قال السفير إيفان يوكل، سفير جمهورية التشيك في القاهرة، إن العلاقات المتميزة التي تربط بين مصر وجمهورية التشيك قديمة جدا، مؤكدا أن بلاده حريصة على دعم وتعزيز العلاقات في كافة المجالات بما فيها الكهرباء والطاقة المتجددة والمياه والتكنولوجيا.

وأعرب السفير، في حواره مع "الفجر" بمقر سفارة التشيك بالقاهرة، عن رغبة بلاده في زيادة التبادل التجاري والاستثمار مع مصر وزيادة التعاون بين القطاعات والشركات التشيكية والمصرية.

وعن العدوان الإسرائيلي على غزة، بعد هجوم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، قال السفير إن التشيك تدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ومع ذلك،تدعم زيادة المساعدات لغزة، وتقدر دور مصر المحوري في استقرار وأمن المنطقة بأسرها، وفي جهود الوساطة التي تبذلها لحل الوضع الحالي في غزة. وإلى نص الحوار..

كيف تصف الوضع الحالي للعلاقات المصرية التشيكية؟

العلاقات بين مصر والتشيك ترجع لتاريخ قديم جدا، وتحديدا بدأت مع جمهورية تشيكوسلوفاكيا وقبل انفصال جمهورية التشيك، فمصر تعد من أوائل الدول التي أقامت علاقات ثنائية مع الجمهورية، في عام 1922، أي منذ 101 سنة من العلاقات المستمرة بين الدولتين.

ومع ذلك، لم تكن العلاقات في فترة الخمسينات والستينات والسبعينات نشطة بين الدولتين، بسبب توقف نشاط العلاقات الخارجية للتشيك، ولكن بحلول عام 2003، بدأت التشيك في العودة لتوطيد علاقاتها الخارجية بشكل كبير، وخاصة مصر التي تعد بوابتها لإفريقيا.

..وما هي مجالات التعاون الرئيسية بين البلدين؟

حاليا نحن نحاول أن نوسع مجالات التعاون ما بين التشيك ومصر، بأن ندخل مجالات جديدة مثل مجال التكنولوجيا والابتكارات والمجال الثقافي فهو مهم جدا. 

نحن نعلم أن مصر تريد الاعتماد على ذاتها لا على الموارد الخارجية، كأن تستخدم مياه البحيرات في الشرب، من خلال عملية معالجة المياه المالحة للمياه العذبة، والتشيك تدعمها في ذلك.

نحن لدينا خبراء خاصة في مجال التعديل الوراثي والجيني في بعض المجالات، وبالذات مجال تحلية المياه، ويمكننا التعاون مع مصر في ذلك، فقد شهدت الفترة الماضية لقاءات كثيرة مع المسؤولين المصريين  بخصوص هذا الشأن، بإعادة استخدام المياه الخضراء.

وأيضا نحن مهتمين بالتعاون مع مصر في مجال الصرف الصحي ومشاريعه في الدلتا ولدينا شركات عاملة في مصر في هذا المجال.

ما حجم التبادل التجاري الحالي بين مصر والتشيك؟

مصر تعد أكبر شريك تجاري للتشيك في القارة الإفريقية، حيث بلغت الصادرات المصرية للتشيك 180 مليون يورو عام 2022 أغلبها معدات توزيع الكهرباء، بينما استوردت مصر من براغ ما قيمته 360 مليون يورو عام 2022 وأغلبها سيارات ومركبات نقل أخرى.

ما هي القطاعات أو الصناعات الرئيسية التي تستثمر فيها الشركات المصرية في التشيك؟

بالنسبة للاستثمارات المصرية في التشيك، على سبيل المثال شركة السويدي المصنعة للعدادات الكهربائية هي نشطة حاليا جدا في التشيك، وطبعا نتمنى أن يكون في مجالات أخرى للاستثمار متاحة بالنسبة للجانب المصري. 

.. وماذا عن السياحة بين البلدين؟

يوجد نحو 400 ألف سائح تشيكي يقضون إجازاتهم في مصر سنويا، وهناك خط طيران مباشر بين براغ والغردقة، وقريبا سيتم تسيير خط طيران مباشر بين القاهرة وبراغ، الذي من المؤكد سوف ينتج عنها زيادة في أعداد السائحين. 

هل يمكنك تسليط الضوء على أي تطورات أو معالم حديثة في التبادل التجاري والاستثماري بين مصر وجمهورية التشيك؟

مصر تستورد منتجات كل عام لملايين المواطنين من التشيك، تقريبا ما يكفي لخمسين مليون أو أكثر، كما أنها تصدر لجمهورية التشيك العديد من المنتجات الهامة، فهي من أوائل الدول في إفريقيا التي بدأت التشيك تبادل الاستثمارات بشكل كبير معها.

