زيارات أهل البيت، أصبحت تراود الكثير من محبي ذرية سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، خاصة بعد ما أعلنته أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بشأن حكم الشرع فى زيارة مقامات آل البيت ورجال الله الصالحين، وما الرد على من يدعى أن زيارتهم بدعة وشرك بالله.

دار الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لمؤتمرها العالمي الثامن دار الإفتاء المصرية تشهد تخريج دفعة جديدة للوافدين من تايلاند

 وخرجت علينا الإفتاء، قائلة: إن زيارة مقامات آل بيت النبوة من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولاً عند رب البريات، فإن زيارة القبور على جهة العموم مندوب إليها شرعًا؛ حيث حث النبى صلى الله عليه وآله وسلم على زيارة القبور فقال: «زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ» وفى رواية أخرى للحديث: «فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ».

وأَوْلى القبور بالزيارة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبور آل البيت النبوى الكريم، وقبورهم روضات من رياض الجنة، وفـى زيـارتهم ومودتهم برٌّ وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال الله تعالى: «قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى» . وزيارة قبور آل البيت والأولياء مشروعة بالكتاب والسنة وعمل الأمة سلفًا وخلفا، وكان علماء المسلمين وعوامُّهم عبر العصور يزورون قبور الأنبياء والصالحين وآل البيت المكرمين ويتبركون بها من غير نكير، فزيارة قبور آل البيت والأولياء والصالحين هى من آكد القربات. 

قال تعالى: «َالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا»، فجعلت الآية بناء المسجد على قبور الصالحين التماسًا لبركتهم وآثار عبادتهم أمرًا مشروعًا، من اتخذ مسجدًا بجوار صالح أو صلى فى مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه ووصول أثر من آثار عبادته إليه - لا التعظيم له والتوجه - فلا حرج عليه. ومن السنة النبوية الشريفة أن النبيَّ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قام بزيارة قبر أمه عليها السلام؛ فقد روى الإمام أحمد ومسلم فى «صحيحه» وأبو داود وابن ماجه، وغيرهم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم زار قبرَ أمه، فبَكَى وأبكى مَن حولَه، وأخبر أن الله تعالى أذن له فى زيارتها، ثم قال: "فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ" . وقد وصَّى النبى صلى الله عليه وآله وسلم أمته بآل بيته، فعن زيد بن أرقم رضى الله عنه، قال: قَامَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى «خُمًّا» بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ! أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّى فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ الله، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بِكِتَابِ الله وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ» فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ الله وَرَغَّبَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِى أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِى أَهْلِ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ الله فِى أَهْلِ بَيْتِي» رواه مسلم. وقال سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله عنه: «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي»، وقال رضى الله عنه أيضًا: «ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم فِى أَهْلِ بَيْتِهِ» رواهما الإمام البخارى فى صحيحه، والصلة لا تنقطع بالموت، بل إن زيارة القبور جزء من الصلة التى رغب فيها الشرع الشريف. وقبور آل البيت والصالحين مواضع مباركة يُستَجاب عندها الدعاء؛ فإن قبور أهل الجنة روضات من رياض الجنة؛ إذ يقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «الْقَبْرُ إِمَّا رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الْجنَّةِ، أَو حُفْرَةٌ مِن حُفَرِ النَّارِ»، وقبور آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم تتنزل عليها البركة والصلاة من الله تعالى فى كل آنٍ؛ فإنه لا يخلو زمان من عبدٍ يُصلى داعيًا فى صلاته بحصول الصلاة والبركة على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما فى الصلاة الإبراهيمية، وهذا يقتضى تجدد الصلوات والبركات والرحمات على أضرحتهم وقبورهم فى كل لحظة وحين، فهم موضع نظر الله تعالى، ومَن نالهم بسوء أو أذًى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء فى الحديث القدسي: "مَن عادى لى وَلِيًّا فقد آذَنتُهُ بالحَربِ" . بقى أن نقول ان لزيارة قبور آل البيت والأولياء فضيلة عظيمة؛ وهنا، نذكر إن المتوفى يرد السلام على من يزوره ويسلم عليه، ورد السلام دعاء؛ فقد صح عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُرُّ عَلَى قَبْرِ أَخِيهِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِى الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِلَّا رَدَّ اللهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ»، ونقل ابن تيمية فى «مجموع الفتاوى» عن ابن المبارك أنه قال: ثبت ذلك عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، ولا ريب أن دعاء آل البيت والصالحين أرجى عند الله قبولا.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ال البيت الصلاة الله صلى الله علیه وآله وسلم الله تعالى

إقرأ أيضاً:

نصائح عمرو الورداني للتغلب على الغضب

وجه الدكتور عمرو الورداني، عدة نصائح للجمهور بشأن إمكانية التغلب على الغضب.

وقال "الورداني"، خلال برنامج "ولا تعسروا" الذي يقدمه عبر شاشة القناة الأولى المصرية، إن أولى خطوات التغلب على الغضب هي الاستعانة بذكر الله والدعاء بصلاح الحال وهدوء البال.

وأضاف أنه يجب أيضًا الاجتماع بالأبناء للحديث معهم في الأمور التي تهمهم بجانب إشراكهم في المساعدة بما يتفق مع قدراتهم، معلقا: "وانت كمان ساعدهم فيما يحتاجونه".

وتابع: "اعتذر لأولادك ولشريكة حياتك لو غضبك عليهم، فالاعتذار لا يقلل من شأنك".

يعتبر الغضب أمرًا فطريًا طبع عليه كثير من الناس وقل من يسلم من شره وبلاه، ولكن من عباد الله من يوفقه الله فيتغلب على غضبه، ومن الناس من يضعف أمام الغضب فربما وقع في السباب والشتام والعدوان إلى أن ينتهي به إلى العدوان وسفك الدماء وتدمير الأموال والقدح في الأعراض بلا مبرر شرعي.

إذا سمعت ما يغضبك فعليك بالوضوء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ”.

دعاء الغضب

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم.

دعاء النبي عند الغضب

وردت العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي تعلمنا ما يقوله الشخص عند الغضب، فقد استبَّ رجلان عند النبي ‏صلى الله عليه وسلم، فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه فقال صلى الله عليه ‏وسلم: إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد: ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” ‏(متفق عليه من حديث سليمان بن صرد رضي الله عنه).

وصايا النبي للسيطرة على الغضب

ورد عن النبي صلى الله عليه ‏وسلم بعض الوصايا لإسكان الغضب ومنها قوله: “إذا غضبت فإن كنت قائماً فاقعد، وإن كنت قاعداً فاتكئ، وإن كنت متكئاً ‏فاضطجع”.

ومن طرق السيطرة على الغضب وإسكانه: الوضوء، ونستدل على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الغضب من ‏الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تبرد النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ” .

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: دعوة أوجلان ستساعد بإحلال السلام في منطقة مضطربة
  • أول تعليق من البيت الأبيض على دعوة أوجلان
  • تأملات قرآنية
  • هل ترك السحور يعد مبررا للفطر في نهار رمضان.. الإفتاء ترد
  • أيها الأردنيون النشامى ، إحذروا الفتنة ودعاتها.
  • أفضل الأعمال في شهر رمضان.. تعرف عليها
  • الحرازين: الشعب الفلسطيني لن يقبل بنكبة جديدة تحل عليه نتيجة مخطط التهجير
  • فضل شهر رمضان المبارك
  • ترامب وماكرون بحثا في البيت الأبيض السلام في أوكرانيا و«الدفاع الأوروبي»
  • نصائح عمرو الورداني للتغلب على الغضب