ما الذي ينتظرُ "حزب الله" بعد معارك الجنوب؟ السؤالٌ مطروحٌ بقوة ويحملُ مضامين كثيرة سياسياً وأمنياً. في الوقتِ الراهن، فإن الإجابة عن هذا السؤال ليست محدودة، لكن هناك خطواتٍ عديدة سيتم اتخاذها.. فما هي؟     مراجعة العلاقة مع الحلفاء     أول خطوة قد يتخذها "حزب الله" هي مُراجعة علاقته بالحلفاء على ضوء ما حصل في أحداث الجنوب.

هنا، سيُقيّم الحزب علاقاته وتفاصيلها، وسيستطيع وضع تصنيفاتٍ تكشف له من كان إلى جانبه ومن حاول الإلتفاف عليه أو إستغلال وضعه الميداني لتحقيق مكاسبَ سياسية في أماكن أخرى.    على صعيد علاقتهِ بـ"التيار الوطني الحر"، تقول أوساط الحزب إنها تعززت خلال معارك الجنوب بعدما كانَت "مهتزة" قبلها بفعل الملفات السياسية العالقة، لاسيما تلك المرتبطة بالملف الرّئاسي. ولكن، هل سيستمر "تقارب الحرب" في زمن السلم أم أنّ النقاط الخلافية ستعودُ لتطغى مُجدداً على العلاقة بين الطرفين؟     بحسب أوساط الحزب، فإنّ الحديث مؤجلٌ الآن بشأن الأمور المطروحة للبحث مع "الوطني الحر"، لكنها تُشير إلى أن حرب الجنوب جعلت "حزب الله" يختبرُ الحلفاء قبل الخصوم ومعرفة ما إذا كانوا إلى جانبه في أوقات الضرّاء قبل السرّاء.    تعزيز التواصل مع "المُتضامنين"     لا يُمكن لـ"حزب الله" بعد معارك الجنوب أن ينأى بنفسه عن المتضامنين معه حتى لو كانوا من الأطراف البعيدة عنه نسبياً. المعني الأول هنا في هذا الإطار هو الحزب "التقدمي الإشتراكي" الذي ساند الحزب بشكلٍ غير مباشر في معركته على أرض الجنوب، فالموقف هذا كان مهماً جداً للحزب وشكّل عنواناً أساسياً له في ظلّ الوضع القائم.    الأهم من هذا كله هو أن "حزب الله" سيبني على مضمون حرب الجنوب للإنطلاق أكثر نحو تفاهماتٍ جديدة مع "الإشتراكي"، فهو لم يرَ أن الأخير انقلب عليه، وقد يفتح هذا الأمرُ باباً نحو تعزيز التلاقي وترسيخه، ولا شيء يمنع في هذا الإطار حصول لقاءاتٍ على نطاقٍ قيادي بين الطرفين، أي بين "الأب الروحي" لـ"الإشتراكي" وليد جنبلاط والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وفق ما يقول مصدر "اشتراكي" متابع.   تدقيق أمنيّ وقراءة ذاتية     بعد الحرب، يُصبح لزاماً على "حزب الله" إعادة النظر في كل النواحي الأمنية المرتبطة به. الأمرُ هذا ضروري جداً بعد معارك أسست لخروقاتٍ يقودها جواسيس في الداخل، والخطوة هذه خطيرة جداً على الحزب وبنيته الأمنية. 
لهذا، وإنطلاقاً من "التعزيز الأمني" الذي سيُطبق قريباً، فإنه من الممكن أن نشهدَ لاحقاً "ترتيبات جديدة" قد يطرحها الحزب في بنيته الداخلية لتقييم ما حصل طيلة أحداث الجنوب وبالتالي البناء عليها وتسويتها لاسيما أن المعركة التي حصلت جاءت بعد 17 عاماً من حرب تموز عام 2006.    إعادة أمورٍ إلى نصابها     بعد حرب الجنوب، بات من المفترض على الحزب إعادة أمورٍ ميدانية إلى نصابها. المقصودُ هنا بشكلٍ خاص هو القيام بإعادة ترتيب أوراق اللاعبين على الميدان الجنوبي الحدودي، لاسيما أن الحرب الأخيرة فتحت المجال للاعبين كُثر بالدخول إلى هناك وتنفيذ عمليات ضد العدو الإسرائيليّ.     واقعياً، فإنَّ هذا الأمر لن يستمر بعد إنتهاء التوتر، وقد يُصبح "حزب الله" مُطالباً بتسوية الوضع هناك إنطلاقاً من قاعدة تجنيب الجنوب أي خضّات جديدة قد تُقدم على إفتعالها تنظيمات مختلفة، سواء كانت فلسطينية أم لبنانية.   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حرب الجنوب حزب الله

إقرأ أيضاً:

بعد خطاب نصر الله.. إسرائيل تقصف الجنوب اللبناني  

 

 

بيروت- أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف في الجنوب اللبناني نحو مئة هدف لحزب الله الذي توعد أمينه العام الخميس إسرائيل "بحساب عسير" بعد تفجير آلاف من أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصره ما خلف 37 قتيلا وآلاف الجرحى.

بعد موجة التفجيرات التي وقعت يومي الثلاثاء والأربعاء في مختلف أنحاء لبنان، توعد الأمين العام للحزب حسن نصر الله إسرائيل التي لم تعلق على الهجمات "بحساب عسير وقصاص عادل من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون".

وقال الأمين العام للحزب الذي تدعمه إيران إن "العدو تجاوز بهذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء".

وتحدث عن "جريمة كبرى" وعن ارتكاب إسرائيل "مجزرة" لأنها أرادت من خلال هجومها على مرحلتين أن تقتل "ما لا يقل عن خمسة آلاف انسان في دقيقتين ومن دون اكتراث لأي ضابطة". وقال إن ما حدث يمكن أن يشكل "جرائم حرب أو إعلان حرب".