وتعد أبرز أوجه الاستثمار هو مشروع شركة "شكودا" التشيكية مع الهيئة القومية لسكك الحديد بمصر، والتي تسعى لأن تجعل مصر مركز لإفريقيا في مجال السكك الحديد، لذلك تم توقيع اتفاقية بين الطرفين، مدته مبدئيا 15 عاما، لتطوير نحو 200 قطار سكة حديد في مصر، بصناعة محلية وليست قائمة على الاستيراد، بالإضافة لمشروع توفير أسرة طبية للمستشفيات هنا في مصر.

وأيضا مصنع "بي أف" المقام في مدينة السادس من أكتوبر لإنتاج المنسوجات غير المنسوجة، والذي يعد أول مشروع تشيكي في القارة الإفريقية بقيمة 100 مليون يورو.

في رأيك، ما هي الفرص المتاحة لتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار بين جمهورية التشيك ومصر؟

نرغب بتعزيز التعاون مع مصر في عدة مجالات من بينها الأمن الغذائي، حيث يمكن الاستفادة من الخبرة التشيكية لزيادة إنتاجية القمح في مصر، فضلا عن وجود فرص للتعاون في مجال الهيدروجين.

كما أن التشيك ترغب في التركيز على المجالات الحيوية المتعلقة بالزراعة وتغير المناخ؛ مما يعكس التزامها طويل الأمد بتطوير المشروعات في مجالات الزراعة والتنمية المستدامة والإدارة المسئولة للموارد الطبيعية؛ بهدف تحسين نوعية الحياة في إفريقيا، فضلا عن دعم قدرات الدول الإفريقية على التكيف مع تغير المناخ. 

هل تولي التشيك اهتماما بتعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية؟

نعم التشيك تولي اهتماما بتعزيز الشراكة مع الدول الإفريقية، حيث تمتلك براغ التقنيات الحديثة ومشروعات الدفاع والأمن والتجارة والتعاون التنموي.

والشركات التشيكية تعمل بنشاط في إفريقيا من خلال مجموعة متنوعة من القطاعات، مثل الرعاية الصحية والزراعة والمياه والصرف الصحي والبنية التحتية والطاقة والتعدين والصناعات الغذائية.

كيف يمكن للحكومة المصرية تسهيل وتشجيع الاستثمارات التشيكية في البلاد؟

هناك شيئان مهمان الأول أن يكون هناك تواصل مستمر من الحكومة المصرية مع الجهات المختصة في التشيك، من خلال تعزيز اللقاءات كاللقاءات على المستوى الوزاري وعلى مستوى النواب والمسؤولين، لقد زادت اللقاءات المتبادلة بين الدولتين وزاد التعاون في الفترة الماضية، ونأمل أن يستمر ذلك في المستقبل.

والثاني هو السماح بتبادل الخبرات، فالسلطات المصرية تعرف جيدا أن التشيك لديها كثير من الخبرات في مجالات كثيرة، ونحن مستعدين أن نقدمها بأي شكل من الأشكال، كبعض الاتفاقيات التي تم تنفيذها مؤخرا بين الشركات التشيكية والسلطات المصرية في مجال السكك الحديد والأسرة الطبية.

ما هي المبادرات أو البرامج القائمة لتعزيز التبادل الثقافي والتعليمي بين مصر وجمهورية التشيك؟

على مدار عشرات السنين الماضية، هناك تعاون قائم بالفعل بين مصر والتشيك في مجال الثقافة والتعليم، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات، كأفلام الأنيميشن، فالتشيك تاريخيا وقبل انفصالها عن تشيكوسلوفاكيا تعطي اهتمام كبير بهذا الشأن، وتسعى للتعاون مع جامعة حلوان ليكون هناك تعاون ثقافي بين الجانبين بهذا المجال.

نحن أيضا نتعاون مع مصر في عروض الدمى المتحركة، فقدمنا عروضا عنها في القاهرة، وأيضا لدينا تعاون ثقافي منذ فترة طويلة مع ساقية الصاوي، حيث قدمنا كثير من العروض والتعاون الثقافي معها، حيث عرضنا جزء كبير من الثقافة التشيكية للمجتمع المصري والسودانيين الموجودين في مصر.

وهناك أيضا مشروع تعاون ثقافي كبير بين مصر والتشيك، وهو بطلات مصريات وتشيكيات، السيدات من الدولتين، ودا تعاون رئيسي جامعتين جامعة بيلزن في التشيك وجامعة حلوان في مصر، يسلط الضوء على السيدات البطلات في المجتمعين.

