أقدم مخطوطات تاريخية في مكتبة دير سانت كاترين.. تعود إلى القرن الرابع الميلادي
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
تزخر مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، بالعديد من الأماكن والمزارات التاريخية الدينية، التي تجعل منها منارة للأديان السماوية، ومن أبرز تلك المعالم مكتبة دير سانت كاترين التي تعد من أقدم المزارات التاريخية داخل الدير، وتحوي أهم الوثائق والمستندات الدينية والتاريخية، وتأتي في المرتبة الثانية بعد مكتبة الفاتيكان من حيث الأهمية، إذ يقضي الرهبان معظم أوقاتهم في قراءة الكتب الدينية والكهنوتية.
تقع المكتبة في الدور الثالث من بناء قديم جنوب كنيسة التجلي، ومكونة من 3 غرف في صف واحد، وكانت الحجرة الوسطى من قبل تعد مجلسًا للرهبان، ويعود تاريخ المكتبة إلى القرن السادس الميلادي فهي شاهد على التراث وتاريخ الديانات.
وقال هشام محمد حسين المشرف العام على آثار جنوب سيناء، لـ«الوطن»، إن مكتبة دير سانت كاترين تضم مخطوطات مسيحية وإسلامية كُتبت باللغة العربية، ويبلغ عددها 4500 مخطوطة، واللفائف المخطوطة باللغة العربية عددها 1000 لفافة، و2319 مخطوطة يونانية، و284 مخطوطة لاتينية، و86 مخطوطة جورجيانية، بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية والقبطية والحبشية والسلافية والأمهرية والأرمينية والإنجليزية والفرنسية والبولندية، وهي مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية.
أصول المخطوطاتوأشار «حسين» إلى أن أقدم هذه المخطوطات يعود إلى القرن الرابع الميلادي، وبعض هذه المخطوطات كتبت في سيناء، وبعضها من فلسطين وسوريا واليونان وإيطاليا، وبعضها يحمل أسماء الناسخين دون الإشارة إلى مكان، مثل سليمان الشماس وجورج ونيكولاس في القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلادي، وفي المكتبة 1000 وثيقة في شكل لفائف تحمل تطور الخط العربي الديواني بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر الميلاديين.
كيفية الحفاظ على المخطوطاتوأكد المشرف على آثار جنوب سيناء، أن المكتبة تتكون من 3 قاعات، تضم 6 آلاف كتاب متنوع داخل مجسمات زجاجية صممت بدرجة حرارة ورطوبة معينة للحفاظ على المقتنيات، كما يوجد مرجع أرشيفي يحوي مراسلات من وإلى رؤساء الدير والأباطرة.
تاريخ الإنجيل السريانيكما أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء، لـ«الوطن»، أن الإنجيل السرياني بالمكتبة المعروف باسم «بالمبست» هو نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على «رق غزال» تعود لآواخر القرن الخامس أو بداية القرن السادس الميلادي، وقيل إنها أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية، ويُعتقد أنها مترجمة عن أصل يوناني في القرن الثاني الميلادي.
وتوجد قراءات جديدة بتقنيات حديثة لمخطوط «بالمبست»، أعلن عنها الدكتور خالد العناني، وزير الآثار الأسبق، في 4 يوليو 2017، متمثلة في اكتشاف جديد لمخطوط «بالمبست» المحفوظ بمكتبة دير سانت كاترين، يتمثل في قراءة لنصوص جديدة.
التعريف بمصطلح بالمبستوتابع «ريحان» أن مصطلح «بالمبست» يقصد به المخطوط الذي يتكون من طبقتين بالكتابة أو أكثر، الأولى هي الكتابة التي تم محوها وهي الأقدم وتكون باهتة، ومن الصعب قراءتها، حيث أن هذه الطبقة الممسوحة من الممكن أن تقدم معلومات هامة عن تاريخ الدير أثناء العصور الوسطى وكذلك من الممكن أن تضم هذه الطبقة نصوصا قديمة لم تتم دراستها، والطبقة الثانية تنتمي كتابتها إلى تاريخ أحدث يعود إلى القرن الثامن أو التاسع الميلاديين.
