رغم الهدنة.. سكان غزة يواجهون مخاطر جديدة
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
في اليوم الثاني من "الهدنة" بين إسرائيل وحركة حماس "المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى"، قال بعض سكان غزة إن توقف القصف الجوي الإسرائيلي لم يجلب سوى "راحة محدودة"، بينما يواجه سكان القطاع "مخاطر جديدة"، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وبعد بدء هدنة تستمر أربعة أيام، شرع الآلاف من سكان غزة تفقد ما آلت إليه الأمور، وحاولت بعض العائلات العودة منازلهم، بينما فضل آخرون البقاء في مناطقهم وعدم النزوح نحو الجنوب خوفا على حياتهم.
وقال أب في مدينة غزة، لم تكشف الصحيفة عن هويته بسبب القلق على سلامته، إنه لا يستطيع القيام بالرحلة نحو جنوب غزة.
وفقد الأب ابنه البالغ من العمر 10 سنوات قبل أسبوعين عندما أصاب صاروخ مطبخهم في حي تل الهوى، وجلس مع الجثة لمدة أربعة أيام قبل أن يصبح الوضع آمنًا بما يكفي لدفن الصبي في الخارج.
وأشار في تصريحات عبر الهاتف إلى إنه رأى السبت دبابات إسرائيلية وجرافة من نافذته ويخشى على ابنه البالغ من العمر 14 عاما وابنته البالغة من العمر 12 عاما.
وقال: "لا أعتقد أنه من الآمن الخروج مع الأطفال بعد".
ومن جانبه، قال عماد السوسي (49 عاما) عبر الهاتف من دير البلح وسط القطاع، بعد فراره من مدينة غزة، إن الأمر قد يبدو "كما لو أن الحياة عادت إلى طبيعتها".
"الشيء الوحيد الذي تغير هو أنه لم يعد هناك قصف.. لكن ليس لدينا كهرباء، ونكافح من أجل الحصول على الماء والغذاء والدواء والتواصل مع عائلتنا وأصدقائنا"، وفق حديثه لـ"واشنطن بوست".
وأدى الحصار المفروض على القطاع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية مع عدم وجود إمدادات تذكر من الكهرباء اللازمة للمستشفيات ولا المياه الصالحة للشرب أو الوقود اللازم لسيارات الإسعاف أو الغذاء أو الدواء، وفق تقرير لوكالة "رويترز".
تحديات ومخاطر جديدةاندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، توقفت مع بدء الهدنة، الجمعة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 14854 شخصا، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن إصابة نحو 36 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب السلطات التابعة لحماس.
وبعد ما يقرب من 50 يوما من الحرب، نزح أكثر من 1.7 مليون شخص، أو حوالي 80 بالمئة من سكان القطاع المكتظ بالسكان، وفقا للأمم المتحدة.
وحذر مسؤولو الصحة من أن الظروف الصحية لا تزال "مزرية"، كما أن الوصول إلى الغذاء والماء "محدود" والأمراض "تنتشر".
وتقول الصحيفة إن "توقف القتال جلب مخاطر وتحديات جديدة لسكان غزة".
وقد تضاعفت جهود السكان لانتشال المفقودين من تحت الأنقاض.
ومع تدفق الإمدادات، أمضى سكان غزة ساعات في طوابير طويلة لشراء أول وقود لهم منذ أسابيع.
ووقف آلاف الأشخاص في طوابير بالأسواق المفتوحة ومخازن المساعدات للحصول على بعض المؤن التي بدأت تتدفق على غزة بكميات أكبر في إطار الهدنة.
وتحدثت "واشنطن بوست" مع أحمد، وهو أب لثلاثة أطفال، فر من منزله في وقت مبكر من الحرب واستقر في منشأة تخزين تابعة للأمم المتحدة في رفح، بالقرب من الحدود المصرية.
وأكد أن الظروف كانت سيئة للغاية، لدرجة أن الانتظار للوصول إلى الحمام قد يستغرق أياما.