وفي مجال التعليم هناك تعاون مع قسم اللغة التشيكية في جامعة عين شمس والذي يقوم بتخريج 150 طالب كل عام، وأيضا هناك اهتمام كبير من الشباب المصري بالأدب التشيكي، وهو شيء مهم للغاية، ومفاجئ بالنسبة لنا، فهو حتى ليس موجود في أوروبا.

هل هناك أي زيارات أو تبادلات رفيعة المستوى قادمة بين جمهورية التشيك ومصر يمكننا أن نتطلع إليها؟

هناك زيارة مرتقبة للرئيس عبدالفتاح السيسي لجمهورية التشيك، نحن نعمل عليها، ونتمني ألا تتأثر بشكل سلبي بالأحداث التي تمر بها المنطقة والحرب في غزة. 

وبجانب زيارة الرئيس السيسي، يتم التخطيط لزيارة وزير التجارة التشيكي إلى مصر، كما تم دعوة وفد من المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لزيارة براغ العام المقبل، لبحث مجالات التعاون الممكنة.

وهناك أيضا تبادل زيارات وتعاون مستقبلي مهم جدا بين مجلس الشيوخ التشيكي ونظيره المصري، حيث سيأتي وفد من مجلس الشيوخ التشيكي ليزور مصر، حيث سيزور مواقع التنقيب عن الآثار والبعثة التشيكية من علماء الآثار الموجودة بها. 

في ضوء الأحداث الأخيرة، ما هو موقف جمهورية التشيك من العدوان الإسرائيلي على غزة؟ 

أدى الإرهاب الذي تمارسه حركة "حماس" إلى إدخال إسرائيل والأراضي الفلسطينية في دوامة جديدة من العنف يعاني فيها المدنيون - الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء - معاناة خطيرة. 

لقد تم فقد العديد من الأرواح، ولكل دولة، بما في ذلك إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومواطنيها ضد الإرهاب وفقا للقانون الإنساني الدولي.

هل اتخذت جمهورية التشيك أي إجراءات أو مبادرات محددة لمعالجة الوضع الإنساني في غزة ودعم المتضررين؟ 

نحن نؤيد قرار رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لين بزيادة المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي على الفور إلى إجمالي 75 مليون يورو، علما أن المساعدات التنموية للاتحاد الأوروبي قيد المراجعة لتجنب أي فوائد مباشرة أو غير مباشرة لـ "حماس" وفي غضون ذلك، لا توجد مدفوعات مخططة، وستجري المراجعة بمشاركة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. 

 كيف ترى دور الدبلوماسية والتعاون الدولي في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتحقيق سلام دائم في المنطقة؟ 

نحن نعتبر الجهود الدبلوماسية والوساطة التي تبذلها جميع الجهات الدولية والإقليمية الرئيسية حاسمة لاستعادة السلام والأمن في غزة وكذلك في المنطقة بأسرها، ومع ذلك، إن أردنا إحراز تقدم نحو السلام المنشود في الشرق الأوسط، فعلينا أن نوقف الإرهاب أولا.

هل تؤمن جمهورية التشيك بحل الدولتين كخيار قابل للتطبيق لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ 

جمهورية التشيك ملتزمة إلتزاما راسخا بالحل القائم على وجود دولتين، الذي يظل المنظور الحيوي الوحيد لتحقيق رغبة الفلسطينيين في إقامة دولتهم وضمان أمن إسرائيل، فالفلسطينيون والإسرائيليون يستحقون العيش في سلام وأمن وكرامة.

ما هي الخطوات الممكنة التي تتخذها جمهورية التشيك لتعزيز الحوار والمصالحة بين إسرائيل وفلسطين؟ 

تدعم جمهورية التشيك وتشجع جهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى لتحقيق المصالحة وضمان السلام والأمن لجميع الأطراف.

برأيك كيف تؤثر الأحداث الأخيرة على الاستقرار الإقليمي، وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط؟ 

إن الهجمات الإرهابية التي تشنها "حماس" على المواطنين الإسرائيليين والوضع الحالي في غزة لهما تأثير سلبي للغاية على المنطقة بأكملها ويمكن أن تؤثر سلبا على الوضع الأمني في الدول المجاورة الأخرى، ومن ثم، فإننا نؤيد جميع جهود الوساطة لتهدئة الوضع، ونعتبر مصر دولة غاية في الأهمية لاستقرار وأمن المنطقة بأسرها ونقدر كثيرا جهود الوساطة التي تبذلها لحل الوضع الحالي في غزة. 