عدا عن 37 قتيلا، تسببت التفجيرات في معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت وكذلك في جنوب لبنان وشرقه إلى إصابة 2931 شخصا.

وحذرت الأمم المتحدة وواشنطن من "التصعيد" بعد هذه الهجمات غير المسبوقة التي أحيت المخاوف من اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط، بعد نحو عام من بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية، وحليفة حزب الله، في قطاع غزة.

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس رسالة مصورة إلى اللبنانيين أكد فيها أن "المسار الدبلوماسي موجود" و"الحرب ليست حتمية".

وخلال إلقاء حسن نصر الله كلمته، حلقت طائرات إسرائيلية فوق بيروت على علو منخفض، واخترقت جدار الصوت.

وواصلت إسرائيل أيضا غاراتها الجوية على جنوب لبنان معلنة استهداف منصات إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله "جاهزة" لقصف مناطق في الشمال.

وقالت إنها ضربت الخميس "نحو 100 منصة إطلاق" ومنشآت أخرى تشمل نحو ألف مدفع.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن طائرات إسرائيلية شنت 52 غارة على الأقل على جنوب لبنان هي من بين الأعنف منذ بدء تبادل إطلاق النار على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال ايلي رميح (45 عاما) وهو صاحب محل ألبسة في بلدة مرجعيون الحدودية "كنا في المنزل والاولاد ناموا (عندما) بدأت الغارات ليلا. أحصيت أكثر من خمسين غارة وكدت أفقد صوابي".

وتابع "حملت أطفالي وتوجهنا إلى منزل أحد أصدقائنا داخل البلدة لأن منزلنا يقع على تلة مشرفة على المناطق التي جرى استهدافها... كان المشهد مرعبا ولا يشبه ما عشناه منذ بدء التصعيد".

وتحدث رميح مثل كثيرين في المناطق المستهدفة عن "حالة خوف ورعب... نعيش خوفا من توسع الحرب، لا تعرف إلى أين تذهب، بات الامل بعيدا جدا عنا في لبنان".

من جهته، أعلن حزب الله الخميس أنه وجه 17 ضربة على الأقل ضد 14 هدفا عسكريا في شمال إسرائيل.

- "مبرمجة" لتنفجر -

حدثت الموجة الأولى من تفجيرات أجهزة الاتصال (بايجرز) الثلاثاء بعد وقت قصير من إعلان إسرائيل توسيع أهدافها الحربية إلى الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، للسماح بعودة عشرات الآلاف من سكان المنطقة التي نزحوا منها بسبب تبادل القصف اليومي عبر الحدود.

ورد حسن نصر الله على قادة إسرائيل بقوله إن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة (رغم) كل هذه الجراح وكل هذه الدماء... لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال الى الشمال .. وافعلوا ما شئتم ... لا تصعيد عسكري ولا قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة تستطيع أن تعيد السكان الى الحدود".

كانت الأهداف الرئيسية المعلنة لإسرائيل من الحرب حتى الآن هي تدمير حماس التي سيطرت عام 2007 على قطاع غزة وإعادة الرهائن المحتجزين فيه.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت في معرض حديثه عن انتقال ثقل الحرب نحو الشمال "إننا نقوم بمهامنا في وقت واحد"، مؤكدا أن العمليات العسكرية ضد حزب الله "ستستمر".

وذكر مسؤول أمني لبناني أن أجهزة الإرسال التي يستخدمها أعضاء حزب الله "تمت برمجتها مسبقا لتنفجر".

وأظهر تحقيق أولي أجرته السلطات اللبنانية أن العبوات "تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان"، حسبما ذكرت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن اطلعت عليها فرانس برس الخميس.

وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية "العدوان الإلكتروني الإرهابي الإسرائيلي الذي يشكل جريمة حرب".

ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة الجمعة بهذا الصدد.

- "رد ساحق" -

من جانبه، توعد الحرس الثوري الإيراني "برد ساحق من جبهة المقاومة" التي تضم فصائل مسلحة في المنطقة مناهضة لإسرائيل.

وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار أن الرئيس الأميركي جو بايدن ما زال يعتقد بإمكان التوصل الى حل دبلوماسي لوقف التصعيد ووصفه بأنه "الخيار الأفضل".

في هذه الأثناء، تتواصل الضربات في قطاع غزة المحاصر والغارق في أزمة إنسانية كبيرة.

وأفاد الدفاع المدني في القطاع عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا صباح الجمعة في غارتين إسرائيليتين. استهدفت إحدى الغارتين منزلا في مخيم النصيرات، وسط القطاع موقعة ثمانية قتلى، فيما قُتل ستة بينهم أطفال في قصف استهدف مبنى في مدينة غزة.

اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41272 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • من الجنوب.. شهيدان لحزب الله
  • بعد خطاب نصر الله.. إسرائيل تقصف الجنوب اللبناني  
  • الحزب سيرد أمنياً .. ويتمسك بعدم الذهاب إلى الحرب الشاملة
  • خبير استراتيجي يكشف احتمالية اندلاع عملية عسكرية على الجنوب اللبناني
  • نتانياهو يعقد اجتماعاً أمنياً في مقر الجيش بعد تهديدات حزب الله
  • نصرالله: تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة
  • نصرالله: حزب الله تعرض لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة
  • نصرالله: تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا غير مسبوقة في تاريخ المقاومة اللبنانية
  • ماذا سيعلن نصرالله اليوم؟
  • متى يُعلن حزب الله حربه الجهادية ضد إسرائيل؟