وتتكون مادة المخطوط من «الرق»، وهو عبارة عن جلد الماعز أو الغزال، وموضوع المخطوط عبارة عن أناجيل للاستخدام في الكنيسة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دير سانت كاترين مكتبة دير سانت كاترين جنوب سيناء جنوب سیناء إلى القرن
إقرأ أيضاً:
افتتحه حاكم الشارقة.. معرض مخطوطات قرآنية يقدم رحلة عبر 1300 عام
افتتح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اليوم الأربعاء، معرض "حروف خالدة: مخطوطات قرآنية من مجموعة عبد الرحمن العويس"، وذلك في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية.
وكان في استقباله لدى وصوله كل من، صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب الحاكم، والشيخة نوار بنت أحمد القاسمي، مديرة مؤسسة الشارقة للفنون، وعبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومحمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، وعدد من رؤساء ومديري عموم الدوائر المحلية في حكومة الشارقة، والمهتمين والمثقفين. رحلة تاريخية ويُقدم المعرض، رحلةً ثقافية تاريخية عبر 1300 عام من تاريخ المخطوطات القرآنية وفن الخط العربي، وهي جزء من المجموعة الخاصة لعبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، والتي جُمعت بعناية على مدى عقدين من الزمان، حيث تعكس تنوع الأنماط والتقاليد الثقافية والفنية لفن الخط العربي والإسلامي وتأثّره وتأثيره، بدءًا من الصين وصولًا إلى الأندلس.وتجوّل حاكم الشارقة في أروقة المعرض المتنوعة، والذي يتضمن 81 مخطوطةً قرآنية تُعرض للمرة الأولى، تحتفي بتراث فن الخط العربي وجماليات المخطوطات عبر العصور والدول المختلفة، وتمثّل أمثلةً بديعة على فنون إنتاج المصاحف والاهتمام بتدوينها وحفظها وزخرفتها والعناية بأغلفتها وتجليدها وتلوينها.
وتعرّف حاكم الشارقة، خلال جولته، على ما تعرضه أقسام المعرض السبعة التي تعكس فترات تاريخية مختلفة من مخطوطات وصفحات ومصاحف قرآنية متنوعة الأحجام والخطوط، والزخارف الإسلامية، وتعبّر عن تطور فن الخط العربي والإسلامي عبر العصور. عناوين وتضمنت أقسام المعرض عدداً من العناوين منها، من النصّ إلى الفن: القرون الإسلامية الأولى، وفن الكتابة في عصر التغيير من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر، والأندلس وشمال إفريقيا: التقليد الغربي، وتصاميم إمبراطورية: إيران والهند وتركيا، إلى جانب قسم سلسلة الخطاطين: تقاليد الخط العثماني.
واستمع حاكم الشارقة إلى شرحٍ مفصل عما يضمه المعرض من نماذج تُبيّن تطور المخطوطات القرآنية، بما في ذلك القرآن الأزرق المكتوب بالذهب على الرق المصبوغ باللون النيلي، وعدد آخر منها والتي أُعدت بتكليف من كبار الشخصيات آنذاك، كما اطلع سموه على مجموعة من المخطوطات التي أبرزت جمال فن الخطوط الاسلامية والطرق المتنوعة لإبداع كتابة المصاحف والتي عبّرت عن مجموعةً من السمات الإقليمية والأساس الثقافي المشترك، وتنوعت الخطوط التي كتبت بها المعروضات ما بين: خط المُحقّق، والتعليق، والخط المغربي بأنواعه المختلفة، والنسخ والرقعة والريحان والثُلث، وغيرها.
وتوقف لدى نماذج متنوعة تتضمن صفحات من القرآن الكريم مكتوبة بالخط الحجازي والكوفي النادر من القرن السابع، وصفحات مُذهّبة من العصور الإسلامية المتأخرة، كالفترة العثمانية والفارسية والأندلسية.
وعقب الافتتاح، تسلم حاكم الشارقة، هدية تذكارية من عبد الرحمن بن محمد العويس، عبارة عن مخطوط عربي، قرآن كريم، نموذج صفوي من إيران، على الورق، مكتوب بخط النسخ وبالمداد الأسود، كتبه مير محمد صالح محمد حسين الطبيب الموسوي، في العام 1682.