هل هناك أي مبادرات أو مشاريع مشتركة جارية بين مصر وجمهورية التشيك والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى التي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار؟ 

بما أن جمهورية التشيك تعتبر أمن واستقرار الشرق الأوسط أمرين أساسيين للأمن العالمي، فإنها تشارك بنشاط من خلال إيفاد أفراد من القوات المسلحة التشيكية إلى قوة البعثة الدولية المتعددة الجنسيات والمراقبين في سيناء، التي تحافظ على السلام والأمن بين مصر وإسرائيل. 

كيف ترى جمهورية التشيك دور المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟ 

كما ذكرت من قبل، فإننا نقدر وندعم جميع جهود الوساطة الدولية التي تؤدي إلى إحلال السلام والأمن والاستقرار في جميع بلدان وشعوب المنطقة.

كيف تخطط جمهورية التشيك للتعامل مع الشركاء الدوليين الآخرين لمعالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وآثاره؟ 

كما أشرت سابقا، تدعم جمهورية التشيك وتشجع جهود الوساطة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية والإقليمية الأخرى لتحقيق المصالحة وضمان الأمن لجميع الأطراف.

كم عدد المواطنين التشكيين الذين تم إجلاؤهم من غزة حتى الآن؟ وهل يوجد آخرون هناك؟

بشكل عام نحو عشرة تقريبا، هم ليسوا فقط مواطنين تشكيين، ولكن أيضا مزدوجي الجنسية وعائلات فلسطينية.

المظاهرات العديدة التي رأينها في دول العالم مش الشرق للغرب للمطالبة بوقف إطلاق النار في ازة هل من الممكن أن تأتي بنتائج أو تشكل ضغطا على الحكومات؟

لكل مواطن الحق في التظاهر، وأن يقول وجهة نظره، وليست بالضرورة أن تأتي بنتائج أو تشكل ضغطا على الحكومات.

b1a09bc6-69ab-446f-88ad-ba50c52f4b7a f658455d-4d96-456c-beb4-5097f8fdd78d 34cfc875-d4ef-4d59-a8ce-1eca11484584 9b633cc6-34f3-42aa-a5fb-d47ffe07fbbc eafd7505-96b7-4b8a-830d-d9adcdf3c2dd

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصر القاهره غزة التشيك فلسطين حماس حركة حماس جمهورية التشيك سفير الصراع الإسرائیلی الفلسطینی الاتحاد الأوروبی جمهوریة التشیک السلام والأمن الوضع الحالی ملیون یورو فی التشیک مع مصر فی تعاون مع من خلال فی مجال هناک أی فی غزة فی مصر

إقرأ أيضاً:

سفير تونس بالقاهرة: العلاقات السياسية مع مصر في أبهى صورها

قال سفير تونس بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية محمد بن يوسف، إن التاريخ حافل بالعلاقات المتميزة بين تونس ومصر، وحتى في بعض الفترات التي شهدت حدوث بعض الاختلافات في التوجهات السياسية لم تنقطع العلاقات أبدًا.

وأضاف السفير خلال استضافته في حوار مفتوح للجنة العلاقات الخارجية برئاسة حسين الزناتي بعنوان "مصر وتونس.. تحديات وطموحات مشتركة" ان العلاقات الحالية بين البلدين في أبهى صورها، والتي تجلت في زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد لمصر في أبريل ٢٠٢١ التي كانت زيارة تاريخية في فترة ما لم تكن العلاقات في المستوى الذي تشهده اليوم، وحدثت نقلة نوعية على مستوى العلاقات ونشأت كيمياء كبيرة بين القيادتين في البلدين، وكان انعكاسها إيجابيا على العلاقات الثقافية والفنية، وتلاها في 2022 عقد اللجنة العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين في تونس. 

كما أشار إلى أنه عقدت في سبتمبر الماضي لجنة تشاور سياسي، وأنه يجري الإعداد حاليا لزيارة وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى تونس. 

وذكر أن هناك تشابهًت كبيرًا بين مصر وتونس على مستوى الثقافة والانفتاح والاهتمام بالتعليم، وعشق الفن والتراث؛ فكانت ولاية المهدية التونسية مهدًا لأول دولة شيعية في تاريخ الإسلام، وهي مسقط رأس المعز لدين الله الفاطمي اول الخلفاء الفاطميين في مصر، وانشئ جامع الزيتونة على غرار الجامع الأزهر العريق وشارع الحبيب بورقيبة هو المعادل لميدان التحرير.

