تحليل: المسؤولون الأتراك يتعاملون وكأنهم أوصياء على العراق
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
26 نوفمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث: تفرض تركيا شروطًا على العراق لشراء النفط، من بينها الشراء بأسعار أقل من السعر العالمي فيما قال الخبير الاقتصادي حمزة الجواهري أن “المسؤولين الأتراك في زياراتهم السابقة للعراق كانوا يتعاملون وكأنهم أوصياء على العراق”.
وأضاف “الأتراك يفرضون شروطاً لشراء النفط العراقي بأسعار أقل من السعر العالمي، ويطالبون بإلغاء الغرامة التي فرضتها محكمة باريس، وهذه الأمور تكررت مجدداً على لسان سفير التركي، وكلها مرفوضة من الأساس وتخلّ بالسيادة الوطنية”.
واعتبر ان زيارة وزير الطاقة التركي مؤخراً للعراق كانت ذات مضمون سياسي، رغم أنه تضمنت أيضاً ملفات اقتصادية.
وتمثل شروط تركيا لشراء النفط العراقي تهديدًا لأمن واستقرار العراق، وتخلّ بالسيادة الوطنية للعراق. فشراء النفط العراقي بأسعار أقل من السعر العالمي يعني أن العراق سيخسر أموالًا طائلة. كما أن دفع مستحقات شركات التركية يعني أن العراق سيخسر المزيد من الأموال.
ورفضت الحكومة العراقية شروط تركيا، وطالبت بإعادة التفاوض عليها، فيما يرى خبراء ان العراق في حاجة الى خلق الفرص والاموال لتحويل مسار النفط العراقي إلى دول أخرى، إذا لم تستجب تركيا لمطالبه.
وتدخل تركيا في الشأن العراقي ليس جديدًا، بل يعود إلى فترة ما بعد احتلال العراق عام 2003. وقد تصاعد هذا التدخل في السنوات الأخيرة، حيث توسعت الأنشطة التركية العسكرية والاقتصادية في شمال العراق.
ويقول أ. محمد علي، مواطن عراقي من مدينة الموصل: “نحن العراقيون نرفض تدخل تركيا في شؤوننا الداخلية. فتركيا لا تحترم سيادة العراق، وتتصرف وكأنها الوصية عليه.”
التحليل التاريخي
تعود العلاقات بين تركيا والعراق إلى قرون عديدة. وقد شهدت هذه العلاقات فترات من التعاون والتوتر. ففي فترة العثمانيين، كان العراق جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وكانت العلاقات بين البلدين قوية. ومع ذلك، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1923، أصبحت العلاقات بين البلدين متوترة.
وفي فترة ما بعد احتلال العراق عام 2003، تصاعد التوتر بين البلدين. فتركيا كانت من المعارضين الرئيسيين للاحتلال الأمريكي للعراق.
ومنذ ذلك الحين، توسعت الأنشطة التركية العسكرية والاقتصادية في شمال العراق. فتركيا أنشأت معسكرات عسكرية في شمال العراق، كما أن تركيا تستثمر في شمال العراق، وتسعى إلى توسيع نفوذها الاقتصادي في المنطقة.
وترفض معظم الأحزاب السياسية العراقية تدخل تركيا في الشأن العراقي.
و يرى بعض المسؤولين العراقيين أن تصريحات المسؤولين الأتراك لا تعكس حقيقة سياسة تركيا تجاه العراق.
ويرفض معظم العراقيين تدخل تركيا في الشأن العراقي.
ويرى العراقيون أن تدخل تركيا في الشأن العراقي يمثل تهديدًا لأمن واستقرار العراق. كما أن العراقيين يشعرون أن تركيا لا تحترم سيادة العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی شمال العراق النفط العراقی أن العراق
إقرأ أيضاً:
هل تدفع بغداد ثمن التردد في التعامل مع دمشق؟
1 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تصاعد الجدل السياسي في العراق حول العلاقة مع الحكومة السورية الجديدة، وسط تباين في المواقف بين التحذير من انعكاسات أي انفتاح غير محسوب والدعوة إلى التعامل بواقعية مع الوضع القائم في دمشق.
و حذر زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، من أي محاولات للالتفاف على العملية السياسية في العراق، مشيراً إلى مخاوف من سيناريو مشابه لما حدث في سوريا.
و تعكس هذه التحذيرات قلقاً أوسع لدى بعض القوى السياسية من إمكانية انتقال تداعيات الأزمة السورية إلى الداخل العراقي، سواء من خلال تنامي الجماعات المسلحة أو تصاعد حدة الاستقطاب الطائفي.
وأكد وزير الخارجية فؤاد حسين، في تصريحات متلفزة، أن استقرار سوريا ينعكس مباشرة على الأمن في العراق، محذراً من أن وجود ما بين 10 إلى 12 ألف عنصر من تنظيم داعش في سجون قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يشكل تهديداً محتملاً في حال حدوث أي انهيار أمني هناك. هذه المخاوف تعيد إلى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجه العراق، خاصة مع استمرار خطر التنظيمات المتطرفة وإمكانية عودة نشاطها في حال عدم التنسيق الإقليمي الفاعل.
و يستمر التواصل العراقي مع وزير الخارجية السوري، رغم غياب أي زيارة رسمية إلى دمشق في الوقت الحالي. هذا التواصل، وإن كان محدوداً، يعكس رغبة بغداد في الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة مع القيادة السورية، لكن دون اتخاذ خطوات قد تثير تحفظات إقليمية أو دولية.
ويعتقد بعض المراقبين أن من مصلحة العراق تبني سياسة تعامل إيجابية مع الوضع القائم في سوريا، انطلاقاً من حقيقة أن الفوضى هناك تشكل تهديداً مباشراً للأمن العراقي. ورغم ذلك، فإن الحكومة العراقية تبدو متأخرة في بناء علاقات رسمية مع الإدارة السورية الجديدة مقارنة بدول عربية أخرى، وهو ما يطرح تساؤلات حول أولويات السياسة الخارجية العراقية ومدى تأثرها بالتحالفات الإقليمية والدولية.
ويبقى الملف السوري عاملاً حساساً في المشهد العراقي، حيث يتقاطع الأمن والسياسة والمصالح الإقليمية، ما يجعل أي خطوة في هذا الاتجاه محكومة بحسابات دقيقة تتعلق بالاستقرار الداخلي والتوازنات الخارجية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts