رجال الظل يفسدون مخطط إسقاط الهدنة الإنسانية في غزة.. ماذا فعلت مصر؟
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تتواصل جهود التهدئة وتسليم الرهائن التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، لتوقف حربا إسرائيلية استمرت نحو 51 يوما على القطاع، راح ضحيتها أكثر من 15 ألف شخص وأكثر من 36 ألف جريح.
قطاع غزة إزالة مصر كافة العقباتوتأخر الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني في اليوم الثاني من الهدنة الإنسانية المتفق عليها والممتدة لأربعة أيام بدأت الجمعة، بتنفيذ الإفراج عن الأسرى ولكن سرعان ما نجحت مصر في إنهاء أزمة تبادل المحتجزين بقطاع غزة والأسرى الفلسطينيين بعد تعثرها.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، أنها استجابت للجهود المصرية المقدرة التي تحركت طوال اليوم لضمان استمرار اتفاق الهدنة المؤقتة.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، قال السبت، إن العمل على إطلاق سراح مجموعة ثانية من المحتجزين الإسرائيليين والأجانب من غزة يمضي قدما، بعد أن تم حل مشكلة أدت إلى بعض التأخير بمساعدة مفاوضين من مصر وقطر.
وأعرب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية الدكتور ماجد الأنصاري، عن تقديره لجهود مصر في تذليل عقبات تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس.
الهدنة لن تسقط.. مصر تضغط نحو التهدئة داخل قطاع غزة والجميع يستجيب التحركات الرئاسية صوب تسوية للقضية الفلسطينية والاتصالات المصرية المكثفة لمد الهدنة بغزة على رأس اهتمامات الصحفدخلت التهدئة بين المقاومة والاحتلال اليوم الأحد يومها الثالث، بعد أن نجحت مصر بإزالة عقبات، أدت إلى تأخير الإفراج عن الدفعة الثانية من الاسرى أمس السبت.
ووصل إلى معبر رفح في ساعة متأخرة من الليلة الماضية 13 إسرائيليا كانوا محتجزين بغزة، إضافة إلى 4 من حملة الجنسيات الأجنبية، كما أفرجت سلطات الاحتلال عن 39 أسيراً وأسيرة الليلة الماضية، في إطار اتفاق الهدنة.
وفي اليوم 51 من الحرب، دخلت 61 شاحنة تحمل مساعدات إلى شمال قطاع غزة، بعد أن كان الاحتلال يماطل في هذا الملف.
واعترضت كتائب القسام على عدم التزام الاحتلال بالإفراج عن الأسيرات والأطفال الأسرى حسب الأقدمية.
الرئيس بد الفتاح السيسي سلسلة خروقات إسرائيليةوسجل اليوم الثالث سلسلة خروقات إسرائيلية، تمثلت في إطلاق نار على الذين حاولوا العودة من النازحين ما أدى لإصابة 7 منهم.
وحلقت طائرات مسيرة في أجواء جنوب القطاع في مخالفة لبنود التهدئة التي تمنع تحليق الطيران طوال فترة الهدنة.
وفي اليوم الثالث من الهدنة، وصل عدد من الإصابات من مجمع الشفاء الطبي بغزة إلى مستشفى ناصر بخان يونس جنوب قطاع غزة.
ودخلت نحو 200 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح أضافة إلى 8 شاحنات وقود وغاز.
وكانت دخلت الهدنة الإنسانية في قطاع غزة الجمعة حيز التنفيذ برعاية مصرية قطرية أمريكية بعد عدوان إسرائيلي تواصل منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي على القطاع أسفر عن استشهاد أكثر من 15 ألف مواطن بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة بالإضافة إلى أكثر من 36 ألف جريح.
وفي هذا الصدد، قال أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي، إن جهود مصر مستمرة حتى هذه اللحظة لمتابعة اليوم الثالث والرابع لأعمال الهدنة الإنسانية، وهذا يوضح حرفية ومهنية مصر وتدخلها في اللحظات الأخيرة قبل محاولات إفشال الاتفاق في هذا التوقيت.
وأوضح فهمي ـ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الخطوات القادمة هي مراقبة ومتابعة ورصد وتنفيذ الهدن اليومية وصولا إلى اليوم الرابع، والأمر الآخر هو الخروج من الدائرة التي تريد إسرائيل فرضها والتعنت فيها، فمصر مدركة بطبيعة ما يجري، وبالتالي الجهد المصري يمضي في هذا الإطار بالمشاركة مع الجانب القطري وأيضا متابعة من الولايات المتحدة والصليب الأحمر.
وتابع: الأمر الآخر هو محاولة الانتقال من الهدن الإنسانية الأربعة إلى فتح الأفق للهدن بمعنى أنها تزيد إلى عدة أيام بهدف تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وبالتالي هذه النقطة في غاية الأهمية ومرتبطة بتحركات مصر ومساراتها واتجاهاتها.
الدكتور طارق فهمي قائمة بأسماء المحتجزينوواصل: تأكيد مصر على الحقوق الفلسطينية وعلى ما يجري في القطاع هو رسالة مهمة، فالتحركات المصرية مخطط لها ومدروسة وتعمل في اتجاهات متعددة، وخاصة وأن القاهرة تحولت إلى بوصلة لتحديد المسارات واللقاءات فيوميا، كان هناك لقاءات أوروبية مع رئيس وزراء إسبانيا وبلجيكا وسلوفانيا والبرتغال وتحركات مصرية متعددة في الداخل وفي الخارج، بالإضافة لمشاركة مصر من خلال وزير الخارجية سامح شكري في هذه التحركات.
واختتم: الهدف من ذلك هو استكمال بناء الهدن وعدم إعاقة هذا التنفيذ أو إعطاء فرصة لأي طرف للتشويش على ما يجري وتنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه.
وقالت صحيفة "هآريتس" الإسرائيلية، إن السلطات الإسرائيلية تسلمت قائمة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين المتوقع الإفراج عنهم في الجولة الثالثة من تبادل الأسرى ضمن الهدنة المؤقتة.
ونقلت الصحيفة عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله، في وقت مبكر اليوم الأحد، أن إسرائيل تلقت قائمة الرهائن المتوقع إطلاق سراحهم اليوم الأحد".
وكانت أجريت ليلة الأحد، وبعد تأخير وتوتر داما ساعات، عملية التبادل الثانية للأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، حيث بدأ تسليم 17 محتجزا لدى حماس، هم 13 إسرائيليا و4 تايلانديين.
بالمقابل، أطلقت إسرائيل سراح 39 أسيرا فلسطينيا، 6 من أقدم الأسيرات و33 طفلا، بينهم أقدم أسيرة فلسطينية هي ميسون الجبالي، والأسيرة شروق دويات من بلدة صور باهر في القدس، حيث صدر بحقها أطول حكم بالسجن لفترة تصل إلى 16 عاما، بالإضافة إلى الأسيرة إسراء الجعابيص، التي قضت 8 سنوات من محكوميتها البالغة 11 سنة.
وكان بحث وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت مسألة زيادة المساعدات وتوفير مناطق آمنة في قطاع غزة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
التحركات الرئاسية صوب تسوية للقضية الفلسطينية والاتصالات المصرية المكثفة لمد الهدنة بغزة على رأس اهتمامات الصحف ضياء رشوان: أخبار سارة عن تمديد الهدنة في غزة اليوموقال المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر: "اعترف الوزير أوستن بالأدوار الحاسمة التي لعبتها حكومات إسرائيل وقطر ومصر في التوصل إلى اتفاق سيشهد أيضا زيادة المساعدات الإنسانية وتوصيل الوقود للمدنيين في غزة".
ولم تتوقف مصر منذ بداية الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني عن الدعم المتواصل لحل الأزمة، واستخدام شتى الطرق والأدوات في ضغط للوصول إلى هذه الهدنة، ولم تتوقف جهود الدولة المصرية عند هذا الحد، لكن أدوارهما في المتابعة لتنفيذ الهدنة والالتزام بها متواصلة.
وزير الدفاع الأمريكيالمصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهدنة اتفاق الهدنة إسرائيل حماس غزة نتنياهو الهدنة الإنسانیة قطاع غزة فی هذا
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد نهاية المهلة الأميركية لتحسين دخول المساعدات لغزة؟
مع انتهاء المهلة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل من أجل تحسين الوضع الإنساني والإغاثي في قطاع غزة، وفتح إسرائيل معبر "كيسوفيم" لأول مرة أمام مرور شاحنات المساعدات للقطاع، تُطرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت الخطوة بمثابة تغير في النهج الإسرائيلي لإدخال المساعدات، أو ما إذا كانت ستستمر، استجابة لطلب الإدارة الأميركية.
والأربعاء، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن إسرائيل "نفذت معظم الخطوات التي طلبتها الولايات المتحدة لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة"، مشددا على أن هذه الخطوات "يجب أن تستمر".
واعتبر بلينكن أن "التحدي في إعادة إدخال الشاحنات التجارية إلى غزة، هو عمليات النهب والسرقة". كما لفت إلى أن "إسرائيل ستسمح للسكان بالعودة إلى المناطق التي تنهي فيها عملياتها العسكرية داخل غزة".
جاء ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، أن سياسة إدارة الرئيس جو بايدن لم تتغير تجاه إسرائيل، وذلك بعد انتهاء مهلة الشهر التي مُنحت لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وتعليقا على التطورات المتعلقة بالمهلة الأميركية لإسرائيل، وإجراءات الأخيرة لتحسين الأوضاع الإنسانية الصعبة بالقطاع الفلسطيني المحاصر، اعتبر المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد فيليبس، في تصريحات لقناة "الحرة"، أن فتح معبر "كيسوفيم" لأول مرة لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كان "استجابة خجولة" من السلطات الإسرائيلية، "ولا يحقق النتائج المطلوبة".