وقال إنه ليلة الخميس، نام هو وزوجته في سيارتهما لحجز مكان في طابور للحصول على الوقود، قبل أن يقودا الطريق الذي كان مألوفا في السابق إلى شقتهما في مجمع أعيد بناؤه بتمويل من الكويت بعد حرب عام 2014 مع إسرائيل.
وقال إن المبنى تعرض لأضرار جسيمة، وكان باب شقته مفتوحا وسرقت أجهزته الإلكترونية.
وبالنسبة للعديد من سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، سمح توقف الضربات الجوية والمدفعية للسكان بالتنقل بأمان للمرة الأولى، وتقييم حجم الدمار والسعي للحصول على مساعدات.
واستغلت تهاني النجار حالة الهدوء، السبت، لتعود إلى أنقاض منزلها الذي دمرته غارة جوية إسرائيلية قالت إنها أودت بحياة سبعة من أفراد عائلتها وأجبرتها على الاحتماء بأحد الملاجئ، حسب حديثها لـ"رويترز".
وقالت تهاني بينما كانت تبحث وسط أنقاض منزلها "وين بدنا نعيش؟ وين بعدنا نروح؟ طبعا ما فيش قاعدين بنلملم (شوية خشب) عشان نعمل هيك خيمة حاجة الواحد يتدارى تحتيها. لكن لا حياة لمن تنادي والله ما فيش أثر اشي يستر عائلة".
وأضافت تهاني (58 عاما)، وهي أم لخمسة أطفال من خان يونس بجنوب القطاع، أن الجيش الإسرائيلي سوى منزلها بالأرض من قبل في عامي 2008 و2014.
وسحبت تهاني عدة أكواب سليمة بأعجوبة من الأنقاض، حيث أمكن رؤية دراجة هوائية وملابس مغطاة بالغبار وسط الركام، وقالت "إن شاء الله نعمره من تاني".
رحلة خطيرةالسبت، كرر الجيش الإسرائيلي، دعوته للسكان بعدم التوجه إلى المناطق الشمالية في قطاع غزة، ورغم ذلك عبر آلاف النازحين من جنوب قطاع غزة باتجاه الشمال لتفقد بيوتهم.
#عاجل رسالة مهمة لسكان #غزة في فترة تعليق الاعمال العسكرية مؤقتًا:
⭕️تنقلوا الى جنوب وادي غزة
⭕️لا تحاولوا الانتقال الى شمال القطاع
⭕️ممنوع الدخول الى البحر
⭕️ممنوع الاقتراب لمسافة كيلومتر عن الحدود
عشان سلامتكم قوموا بالانصياع الى هذه التعليمات pic.twitter.com/y5cSdjrZ8I
وفي منشور عبر حسابه بمنصة "أكس"، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الفلسطينيين لعدم العودة إلى الشمال "في فترة تعليق الأعمال العسكرية مؤقتا".
وقال أدرعي "تنقلوا إلى جنوب وادي غزة، ولا تحاولوا الانتقال إلى شمال القطاع".
وأضاف "ممنوع الدخول (الذهاب) إلى البحر، ممنوع الاقتراب لمسافة كيلومتر عن الحدود، عشان (من أجل) سلامتكم قوموا بالانصياع إلى هذه التعليمات".
ومع بقاء شبكات الاتصالات "معطلة أو غير مستقرة"، قام مدنيون برحلة خطيرة لتفقد منازلهم وأقاربهم، وتوجه بعضهم شمالا على الرغم من التحذيرات الإسرائيلية بعدم العودة.
بالنسبة لأولئك الذين يحاولون العودة إلى شمال غزة، فإن رحلة العودة التي حظرتها إسرائيل خلال فترة الهدنة، يمكن أن تكون أكثر خطورة، حسبما تشير "واشنطن بوست".
