رئيس الأرجنتين المنتخب يبحث أزمة بلاده الاقتصادية مع صندوق النقد
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
أجرى الرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير ميلي للمرة الأولى يوم الجمعة محادثات مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، وناقش معها الوضع الاقتصادي في بلاده.
وكتب ميلي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) قائلا "لقد أجريت اليوم (الجمعة) محادثة ممتازة (مع جورجيفا) وتحدثنا خلالها عن التحدي الاقتصادي الكبير الذي تواجهه بلادنا".
وأكد ميلي أنه تحدث مع جورجيفا عن "الجوانب المختلفة لخطة التكيف المالي والبرنامج النقدي، وأظهر الصندوق تعاونه من أجل إيجاد الحلول الهيكلية التي تحتاجها الأرجنتين".
من جهتها، قالت جورجيفا -عبر منصة إكس أيضا- إنها تطرقت مع الرئيس الأرجنتيني إلى "التحديات الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد الأرجنتيني والتدابير السياسية الحاسمة التي يتعين اتخاذها".
وأكدت جورجيفا "التزام صندوق النقد الدولي بدعم الجهود الرامية إلى خفض التضخم بشكل مستدام، وتحسين المالية العامة، وتعزيز النمو الذي يقوده القطاع الخاص".
ولا يزال يتعين على المؤسسة دفع 3.3 مليارات دولار للأرجنتين قبل نهاية العام في إطار خطة المساعدة.
ويعاني ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية من أجل سداد قرض ضخم بقيمة 44 مليار دولار حصل عليه من صندوق النقد الدولي عام 2018، بسبب انخفاض غير مسبوق لاحتياطات العملات الأجنبية.
وقبل زهاء 10 أعوام، كان التضخم الذي يتجاوز نسبة 10% هو القاعدة في الأرجنتين، لكنه ازداد بشكل حاد هذا العام ليسجّل 143% على أساس سنوي، في سابقة منذ 32 عاما، بالتوازي مع تواصل انخفاض قيمة العملة المحلية البيزو.
وكان تقرير لصحيفة "إيكونوميست" قل إن الرئيس الأرجنتيني الجديد يواجه وضعا اقتصاديا أصعب بكثير من أي رئيس آخر خلال السنوات الأخيرة.
وأفادت الصحيفة بأن الأرجنتين تعيش وضعا سيئا، وسط توقعات بأن يبلغ معدل التضخم في البلاد 200% بحلول أوائل العام المقبل، في حين يعيش 4 من بين كل 10 أرجنتينيين حالة من الفقر.
وذكرت الصحيفة أن الدين العام في الأرجنتين بلغ 90% نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، في حين يبلغ العجز المالي نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وحسب الصحيفة، سيتعيّن على حكومة ميلي اتخاذ 3 تدابير اقتصادية طارئة:
أولا، التقشف السريع لخفض العجز المالي، وتشكل معاشات التقاعد وإعانات دعم الوقود مجالا واضحا ينبغي استهدافه. ثانيا، تحرير نظام سعر الصرف، رغم أن ذلك سيؤدي إلى انخفاض قيمة العملة وتحفيز التضخم. وهذا أمر لا مفر منه، فالأرجنتين لم تعد تمتلك كثيرا من الدولارات. ثالثا، تحتاج البلاد إلى إعادة هيكلة ديونها لخفضها إلى مستويات مستدامة.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد محذراً: الاقتصاد العالمي على أعتاب تباطؤ بسبب "حرب الرسوم"
الاقتصاد نيوز _ بغداد
حذّر صندوق النقد الدولي من تباطؤ اقتصادي عالمي وشيك، نتيجة تصاعد التوترات التجارية وارتفاع الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نطاق واسع، لتشمل جميع الشركاء التجاريين تقريباً.
جاء هذا التحذير بالتزامن مع تدفق مسؤولين ماليين من مختلف أنحاء العالم إلى واشنطن في محاولة لخفض هذه الرسوم عبر التفاوض مع فريق ترامب.
وأوضحت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن وتيرة المحادثات تتسارع، مشيرة إلى تلقي مقترحات من 18 دولة حتى الآن، مع جدول مكثف يتضمن لقاءات مع ممثلي 34 دولة هذا الأسبوع لمناقشة الملف الجمركي.
وفيما أعرب ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين يُخفف الرسوم بشكل كبير، وهو ما انعكس إيجاباً على الأسواق، يتوقع صندوق النقد الدولي أن تؤدي الرسوم الحالية إلى تراجع النمو العالمي إلى 2.8% في عام 2025، مقارنة بـ3.3% العام السابق، في أدنى أداء منذ أزمة جائحة كورونا.
أما على صعيد الاقتصاد الأميركي، فتشير توقعات الصندوق إلى انخفاض في نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.8%، بتراجع نقطة مئوية كاملة عن العام 2024، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات التضخم نتيجة زيادة كلفة الاستيراد.
الصين، الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة، لم تسلم من التداعيات أيضاً، إذ خفّض الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد الصيني إلى 4% للعامين الحالي والمقبل، نتيجة الرسوم المرتفعة التي فرضتها واشنطن وتصل إلى 145% على المنتجات الصينية. وردّت بكين بإجراءات مماثلة، فرضت خلالها رسوماً بنسبة 125% على الواردات الأميركية، ما يكرس حالة من "الحظر التجاري" بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفي تصريحات أدلى بها وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت خلال لقاء مغلق مع مستثمرين في مؤتمر لبنك "جيه.بي مورغان"، أقرّ بوجود مؤشرات على تهدئة محتملة في العلاقات التجارية مع الصين، لكنه أشار إلى أن المفاوضات لم تبدأ فعلياً بعد، واصفاً إياها بأنها ستكون "شاقة".
ورغم التوتر مع الصين، تواصل إدارة ترامب جهودها لعقد اتفاقات مع شركاء تجاريين آخرين، ففي حين تقترب الولايات المتحدة واليابان من اتفاق مؤقت، يبدو أن المفاوضات مع الهند قطعت شوطاً واسعاً، بعد إعلان مشترك عن توافق مبدئي خلال زيارة نائب الرئيس جيه.دي فانس إلى نيودلهي.
بالمقابل، بدأت بعض الشركات الأميركية الكبرى بالإبلاغ عن آثار ملموسة للرسوم الجمركية على أنشطتها، ضمن نتائجها المالية للربع الأول من العام، في مؤشر إضافي على مدى تأثير الإجراءات التجارية الحالية على الاقتصاد المحلي والعالمي.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام