آخر تحديث: 26 نونبر 2023 - 11:40 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان له ،اليوم الأحد، إن “السوداني رعى، المؤتمر الأول لخطة التنمية الوطنية الخمسية الذي عقدته، وزارة التخطيط، صباح اليوم، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي تستمر أعماله للمدة من 26-28 تشرين الثاني الجاري”.

وبحسب البيان فقد، أكد السوداني، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر “اهتمام الحكومة بالخطط والمشاريع الاستراتيجية التي تنسجم مع رؤية التنمية المستدامة “2030، داعياً “الجميع إلى المساهمة الفاعلة في بناء خطة وطنية خمسية للتنمية، تتناسب وحاجة العراق إلى تنمية حقيقية مبنية على أسس سليمة”.  وأشاد رئيس مجلس الوزراء “بوزارة التخطيط، في الإعداد لهذه الوثيقة المهمة، وجهود الخبراء المساندين للوزارة”، مثمنا ” جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والوكالة الأمريكية للتنمية، على دعمهم جهود الحكومة العراقية”. وأضاف السوداني ان “حجم التحديات، يتطلب خططاً متكاملة تستهدف تحقيق النهضة الشاملة على المدى المتوسط والبعيد”، مبينا أن “العراق شهد انقطاعاً تنموياً منذ ثمانينيات القرن الماضي؛ بسبب الحروب والحصار وعمليات مواجهة الإرهاب”. وأشار الى أن “الحكومة عملت على إعادة التنمية إلى مسارها الصحيح، والانطلاق في خططها التنموية، كما رفعت وتيرة تنفيذ المشاريع الموجودة، وعددها أكثر من 7 آلاف مشروع، وتنفيذ مشاريع جديدة تمثل قيمة تنموية وخدمية عليا”.  وبين السوداني” أولت الحكومة اهتماماً بالمشاريع الاستراتيجية التي تنسجم مع رؤية التنمية المستدامة 2030، ومن بينها مشاريع البنى التحية، والطاقة النظيفة، وطريق التنمية، وميناء الفاو، وغيرها”، مشيرا الى أن “الحكومة دعمت مع بداية عملها، المحافظات، عبر الهيأة العليا للتنسيق بين المحافظات، التي نجحت في تغيير الكثير من المسارات، وظهرت نتائجها خلال سنة واحدة من عمر الحكومة”. ولفت الى أن “مجالس المحافظات الجديدة ستمثل إضافة نوعية للعمل، لذلك حرصنا على تهيئة ظروف نجاح الانتخابات، لتحظى كل محافظة بممثلين عنها، يتكامل عملهم مع المحافظ”، مضيفا “آن الأوان لتكون خطة التنمية الجديدة، ذات أبعاد اقتصادية تستند إلى فلسفة التنوع الاقتصادي”.   وتابع بالقول أن “الحكومة وضعت أساسات للتنوع الاقتصادي، ومن بينها تأسيس الصندوق العراقي للتنمية، الذي يهدف إلى تكوين بيئة استثمارية متكاملة في البلد”، مبينا أنه “تم إطلاق المبادرات التي تستهدف تغيير نمط الاقتصاد الريعي، كمبادرة (ريادة) التي تساعد الشباب في استثمار أفكارهم بقطاعات منتجة”.فيما نوه السوداني بأن “الموازنة الثلاثية تضمنت بنداً خاصاً لدعم القطاع الخاص من خلال منحه ضمانات سيادية، ستستهم في تشجيع بيئة الأعمال والاستثمار في البلد”، مؤكدا “العمل بجد لدعم القطاع الخاص، واستكمال تشكيل مجلس تطويره، فهو يمثل الشريك الأساسي للقطاع الحكومي”.  وأضاف “إذا نجحنا في تحقيق التنوع الاقتصادي، ووفرنا بيئة استثمارية خصبة، وأدخلنا القطاع الخاص بقوة في المشهد التنموي، فإن واقع الحال سيتغير”، مؤكدا “المضي في بناء شبكة من العلاقات الاقتصادية بين العراق وبلدان العالم، مبنية على أسس المصالح المتبادلة”. ولفت الى أن ” الحكومة عملت على إصلاح القطاع المصرفي والمالي، عبر أتمتة جميع الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والخدمية، كما شرعت بأتمتة العمل في المنافذ الحدودية، والتأسيس للتحول نحو استخدام الدفع الإلكتروني، في جميع التعاملات السوقية والتجارية”، مبينا انه “يجب أن تتبنى الخطة التنموية الخمسية التحول الرقمي، من خلال اعتماد الأنظمة الإلكترونية في جميع مفاصل الحياة”.  وشدد على “الحاجة إلى بيانات ومؤشرات تنموية سليمة من أجل إنجاح الخطط التنموية، وهذا يتطلب إجراء إحصاء دقيق وشامل للسكان وأماكن سكنهم وبيئات عملهم، وقررنا إجراء التعداد السكاني في العام المقبل 2024، ووجهنا بتوفير جميع المتطلبات المالية واللوجستية لإنجاحه”. وبين أن “خطة التنمية الخمسية، ينبغي أن تضع مساحة لتحقيق الحكم الرشيد، وتضع الآليات المناسبة لمحاربة الفساد، وتجفيف منابعه حيثما كانت، كما ان وجود خطة خمسية للتنمية، قابلة للتحقق، يشير إلى حالة من الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي”. وتابع رئيس مجلس الوزراء “يجب أن تنعكس نتائج الخطط التنموية إيجاباً على الشرائح الهشة في المجتمع، من خلال توفير السكن والتعليم، والصحة، وتحسين مستوى الدخل، وتقليل آثار التغيرات المناخية”، مشيرا الى ان “الحكومة عملت، خلال عامها الأول، على خفض نسب الفقر والبطالة، عن طريق شبكة الحماية الاجتماعية، وتحسين السلة الغذائية، والاهتمام بمشاريع الصحة والتعليم، والخدمات والبنى التحتية، والعمل على عدم توريث الفقر بين الأسر الفقيرة، وإنشاء صندوق دعم المناطق الأشدّ فقراً”، وفقا للبيان.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الى أن

إقرأ أيضاً:

المثقف السوداني بين دوائر الصراع وجذور الخلاص- رؤية ماركسية

إشراق الصراع
الصراع بين المثقفين السودانيين ليس مجرد خلاف آراء أو سجال أفكار، بل هو تجلٍ لصراع أعمق بين قوى اجتماعية واقتصادية متباينة. إنه الجدل الهيغلي الذي يلتقي بالمادية الماركسية ليخلق جدليةً لا متناهية، يتجسد فيها المثقف كحامل لقضية مجتمعه وكضحية لذات القضية. بين هذا وذاك، يتأرجح المثقف السوداني في محاولاته لفهم ذاته وإعادة تعريف موقعه في قلب التغيير.
فصل شعري أول: دائرة الفقد

يا حبَّة الرملِ في مهبِّ الكثيب
،تُسافرُ نحو ذاتِها،وتنثني حيث لا قاعَ للنهرِ.
غربةُ الفكرةِ صليبُ الجسدِ،
والعينُ تسهوفي غفوةِ الجبال.
بين الواقع والوعي الطبقي
الواقع السوداني، من منظور المثقف الماركسي، يتشابك مع طبقية متجذرة بُنيت عبر تاريخ طويل من الاستعمار والهيمنة الاقتصادية. المثقف هنا ليس مجرد مرآة تعكس المجتمع، بل هو عامل تغيير حيوي. دوره لا يتوقف عند الترف الفكري أو الكتابة التنظيرية، بل يمتد ليشمل قراءة البنية التحتية وتحليل علاقتها بالبناء الفوقي.
ولكن، ماذا يحدث حين يصبح المثقف نفسه جزءًا من هذه البنية التي يسعى لتغييرها؟ هنا يكمن المأزق. المثقفون السودانيون يعانون من تناقضات داخلية بين نزعة نخبوية وسعي صادق نحو التغيير الجماهيري، مما يؤدي إلى انقسامات تعرقل جهودهم وتحد من تأثيرهم.
فصل شعري ثانٍ
مرايا الأوهام
في وجوهِ النُّخَبِ المشرّخة
تعوي الريحُ أغاني الغيم
،ولا مجيبَ إلا الجدرانُ
تُعيد صدى الحكايات القديمة.
الخيال الصوفي ومآلات الثورة
الخيال الصوفي، بالنسبة للمثقف السوداني، ليس هروبًا من الواقع بقدر ما هو محاولة لإعادة صياغته. هنا، تلتقي الفلسفة بالروحانية، حيث يُستعاد الأمل من خلال إعادة تفسير الواقع عبر عدسة الغيب والرمز. الصوفية تمنح المثقف لغة بديلة للخلاص، تتجاوز الثورة المادية إلى تحول روحي عميق.
لكن، هل تكفي الصوفية كبديل؟ ماركس يرى الدين أفيون الشعوب، لكن هل يمكن للصوفية أن تكون استثناءً، وسيلة لتجاوز الألم وإعادة تشكيل الوعي؟