وقال أحمد إنه كان عازما على الاطمئنان على والديه "بأي ثمن"، وأعطى أموالا لشخصا غريبا ليتجه نحو شمال القطاع، ليطمئنه عليهما.
وأكد أحمد إنه لم يسمع شيئا عن الرجل منذ ذلك الحين، ولم تتمكن صحيفة "واشنطن بوست"، من التحقق بشكل مستقل من هذه المزاعم.
وفي خيام مؤقتة خارج مستشفى ناصر في خان يونس، قال محمد شبير لـ"رويترز"، إنه يرغب بشدة في إعادة عائلته إلى منزلها بمخيم الشاطئ للاجئين شمالا.
ولكنهم قرروا عدم العودة بعد سماع شائعات عن تعرض أشخاص حاولوا القيام بذلك لإطلاق النار، وهو ما لم تتمكن "رويترز" من التحقق منه.
وأضاف وهو يطعم ابنه الرضيع حساء العدس لعدم توفر حليب الأطفال "في خيمة زي هادي مش حعرف أعيش.. أنا كانت لي دار قاعد فيها ومتريح فيها أنا وأولادي".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: واشنطن بوست سکان غزة
إقرأ أيضاً:
«واشنطن بوست»: إسرائيل تبني مواقع عسكرية في جنوب سوريا
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن إسرائيل تقوم ببناء مواقع عسكرية في جنوب سوريا، ما يثير مخاوف السكان المحليين من الاحتلال.
وتظهر صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” المباني والمركبات في قاعدة إسرائيلية مسورة بالقرب من قرية جباتا الخصب في محافظة القنيطرة.
كما قام الجيش الإسرائيلي ببناء مبنى متطابق تقريبا على بعد خمسة أميال إلى الجنوب، حيث تم ربط الموقعين بطرق ترابية جديدة تؤدي إلى مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.
علاوة على ذلك، كشفت صور الأقمار الصناعية عن منطقة خالية على بعد بضعة أميال إلى الجنوب، ويشير الخبراء إلى أنها قد تكون بداية لقاعدة ثالثة.
وفي أعقاب سقوط الرئيس بشار الأسد في ديسمبر، احتلت القوات الإسرائيلية المنطقة العازلة بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة، مدعية أن تغيير السيطرة في دمشق يعني انهيار ترتيبات وقف إطلاق النار لعام 1974.
وقال مسئولون محليون إن القوات الإسرائيلية تقدمت أيضاً في عمق جنوب سوريا، واحتلت عدة مواقع خارج منطقة المنطقة العازلة .
وأكدت الصحيفة أيضًا أن المباني والمركبات الإسرائيلية تشير إلى وجود طويل الأمد، على عكس ادعاءات إسرائيل بأنها مؤقتة.
وتساءل محمد مريود، رئيس بلدية جباتا الخصب، الذي شاهد القوات الإسرائيلية تبني موقعًا عسكريًا جديدًا على حافة قريته “إنهم يقومون ببناء قواعد عسكرية، كيف يكون هذا مؤقتًا؟”.
وقال المريود للصحيفة إن جرافات الاحتلال اقتلعت أشجار الفاكهة في القرية وأشجارا أخرى في جزء من محمية طبيعية لبناء البؤرة الاستيطانية بالقرب من جباتا الخصب.
وأضاف رئيس البلدية: "قلنا لهم إننا نعتبر هذا احتلالا".
وأفاد سكان محليون بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي، منذ دخولهم إلى سوريا، أقاموا نقاط تفتيش وأغلقوا طرقات وداهموا منازل وهجّروا سكاناً وأطلقوا النار على متظاهرين تظاهروا ضد وجودهم.
وطالبت السلطات الانتقالية في سوريا، إلى جانب العديد من البلدان في المنطقة وخارجها، بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها مؤخراً في البلاد.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أن الزعيم السوري أحمد الشرع طالب الولايات المتحدة بالضغط على إسرائيل لسحب قواتها من جنوب سوريا.