، والأطفال يشعرون بالحرمان نتيجة عدم حصولهم على كل متطلبات العيد، فاليوم السعيد من الناس من يستطيع شراء ملابس العيد من النوعية الرديئة التي تكون أسعارها شبه معقولة”.
وأردف: ” الفرح بالعيد شعيرة دينية ينبغي علينا تطبيقها تعظيمًا لشرائع الله في أرضه لكن هناك ما يحول بيننا وبين تطبيق هذه الشريعة وهو هذا الواقع الأليم، الذي لم يترك أحدًا منا إلا وأنزل عليه أصنافًا من العذاب المرير”.
وتابع: “كل شهر أشتري ملابس لطفل واحد، علما بأن الملابس من النوعية ذات السعر المعقول، فما عدنا ننظر للنوعيات الراقية بقدر ما ننظر إلى النوعيات التي نستطيع شراءها”.
واختتم” الأوضاع كل عام تأتي أقسى من الأوضاع السابقة، كل شيء يعود للوراء وبهجة العيد يخفت بريقها تدريجيا حتى كادت أن تختفي تمامًا، والمؤسف أنه لا يوجد أي تدخل لحل هذا الوضع المعقد الذي نعيشه، بل بالعكس كل التدخلات تزيدنا وجعًا وحرمانًا لا أكثر من ذلك”.
العيد ضيف ثقيل
في السياق ذاته يقول الصحفي المهتم بالشأن الاجتماعي، عميد المهيوبي” بعد عشر سنوات من الحرب والحصار وجد اليمنيون أنفسهم وسط غلاء فاحش في الأسعار وانعدام في القدرة الشرائية ما جعل العيد ضيفاً ثقيلاً وعبئًا إضافيًا على كاهل الأسر اليمنية فاليوم غالبية الشعب اليمني غير قادرين على توفير احتياجات العيد ولو بشكل نسبي الأمر الذي يجعل فرحة العيد بعيدة عن الكثير من اليمنيين”.
وأضاف المهيوبي لـ”يمن مونيتور”، الحرب التي أرهقت البلاد لسنوات طويلة لم تترك مجالًا للفرح، بل زادت من معاناة المواطنين، وحرمتهم من أبسط حقوقهم في العيش الكريم، فالأطفال الذين كانوا ينتظرون العيد بلهفة، أصبحوا اليوم ضحايا لهذه الظروف، محرومين من الملابس الجديدة والألعاب التي كانت تملأ قلوبهم بالسعادة”.
وأشار إلى أن” هذه الظروف القاسية جعلت العديد من الأسر اليمنية تلجأ إلى إعادة استخدام الملابس القديمة في محاولة لإضفاء بصيص من الفرح على هذه المناسبة أو شراء الملابس المستعملة حتى تُشعر أطفالها أنها أتت لهم بشيء جديد غير المترهل الذي يمتلكونه”.
وشدد المهيوبي قائلا” هذا الواقع يفرض ضرورة التدخل العاجل من الجهات المحلية والدولية لتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي، ومساعدة اليمنيين على تجاوز هذه المرحلة القاسية، حتى تعود الفرحة الحقيقية للعيد في قلوب ووجوه اليمنيين وتستعيد مكانتها في حياتهم”.
واختتم” نناشد الحكومة والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع اليمني بتقديم يد العون للشعب اليمني ومساعدته في زرع الفرحة على وجوه الجميع، كما هي رسالة للتجار بأن يراعوا الظروف المعيشية للشعب وألا يستغلوا هذه المناسبة ويجعلونها موسماً للدخل والتحصيل”.
أوضاعٌ معيشية معقدة
بدوره يقول المواطن، فارس عبدالله ( 39 عاما) إن:” الأوضاع ازدادت تعقيدا هذا العام، خاصة مع شحة فرص العمل، وغياب المساعدات، واستمرار الضربات الأمريكية، وارتفاع رسوم الجمارك، ما أدى إلى عدم استطاعة الكثير من الأسر شراء كسوة العيد وجعالته لأطفالها”.
وأضاف عبد الله لـ”يمن مونيتور”: “لدي ستة أطفال، وأعمل فقط بالأجر اليومي، بمردود سبعة آلاف ريال بالعملة القديمة (الدولار =553)، ومع شحة الأعمال وندرة الحصول على فرص عمل أصبحتُ أهتم فقط بتوفير مقومات الحياة لأسرتي ولا أهتم كثيرا بالكماليات، وهذا العام أصبحت كسوة العيد من ضمن الكماليات التي لم نستطع الحصول عليها”.
وتابع: “غلاء فاحش ـ هذا العام- في أسعار ملابس العيد فبدلة الطفل ذي الست سنوات بعشرة آلف ريال بالعملة القديمة” ما يعادل 42 ألف ريال بالعملة الجديدة، وأسعار فساتين الأطفال ما بين 11ألف إلى 15ألف قديم، وهذا أمر صعب الحصول عليه لدى الكثير من الآباء “.
وأردف” أسرتي محرومة هذا العام من كسوة العيد بسبب شحة فرص الأعمال، وغياب المبادرات الخيرية التي تصرف كسوة العيد للأسر الفقيرة بسبب تدهور الأوضاع”.
وأشار إلى أن” الكثير من الأسر لن تستطيع الحصول على كسوة العيد لأطفالها هذا العام بسبب الغلاء الفاحش في أسعارها وغياب فرص العمل، وتقلص المبادرات الخيرية”.