فصل شعري ثالث
انكسار الرؤية
على عتباتِ الصحراءِ،انفجرتِ المرآةُ إلى سبعةِ شظايا.
كلّ شظيّةٍ تأخذُ معها حلمًا.
لكن الأفقَ يظلُّ أزرقَ،كما لو لم يُهزم.
البحث عن وحدة المعنى
المثقف السوداني هو انعكاس لجدلية أكبر بين الواقع والحلم، بين المادة والروح. إن رؤيتنا الماركسية تهدف إلى جمع الشتات وتحويل الصراع إلى طاقة للبناء. تبدأ وحدة المعنى من الاعتراف بالتناقضات الداخلية، وإيجاد لغة مشتركة للخلاص الجماعي.
ليس من رغبةٍ أشدّ من اللغة،تلك العضلة المتشنجة في قلب الغيب،تلك التي تحملُ إرثَ الأمسِوحلمَ الغدِ معًا.
الثورة السودانية لحظة فلسفية متفردة
الثورة السودانية ليست مجرد حدث سياسي؛ إنها لحظة فلسفية تعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والوطن، بين التاريخ والمستقبل. هي محاولة لتجاوز الجهل الممنهج والخضوع الموروث، واستعادة الذات الجماعية من براثن الظلامية الفكرية.
في عمق هذا الصراع، تبرز الماركسية كأداة لفهم تناقضات المجتمع السوداني، الذي يعاني من هيمنة نخبة لا تعبر عن واقع الطبقات الكادحة. الثورة المضادة ليست سوى تعبير عن رغبة هذه النخب في الحفاظ على امتيازاتها باستخدام أدوات الدين والتقاليد كوسائل قمع.

إذا كان التحدي هو كسر قيود التخلف وتفكيك البنى التي تحافظ على الاستبداد، فإن الحل يكمن في إرساء قيم العدالة الاجتماعية، والتحرر الفكري، والتضامن الإنساني. الثورة السودانية تعبير عن طموح شعبٍ نحو الانعتاق من قيود الماضي، وتأسيس هوية جديدة قوامها المساواة والكرامة الإنسانية.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • “تحقيق أمنية” تعلن عن تنظيم النسخة الـ7 من “سباق الأمنيات” في جزيرة الحديريات
  • “بيت الياسمين”… تحولات الواقع الاجتماعي بعد الحروب
  • “الوزاري للتنمية” برئاسة منصور بن زايد يستعرض عدداً من السياسات والتشريعات ومستجدات تنفيذ الأجندات والبرامج الوطنية
  • السوداني: نجحنا في إبعاد العراق عن الحرب والحزام الناري
  • ‏السوداني: الحكومة العراقية استطاعت تجنيب العراق امتداد النار التي اشتعلت في المنطقة
  • “كان يرفض أي رأي مخالف”..   مسؤول من القصر الجمهوري يكشف عن الحالة النفسية للأسد قبل سقوطه
  • المثقف السوداني بين دوائر الصراع وجذور الخلاص- رؤية ماركسية
  •  “قوانين الثورات” العدالة التي لا تُهزم
  • “مكافحة غلاء الأسعار” على طاولة أول اجتماعات الحكومة الليبية في 2025
  • السوداني:النظام السياسي في العراق لن يتغيير بوجود “المقاومة الإسلامية الشيعية”!