ورأى فيليبس أن المساعدات الإنسانية التي دخلت شمالي قطاع غزة "لم تكن كافية لتلبية احتياجات الناس هناك لبقائهم على قيد الحياة"، موضحًا أن هذه المساعدات "كانت مشروطة بتقييدات أمنية".
وتضمنت قافلة المساعدات التي دخلت عبر معبر كيسوفيم "الغذاء والماء والمعدات الطبية ومواد مخصصة لمراكز الإيواء"، وتوجهت إلى مناطق وسط وجنوب القطاع، وفقًا لمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الشاحنات "خضعت للتفتيش الأمني في معبر كرم أبو سالم من قبل المفتشين التابعين لسلطة المعابر البرية بوزارة الدفاع الإسرائيلية قبل دخولها إلى غزة".
من جانبه، اعتبر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، مئير كوهين، في حديثه لقناة "الحرة"، أن بلاده "لم تعتدِ على قطاع غزة"، مضيفًا: "بل العكس هو الذي حدث".
وتابع: "إسرائيل ليس لديها أي ضغينة تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ورغم هجمات حماس الإرهابية التي تذكرنا بالنازية، فقد سارعت الحكومة إلى تقديم كل ما يلزم من غذاء ودواء خلال الحرب".
وشدد على أن بلاده "لا تريد تكرار (سيناريو هجمات السابع من أكتوبر)، خاصة أن قادة حماس قالوا إنهم سيعيدون الكرة عندما تتاح لهم الفرصة".
ورفض كوهين اعتبار فتح معبر كيسوفيم "استجابة خجولة" لطلبات الإدارة الأميركية بشأن تقديم المساعدات لسكان شمالي غزة، ضمن مهلة استمرت شهرًا وانتهت الثلاثاء.
بعد مهلة الـ30 يوما.. بلينكن يبحث الإجراءات الإسرائيلية لإيصال مساعدات لغزة أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الوزير أنتوني بلينكن ناقش، الإثنين، مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر "الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني المروع داخل غزة"، رداً على الرسالة التي أرسلها بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في 13 أكتوبر.وأوضح أن إسرائيل "مستعدة للتعاون مع أي إدارة أميركية لتقديم المساعدات للسكان في غزة، لكن المشكلة تكمن في أن حماس تستولي على تلك المساعدات لبيعها بأغلى الأسعار، واستخدام الأموال لإعادة تأهيل نفسها وتسليحها".
ورداً على ما ذكره كوهين، قال فيليبس: "فتح المعبر خطوة مهمة، لكن تقديم المساعدات الإنسانية وحده يعد بديلاً سيئًا عن السلام".
وأشار إلى أنه "في حال عدم وجود عملية سلام حقيقية، فلن نشهد تقدماً حقيقياً في الأوضاع الإنسانية في غزة".
وزعم فيليبس أن "مجلس الأمن المصغر في إسرائيل يسعى لإخلاء شمالي غزة من السكان وبسط سيطرة القوات الإسرائيلية هناك، وهذا قد يوفر حلاً مؤقتاً، لكنه لن يضمن السلام على المدى البعيد".
واعتبر أن "المساعدات توفر علاجاً بسيطاً وليست حلاً شاملاً"، على حد تعبيره.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الثلاثاء، أن الوزير أنتوني بلينكن ناقش، الإثنين، مع وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر "الخطوات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني المروع داخل غزة"، ردًا على الرسالة التي أرسلها بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في 13 أكتوبر.
إسرائيل تعلن فتح معبر لدخول المساعدات إلى غزة.. ومصادر تتحدث عن عملية عسكرية في بيت حانون أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، عن فتح معبر كيسوفيم لأول مرة لمرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.وكانت الولايات المتحدة قد منحت إسرائيل مهلة 30 يوماً، بدءاً من 13 أكتوبر، لإيصال المساعدات إلى غزة.
وأطلع الوزير ديرمر بلينكن، في اللقاء الذي جرى بينهما في واشنطن، على "التغييرات العملياتية" التي أجرتها قوات الدفاع الإسرائيلية ووحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، إضافة إلى القرارات السياسية التي اتخذتها حكومة إسرائيل لمعالجة التدابير الواردة في رسالة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين.
وفيما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قادرة على إنهاء الحرب في قطاع غزة، قال فيليبس: "لا أعتقد أنه سيكون قادراً على فرض حل الدولتين، ولا أظن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو سيدعمه في ذلك".
وشدد على ضرورة وجود "وساطات دولية تفضي إلى حل عادل، يتمثل في حل الدولتين".
من جانبه، أعرب كوهين عن أمله في زيادة حجم المساعدات التي ستدخل إلى القطاع في الأيام المقبلة، مضيفاً: "نتانياهو التقى مؤخراً، للمرة الثانية، منسقة المساعدات من الأمم المتحدة، سيغريد كاغ".
وأضاف أن اللقاء شهد عرض الخطة التي قدمتها إسرائيل لزيادة دخول المساعدات، مردفاً: "نأمل أن تكون هذه الخطة كافية لتلبية احتياجات السكان هناك".