وأضاف: "كنا اول دولة اندلعت منها شرارة الربيع العربي ورحل الرئيس بن علي عن تونس 
يوم 14 يناير 2011، ويوم 15 كان لدينا رئيس مؤقت استنادا إلى الدستور. وبفضل وعي ونضج الشعب التونسي وارتفاع نسبة التعليم لم تحدث لدينا خسائر كبيرة أو أعمال عنف وتوترات".

وتابع/ "لا يمر شهر أو شهرين إلا ويشهد علاقات على مستوى القمة أو اتصالات هاتفية، وخلال اللقاءات على المستوى العربي والدولي وتحدث دائما لقاءات بين رئيسي البلدين، وفي السادس من أكتوبر شهدنا انتخابات رئاسية في تونس وتلقينا التهاني وكانت تهنئة مصر خاصة ولم تكن مجرد رسالة تهنئة لكن اتصال من الرئيس السيسي بالرئيس قيس سعيد". 

وعن مسيرة تونس الديمقراطية بعد عام 2011؛ 
قال "عشنا أوضاعا متشابهة مع ما مرت به مصر بعد 2011، فقد كانت هناك محاولة لأخذ البلدين نحو اوضاع لا يعرفها النسيج الاجتماعي فيهما في مجتمعين منفتحين وغير منغلقين ويؤمنان بالدولة وعشنا عشر سنوات اضطرابات عديدة بسبب طبقة سياسية لم تنجح في أخذ البلاد نحو التقدم وتجسيد طموحات المجتمع الذي قام بثورة وينتظر ان تتغير الأمور.  

وتابع “ما حدث ان الأوضاع ساءت ونشأ حنين لما قبل عام 2010 والتي ثار عليها الناس، فالرئيس قيس سعيد انتخب عام 2019، لكن بعد الرئيس بن علي كنا قد انتقلنا من نظام رئاسي طبق منذ عام 59 إلى نظام برلماني مختلط ويقترب اكثر من الديمقراطية، لكنه لم يكن هينا مع التعود من قبل على النظام الرئاسي والذي كنا نعيشه في 2010، وأصبحنا وفقًا للدستور الجديد ننقسم بين ثلاث سلطات مجلس نواب يشكل الحكومة ورئيس جمهورية لديه بعض الصلاحيات، ورئيس للحكومة يعينه رئيس الجمهورية ولديه كل السلطة التنفيذية وتقسمت السلطة لوضع غريب وكانت هناك اصوات عديدة بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر”.

واستطرد بقوله “في 25 يوليو 2021 جمد الرئيس قيس سعيد مجلس النواب، حيث كانت هناك أوضاعًا مزرية وصلت للعراك ولم تكن مقبولة للمجتمع التونسي وسار في مسار ديمقراطية تونسية تكرس الحقوق والحريات للجميع وتستجيب لطموحات الشعب التونسي، وتقوم مسيرة الإصلاح هذه على تطبيق القانون على الجميع دون استثناء، فكانت العشرية التي مضت تشهد عدم تطبيق القانون على الجميع سواسية، وتعزز المسار الإصلاحي بتنظيم انتخابات تشريعية أسفرت عن انتخاب مجلس نواب جديد وانتخابات للمجالس المحلية وتنفيذ المجلس الوطني للجهات والأقاليم، والذين ناقشا الميزانية."  

وأسفرت الانتخابات في اكتوبر الماضي عن انتخاب الرئيس قيس سعيد لفترة جديدة مدتها خمس سنوات باغلبية 69% بمشاركة 2.8 مليون تونسي، والشعار الذي رفعه الرئيس لفترته الجديدة محاربة الفساد.

مقالات مشابهة

  • السفير المصري لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية يقدم أوراق إعتماده
  • سفيرة مصر في برازافيل تقدم أوراق الاعتماد إلى رئيس جمهورية الكونغو
  • سفير الإمارات يلتقي عمدة كوتونو بجمهورية بنين
  • وزير الخارجية والهجرة ينقل رسالة من "السيسي" إلى رئيس جمهورية الكونجو الديمقراطية
  • سفير سلطنة عمان يناشد العالم وقف الحرب في غزة
  • محمد يوسف: أمن تونس ومصر مترابط.. والتنسيق السياسي في تصاعد مستمر
  • سفير تونس بالقاهرة: العلاقات السياسية مع مصر في أبهى صورها
  • السفير الأسترالي: ملتزمون بتعزيز العلاقات طويلة الأمد مع مصر
  • “التجارة الخارجية ” تستعرض دورها في مجال المعالجات التجارية في التجارة الدولية
  • سفير أمريكا الأسبق بإسرائيل ومصر لـCNN: ترامب يشكّل إدارة ستخلق له مشاكل بالشرق الأوسط